ثقافة إدارية
المتفرجون..؟!
من البديهيات أن من يعمل يقع في الخطأ , لأنه
بشر , أما الذي لا يعمل فهو يبتعد عن الخطأ ولكنه
يقع في خطأ آخر وهو عدم العمل !
انظر حولك , قد تجد أكثر الناقدين الباحثين
عن السلبيات هم الذين يجدون الوقت لذلك , أما
الذين يعملون وينشغلون بالمسؤوليات , وبلقمة
العيش فوقتهم ينصرف إلى العمل وليس إلى
الحديث والنقد والتنظير !
أنت تقع في الخطأ وتلام لأنك تعمل وغيرك
يبتعد عن الخطأ فيتفرغ للنقد وتوجيه اللوم !
أنت تخلص , وتبدع , وتقتل نفسك بالحماس , وتعطي
كل ما لديك , وبالتالي لابد أن تقع في إحدى خطواتك في
خطأ يتلقفه المتفرجون فتكون فرصتهم لتوجيه السهام .
ليس هذا فحسب , بل إن ( المتفرجون ) أو قل بعضهم
لا يكلفون أنفسهم البحث عن الإيجابيات بل يبادرون
إلى التنقيب , واستخدام المجهر , علهم يقعون على خطأ
يفرحون به .
وهو خطأ قد يكون كذلك من وجهة نظرهم فقط .
قد تكون في ندوة علمية يتداول فيها المختصون
الحوار وبتيادلون الرأي في مناظرة ممتعة مفيدة ,
وعميقة , ثم يظهر فجأة من بين الصفوف من يقول :
لماذا تم اختيار هذه القاعة غير الجيدة لهذه الندوة ؟!
وقد تكون في محاضرة قيمة تستمع فيها إلى
موضوع شيق وجديد يطرح للمرة الأولى للنقاش المفتوح
ومقاعد القاعة كلها مشغولة بالمهتمين المنصتين الراغبين
في الإستفادة من هذه المحاضرة وعندما يبدأ الحوار وطرح
الأسئلة يسأل أحد الحاضرين :
لماذا لم يتم دعوة فلان , وفلان , لحضور هذه
المحاضرة , كيف يفشل المنظمون في تنظيم هذه
المحاضرة , من المسؤل عن ذلك ؟
وقد تقدم عملاً متميزاً لرئيسك بذلت فيه جهوداً
مضاعفة , وسهرت عليه الليالي وأعطيته من وقتك الكثير
على حساب ارتباطات أخرى , ثم تفاجأ بزميل عمل
تصادف أنه عند الرئيس وقت تقديمك لهذا العمل , وإذا
به بكل برود يقول :
يا أخي الفلاف هذا غير مناسب , ثم لماذا اختيار
هذا اللون بالذات ؟!
وهناك من يختصر ملحوظاته بشكل يصيبك
بالإحباط فيقول ( هذا العمل فاشل تماما ) .
إنه هناك لا يترك لك مجالاً للحوار , ولا يحدد لك ماهي
جوانب الفشل , وماهي النقاط الجيدة , والنقاط السلبية ,
فقد حكم بشكل قاطع وعام على العمل بكافة عناصره بأنه
فاشل , فماذا أنت فاعل تجاه هذا الرأي القاطع ؟!
تقوم لجنة مكلفة بالإعداد لندوة أو احتفال بالعمل
المتواصل وتعقد الإجتماعات المتوالية وتعد العدة لكل
شيء , ويبدأ العمل ويسير بصورة جيدة حسب الخطة
ولكن أحد الحاضرين يتجاهل كل الايجابيات ويتساءل :
لماذا لم توزع المقاعد حسب المراكز الوظيفية ؟
أمور كثيرة من هذا النوع , ولكن الذين يعملون بثقة
وبإرادة . ويسعون إلى النجاح بكل مالديهم من طاقات لا
يلتفتون إلى هذا النوع من الملحوظات أو النقد ولو فعلوا
لتوقفت مشاريع كثيرة , وتعطلت أفكار رائدة , وانتهت كثير
من المبادرات إلى التوقف عند سرير ولادتها ..
لكم خالص الأمنيات وأرقها
بقاااايا...أنثى