عنوان الموضوع : الموت بلا سبب فعلى العالم تذكر السوريون مجابة
مقدم من طرف منتديات الشامل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الموت بلا سبب فعلى العالم تذكر السوريون

المجزرة الوطنية تكبر شيئاً فشيئاً، مئات الآلاف من القتلى، ملايين من النازحين، والمعتقلين، والمفقودين، بلد يسوى بالأرض تماماً، أرواح تنزف ألماً.

أكثر من عامين ونصف، ولم يتخلص العالم بعد من تأثير الصدمة. البلد الصغير الجميل المسالم الوادع المغرم بالحياة يتحول فجأة إلى أخطر بقعة على وجه الأرض، فجأة، وعلى نحو عبثي غير مفهوم، أشكال من الموت قديمة، وأخرى جديدة، الموت بالرصاص، والموت بالسكود، والموت بالكيميائي، والموت بالبراميل المتفجرة، والجديد: الموت بالجوع، والموت بالبرد، والموت بالقهر، والموت بالحنين، وأخيراً: الموت بلا سبب.

السوريون أنفسهم لا يفهمون ما يحدث، لا يفهمونه لأن هذا كله كان خارج معجم حياتهم اليومي، المعجم البسيط الأنيق، الذي انتقوا مفرداته بذائقة مرهفة تعشق الجمال، وتقدس مبدأ السعادة في الحياة.

يستيقظ السوري على رائحة القهوة وصوت فيروز: طقس صباحي مقدس، يكاد لا يخلو منه بيت في سوريا من أقصاها إلى أقصاها.

ثم يخرج إلى رزقه: يسمي السوري العمل (رزقاً) .. يعود محملاً بأكياس الخضار والفاكهة: الطعام السوري الساحر .. وفي المساء تزدحم المقاهي ومحلات بيع الألبسة: الأناقة السورية.

حياة فيها ما لا يعد ولا يحصى من المنغصات والمشاق، لكن السوري يتقبل ذلك كله في كثير من الصبر، وفي كثير من الأمل، عينه على أولاده. جميع السوريين، وبلا استثناء، يحلمون أن يكون أولادهم أطباء ومهندسين، أطباء ليحفظوا لهم الحياة، ومهندسين ليبنوا لهم.

ثقافة الحياة لا الموت .. ولم يكن هذا جديداً، فالرحالة الذين زاروا سوريا كتبوا كثيراً عن ثقافة الحياة هذه، وجعلوها عنواناً لحياة السوريين، ووصفوهم بأنهم أهل بسط وانشراح. يقول عنهم عبدالرحمن سامي في رحلته إلى سوريا أواخر القرن التاسع عشر: أخلاقهم حسنة رضية، وهم يوصفون بالكرم واللطف، ويميلون إلى السلامة والسكينة والتودد، ويحبون الانشراح والسرور.

ويقول نعمان قساطلي في كتابه (الروضة الغناء في دمشق الفيحاء) عام 1879: قوم أمناء ذوو شهامة وناموس ودعة ومؤانسة، رقيقو الطباع، حسنو المعاشرة، سليمو النية والطوية، كرماء يحبون الغرباء ويكرمونهم، ويميلون إلى السلام، ويرغبون في البسط والانشراح.

ويقول عنهم العالم المصري محمد عبدالجواد القاياتي بعد زيارته دمشق حوالي عام 1885: الغالب عليهم ميلهم إلى اللذائذ والشهوات من مأكولات ومشروبات، وملابس فاخرة وألوان زاهرة، ويتغالون في شم الهواء والخروج إلى البساتين، وإعداد المآكل اللذيذة لذلك، ويسمونه «السيران».

ثمة من يسعى إذاً إلى تزوير الحقائق عن السوريين، إلى تشويه الصورة، إلى إيهام العالم بأنه يحارب شعباً ظلامياً عنيفاً متطرفاً.

هذا عن القاتل ..

أما العالم، فعليه أن يتذكر .. السوريون الجميلون ليسوا عرقاً منقرضاً لكي ننساهم، هم أنفسهم الذين تعرفونهم أيها الأصدقاء كلما زرتم دمشق، شبابهم ونساؤهم وأطفالهم وشيوخهم، الطيبون الأنيقون، الغادون إلى «رزقهم»، العائدون إلى مجالس أنسهم وانشراحهم.





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حفظ الله إخوتنا في سوريا الفداء
ودحر الظلم والطغيان
ونشر الخير والأمن بين ربوعهم

مشرفنا القدير مرآتي أخلاقي
شكرا لروعة طرحك
إبداع بلا حدود
أطيب التحايا


__________________________________________________ __________
أخى سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ

موضوع عآلى بذوقهـ ,, رفيع بشآنهـ

كلمآتـ كآنت ,, وسوف تزآل بآلقلبـ ,,

يــ ع ـطيكـ الــ ع ـآآفيهـ على مآطرحت لنآآ يـآآلــ غ ـلآآآ ,,

ولاتحرمنامن جديدكـ ,,,, لآعدمت ,,, ولآهنت


__________________________________________________ __________
شكرا على الموضووووووووع

__________________________________________________ __________
مشكور اخي على الموضوع

__________________________________________________ __________