عنوان الموضوع : برأة الأصحاب من دم الأحباب بدوى مطر 26 - شريعة اسلامية
مقدم من طرف منتديات الشامل


رابط الموضوع السابق

https://forum.te3p.com/449725.html


نقاط هامة يجب الوقوف عندها

حقيقة ولاة عثمان رضي الله عنه 3



سادسًا: مروان بن الحكم ووالده

كان مروان بن الحكم من أخص أقرباء عثمان به، وأوثقهم صلة بمركز الخلافة وألصقهم بالأحداث التي عصفت بالوحدة الإسلامية في عهد عثمان رضى الله عنه ، فكان منه بمنزلة كاتم سر الدولة، أو حامل ختم الملك أما ادعاء توريطه عثمان وإثارة الناس عليه لتنقل الخلافة بعد ذلك إلى بني أمية، فافتراض لا دليل عليه إن عثمان لم يكن ضعيف الشخصية حتى يتمكن منه كاتبه إلى الحد الذي يتصوره الرواة.
إن خبر طرد النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه ضعيف سندا ومتنا، وتعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية فأوضح تهافته وضعفه.
وعُرف عن مروان بن الحكم العلم والفقه والعدل، فقد كان سيدا من سادات شباب قريش لما علا نجمه أيام عثمان بن عفان
وقد شهد له الإمام مالك بالفقه، واحتج بقضائه وفتاواه في مواطن عديدة من كتاب الموطأ, كما وردت في غيره من كتب السنة المتداولة في أيدي الأئمة المسلمين يعملون بها.
وكان الإمام أحمد يقول: يقال: كان عند مروان قضاء، وكان يتتبع قضايا عمر بن الخطاب.
وكان مروان من أقرأ الناس للقرآن كما كان له رواية للحديث الشريف؛ حيث روى عن بعض مشاهير الصحابة، وروى عنه بعضهم، وكما روى عنه بعض التابعين. وكان حريصا على تحري السنة والعمل بها.
يقول ابن كثير: وقد ولى مروان المدينة لمعاوية بن أبي سفيان، فكان شديدا على أهل الفسوق بها، حربا على مظاهر الترف والتخنث، عادلا مع رعيته، حذرا من مجاملة ذوي قرباه، أو من يحاول منهم استغلال نفوذه؛ فقد لطم أخوه عبد الرحمن مولى لأهل المدينة يعمل حناطا أثناء فترة ولاية مروان على المدينة، فشكا الحناط إلى مروان، فأتى بأخيه عبد الرحمن، وأجلسه بين يدي الحناط وقال له: الطمه.
وذكر عن بعض أهل العلم أنه قال: كان آخر كلام تكلم به مروان: وجبت الجنة لمن خاف النار وقال ابن القيم: أحاديث ذم الوليد، وذم مروان بن الحكم كذب.
فهل جامل عثمان ذوي قرباه على حساب المسلمين لمجرد انتمائهم لعائلته فقط؟

لو كان عثمان رضى الله عنه أراد أن يجامل أحدا من أقاربه على حساب المسلمين لكان ربيبه محمد ابن أبي حذيفة أولى الناس بهذه المجاملة، ولكن الخليفة أبي أن يوليه شيئا ليس كفئًا له بقوله: يا بني، لو كنت رضا ثم سألتني العمل لأستعملتك، ولكن لست هناك.
ولم يكن ذلك كراهية له ولا نفورا منه، وإلا لما جهزه من عنده وحمله وأعطاه حين استأذن في الخروج إلى مصر.

وأما استعمال الأحداث فكان لعثمان رضى الله عنه في رسول الله أسوة حسنة، فقد جهز جيشا لغزو الروم في آخر حياته واستعمل عليه أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وعندما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم تمسك الصديق رضى الله عنه بإنفاذ هذا الجيش، لكن بعض الصحابة رغبوا في تغيير أسامة بقائد أسن منه، فكلموا عمر في ذلك ليكلم أبا بكر، فغضب أبو بكر لما سمع هذه المقالة وقال لعمر: يا عمر، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأمرني أن أعزله.

ويقول علي: (ولم يولِّ -أي عثمان- إلا رجلا سويا عدلا، وقد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد على مكة وهو ابن عشرين سنة).

إن عثمان رضى الله عنه لم يسلم من كثير من الباحثين في كتاباتهم غير المنصفة وغير المحققة عن عهد عثمان، وخصوصا الباحثين المحدثين الذين يطلقون أحكاما لا تعتمد على التحقيق أو على وقائع محددة، يعتمدون فيها على مصادر موثوقة؛ فقد تورط الكثير منهم في الروايات الضعيفة والرافضية، وبنوا أحكاما باطلة وجائرة في حق الخليفة الراشد عثمان بن عفان؛ مثل: طه حسين في كتابه (الفتنة الكبرى)، وراضى عبد الرحيم في كتابه (النظام الإداري والحربي)، وصبحي الصالح في كتابه (النظم الإسلامية)، ومولوي حسين في كتابه (الإدارة العربية)، وصبحي محمصاني في كتابه (تراث الخلفاء الراشدين في الفقه والقضاء)، وتوفيق اليوزبكي في كتابه (دراسات في النظم العربية والإسلامية)، ومحمد الملحم في كتابه (تاريخ البحرين في القرن الأول الهجري)، وبدوي عبد اللطيف في كتابه (الأحزاب السياسية في فجر الإسلام)، وأنور الرفاعي في كتابه (النظم الإسلامية)، ومحمد الريس في كتابه (النظريات السياسية)، وعلي حسني الخربوطي في كتابه (الإسلام والخلافة)، وأبي الأعلى المودودي في كتابه (الملك والخلافة)، وسيد قطب في كتابه (العدالة الاجتماعية)، وغيرهم.
لقد كان عثمان بحق الخليفة المظلوم الذي افترى عليه خصومه الأولون، ولم ينصفه المتأخرون.


العلاقة بين أبي ذر الغفاري وعثمان بن عفان رضي الله عنهما

الرواية الصحيحة في العلاقة بين الصحابين الجليلين
وأصح ما روي في قصة أبي ذر رضى الله عنه ما رواه البخاري في صحيحه عن زيد بن وهب قال:
مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر رضى الله عنه، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام، فاختلفت أنا ومعاوية في: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" [التوبة: 34]
قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذاك, وكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إليَّ عثمان أن أقدم المدينة فقدمتها، فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت فكنت قريبا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا عليَّ حبشيا لسمعت وأطعت.

إن قصة أبي ذر في المال جاءت من اجتهاده في فهم الآية الكريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ" [التوبة: 34، 35]
وقد خالف جمهور الصحابة أبا ذر، وحملوا الوعيد على مانعي الزكاة، واستدلوا على ذلك بالحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس فيما دون خمس أواق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة».
وقال الحافظ ابن حجر: ومفهوم الحديث أن ما زاد على الخمس ففيه صدقة، ومقتضاه أن كل مال أخرجت منه الصدقة فلا وعيد على صاحبه، فلا يسمى ما يفضل بعد إخراجه الصدقة كنزا. قال الحافظ: ويتلخص أن يقال: ما لم تجب فيه الصدقة لا يسمى كنزا؛ لأنه معفو عنه، فليكن ما أخرجت منه الزكاة كذلك؛ لأنه عفى عنه بإخراج ما وجب منه فلا يسمى كنز .
أما ما يشاع من أن الخليفة عثمان رضي الله عنه قد منعه الفتيا فذاك كذب محض.ولو كان عثمان نهاه عن الفتيا مطلقا لاختار له مكانا لا يرى فيه الناس، أو حبسه في المدينة، أو منعه من دخول المدينة، ولكن أذن له بالنزول في منزل يكثر مرور الناس به؛ لأن الربذة كانت منزلا من منازل الحجاج العراقيين.
وكل ما روي في أن عثمان نفاه إلى الربذة، فإنه ضعيف الإسناد لا يخلو من علة قادحة، مع ما في متنه من نكارة لمخالفته للمرويات الصحيحة والحسنة، التي تبين أن أبا ذر استأذن للخروج إلى الربذة وأن عثمان أذن له؛ بل إن عثمان أرسل يطلبه من الشام ليجاوره بالمدينة، فقد قال له عندما قدم من الشام
ـ إنا أرسلنا إليك لخير لتجاورنا بالمدينة. وقال له أيضا: كن عندي تغدو عليك وتروح اللقاح .

ولم تنص على نفيه إلا رواية رواها ابن سعد، وفيها بريدة بن سفيان الأسلمي الذي قال عنه الحافظ ابن حجرأنه ليس بالقوي وفيه رفض، فهل تقبل رواية رافضي تتعارض مع الروايات الصحيحة والحسنة ....؟!
و لما قيل للحسن البصري، عثمان أخرج أبا ذر؟ قال: لا، معاذ الله.
وكان ابن سيرين إذا ذكر له أن عثمان رضى الله عنه سير أبا ذر، أخذه أمر عظيم، ويقول: هو خرج من نفسه، ولم يسيره عثمان.



وفاة أبي ذر رضى الله عنه وضم عثمان عياله إلى عياله


في غزوة تبوك قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: قد تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره، فقال:«دعوه فإن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه»
وتلوم أبو ذر على بعيره، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فحمله على ظهره، ثم خرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشيا، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض منازله، فنظر ناظر من المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كن أبا ذر». فلما تأمله القوم قالوا: يا رسول الله، هو والله أبو ذر.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويُبعث وحده».

ومضى الزمان وجاء عهد عثمان وأقام أبو ذر في الربذة، فلما حضرته الوفاة أوصى امرأته وغلامه: إذا مت فاغسلاني وكفناني ثم احملاني فضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولوا: هذا أبو ذر.

فلما مات فعلوا به كذلك، فطلع ركب فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره، فإذا ابن مسعود في رهط من أهل الكوفة، فقال: ما هذا ؟ فقيل: جنازة أبي ذر، فاستهل ابن مسعود يبكي، وقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال: «يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده» فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه، فلما أرادوا أن يرتحلوا قالت لهم ابنته: إن أبا ذر يقرأ عليكم السلام وأقسم ألا تركبوا حتى تأكلوا، ففعلوا . ثم حملوهم حتى أقدموهم إلى مكة ونعوه إلى عثمان ? ، فقال الخليفة عثمان رضي الله عنه حينئذ( يرحم الله أبا ذر، ويغفر له نزوله الربذة) وضم عياله إلى عياله.

موقف عمار بن ياسر

ضرب الخليفة لعمار
يقول القاضي أبو بكر بن العربي في عواصمه ضمن تفنيده لما نسب إلى عثمان من افتراءات:
ـ" وأما ضربه لابن مسعود ومنعه عطاءه فزور، وضربه لعمار إفك مثله، ولو فتق أمعاءه ما عاش أبدا، وقد اعتذر عن ذلك العلماء بوجوه لا ينبغي أن يشتغل بها؛ لأنها مبنية على باطل، ولا يبنى حق على باطل، إن أخلاق عثمان رضى الله عنه في سنه وإيمانه وحيائه ولين عريكته ورقة طبعه وسابقته وجليل مكانته في الإسلام أجَلّ من أن تنزل به إلى هذا الدرك من التصرف مع رجل من أجلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, يعرف له عثمان سابقته وفضله مهما كان بينهما من اختلاف في الرأي.

أفيرضى عثمان لنفسه وهو الذي أبى على الناس أن يقاتلوا دونه، ورضي بالموت صابرا محتسبا حقنا لدماء المسلمين واتقاء للفتنة العامة أن يصنع بعمار -وهو أعلم بسابقته وفضله في الإسلام- ما ذكرت الروايات المزعومة بأنه أمر غلمانه بأن يضربوه حتى أغمى عليه، ثم يقوم عثمان في هذه الحال فيطأه في بطنه؟ ثم هل ترضى أخلاق عثمان وحياؤه بأن يدعو بدعوة الجاهلية فيعير عمارا بأمه سمية وهي من أهل السابقة والفضل، وعثمان يعرف شرف انتساب عمار إلى أمه سمية رضي الله عنها، أول شهيدة في الإسلام..؟! "
اتهام عمار بالمساهمة في الفتنة وإثارة الشغب ضد عثمان
تتنوع التهم المنسوبة إلى عمار رضى الله عنه في تحريكه لأمر الفتنة، وتحريضه على عثمان، وسعيه بين العامة للتمرد عليه، فمنها ما يذكر من إرسال عثمان رضى الله عنه له إلى مصر لاستجلاء ما يحدث فيها مما نقل إليه عن تمرد العامة هناك، وأن السبئيين استطاعوا استقطاب عمار والتأثير عليه.
ولقد ثبت أن المؤرخين قد اعتمدوا في نسبة هذه الافتراءات إلى عمارعلى روايات لم تسلم إحداها من الطعن في صحة أسانيدها أو في استقامة متونها.

موقف عبد الله بن مسعود من مصحف عثمان


لم يثبت أن ابن مسعود خالف عثمان في ذلك، وكل ما روي في ذلك ضعيف الإسناد، كما أن هذه الروايات الضعيفة التي تتضمن ذلك تثبت أن ابن مسعود رجع إلى ما اتفق عليه الصحابة في جمع القرآن، وأنه قام في الناس وأعلن ذلك، وأمرهم بالرجوع إلى جماعة المسلمين في ذلك.
وقال:ـ" إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا، ولكن ينتزعه بذهاب العلماء، وإن الله لا يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة، فجامعوهم على ما اجتمعوا عليه، فإن الحق فيما اجتمعوا عليه"


وكتب بذلك إلى عثمان.

وقد ورد عن ابن كثير رجوع ابن مسعود إلى الوفاق.

وأكد الذهبي ذلك فقال: وقد ورد أن ابن مسعود رضي وتابع عثمان ولله الحمد.
ولا يلتفت إلى ما كتبه طه حسين في قضية المصحف وعلاقة عثمان مع ابن مسعود وما ساقه بأسلوب مسموم، فيه أفكار أخذها من أساتذته المستشرقين. الذين اعتمدوا على روايات ضعيفة ورافضية في تشويه علاقة الصحابة ببعضهم رضي الله عنهم جميعا.

إن ابن مسعود الذي ترك صلاة القصر في منى خشية من الخلاف والفتنة ومتابعة للخليفة، هل يتوقع رضى الله عنه منه أن يصعد المنبر ويحرض الناس على الخلاف، وهو القائل:ـ" إن الخلاف شر."

إن مؤرخي الروافض زوَّروا روايات ونسبوها لابن مسعود وموقفه من عثمان رضي الله عنهم، وأظهروا في تلك الأكاذيب الصحابة قوما متنازعين متباغضين، متعنتين متفاحشين في القول، وهي روايات ساقطة لا تثبت أمام النقد الهادئ الموضوعي، ويرفضها الذوق المؤمن والعقل الفطن، وقد زعمت الرافضة كذبا وزورا بأن ابن مسعود كان يطعن على عثمان ويكفره، ولما حكم عثمان ضربه حتى مات، وهذا كذب بيِّن على ابن مسعود، فإن علماء النقل يعلمون أن ابن مسعود ما كان يكفر عثمان
بل لما بويع عثمان بالخلافة سار عبد الله بن مسعود من المدينة إلى الكوفة، ولما وصل إليها حمد الله وأثنى عليه ثم قال:ـ "أما بعد، فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مات فلم نر يوما أكثر نشيجا من يومئذ، وإنا اجتمعنا أصحاب محمد فلم نأل عن خيرنا ذي فُوق، فبايعنا أمير المؤمنين عثمان فبايعوا."


وهذه الكلمات الواضحة أكبر دليل على تلك المكانة الرفيعة لعثمان بن عفان في قلب ابن مسعود وعند جميع الصحابة، أولئك الذين مدحهم الله تعالى ورضي عنهم، وهم خير من فقه قوله سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا" [الأحزاب: 70].
فقول عبد الله بن مسعود صدق لا يعدو الحقيقة، كما أنه نابع عن قناعته وصادر عن محض إرادته، ما قاله خوفا ولا خشية، ولم يقذف به هكذا رخيصا للاستهلاك والتغرير، أو ليحوز مكانة ومنصبا في الخلافة الجديدة.
إذن فمن بدهيات الأمور وأولياتها أن ليس ثمة حقد أو بغضاء في قلب أحدهما على الآخر، وإن حدث شيء فإنما هو من أجل الحق وصالح المسلمين، ويندرج تحت فقه النصيحة وآدابها وتأديب الخليفة لرعيته، وأما ما زعم الروافض ومن سار على نهجهم من أن عثمان ضرب ابن مسعود حتى مات فهذا كذب باتفاق أهل العلم.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

بارك الله فيك
على الموضوع الرائع
وجزاك عنا كل خير


__________________________________________________ __________
الله يجــــــزآك الجنه ..

يعطيــك ألــــفف عــــآفيـــه

__________________________________________________ __________
جزاك الله خير الله لايحرمك الجنه


__________________________________________________ __________
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

__________________________________________________ __________
بارك الله فيك ونفع بك


أثــــــآبكِ الله و جـــــعـــــــل موضـوعـــكِ في ميـــــزآن حسنــــــــــآتكِ...

أحسنتِ الإختيــــــــــآر....