عنوان الموضوع : اكتشف ذاتك - الجزء الأخير تم الرد
مقدم من طرف منتديات الشامل

*الامكانات أدوات التمتع بالحياة*

الحياة عبارة عن مجموعه صور تحكم مسارك وتحدد اختياراتك وترسم لك طريقك .. ويخلق الناس في هذه الحياة لديهم نفس الإمكانات الذاتيه

ولكن بعضهم يستثمرها .. وبعضهم يستهلك تلك الإمكانات .. والسؤال الذي يطرحه كل من ألقاه في الدورات التدريبيه ..

ما الإمكانات التي يتمتع بها اللإنسان منفصله عن مجتمعه ؟

ودائما كان الجواب حاضرا في ذهنه .. إن المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان هو جزء من إمكانياته ..

وأصرخ في الناس أن القضية ليست في وجود الإمكانات وإنما القضية مرتبطه في كيفية استثمار تلك الامكانات التي تملكها .. وليس فقط في الاستخدام وإنما في النظرة إليها .. فالإمكانات أدوات للتمتع بالحياة .. ولكن بعض الناس يجعلها ذاتها .. وبدل أن يستخدمها للتمتع في حياته تستخدمه تلك الإمكانات وتشقي حياته ؟

والسؤال الرئيس الذي يطرحه معظم الناس هو ... !

* ما الامكانات المتوافرة عند كل الناس *

والجواب ..

الدين : إن من أعظم نعم الله على الانسان أن أرسل له رسلا يبصرونه بما يصلح له .. فالدين هو من أعظم الإمكانات التي زود الله بها الإنسان في حياته .



فالمعيه برب البريه من اعظم القوى التي تحفظ على الانسان شتاته .. وجمع ذاته واستجماع الإمكانات والاستعانه بالله تعطي الإنسان قوة لا حدود لها .. وعندما يواجه الإنسان أحداثا لا أقبل له بها فإنه يستعين بالذي يقول للشيء كن فيكون .

وليس هناك أعظم أداة للتوازن في الحياة من وجود دين يحفظ عليك مشاعرك الداخليه ويضبط كذلك سلوكه الخارجي ..
فالدين إمكانيه من أمكانيات الإنسان الكبرى ..

الوقت : من أهم الإمكانات لكل الناس بلا استثناء لأنهم يملكون الاوقات ولكن التحدي في كيفية استثمار ذلك الوقت .

العلم : إن إمكانية التعلم موجوده عند كل الناس ولكن التحدي في كيفية الاستفاده من الامكانات التي تعرض العلم وكيفية استثمارها فالانترنت في عصرنا الحالي يعرض كل ما يحتاج اليه الناس من علوم ولكن قليل من الناس من يعرف ماذا تريد تلك المعلومات وكيفية استثناها .


الخيال : وهو امكانية عقلية أن تسرح بخيالك في مستقبلك وتتخيل الحال التي تريد أن تكون عليها وتحشد كل الإمكانات البشريه والماديه للوصول الى تلك العايات .

وأذكر قصة كنت أرددها في الدورات التدريبيه وهي عمال ابن بسام .. يروي أنه في مطلع القرن الماضي كان لابن بسام طريقة في ادارة أمواله فكان يشتري من الفلاحين محصولهم ويستثمر البدو في جمع محصول النخيل .. وليس عليه إلا الإدارة لتلك الموارد البشريه .. وفي يوم من الايام وصل اثنان من العمال متأخرين عن وقت الحصاد فاعتذر لهما ابن بسام حيث إن الوقت قد انتهى وليس لديه عمل لهما .. فانصرفا وجلسا يتبادلان الأحاديث فقال أحدهما للآخر..

تمنَ يافلان ..

قال أتمنى أن تمطر السماء ذهبا..

فقال صاحبه وأن يوظفنا ابن بسام لكي تجمع له الذهب

هذا الشخص لم يستثمر خياله في التحرر من وظيفة ابن بسام .. والأمر كذلك عند كثير من الناس عندما يستخدمون خيالهم يحصرونه في واقعهم ولا يخرجون عن هذا الواقع الى توقع يرسمونه في خيالهم .

العلاقات : إمكانيات الإنسان لاتعد ولا تحصى .. ولكن العلاقات مع الاخرين هي أساس تحقيق الغايات .. ولكن بعض الناس يجعل العلاقات حملا على كاهله ولا يستفيد من تلك العلاقات .. ومن أهم مظاهر الاستفاده من العلاقات اختيار الاصدقاء الذي يعينونك ولا يهينونك .

الكون: بكل ما فيه من أنهار وأشجار وبحار وشمس وقمر هو من إمكانيات الإنسان التي سخرها الله له .. ولكن التحدي ليس في وجود تلك الإمكانات .. وإنما في كيفية تفعيلها .

******************************

*استثمار القوي الذاتيه*

بصراحه الصورة عندي واضحه .. ولكنني لا اعلم مدي وضوح الصورة عند القارئ .. حاولت مرات عديده أن أوضح أفكاري من خلال روايات .. ولكن بعض الأصحاب أكدوا لي صعوبة الوصول الى الفكرة من خلال الروايه .. واقترحوا أن تكون الفكرة مباشرة .. ولهذا فقد كتبت هذا الكتاب .. لشخص بعينه ولكل شخص بعينه ولكل شخص يقبل على قراءته.





إن استثمار القوى الذاتيه هو الذي يحقق الإنجازات في الحياة فمن أراد أن يحقق غاياته فلا بد أن يستثمر القوى الذاتيه التي يمكلها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه .. ماهي تلك القوى التي تحقق الغايات؟

*****************************
* عوامل تحقيق الغايات*

يملك الإنسان أربعة أنواع من القوى التي تعينه للوصول الى تحقيق غاياته .. ولا اعرف غاية من الغايات تستعصي على الانسان عند استخدامه لهذه القوى الاربعه واستخدامها دعنا نفصل فيها ..

فهي - على التوالي – قوة الاختيار والعزم والاستعانه والصبر ..

أما قوة الاختيار: فهي اداتك العقليه لأختيار الصورة الذهنيه التي تحكم مساراتك في حياتك ..

انها الاداة التي يستطيع الانسان بواسطتها أن يشكل صورته الذهنيه كما يريد .. ويغير ويعدل ويبدل ما يريد من مساراته وقراراته وعلاقاته .. حسب الصورة الذهنيه التي يختارها بواسطة تفعيل قوة الاختيار ..

وبذلك يستطيع الانسان ان يمارس هذه القوى داخل عقله .. ويكون الأمر بالنسبة له واضحا عقليا .. فإذا ما اتضح الأمر عقليا سهل على الانسان عمليا..

فكل ما نراه في أرض الواقع عظيما قد بدأ بصورة ذهنيه .. فكرة صغيرة .. بداية لم تكن بالاعتبار.. ولكنها كانت اختيار شخص حولها الى قرار.. مثله كمثل المهندس الذي يرسم خريطة البيت .. ثم بعد ذلك يحول تلم الخريطه الى واقع بواسطة المقاول الذي يتبع الصورة التي رسمها المهندس ..

قوة الاختيار هي استخدام العقل لبلورة الصورة الذهنيه أو الخريطه التي يريد أن يصل اليها الانسان .. وبدون وجود تلك الصورة يصعب على الانسان انجاز ما يريد الوصول اليه في الحياة ..

وما عرضناه لك من صورة ذهنيه هي نتاج لإستثمار قوة الاختيار حول تصورات التعامل مع الحياة .. والصورة الذهنيه التي تنتجها قوة الاختيار هي التي تحكم مسارات الحياة ..

ومن لم يفعل قوة اختياره فقد خاب قراره .. وخسر مساره .. ولهذا فإن استخدام قوة الاختيار هي المنطلق الاول لتحقيق الغايات وهي باختصار أن تعرف ماذا تريد بالتحديد .. ماهي التوجهات التي تريد أن تصل اليها .. والطرق التي تريد ان تسلكها للوصول الى ما تريد ؟!

إنها خلطه عقليه داخليه يستطيع الانسان أن يحدد فيها مساره حسب قراره .

قوة العزم : هي تحويل الصورة الذهنيه الى واقع ملموس .. والصورة الذهنيه يجب أن تتشكل أولا من ثم تأتي قوة العزم التي تنقلها من توقع الى واقع ..

إن قوة الاختيار هي اداة تشكيل الصورة الذهنيه ومعرفة البدائل المطروحه امام الانسان وتفضيل أحدها على آخر .. وتعديل ما يمكن تعديله ..

كل ذلك في مجال الذهن ولكن ذلك لا يتعدى الى الواقع .. وهذا مصداق لحديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم أرنا الحق حقا ) ..
ولكن الحديث لايكتفي فقط برؤية الحق .. وإنما يسأل الله أن يرزقه اتباعه وتحويل الصورة الذهنيه الى واقع عملي ملموس ومحسوس .. وهو ما يسمى بالعزم

فالعزم هو الصورة العمليه لترجمة تلك الصورة الذهنيه الى واقع .

العزم هو عبارة عن توليد الرغبة والحماس للوصول الى الغايات فمن رأى أن التدخين ضار بالصحه فهذه النظره هي تفعيل قوة الاختيار .. ومن امتنع عن التدخين فذلك هو العزم .. ومن ادرك اهمية الصحه للإنسان فتلك صورة ذهنيه ومن حول تلك الصورة الذهنيه الى برنامج رياضي وفحوصات دوريه واهتمام بالصحه من الناحيه العمليه فذلك عزم .. ومن أراد الوصول الى الدرجات العاليه في الدراسه فتلك صورة ذهنيه .. ولكن من درس واجتهد ولخص وحفظ وفهم فذلك عزم ..

فما نيل المطالب بالتمني ,,,,,,,, ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

فالتمني قد يكون صورة ذهنيه .. ولكن أخذها في الواقع والحصول عليها هو ما يسمى عزما ..

إن العزم هو توليد الرغبة الجامحه لتحقيق الطموحات وهذه الرغبة تحتاج تفعيل مستمر وهي من اهم الادوات لتحقيق الغايات ..

فمن كان لديه عزم فإنه لن ينسحب عندما يخسر المعركه ولكنه يحاول مرات ومرات حتى يحقق ما يريده .. والخسائر بالنسبة له علامات للوصول الى ما يريد .. وليس انكسارات لايقوم بعدها .

ذهب شاب طموح الى خبير في الحياة .. وعرض عليه مشكلة وكانت تتلخص في جملة واحده وهي " الخوف من المجهول" .. كان مترددا في اتخاذ قراراته .. فنظر اليه صاحب الخبرة في الحياة وقال :

تعلمت أن الاقدام يكون مع وجود الخوف وليس في عدمه .. فإذا عزمت فتوكل على الله وهذا العزم سيزيل الخوف عاجلا أو آجلا .. وإن لم يتلاشى الخوف فإن العزم يستخدمه كقوة دافعه نحو تحقيق الغايات ..

فأنت ينبغي أن تمارس العزم وليس ممارسة عدم الخوف فالخوف انفعال موجود عند كل الناس ولكن الاحساس به والسيطرة عليه قضية شخصية .. فالعزم هو منطلق السيطرة على الانفعالات وتحقيق الغايات ..

العزم ترجمة عمليه لحكمه قديمه وهي أن من أراد استطاع وكما أكدنا في اكثر من موضوع أن الرغبة قدرة .


قوة الاستعانه : هي المعيه مع رب البريه .. وقد تحدثنا عنها .. ولكنني أريد الحديث بصورة متعدده لكي تثبت المعاني أو الصور الذهنيه التي اريد أن انقلها لك ..

وقوة الاستعانه عملية قلبيه يتصل بها الانسان بعقله ومشاعره مع ربه ..

ويكون الله سبحانه هو الرقيب عليه وتكون عبادة الانسان لربه عباده فرديه ليست متصلة بالعوامل الخارجيه .. فالانسان الذي يعبد الله وحده دون خوف من مجتمع أو سلطه خارجيه هو الذي يستثمر قوة الاستعانه به سبحانه وتعالى ..

وما قوة الاستعانه إلا دلاله على وجود رابط بين العبد وربه وذلك من خلال ممارسات تعبديه كما جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وليس اجتهادا من الانسان حسب هواه وإنما ما نعنيه بالاستعانه الحقيقيه هي التي تقوم على ركيزتين أساسيتين هما .. الاخلاص وهو توجه قلبي لله وحده لاشريك له بتلك الاعمال والعبادات ..

والركيزة الثانيه هي الصدق وهي موافقة تلك الاعمال والعبادات لما جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وبذلك يستطيع الانسان ان يضمن قوة الاستعانه .. فيكون لله سمعه الذي يسمع به .. وبصره الذي يبصر به .. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ..

إنها العلاقة بين العبد وربه .. وبذلك يحصل الانسان المحدود الامكانيه على امتداد لتلك الامكانات بالاتصال بالقوة العظمى وهي قوة الخالق الرازق ..

قوة الصبر : الصبر عملية ضبط الانفعالات .. لتحمل الالم .. أو الحرمان من اللذه والشهوات لأجل تحقيق غاية يراها واضحه في ذهنه ..



فمن ضبط انفعالاته .. تمتع بحياته وحقق غاياته وأدام علاقاته .

فالنوم على سبيل المثال لذه أو شهوة أو مطلب .. أختر من المسميات ما شئت .. فمن كان عنده غاية أو مهمه يريد انجازها فإنه يصبر على مدافعة النوم لأجل انجاز مهمته وتحمل هذه المدافعه هو بحد ذاته يسمى قوة صبر .

والدواء مر .. وتجرع الدواء ليس فيه لذه .. ولكن من طلب العافيه فإنه يصبر على تجرع الدواء المر لكي ينال مطلبه .

والدراسه فيها ملل واحيانا تضيق الصدور ويشعر الانسان بالتوتر عندما يدرس .. ولكن من استطاع أن يضبط تلك المشاعر .. ويجمع شتات ذاته لدارسته _ لكي ينال مطالبه من العلم والتعلم _ فإنه بهذا الفعل يمارس قوة الصبر عنده .

والصبر _ كقوة _ موجود عند كل الناس ولكن تنمية هذه القوة تحتاج الى تدريب .. وكلما تدربت على استخدام قوة الصبر وصبرت على انشطه كثيرة .. اصبحت هذه القوة تحت تصرفك ..

ليس هناك تحقيق للطموحات دون وجود معاناة .. وتحمل تلك المعاناه هي الصبر ..فمن لم يجد لديه قوة تحمل فإنه لن يحقق الغايات التي يريد الوصول اليها .

إن من لايصبر على وخز الدبابيس فإنه رقيق الاحساس ومن كان احساسه رقيقا ولا يستطيع تحمل الالم فإن مصيره في مهب الريح ولن يتعلم ..

إن الصبر هو عملية الحفاظ على التوزان عندما تهب الرياح .. فالأصل عند أصحاب السفن الشراعيه ليس صد تلك العواصف وإنما توجيه الشراع ليخدم الغايه وعملية التوزان من شدة الرياح وضبط الشراع هو الصبر المطلوب في تلك اللحظات الحرجه ..

ما الذي يحكم سلوكي في الحياة ؟!

هو سؤال في غاية الاهمية وقد عرضت ان الصورة الذهنيه التي يختارها الانسان في مسيرة حياته هي التي تحكم سلوكه ..ولهذا عرضت كثيرا من الصور الذهنيه التي يمكن للأنسان ان يتخذها نبرسا له لعيش حياة طيبه .


تم بحمد الله نقل كتاب








اللهم أجعل عملي هذا خاالصا لوجهك الكريم ..

الشكر الجزيل لجميع المتابعين ..

ارجو من الكل قرائته والاستفاده منه لأنه وااقعي وملمووس ويهم كل فرد ..









دمتم جميعا بسعاااده
سر الود

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

طرح قيم .. يعطيك العافية


__________________________________________________ __________
شكرا لك

بس أقرأه بتعمن أفضل

تحياتي

__________________________________________________ __________
طرحك رائع وسلسلة ولا أروع من المتميزة
سر الود
همة تحدت صعوبات الزمن ،، فابدعت وارتقت
ربااااااه لا تحرمها الاجر

احترامي لك أيتها المبدعة

__________________________________________________ __________
جزاك الله الفردوس الأعلى
على السلسله القيمة والراقية
وبنتظار المزيد من عطائك المميز


__________________________________________________ __________
اللهم آمين واياك

شكرا لك ياامبدع ..