عنوان الموضوع : العصف الذهني مجابة
مقدم من طرف منتديات الشامل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العصف الذهني

عبد الله محمد هنانو



يعد (أليكس أزربون) الأب الشرعي لطريقة العصف الذهني في تنمية التفكير الإبداعي، حيث جاءت كَرَدَّة فعل لعدم رضاه عن الأسلوب التقليدي السائد، وهو (أسلوب المؤتمر)؛ وذلك لما كشف عن هذا الأسلوب من قصور في التوصل إلى حل كثير من المشكلات المعقدة ذات الطابع المجرد(1).

مصطلحات العصف الذهني:

تم ترجمة العصف الذهني إلى عدّة مصطلحات منها: القصف الذهني، إمطار الدماغ، تدفق الأفكار، توليد الأفكار.

مفهومه:

العصف الذهني: وسيلة ذهنية للحصول على أكبر عدد من الأفكار من مجموعة معينة خلال زمن معين، بغية حل مشكلة بطريقة إبداعية، أو ابتكار فكرة جديدة لم توجد من قبل، أو تطوير فكرة موجودة.

استخداماته:

تستخدم عادة هذه الطريقة لتطوير المنتجات الجديدة في المصانع، أو تحسين الخدمات العامة في الشركات أو المؤسسات، أو في استحداث عمليات أو أنظمة أو خدمات جديدة، وكذلك في الحملات الإعلانية والدعائية والبحوث المكتوبة والمقالات، وفي طرق الإدارة واستراتيجيات التسويق(2).

أما عن الاستخدام الجديد للعصف الذهني فهو عن أهمية وكيفية تطبيق هذه المهارة كطريقة من طرق تنمية التفكير الإبداعي عند الطلاب داخل غرفة الصف، والهدف من ذلك تحويل العصف الذهني إلى طريقة من طرق التدريس، إضافة إلى كونها إحدى طرق المهارات الإدارية في العمل المؤسساتي.

قواعده:

تعتمد طريقة العصف الذهني على مجموعة من القواعد، وهي:

القاعدة الأولى: ضرورة تجنب النقد، والحكم على الأفكار:

لأن ذلك من شأنه أن يجهض الأفكار قبل أن تظهر؛ حيث تنصرف الطاقة الدماغية لدى الطالب من عملية توليد الأفكار إلى عملية تقييمها قبل طرحها، وهذا عائق يحول دون الحصول على الفائدة المرجوة من هذه الجلسة.


القاعدة الثانية: إطلاق حرية التفكير، واستقبال الأفكار مهما كان مستواها:

ذلك أن الأفكار الإبداعية لا يمكن أن تنطلق إلا بعد أن تنفذ الأفكار التقليدية التي ربما تصبح لا جدوى لها، وهذا بحد ذاته يعطي الطلاب القدرة المستقبلية على إنتاج الأفكار بحرية دون قيود؛ لأنه لا إبداع مع القيد.


القاعدة الثالثة: المطلوب هو أكبر عدد ممكن من الأفكار (الكم قبل الكيف):

لأن الطالب عندما يرى أصدقاءه يشاركون في إعطاء الأفكار، يتكون لديه الحافز لإنتاج أفكار، وهذه الأفكار من الممكن أن تتولد من خلال الأفكار التي طرحت سابقًا خلال الجلسة، والفائدة من الكمية الكبيرة من الأفكار نفاد الأفكار التقليدية، والحصول على أفكار جديدة متولدة عن أفكار قديمة.


القاعدة الرابعة: البناء على أفكار الآخرين:

إن كل فكرة موضوعة في جلسة العصف الذهني لا بد أن يكون لها مبدأ ومفهوم تستند إليه، وعدم الاستفادة من هذه الفكرة أو تلك قد يفوت على الطالب فرصًا، ويهدر الوقت للوصول إلى أفكار أصيلة منتجة، فكما أن الأفكار الغريبة ممكن أن تتحول إلى أفكار صالحة، فإنه، في الغالب، تكون عملية بناء الأفكار على أفكار الآخرين أسهل وأسرع من عملية توليد أفكار أصيلة جديدة.


أهمية التدريس بمهارة العصف الذهني:

1. يمكن لهذا الأسلوب أن يفتح المجال أمام الجهد الجماعي الخلَّاق.
2. يولد الحماسة للتعلم؛ فبواسطة السيطرة على الخيال يتقدم معظم الطلاب بسرعة.
3. ينمي مهارات الاتصال لدى الطلاب.
4. ينمي مهارات القيادة لدى الطلاب.
5. ينمي الوعي بأهمية الوقت.
6. يساعد المعلم على إدارة الصف(3).
7. ينمي مهارة التأمل في الأمور، والنظر إليها من عدة جوانب.
8. يدرب الطلاب على نقد الأفكار وتطويرها والاستفادة منها.
9. ينمي لديهم مهارة إبداء الرأي والمشاركة في حل المشكلات(4).

خطوات جلسة العصف:

تمر جلسة العصف الذهني بخمس مراحل، وهي(5):

المرحلة الأولى:

طرح وشرح المشكلة أو الفكرة التي يراد استدرار الأفكار حولها، مثلًا: نريد أن نعرف فوائد الحج.


المرحلة الثانية:

بلورة الفكرة أو المشكلة، وإعادة صياغتها لتكون سؤالًا واضحًا لدى الطلاب لتتم الجلسة عليه، مثلًا: عامر شاب في الثامنة عشرة من عمره، ذهب في رحلة إلى الحج مع أسرته، ما هي الفوائد التي من المتوقع أن يحصل عليها من هذه الرحلة؟، ويمكن أن نضعها على السبورة بهذا الشكل:

الفكرة الرئيسية
فوائد الحج


الصياغة النهائية للفكرة
عامر شاب في الثامنة عشرة من عمره، ذهب إلى الحج مع أسرته، ما هي الفوائد التي من المتوقع أن يجنيها من هذه الرحلة؟





المرحلة الثالثة:

الإثارة الحرة للأفكار، وهنا تبدأ عملية العصف بإثارة أفكار الطلاب، من خلال بدء طرح الأفكار وتسجيلها في مكان واضح للجميع، على السبورة مثلًا، ويمكن أن تأخذ الشكل الآتي:


الأفكار التي تم توليدها في الجلسة
رقم الفكرة
محتواها
1

2

3

4

5

6

7

8

9

10


طبعًا ليست الأفكار العشرة هي المطلوبة فقط، وإنما يتحكم المعلم في كمية الأفكار بحسب الوقت السانح لديه، والمخصص لهذه العملية، فعملية العصف هنا لا يجب أن تأخذ كل الحصة الدراسية؛ بل تأخذ بما لا يتجاوز العشر دقائق إلى الربع ساعة؛ وهذا حتى يتسنى له إكمال الدرس، وفقًا لهذه الأفكار التي نتجت من عملية استدرار الأفكار من الطلاب، حيث إن عملية العصف وسيلة وطريقة للتدريس، وليست غاية بحد ذاتها.

المرحلة الرابعة:

تقييم الأفكار المنتقاة، ويتم التقييم على شكلين:

الشكل الأول: عن طريق الفريق المصغر؛ حيث يختار المعلم ثلاثة أو أربعة طلاب، ويكون هو قائدهم، ويقيموا قسمًا من هذه الأفكار، ثم يختار مجموعة أخرى لمجموعة ثانية من الأفكار.

الشكل الثاني: وهي طريقة التقويم الجماعي للأفكار، ولعلني أميل إلى أن طريقة التقويم الجماعي للأفكار بالتعاون مع المدرس أفضل وأنجح؛ لأن الطريقة الأولى قد تؤدي إلى فوضى في الفصل؛ لأن في أثناء تقويم مجموعة من الطلاب مع المدرس للأفكار التي خصصها لهم، تكون باقي المجموعات لا تعمل شيئًا، وهذا يجعلهم يحدثون فوضى في الفصل، بينما في طريقة التقويم الجماعي الكل مُعَرَّض في أي لحظة ليبدي رأيه في الأفكار والمشاركة في التقويم، والقاعدة المهمة في التدريس أن: الطالب إذا لم تشغله بشيء شغلك.

ويمكن وضع الأفكار المُقيَّمة في جدول كما في الشكل الآتي:


الأفكار المنتقاة تبعًا لأهميتها في الجدول
رقم الفكرة
محتواها
1

2

3

4

5


المرحلة الخامسة:

تحويل هذه الأفكار من حيز التفكير النظري إلى التطبيق العملي، وعندئذ يمكن استخدام جدول آخر لوضع الأفكار حسب إمكانية تطبيقها على النحو الآتي:

أفكار مفيدة وقابلة للتطبيق العملي مباشرة.


أفكار مفيدة إلا أنها غير قابلة للتطبيق الآن، أو أنها تحتاج لدراسة أكثر.


أفكار طريفة، لكنها غير عملية.


أفكار غريبة ومستبعدة.


ويمكن رسم هذه الأفكار باستخدام جداول لوضع الأفكار حسب إمكانية التطبيق العملي، على النحو الآتي:

الأفكار المنتقاة تبعًا لأولويات تطبيقها العملي
رقم
محتواها
تطبيق مباشر
غير قابلة للتطبيق
طريفة
غريبة
1





2





3





4





5






المرحلة السادسة:

إذا بقي عند المدرس وقت، فيمكن أن يعمل على وضع الأفكار المستبعدة على جدول آخر؛ ليجعلها عنوانًا لجلسة أخرى، ومهمتها كيف يمكن أن نجعل هذه الفكرة المستبعدة والغريبة، لتصبح نافعة وقابلة للتطبيق.


العوامل المساعدة في نجاح أسلوب العصف الذهني:

أن يسود الفصل جو من خفة الظل والمتعة، بشرط ألا يؤثر على انضباط الطلاب في الفصل.


يجب قبول الأفكار غير المألوفة في أثناء الجلسة وتشجيعها، وذلك بأن يقول المدرس مثلًا: كل من لديه فكرة فليقلها مهما كانت.


التمسك بقواعد العصف، عدم النقد، والترحيب بالكم لا الكيف في هذه المرحلة.


إيمان المدرس بأن هذه العملية تساعد على تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب، ولو بعد فترة من الزمن، بالأخص إذا كان الطلاب حديثي عهد بهذا النمط من النشاطات العقلية.


أن تكون الجلسة موضوعية وبعيدة عن الآراء الشخصية.


تدوين الأفكار بمكان يراها الجميع، وأفضلها، حسب رأيي، السبورة، ومن الممكن، إذا سمح الوقت، أن يقوم كل طالب ويكتب فكرته.


ضرورة التمهيد لهذه الجلسة بتعريف الطلاب بقواعدها، وشروطها؛ حتى لا يفاجئوا ويضيع وقت الدرس بشرح قواعد الجلسة(6).


محبة الطلاب للمدرس من العوامل المهمة أيضًا في نجاحها.


غرس فكرة أن كل طالب لديه أفكار جميلة ومبدعة، يمكن أن يقولها في هذه الجلسات.


الحرص على نظام الفصل من الفوضى، فعندما تبدأ عملية العصف، من المتوقع أن يتكلم بعض الطلاب بدون إذن مسبق ليقولوا فكرة خطرت ببالهم؛ لذلك يجب التنبيه من بداية الفصل على أن الطالب إذا أراد أن يطرح فكرة أن يرفع يده مثلًا، وعندما يأذن له المعلم يقول فكرته.


المعوقات التي تؤدي إلى فشل أسلوب العصف الذهني:

العصف الذهني يعني وضع الذهن في حالة من الإثارة والجاهزية للتفكير في كل الاتجاهات؛ لتوليد أكبر قدر من الأفكار حول القضية أو الموضوع المطروح، وهذا يتطلب إزالة جميع العوائق والتحفظات الشخصية أمام الفكر؛ ليفصح عن كل خلجاته وخيالاته.

وفيما يلي جملة من عوائق التفكير التي تقود إلى أسباب شخصية واجتماعية، أهمها:


عوائق إدراكية:


تتمثل بتبني الإنسان لطريقة واحدة بالتفكير والنظر إلى الأشياء، وهذا يرجع إلى طبيعة البيئة التي يعيشها الطالب في البيت والمدرسة والمجتمع؛ لذا، من واجب المعلم أن يسعى بالارتقاء بمستوى التفكير عن طريق العصف الذهني وغيره.

عوائق نفسية:

وتتمثل في الخوف من الفشل، وهذا شعور يترافق مع الأطفال الذين يعيشون حالة من الكبت المنزلي، فلا يستطيعون إبداء آرائهم أمام عائلتهم؛ مما يولد لديهم هذا الشعور.

عوائق تتعلق بشعور الإنسان بضرورة التوافق مع الآخرين:

قد يخطر ببال طالب من الطلاب فكرة غريبة، لم يسبق وأن قالها أحدٌ قبله، لكن قد لا يصرح بها خشية أن ينظر إليه زملاؤه نظرة الشذوذ في التفكير.

عوائق تتعلق بالتسليم الأعمى للافتراضات.
عوائق تتعلق بالخوف من اتهامات الآخرين لأفكارنا بالسخافة.
عوائق تتعلق بالتسرع في الحكم على الأفكار الجديدة والغريبة.

ويذكر الدكتور راشد العبد الكريم مجموعة من المعوقات، وهي:
نقد الأفكار.


الخوف من سخرية الآخرين.


كبر حجم المجموعة.


وجود تشويش أو إزعاج من خارج الحلقة.


عدم توفر المواد اللازمة لتوثيق الأفكار.


الوقت غير كاف.


النقد غير المباشر؛ كأن يقول شخص عن فكرة فور طرحها: لماذا لا تكون كذا؟


الاستشارة في طرح الفكرة؛ كأن يقول صاحب الفكرة: ما رأيكم في كذا؟(7).


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

مقال اكتض بما هو قيم ومفيد حقيقة استفدت منه
بارك الله فيك على ماقدم هنا


__________________________________________________ __________
مقال قيم ومملوء بالفائده
لواحده من طرق التفكير والابداع والانتاج البشري

عوفيتِ مشرفتنا العزيزه وسلمتِ


__________________________________________________ __________
يعطيك الف عافيه
موضوع جدا رائع


__________________________________________________ __________
تقرير غني ومفيييد

شووووكرن ع الموضوووع


__________________________________________________ __________
يسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلمو