عنوان الموضوع : أزمة مبادئ
مقدم من طرف منتديات الشامل





السلام عليكم ورحمة الله

حيرة تنتاب القارئ والمشاهد وتجعله عاجز عن الإتيان بتفسير منطقي لما يحصل ويخرج عن حرب المصالح وتحقيق الذات والإنتصار لها

لايلام القارئ فعندما يتجه إلى القراءة لوسائل الإعلام المقروءة سواء كانت جرائد أو صفحات إنترنت أو يسمع ويشاهد مايحدث من سجالات عقيمة على الفضائيات يصاب بغثيان لكنه لايستطيع أن يتجاهل مايحدث فهو يريد أن يصل إلى نتيجة ترضي فضوله وتملأ تفكيره

لكنه للأسف يجد نفسه على مفترق طرق لايستطيع أن يوحدها حتى مع أصحاب التوجه الواحد فكلا يستميت في سبيل الإقناع بأنه على حق وهنا تستباح الوسائل والطرق لتحقيق الغايات ويضيع الحق وتطمر الحقيقة تحت ركام بقايا مبادئهم

لست منظرا ولكني حاولت جاهدا كمتلقي فقط أن أفهم حقيقة مايحدث من صراع وماهي الأسباب الحقيقية له ومن يقف خلفه وماهي أهدافه وغاياته

فالناظر لهذا الصراع يرى للوهلة الأولى أن البلد قسم إلى قسمين وكل قسم منشق على نفسه

ظاهريا ترى الإتفاق والإستماته على الإقناع بأن الكل له مبدأ ينطلق منه لكنك حين تركز جيدا تجد أنه لامبادئ ولاقيم حقيقية إلا عند النادر منهم وأحيانا كثيرة تجده يتخلى عنها في خطابه حين يطرح مقالا أو يدبج كلمة هنا أو هناك أو حتى يقف أمام شاشة التلفزيون ويستطرد فيخلط الحابل بالنابل وتشتبك خيول فكره لتتعثر ببعضها البعض ...فقط ليحقق مصلحة ما

للجميع مطلق الحرية في الإعتراض لكن عليه إعمال العقل والتبصر فيما يحدث
فأنا كما قلت لست منظرا كما أنني لاأعتقد أنني أرقى لبعض الجهابذه الذين يملكون من الرؤية مايفوق مالدي وان وجد بعض الثغرات التى ماكان يجب أن تكون

أعتقد أننا بحاجة لأن نحافظ على مبادئنا الفطرية أولا وأخيرا
والتى هي أصل الفكر والأساس الذي يبنى عليه وهي نقطة البداية ونقطة الانطلاق إلى الأمام فلا رجوع عنها وهي الرأي الأول الذي له الأولوية على كل رأي ففي وجود المبدأ يسود العدل ويعم النظام

ولاننسى ان هناك من ينتظر الرياح والفرصه المؤاتيه فيرفع اشرعة مركبه لتسوقه حيث المصلحه التي يراها مناسبه وهذا صاحب مبدأالانتهازيه وهو الذي يستفيد من الظروف مهما كانت لخدمة نفسه ومصالحه دون اعتبار لمحيطه ومجتمعه مهما كان السبب وهذا هو الخطر بعينه وعلينا ان نحذر منه

لذلك وجب أن يكون خطابنا مبنى على المبدأ الذي نؤمن به وقائم على الحق يدعمه الإيمان المطلق بما نقول ونعمل
موجها للعقل البشري ومخاطبا للقلوب بعيدا عن أي شيئ أخر حتى نستطيع أن نحقق به الأهداف المرجوه منه والباعثه على وجوده

ففي ظل مايحدث من معارك طاحنه يندى له الجبين
خطابنا الذي كان من المفترض أن يكون قويا بقوة المبدأ الذي نعيش عليه والذي أمنا به ونحارب من أجله والعقيدة التى نتشدق بأنها قد غرست في قلوبنا ونفوسنا والتى لايمكن أن تتزعزع أو تميل أصبح مهترئا

فالمبادئ الإسلامية لايمكن أن نرى جمالها في الأقول بل يجب أن نلمسها واقعا في الأفعال

المشهد الفكري والثقافي في بلادنا ينحدر بشكل محزن وإن بدى في ظاهره جميلا إلا أنه يمر بأسوأ أيامه لولا وجود بعض رجالاته الذين يستحقون أن نقف لهم إجلالا وإكبارا

نحن بحاجة ماسة إلى الحوار الحقيقي مع كل من خالفنا لكننا للأسف نرى أنه لاإجادة للغته ولا إلمام بأبجدياته ولاقدرة حتى على إدارة دفته فكل الحوارات التى شاهدناها لم تكن أكثر من صراع وإنتصار للذات حتى وإن إستخدم فيها مصطلح ( البحث الحق ) إلا أنه لم يسجل نجاح واحد لأي من هذه الحوارات التى هي في حقيقتها لم تقام من أجل إحقاق الحق بل كانت لإذكاء الصراع وتشتيت المتلقي وخلط للمفاهيم وإنقلاب على القيم والمبادئ

قبل أن أختم :
لايكاد يمضي يوم إلا ونشاهد السجالات العقيمة التى للأسف لم يستطع أهل العلم والمعرفه والمثقفين على إحتوائها والرد عليها بطريقة تخرس أصحابها

بل كل مانراه هو إذكاء لها وتمهيد لما بعدها

نحن بحاجة إلى خطاب ثقافي إسلامي قوي وحقيقي شافي كافي منضبط بالمبدأ الذي نؤمن به يوضح الحق ويخاطب العقل والقلب ويستنكف النزول إلى الحضيض معليا للحق ودامغا للباطل دون أي تعريض لاتلميحا ولاتصريحا لأي كان متسامي عن الإنتصار للذات
وبعيدا كل البعد عن المصالح الدنيويه
يسعى إلى إحقاق الحق وإظهاره جليا بأحلى حلة
ليستطيع التأثير على العقول والقلوب
لتتقبله تقبلا حسنا ويقضي على كل مادونه ويكون لجاما لما بعده


للجميع تحياتي وتقديري



أخوكم

أعذب ميسان





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

مع الأسف الشديد
نعاني فعلاً من أزمة مبادئ
أتّفق معك في أنّ الإسلام يحمل أجمل و أفضل المبادئ
لكن من يدخلون معترك السياسة تحت مسمّى إسلاميين
لا أجدهم يسعون فعلاً إلى إعلاء كلمة الله و دينه
بل همّهم المصالح الدنيوية - ما عدا استثناءات أجدها قليلة
شأنهم في ذلك شأن غيرهم
هي لغة المصالح التي تحكم العقلية السياسية لدينا
مصالح شخصيّة تطغى على المصلحة العامة

نحتاج إلى خطاب اسلامي قوي مبني على المبادئ الاسلامية
و هذا الخطاب لن يوجد إلّا بأشخاص ذوي مبادئ
تكون عندهم مصلحة الدين و مصلحة الوطن أعلى و أغلى من المصلحة الشخصية

شكراً على الطرح القيّم


__________________________________________________ __________
الأولى أن نحافظ على المبادئ الفطريــــــــه !

اتفق معك على هذه النقطه ... فــ ما نراه من صراع في الاعلام المرئي والمقروء والمسموع شيء يكفي لأن يشتت العقول ..
الكل له مبدأ ومنطلق والكل هو الصادق والكل هو صاحب المذهب الصحيح ويبقى المشاهد هو المحتار في ذلك
مبادئنا الفطرية يجب أن تكون هي المنطلق الذي ننطلق منه وليس الطهبلة الاعلاميــة التي تضع الانسان في صراع نفسي ويختلط عليه الخير والشر والدجل في آن معاً ...


أجمل تحيـــه على هذا الموضوع



__________________________________________________ __________

لكل انسان قاعده واساس من مبادئ وقيم إنبنت عليها سلوكه وفكره مبادئ فطريه
لابد منها ليكون للانسان نشأه سليمه قابله للتطوير مع الزمن وقابله للتعود على
مبادئ ساميه وقيمه ,
مبادئ تكون قويه لايحدث في توازنها أي إختلال حتى مع حدوث أي زلزال في الفكر
والاتجاه والسلوك الانساني
مع مانشهده اليوم يافاضل من تعارك في الاراء على صفحات الانترنت والجرائد وحتى على
مواقع التواصل الاجتماعي المعروفه وانجذاب البعض نحو افكار غير سويه استطيع ان اقول
اننا بالفعل نعاني من ازمه في المبادئ ,,

الله المستعان أخي
موضوع قيم أحسنت وعوفيت
كن بخير


__________________________________________________ __________
وما فائدة الخطاب بدون الفعل والعمل

ياصديقي حتى التوعيه لم تعد ذات نفع وجدوى

مانشاهده هذا صراع الديكة فالكل يريد ان ينتصر لرأيه وحزبه على حساب الصدق والمصلحه العامه

وبكل اسف اصبح من هم محسوبين على الاسلام هم اول من يسيء اليه حتى لو كان بدون قصد منهم

فما أصعب أن نخدم الإسلام .. وما أسهل أن نستخدم الإسلام


__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فدوه خالد
مع الأسف الشديد
نعاني فعلاً من أزمة مبادئ
أتّفق معك في أنّ الإسلام يحمل أجمل و أفضل المبادئ
لكن من يدخلون معترك السياسة تحت مسمّى إسلاميين
لا أجدهم يسعون فعلاً إلى إعلاء كلمة الله و دينه
بل همّهم المصالح الدنيوية - ما عدا استثناءات أجدها قليلة
شأنهم في ذلك شأن غيرهم
هي لغة المصالح التي تحكم العقلية السياسية لدينا
مصالح شخصيّة تطغى على المصلحة العامة

نحتاج إلى خطاب اسلامي قوي مبني على المبادئ الاسلامية
و هذا الخطاب لن يوجد إلّا بأشخاص ذوي مبادئ
تكون عندهم مصلحة الدين و مصلحة الوطن أعلى و أغلى من المصلحة الشخصية

شكراً على الطرح القيّم


حياكم الله أختنا الفاضلة وكاتبتنا القديرة
فدوة خالد
شرفني مرورك وتواجدك يابنت الكرام

هناك مثل حي رأينا بعد الثورة التونسية حين كان الإسلاميين في المنفى
كانوا يتشدقون بمبادئ الإسلام السامية
وحين وصلوا إلى سدة الحكم تحطمت تلك المبادئ بمجرد وصولهم إلى مطار تونس
وبدأ التنازل شيئا فشيئا حتى إنهارت كل تلك الأحلام والآمال التى خدع بها العامة

أيضا في مصر
كان الإخوان المسلمين مطاردين ومنبوذين من النظام ومر زمن طويل ورؤوسهم في غياهب السجون وكل هذا من أجل ماكانوا ينادون به من مبادئ ظاهرها جميل
وحين بدت حقيقتها بعد الوصول إلى سدة الحكم أصبحت خاوية من مظمونها وإنهارت كل تلك المبادئ التى كانوا ينادون بها منذ أكثر من خمسين عاما

الثلاثة عقود الأخيرة التى مرت بها الأمة كان لها كبير الأثر في هدم المبادئ السامية وإحلال المبادئ المؤقته التى أصبحت قاعدة يضرب منها أصحاب المصالح حتى تحقيق مصالحهم ومن ثم ينقلبون عليها

أما عندنا في السعودية فالأمر مثير للضحك
فالصراع عندنا على صفحات الإنتر نت والفضائيات يوحي بوجود أحزاب على أرض الواقع وهناك قيادات وتواجد وقدرة على الحل والربط

وحين نأتي للحقيقة نجد أن التيار الحداثي بقضه وقضيضه لايمثل أي شيئ على أرض الواقع بل إننى حتى تاريخه لم نجد لهم تواجد حقيقي أو مشاركة فعالة في بناء الوطن

وكل قضيتهم هي قيادة المرأة للسيارة

والتيار الإسلامي ولي تحفظ على هذا المصطلح لأنه بصراحة المجتمع كله إسلامي وهذه التسمية أطلقها العصرانيون ليوحوا للعالم أن هناك إنقسام في المجتمع وهذا غير صحيح

المهم أن هؤلاء دائمي الإنتظار لهجمات الحداثيين كي يتسابقون على الرد عليهم ويصنعوا لأنفسهم شهره ومكانه

وما أن تنتهي تلك الحرب حتى يخفت نورهم

لكن قضايانا التى تحتاج أصواتهم ومنابرهم لاوجود لها على خريطة سيرهم وحراكهم

والسبب هو عدم الثبات على المبدأ وكل مايحصل هو إرتقاء بمبادئ الإسلام والإستماته للوصول إلى مصالحهم عن طريقها

أما الخطاب الذي نحلم به ونتمناه والمبادئ السامية الإسلامية فأهلها في غياهب السجون لهم عقود من الزمن وربما الكثير منهم لقي حتفه

شكر لك ولكل حرف حبرته بين ثنايا متصفحنا

تقبلي تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم

أعذب ميسان



اخي الكريم أعذب ميسان

طرحت موضوع عجزت ان اتناوله باي كلمة

فقد ابلغت وتفننت وابدعت في طرح مايطرى في بالي شخصيا

اشكرك من اعماق قلبي على اسلوبك الراقي وثقافتك التي تفرض احترامها على المتلقي

.
.
.
~
لحسن آنتقائك عطر خآص
ولأحآسيسك آلمنثوره هنآ رونق مميز
روعه فى كل حآلاتك
بوركت على ذوقك آلرآقى
بأآنتظآر جديدك بكل شوق
لك آحترآمى برفقة تقديرى