عنوان الموضوع : اكتشف ذاتك - 15 تم الرد
مقدم من طرف منتديات الشامل

*الحياة قصيرة*

اعلم – حفظك الله – أن الحياة قصيرة مهما طالت .. فهي قصيرة .. وهذه الصورة الذهنيه تغيب عن كثير من الناس

وغياب هذه الصورة يجعل الإنسان يضيع عمره فيما لايستفيد منه علما أو عملا أو اجرا .. وإنما يضيع منه الزمن الثمين .

إن من تعلم هذه الحقيقه .. وبضع صورتها واضحه في ذهنه .. ويأخذها كمنهج حياة .. لايضيع وقته فيما لايعنيه .. وإنما يستثمر وجوده فيما يغنيه.. فالوحده الزمنيه التي تقاس بها الحياة هي اللحظات وليست السنوات ..

فانظر كيف تستثمر وقتك عندما تكون فلسفتك .. إن الحياة قصيرة وقد نبه الى ذلك رسول الله فقال :

( اغتنم خمسا قبل خمس.. شبابك قبل هرمك .. وصحتك قبل سقمك .. وغناك قبل فقرك .. وفراغك قبل شغلك .. وحياتك قبل موتك)

هذه المتواليه من الارشادات أساسيه لمن يدرك أن الحياة قصيرة ..

وأما الذين طال عليهم الأمد فإنهم لايدركون أهمية الوقت .

تدريب :
كم ستعيش في هذه الدنيا؟
ليس عليكم الاجابه هنا ..

*************************

*اغنم زمانك *

أعرف شخصا رجل اعمال .. من حفظة القرآن الكريم عجبت من محافظته على ما تم حفظه .. وقد طرحت عليه ذلك العجب .. فقال .. اني اسمع لنفسي كل يوم في السيارة .. فالطريق من بيتي الى مكتبي يستغرق حوالي نصف ساعه أنهي فيها تسميع جزء كامل من القرآن .. وفي العوده افعل ذلك وليس فقط هذا .. ولكنني ألزمت نفسي في الصلاة في المسجد كل فجر وأجلس وأراجع حفظي من الفجر حتى طلوع الشمس .. فأين عجبك والوقت كثير ..

وأضاف قائلا .. القضية ليست مرتبطه بإدارة الوقت وإنما بإلزام الذات.. فإن ألزمت نفسك بشيء واستطعت أن تدبر ذاتك فإن أوقاتك تحت إمرتك .. وإن شئت استفدت بها وإن شئت شتتها .

أدركت من إجابته أنه استطاع أن يملك نفسه ويضبط وقته .. ويحقق غايته .. وكل الناس يملكون ما يملك هذا الانسان .. ولكن قليل منهم يلزم نفسه بهذا البرنامج .

*************************

*الذكر مفتاح الفلاح *

والتقيت بشخص قد حافظ على أذكاره اربعين عاما كما يروي لي .. وقد سألته كيف تستطيع أن تسبح الله ألف مرة وتحمده ألف مرة وتستغفره ألف مرة وسلسلة طويلة من الاذكار التي ألزم نفسه بها ؟

ابتسم ذلك الشخص وقال : الفرق بيني وبين الأخرين فرق جوهري أني أقدر قيمة الدقيقة في حياتي .. فعندما أكون في موقف انتظار أو ازدحام سيارات أو الذهاب الى زيارة أحد فإني لا اضيع تلك اللحظات الثمينه .. ونكون فرص لي للذكر وإنهاء ما ألزمت نفسي به يوميا ..

المسألة مرتبطه بالإحساس بقيمة الذات .. وليست مرتبطه بالوقت ذاته .. فإن شئت قلت كل الناس لديهم وقت .. وإن شئت قلت قليل من الناس عنده إحساس بالوقت .



فمن كان عنده الاحساس فاز بالاستثمار .. واضاف قائلا غيري يضطجر من الزحام ولكنني أجد في وقوف السيارات فرصة ذهبيه لإنهاء الأدوار والأذكار اليوميه .

*********************************

* الوقت صناعه *

أعرف شخصا آخر ... تقلد أعلى المناصب في الدوله .. ولكنه ألزم نفسه بقراءة جزء من القرآن يوميا .. عجبا من سلوكه .. كيف يجد الوقت الذي يقرأ في هذا الكم من القران ويوفق في عمله !

ضحك من هذا العجب وذكر أن قراءة الجزء بالنسبة له أولويه .. وأضاف حكمة تعلمتها منه .. الوقت يُصنع..

فالوقت متوافر عند أي انسان ولكنه صناعه حسب أولوياتك .. وختم جزء من القرآن يوميا أمر في غاية الصعوبه عند كثير من الناس ولكنه عند ذلك المسؤول قضية ذات أهمية قصوى ولهذا اقتطع لنفسه وقتا .. والتزم به .

سألته عن الوقت الذي يقرأ فيه القرآن .. ابتسم وقال .. ما يصلح لي ولايصلح لك .. فإن كان سؤالك للتقليد فقد اخطأت .. حدد لنفسك غاية واعزم على بلوغها واستعن بالله ثم اصبر على الملل وستجد كل الأوقات صالحه للإنسان .
ثم أضاف جملة عجبت منها وقال .. لاأنام من الليل إلا قليلا .

وقد عودت نفسي أو برمجتها – حسب تعبيراتكم – على النوم القليل .. فأصبح لدي الوقت كثير ولست من الذين يضيعون أوقاتهم فيما ليس في جدولهم اليومي .. ولهذا استثمر وقتي بالطريقة التي أريدها ومن أهم أولوياتي ختم جزء من القرآن يوميا ..


*****************************
*خير الاعمال*

التقيت بأحد علماء النفس واسمه جورج إيفرلي وهو من علماء الصدمات ومشهور على النطاق عالمي ..

وقد عجبت من كثرة تأليفه فتبادلت معه الحديث حول هذا الموضوع .. وأراح عجبي عندما ذكر لي طريقة التأليف

فهو يضع العناوين للكتاب الذي يريد تأليفه .. ثم يطلب من مكتبه أن يجمعوا له ماده حول تلك العناوين .. وتبعث له تلك الماده على البريد الالكتروني .. ويلتزم كل ليله بكتابة صفحتين من تلك الماده المجمعه له .



وبذلك يستطيع أن ينهي الكتاب في أقل من ثلاثة اشهر .. وهذا الالتزام القليل جعله من اكثر المؤلفين غزارة في مجال تخصصه.

القضيه نظام حياة .. يستطيعها كل انسان .. بشرط أن تكون لديه الرغبه وهي عبارة عن صورة ذهنيه .. ثم العزم والصبر على عقبات التنفيذ.

****************************************
*الصحه غاليه *

أعرض عليك تصورا فلسفيا ينساه معظم الناس في شبابهم ولايذكرون إلا في شيخوختهم ...عندما تنخر الأمراض في أجسادهم ..

أعرض عليك صورة ذهنيه في غاية الأهميه وهي المحافظه على صحة الأبدان والنفوس على حد سواء .

فالإنسان الذي ينتهج له فلسفة المحافظه على صحته ويضع الصورة الذهنيه واضحه في ذهنه تترتب حياته بناء على هذا التصور .. ويبدأ الإنسان ببرمجة حياته لتواكب المحافظه على صحته؟. فيحيا حياة طيبة .. وتكون رحلته في الحياة لطيفة خفيفه .. ويموت بصحة جيده .. دون معاناه من الأمراض الفتاكه .

وإن اصابته معاناه صبر على الابتلاء .. وطلب من الله الأجر على صبره واحتسابه ولكنه يتجنب تلك الأمراض.

إنها صورة ذهنيه تكون نتاج تفعيل قوة الاختيار ..



ثم يترتب على الاختيار عزم عملي يترجم تلك الصورة الذهنيه الى واقع عملي وذلك

· بالطعام الذي تأكله
· الرياضة التي تمارسها
· واجتناب كل ما يدمر صحتك من سجائر أو مهدئات
·وتنظم أوقات فحوصاتك الدوريه.

لأن الصحه أغلى ما يملك الإنسان بعد دينه ..

أعرض عليك هذا التصور الفلسفي لأهميته في الحياة ولأن انتهاجه يحدد الأولويات ويوضح الغايات وعلى رأسها الصحه .. لتكون أغلى من التيجان على رؤوس الملوك ..

إنها نعمة من فقدها فقد اعتل ومن كسبها فقد فاز ..

وإني لأعجب من أمهات يهملن صحتهن ويدعين أن أعمال البيت والاولاد لاتدع لهن الوقت للتفكير في أمور الصحه ..

وكأن قضية الصحه ثانوية وليست أولويه في الحياة ..

وإن شئت فقل إنها من أهم أولويات الإنسان .. ولا يوازي أهمية الصحه عدا الدين والالتزام به .

لأن الصحه ممارسة للحياة الطيبة في الدنيا والدين للدنيا والأخرة على حد سواء ..

ولهذا فإني أعجب ممن يقدم الأمور الأخرى على صحته .. وليس لديه وقت يهتم بصحته ..

والأكثر عجبا من أولئك الذين تكون الصورة عندهم واضحه .. أن الصحه ذات أهمية ولكنهم لا يجدون العزم على ترجمة تلك الصورة الذهنيه الى واقع يتعاملون به .. فهم يهملون فحص أجسادهم بحجة أنهم لا يشعرون بالامراض ولا يشتكون من شيء وكأن الوقاية تأتي بعد المرض وليس قبله ..

لابد من العزم على الفحص قبل وجود الأمراض فحصا دوريا .. دون أن تكون هناك حاجة ماسة لتلك الفحوصات وإنما فقط كممارسة للمحافظه على الصحه .

وبعد ذلك تأتي قوة الاستعانه بالله سبحانه وتعالى .. وأن تسأل الله المعافاة في الدنيا والآخرة ..

وهذه الاستعانه تأتي بعد العزم .. فإذا عزمت فتوكل على الله .. والتوكل على الله لايكون بالكلام وإنما بالافعال .

وليس أماني يتمناها الإنسان ولكنها طاعه يمارسها في كل أحواله فإذا عزمت فتوكل على الله .

ثم يأتي بعد ذلك الصبر وهو ممارسة الإنسان لضبط انفعالاته أو شهواته .. والصبر هو تحمل الألم أو الأمتناع عن الشهوة .. وهذا ما تشتهيه .

فالذين يدخنون السجاير لابد أن يمتنعوا عنها لأجل صحتهم وهذا هو الصبر عما تحب لأجل ما تريد .

تدريب:
اذكر أصعب مشكله واجهتك في حياتك .ز وما المشاعر التي انتابتك؟
اذكر ما تعلمته من تلك المشكله ؟
ليس عليكم الاجابة عليه هنا .


يتبع بإذن الله ..... الامكانات أدوات التمتع بالحياة

في الجزء ال 16 والاخير من سلسلة اكتشف ذاتك .. فتابعوني

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

ياااسلام على هالفكر والرجااااااااحه في العقل والتمييز في الحضووور
والطرح برجع اكمل القرااءه يسلم راااااااااااااااااااااااسك

__________________________________________________ __________
سلسلة مميزه من الطرح
بارك الله فيك
وبروعة حظورك العطر
سر الود


__________________________________________________ __________
موضوع رائع

مشكوره على الطرررح


يسسعدكـ ربي

__________________________________________________ __________
شكرا جزيلا لكم .....

__________________________________________________ __________
مواضيع مثيره للإعجاب والتعجب في نفس الوقت
شكراً جزيلاً