عنوان الموضوع : برأة الأصحاب من دم الأحباب بدوى مطر 25 - شريعة اسلامية
مقدم من طرف منتديات الشامل


رابط الموضوع السابق

https://forum.te3p.com/445122.html


نقاط هامة يجب الوقوف عندها

حقيقة ولاة عثمان رضي الله عنه 2


ثالثـًا: الوليد بن عقبة



كان الوليد بن عقبة من رجال الدولة الإسلامية على عهد أبي بكر وعمر اللذين كانا يتخيران للأعمال ذوي الكفاءة والأمانة من الرجال، وأول عمل له في خلافة الصديق أنه كان موضع السر في الرسائل الحربية التي دارت بين الخليفة وقائده خالد بن الوليد في وقعة المذار مع الفرس وشهد له بظهر الغيب قاضي من أعظم قضاة الإسلام في التاريخ علما وفضلا وإنصافا، وهو التابعي الجليل الإمام الشعبي؛ فقد أثنى على غزوه وإمارته.


وقد كان الوليد رضى الله عنه أحب الناس في الناس وأرفقهم بهم، وقد أمضى خمس سنين وليس في داره باب.


وقد قال عثمان: ما وليت الوليد لأنه أخي وإنما وليته لأنه ابن أم حكيم البيضاء عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوأمة أبيه، والولاية اجتهاد.


أ ـ هل ثبت بأن الوليد نزلت فيه الآية "إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ"؟


قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" [الحجرات: 6].


يتناقل الرواة في ذلك قصة تقول: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق مصدقا، فأخبر عنهم أنهم ارتدوا، وأبوا في أداء الصدقة، وذلك أنهم خرجوا إليه فهابهم ولم يعرف ما عندهم، فانصرف عنهم، وأخبر بارتدادهم، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت فيهم، فأخبروه أنهم متمسكون بالإسلام، ونزلت الآية.
وقد جاءت روايات عديدة وليس للقصة سند موصول صحيح، وأقل ما يوصف به سند القصة أنه ضعيف.

ومما يعكر على رواية إرسال الوليد بن عقبة لجمع صدقات بني المصطلق ويعارضها حديث موصول السند إلى رجال ثقات، أن الوليد بن عقبة كان يوم الفتح صغيرا ومن كان في سنه لا يرسله النبي صلى الله عليه وسلم عاملا،
فعن فياض بن محمد الرقي، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج الكلابي، عن عبد الله الهمداني (أبي موسى) عن الوليد بن عقبة قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم فجيء بي إليه، وإني مطيب بالخلوق، ولم يمسح على رأسي، ولم يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني بالخلوق، فلم يمسني من أجل الخلوق.



إن القصة لعبت بها الأهواء المذهبية؛ فالوليد أموي عثماني، والذي أقحم اسم الوليد في قصة سبب نزول الآية شيعي رافضي (محمد بن السائب الكلبي)، قال عنه ابن حجر: كان يعد من شيعة أهل الكوفة، وقال ابن حجر: كان بالكوفة كذابان، أحدهما الكلبي، والآخر السدي ونحن لا ننكر أن تكون الآية نزلت في سياق قصة بني المصطلق، ولكن الذي ننكره أن يكون الوليد هو الموصوف بالفاسق في الآية، ذلك أن منطوق "إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ" بصيغة التنكير يدل على الشمول؛ لأن النكرة إذا وقعت في سياق الشرط عمت كما تعم إذا وقعت في سياق النفي.


ب ـ حد الوليد بن عقبة في الخمر:


وأما حد الوليد في الخمر فقد ثبت في الصحيحين أن عثمان حده بعدما شهدت عليه الشهود، فهو ليس مأخذا على عثمان، بل كان من مناقب عثمان حيث ذكر البخاري هذه الحادثة في باب (مناقب عثمان)إن تلك الحادثة لم تطرأ في عهد عثمان فحسب، بل لها سابقة في عهد عمر بن الخطاب قدامة بن مظعون له صحبة وشرب الخمر، وهو أمير على البحرين من قبل عمر فحده وعزله.
وقد ذكر بعض المؤرخين أنه لم يثبت على الوليد شربه الخمر، قال الحافظ في الإصابة: ويقال إن بعض أهل الكوفة تعصبوا عليه فشهدوا عليه بغير الحق .
وقد أشار إلى هذا ابن خلدون فقال: وما زالت الشائعات -أي على عمال عثمان- من قبل المشاغبين تنمو، ورمى الوليد بن عقبة - وهو على الكوفة - بشرب الخمر وشهد عليه جماعة منهم وحده عثمان وعزله.
وما حكاه الطبري ببعض تفاصيل: إن أبناءً لأبي زينب وأبي مورع وجندب بن زهير نقبوا على ابن الحيسمان داره وقتلوه، فشهد عليهم بذلك أبو شريح الخزاعي الصحابي وابنه، -وكان جارا لابن الحيسمان- فاقتص منهم الوليد، فأخذ الآباء على أنفسهم أن يكيدوا للوليد، وأخذوا يترقبون حركاته فنزل به أبو زبيد الشاعر، وكان نصرانيا وأسلم على يد الوليد, وكان الضيف متهما بشرب الخمر، فأخذ بعض السفهاء يتحدثون بذلك في الوليد لملازمته أبا زبيد، ووجد أبو زينب وأبو مورع خير فرصة يغتنمانها، فسافرا إلى المدينة وتقدما إلى عثمان شاهدين على الوليد بشرب الخمر، وأنهما وجداه يقئ الخمر، فقال عثمان: ما يقئ الخمر إلا شاربها، فجيء بالوليد من الكوفة فحلف لعثمان وأخبره خبرهم، فقال عثمان: نقيم حدود الله ويبوء شاهد الزور بالنار، فاصبر يا أخي.


ج ـ قال محب الدين الخطيب: وأما الزيادة التي وردت في رواية مسلم من أنه أتى بالوليد وقد صلى الصبح ركعتين ثم قال: أزيدكم، وفي بعض طرق أحمد أن صلى أربعا، فلم تثبت في شيء من شهادة الشهود، فهي من كلام حضين الراوي للقصة، ولم يكن حضين من الشهود ولم يروها عن شاهد ولا عن إنسان معروف، ولا كان في الكوفة في وقت الحادث المزعوم، فلا اعتداد بهذا الجزء من كلامه.



رابعًا: سعيد بن العاص


ولي الكوفة بعد الوليد بن عقبة، كان من فصحاء قريش, ولهذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة القرآن؛ فعن أنس بن مالك قال: «... فأمر عثمان زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها (أي الصحف) في المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش» وقد أقيمت عربية القرآن على لسان سعيد بن العاص؛ لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
أدرك من الحياة النبوية تسع سنين، وقتل أبوه يوم بدر مشركا، قتله علي بن أبي طالب.




خامسًا: عبد الله بن سعد بن أبي السرح


درج المؤرخون في الغالب إذا ذكروا اسم عبد الله بن أبي السرح وتولية عثمان له على ولاية مصر على أن يقولوا: لقد ولى عثمان على مصر عبد الله بن أبي السرح أخاه من الرضاعة. وإيراد عبارة (أخاه من الرضاعة) مقرونة بالتولية تعتبر إيحاء من بعض المؤرخين باتهام عثمان رضى الله عنه, وأنه لهذه الأخوة من الرضاعة ولاه على مصر، وهذا الذي يراه المؤرخ غير صحيح، ويبدو أن عبد الله بن سعد تمكن من ضبط خراج مصر حتى زاد ما كان يجمعه من الخراج على ما كان يجمعه عمرو بن العاص قبله، ولعل مرد ذلك إلى اتباع عبد الله بن سعد لسياسة جديدة في المصروفات اختلفت عن سياسة عمرو، وبالتالي زادت أموال الخراج المتوافرة في مصر.
وقد قام عبد الله بن سعد أثناء ولايته بالجهاد في عدة مواقع، فكانت له فتوح مختلفة لها شأن عظيم، فكان من غزواته غزوة أفريقية سنة 27هـ وفتوحه فيها, وقتله ملكها جرجيروانتهت الغزوة بصلح مع بطريرك أفريقيا على تأدية الجزية للمسلمين.
وقد عاد ابن أبي السرح إلى أفريقية مرة أخرى ووطد فيها الإسلام وذلك في سنة 33هـ، كما كان من أهم أعمال عبد الله بن سعد بن أبي السرح غزوه لبلاد النوبة وتسمى غزوة الأساودة أو غزوة الحبشة ويعتبر عبد الله بن سعد بحق أول قائد مسلم تمكن من اقتحام النوبة، وقاتل أهلها وفرض عليهم الجزية، واستقرت الحال على ذلك في أيامه بين أهل النوبة والمسلمين.
كذلك من أهم أعمال عبد الله بن سعد العسكرية غزوة ذات الصواري، وقد انتصر فيها المسلمون على الروم.


يقول عنه المقريزي: ومكث أميرا مدة ولاية عثمان رضى الله عنه كلها محمودا في ولايته.
وقال فيه الذهبي: ولم يتعد ولا فعل ما ينقم عليه، وكان أحد عقلاء الرجال وأجوادهم. ولما وقعت الفتنة بمقتل عثمان رضى الله عنه اعتزلها عبد الله بن سعد وسكن عسقلان، أو الرملة في فلسطين.
وروى البغوي بإسناد صحيح عن يزيد بن أبي حبيب قال: خرج ابن أبي السرح إلى الرملة بفلسطين، فلما كان عند الصبح قال: اللهم اجعل آخر عملي الصبح.
فتوضأ ثم صلى، فسلم عن يمينه ثم ذهب يسلم عن يساره فقبض الله روحه.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================









**~

جزاكـ الله خير الجزاء ..
وجعله في موازين حسناتك ..

أرق التحــاياآآ وآجلهـــاآآ

**~






__________________________________________________ __________
جزاك الله خير ونفع بك

__________________________________________________ __________
جزاك الله خير وبارك الله فيك

__________________________________________________ __________
أثــــــآبكِ الله و جـــــعـــــــل موضـوعـــكِ في ميـــــزآن حسنــــــــــآتكِ...

أحسنتِ الإختيــــــــــآر....


__________________________________________________ __________
جزاك الله خير على الأفاده

شكراا لك .. على ما انتقيته لنا .. فقد استفد اشياء كثيره ..