عنوان الموضوع : وحــوحـــه تم الرد
مقدم من طرف منتديات الشامل




بسم الله الرحمن الرحيم

نحن نعتقد أن الحياة كشتة لا ينقصها سوى وجبة طعام لذيذة أو جهاز جوال جديد أو تخطيط لسفرة قادمة كي تغدو الكشته أكثر (وناسة)! لهذا نكثر من أكل الطعام بداع وبدون داع حتى أصبحت أجهزتنا الهضمية أحسن مثالا لأمراض الجهاز الهضمي!
ونفاجأ بأنه بعد كل وجبة طعام لذيذة نسأم منها ثم نبدأ في البحث عن وجبة أخرى أكثر لذة، لهذا أكثر ما في شوارعنا أسماء الأطعمة... لأننا شعوب تعيش لتأكل! مندي، مظبي، حنيذ، ودري وشو بعد ... كل هذه الأطعمة قبل سنوات قليلة لم نكن نعرف أسماءها ولا ندري عن أسماء الأطعمة التي تخبئها لنا الأيام القادمة. أما الجوال الجديد الذي نفرح به فلا تستغرق هذه الفرحة أكثر من بضعة أشهر حتى يصبح (كخة) أو عار في بعض الأحيان! ليبدأ مشوار الزحام والضرب بالأكتاف في محلات الجوالات عن جوال جديد (يهبل) أو ( يطير العقل) بينما في الواقع لا تطير سوى الأموال، أما السفرة القادمة فتنتهي بسرعة البرق ثم ما نلبث أن نتساءل لماذا الكشته طلعت (ماسخة)!
لا أدري من أوهمنا أننا لازم (ننبسط)؟ ولماذا التركيز دائماً على (البسطة) ولهذا أضعنا أوقاتنا في الأكل الزائد وفي ( التبطح) في الاستراحات ثم نتساءل لماذا لا (ننبسط)!
لا أدري من أوهمنا أن الحياة (كشته)؟ هل هو النفط؟ هل هو نحن؟ هل هو جيناتنا التي تأنف العمل اليدوي وتصر على الفخر والمكابرة كابراً عن كابر؟
ماذا عن الانتظار والكد والكدح والمحاولة والتغيير والصبر والكفاح والتحمل والتواضع، هذه المعاني الضرورية للحياة لماذا ليست في قاموسنا؟
لماذا (نتوحوح) في حرنا القائظ حينما نسير في الطريق بينما نجد غربيين يمشون معنا في نفس الطريق لا يبدون أي تضجر وهم الذين لم يعرفوا الجو الحار يوماً ما، ولماذا إذا اشتد البرد لدينا ضقنا به ذرعاً وبدأنا في ( التوحوح) من جديد وقلنا: (يازين الحر) لماذا لا نركز على ما يجب علينا فعله لأنفسنا وأوطاننا وننحى بحكاية ( التوحوح) هذه جانباً. لماذا لدى محطة البنزين نأتي الأخيرين ثم لا نستطيع الانتظار ونود أن يتحول العامل البنغالي إلى رجل باثنتي عشرة يداً حتى يعبئ سياراتنا بنزينا لأننا شعب لا يطيق الانتظار!
لماذا نصر على أن كل ما يحدث لنا هو (عين) أو حظ سييء وكأن الأولاد لا يفشلون في الدراسة ولا يمرضون ولا يسقطون في الأرض وكأن البنت لا تطلق وكأن الأب لا يمكن أن يموت في شوارعنا المليئة بصناع الموت...
هكذا الدنيا... الأشياء تحدث... أو على رأي الأمريكان (Things happens)... فلا تختبئوا في الاستراحات هرباً من مشاكلكم بل واجهوها واعلموا أن القرآن الكريم يقول: ( لقد خلقنا الإنسان في كبد) هذا ما يجب أن يتعلمه الصغار قبل الكبار.. هذا النضال الحياتي الشريف الذي يعلم الصبر والتحمل والتواضع والتعامل مع الحياة على أنها رحلة شاقة ووعرة تسعدنا أحياناً وتشقينا أحياناً كثيرة... وأنها ليست (كشته) مطلقاً.
يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (عش لدنياك كأنك لا تموت وعش لآخرتك كأنك تموت غداً).
الإيمان بالعمل الجاد والمحاولة والصبر والتحمل والتخطيط طويل الأمد للأحلام الكبيرة أياً كانت لهواية، لمشروع تجاري، لعمل خيري، لقراءة، لكتابة، لممارسة رياضة معينة، هو الذي يجعل الحياة أكثر إشراقاً وإنتاجية وبهجة ويجعل الكشته أحلى وبلا أمراض جهاز هضمي مزمنة وبلا خسائر جوالات وبلا ( وحوحة).



ويكند سعيد ولاتفوتكم الكشته ....



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

هلا بك اخوي فواز اقسم بالله اكثر مايشدني بطرحك اولا العنوان واعلم جلياً ان المحتوى قيم
لم يبقى لي ما اعلق عليه موضوعك مكتض بواقع للاسف نتعايشه وقد نكون نحن منهم ولايخفى على احد منا ذلك
بارك الله فيك يعجبني حضورك وتستحق الاشادة من الجميع


__________________________________________________ __________


موضوع فيه العطاء الكثير
طاب لي البقاء هنا
طرح مميز

يلامس مصداقية واقعنا
أرق التحايا


__________________________________________________ __________
مساء الخير ع الجميع


مروركم شرف لمتصفحي ايها الرفاق

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________