عنوان الموضوع : أم حمدي - عندما تصبح الأحلام مقلوبة ! - نقاش حر
مقدم من طرف منتديات الشامل



" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "

أعتذرُ عن فترة الغياب ,وأتمنى لكم تمام الصحة يا كرام ,,,






الأحلام والأحلام والأحلام / هي تلك الكلمة التي عندما نسمعها تبدأ عقولنا في تفسير مالا نملك أو ما نتطلع إلى الحصول عليه بإعتبارهِ أحد أحلامنا الجميلة الليلية < لمن ينامون في الليل فقط !


يقول المثل الشعبي الدارج (الجيعان يحلم بسوق العيش) مقولة تحمل التمني والطلب والتخّيل بإمتلاك ما نحتاج , أو حتى لتغطية تلك الجوانب الفارغة المتواجدة في حياتنا من فقر وهدف وتحقيق أمل والسعي وراء مستقبل الأحلام الذي يزفنا إلى طريقاً لا نهاية به ,,,


**


لن أطيل عليكم فالأكثرية الآن متشوقونَ لمعرفة (أم حمدي) , لكي تعلموا وتطمئنوا هذه القصة التي سأكتبها لكم هنا عن هذه المرأة ليست من خيال كاتب , بل إنها من صديق وأخ مقربٌ مني يحكيها إلي فأحببتُ أن أكتبها لكم مع الإحتفاظ بالأسم الحقيقي لأسباب متعددة ,,,


إمرأةٌ مكافحة , قويةٌ صابرة , راضيةٌ طامحة , هكذا هي كما كانت أم حمدي عندما بدأت مع هذه الحياة في تربية أبنائها السبعة ما بين فتيان وفتيات يفّعٌ يُتمٌ صغار , إجتهدت وعملت وبذلت كل جهودها للوقوف والتصدي لأعباء هذه الحياة الصعبة..

كانت تؤمن بالأحلام , بل إنها كانت ترى بأنها أجملُ مافي الوجود , طعم الأحلام لديها لذيذ يفتقدها من لا يحلم, وكل هذا كان في داخلها بالرغمِ من قسوة الواقع من عدة نواحي أجهلها وقد يعلمها الكثير , كانت ترى بأن الحلم هو الشيء (المجاني) في هذه الحياة والذي نستطيع أن نتقاسمهُ مع الأغنياء , وهو الجمال الحقيقي المعنوي لرؤية الحياة من بوابة الأمل , مع العلم بأنني أثق بأنها كانت تهرب من واقعها الأليم الحقيقي ولكنها أيضاً مثلنا وكغيرنا نجد بأن هذه الأحلام آمال تختزل في الحياة ,,,

أوافقها التكفير بأن الحلم قد يكون باعثٌ للإستمرار في العيش رغم صعوبته , وقد أوافق الكثير بأنهُ نوعاً من حالات التخدير إذا لم نجتهد للوصول إليه ,,,

عملت هذه المرأة في أشد وأصعب الأعمال على الرجال , وكانت تسعى لجمع قوت يومها لها ولأبنائها , كالعصفورة التي تطيرُ مع فجة النور وبزوغ الشمس لتعودَ إلى عُشها بالطعام لكي لا يموت صغارها ,,,

أم حمدي تعملُ من لا شيء شيئاً , وتجتهد في جمع البقايا المتلاشية للحصول على المال أو حتى بعضاً من الطعام أو اللباس القديم لها ولأبنائها , جمعت المال ورقة ورقة , وبدأت في التحسين من حالتها الإجتماعية بطريقة بطيئة تذكرنا بطريقة سير (السلحفاة) التي لا تهتم للعجلة بقدر إهتمامها للوصول إلى ما تريد ,,,

واصلت طريقها ولم تتغير رغم التطوير الحادث حولها , من تعليم ساعد أبنائها للوصول إلى أرقى وأمجد درجات التعليم , حتى أصبحوا ينبذون هذه المرأة , بل ويقبحون عملها , وكأنهم يتناسون بأنها كانت تعمل لهم وتقتل أحلامها بيدها , بل أكاد أجزم بأنها تجثمُ عليها , تصارع البقاء ويبدأ الأبناء في الهرب من هنا ومن هناك ,,,

أم حمدي ذهبت تحلم بمستقبل بسيط تملئهُ الحياة بسعادة (على قد الحال) , ولكنها لم تكن تعلم بأن الأماني لا تأتي كيفما نحب , وليس كل ما يتمناه المرء يدركهُ , بدأ التعليم في (تفتيح) عقول أبنائها بطريقة خاطئة < لا أعلم في الحقيقة هل كان السبب التعليم أو من يعلّم ؟

بدأ الجميع يخجل من هذه الأم , وما تقوم بهِ من أعمال وصفات لم تتغير مع هذه الحياة التي تطورت وأصبحت لا تقبل من لم يتغير معها ويسايرُ تقلباتها الحسنة والسيئة , كان الأبناء دائماً يطلبون منها عدم الإستمرار في تلك الأعمال التي أصبحت الآن لديهم نظارة للخزي والعار , وطلبوا منها المكوث في هذه الغرفة الصغيرة وعدم الإقتراب منهم لكي لا تتدنس وتتأثر حالتهم الإجتماعية بأسباب أمهم ,,,

أم حمدي تعلم وتؤمن بأن السماء لن تمطر ذهباً وبأن الأحلام ليست سوى عبّارةً لجسر الأمل في هذه الحياة , وأن الواقع يختلف كثيراً عن التخيلات والأوهام التي نشرد بها بذهن بشرياً أحمق عندما يذهب إلى البعيد ,,,

توفيت أم حمدي في تلك الحجرة الصغيرة التي لا يعترف بها الواقع ولا تعترف بها الحياة مع وجود الأبراج الشاهقة والمباني العالية المتعالية , وللآسف ما زال الكثير يجهل قيمة حلمها في بناء مستقبل بسيط وسعادة بسيطة ,,,


**


عذراً للأبناء , فأنتم لا شيء ! < عندما لا تعترفون بقيمة هذا العمل الذي تكلل بحلم مقلوب ..

عذراً للتعليم , فهو حقاً لا شيء ! < عندما يجهلُ بأنهُ وصل إلى الأبناء بمساعدة هذا العمل الذي تكلل بحلم مقلوب ..

عذراً لكل هذه الحقائق , فهي لا شيء ! < عندما تجهلُ الشجرة التي أثمرت لهذه الحياة ثمرٌ لا يستحق البقاء ..

عذراً سيدي الواقع , فأنت جاهل ! < عندما تنتبذ حق الأساس من أجل التغيير المفسد ..


**


مساحة تطلب من أقلامكم الرائعة التواجد بها :


أم حمدي عندما تصبح الأحلامُ مقلوبة ما ذنبها ؟

أم حمدي لما كانت الحياة ضدها والنهايات قُلبت على أحلامها وماتت حسرة عليها ؟



لمحة آخيرة :


أيقنت بأن فسحة الحلم والأمل يمتزجان لصناعة أحلامٌ مقلوبة عندما تواجه الواقع ..



تحياتي وتقديري لمقامكم الكريم يا كرام ,,,


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

أهلاً بعودتك أخ وحيد
افتقدتُ تواجدك و مشاركاتك

قرأت موضوعك و أعدت قراءته
القصّة ليست الأولى من نوعها طبعاً
منذ أيّام حدثّتني الوالدة حفظها الله عن قصّة امرأة
هي أم حمدي أخرى بكل معنى الكلمة

تساءلت " أين الخلل ؟ "
لماذا ربّت أم حمدي المُكافحة أولاداً لا يعرفون و لا يقدّرون الكفاح ؟
لم أتوصّل إلى إجابة ترضيني
سأعيد القراءة و التفكير علّني أصل إلى نتيجة

و أظنّني سأعود إلى موضوعك

__________________________________________________ __________
م حمدي عندما تصبح الأحلامُ مقلوبة ما ذنبها ؟

أم حمدي لما كانت الحياة ضدها والنهايات قُلبت على أحلامها وماتت حسرة عليها ؟


ام حمدي حكايه تجسد تضحية الأم لأبنائها ..وصراعها الطويل
مع الفقر الذي جعلها تمتهن اصعب المهن بل واشدها مرارة على النفس

وكل ذلك في سبيل بناء مستقبل ابنائها ..في المقابل ابنائها الذين
تشربوا من العلم ونهلوا منه على اكتاف امهم ..وبحكم انفتاحهم
على الحياة قابلوا صنيع امهم بالجحود والنكران لانها وفي نظرهم تجلب لهم العار بتلك المهن المتواضعه..فهم الان متعلمين ..فكيف يواجهون المجتمع ومن في طبقتهم وامهم على تلك الحاله !!
ولربما جعلهم هذا ينظرون الي الانفتاح والتطور بطريقة ما خاطئه ..
مع العلم ان ما وصلوا اليه من مستوى وعلم هو على حساب امهم التي افنت عمرها
ودفعت من حياتهاالكثير لهم
ام حمدي احلامها بسيطة ببساطة حياتها ..جاءت هذه الاحلام
لتتعارض مع تفكير ابنائها الذين مازادهم العلم الا غرورا واعراضا!!
بالفعل هذه القضيه تتكرر بين حين وآخر وان دلت الا على العقوق
الذي يحمله الابناء
ام حمدي لم تخطأ حينما حلمت فالحلم متاح للجميع ..ومن ابسط
حقوقها ..ان تعيش لتجني ثمرة حياتها..ولكن الخطأ هنا يتحمله
الابناء الذين قابلوا تضحيتها بالجحود..!!
اما مسألة الاحلام و النهايات مقلوبه ..فالحياة
لاتمنح الانسان السعادة الابديه.. ( لقد خلقنا الانسان في كبد)
فما من سعادة خالصة الا بالشقاء
..
انما الاحلام كما ذكرت يافاضلي بمثابة جرعة أمل تساعدنا
للمضي قدما نحو مستقبل قديكون معتم ومجهول ..
وقد تكون عند البعض هي الوقودوالدافع في الوقوف والاستمرار ..لانستطيع ان نحدد مستقبلنا وفق الاحلام
التي وضعناها ورسمناها في مخيلتنا ..قد تفاجئنا الحياة وتباغتنا
بعكس المتوقع والمأمول ..لكن دائما تظل الاحلام جميله ونود
ونتمنى تحقيقها.وهذا لايمنعنا ان نحلم ..فالحلم يرافق كل
انسان طالما هو حي لكن من وجهة نظري هي عدم الاستغراق
فيها وان نضع في الحسبان ..النهايات المقلوبه
وحديثي هذا ليس عن ام حمدي فالخطأ هنا ليس عائدا عليها انما اتحدث بشكل عام ..

مبدع دوما في انتقاء المواضيع ذات الطابع والمغزى الخفي..

هذا مااستطعت استنباطه والتوصل اليه..
وعودا حميدا
عافاك المولى


__________________________________________________ __________
يعطيك الف عافيه يالغلا
دمـــــــــــــــــــت


__________________________________________________ __________
ماعدت لااستغرب ولا انصدم كل شي استوى عادي
القلوب تحجرت والنفوس تشوهت والمزايين انقلبت فوق حدر
زمن ردي والله يعينا عليه وع انفسنا


__________________________________________________ __________
عوداً حميداً أخي

ام حمدي ,,, إمرأه عظيمه ومثال للتضحيه كل ذنبها أنها لم تجد من يقدرها حق قدرها
فـــ تاهت عظمتها وضاعت تضحيتها في غياهب بحر من القسوه والجحود والنكران والانانيه
قصص كثيره أو بالاصح نُسخ كثيره من أصل أم حمدي منتشره وبكثره حلمت بالافضل
فكانت لها الحياه بالمرصاد ,, لم تسعفها اقدارها ولا نصيبها لتحقق ماكانت ترتجيه
من امان واستقرار لأبنائها الصغار ,, وحينما لم تجد احلامها القبول على ارض الواقع رات أن تنصرف لما يؤمن لابنائها العيش دون علم منها أن ماتفعله ستجد صداه فعل يدمي الفؤاد وتموت على بساط من احلام مقلوبه ,,,

طرح قيم ولفته انسانيه جميله
احسنت أخي

كن بخير ,,


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولد الويلان
ماعدت لااستغرب ولا انصدم كل شي استوى عادي
القلوب تحجرت والنفوس تشوهت والمزايين انقلبت فوق حدر
زمن ردي والله يعينا عليه وع انفسنا


أهلاً بك أخي الكريم ,,,

لا أحبذُ الإستغراب وقول بأن الأمر (عادي) بقدر ما أرى بأنهُ لابد علي من السعي وراء حقيقة الأمور ,,,

كن بخير دوماً ,,,