عنوان الموضوع : برأة الأصحاب من دم الأحباب بدوى مطر 22 - شريعة اسلامية
مقدم من طرف منتديات الشامل



رابط الموضوع السابق
https://forum.te3p.com/438734.html

الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه 7

جاء في كتاب الدكتور / محمد علي الصلابي:
دور عبد الله بن سبأ في تحريك الفتنة 5
الخطوة الأخيرة للهجوم على الخليفة 2


موقف أمهات المؤمنين وبعض الصحابيات:


1ـ أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما:


كان موقف السيدة أم حبيبة أم المؤمنين من المواقف البالغة الخطر في هذه الأحداث، ذلك أنه لما حوصر عثمان رضى الله عنه ومنع عنه الماء، سرَّح عثمان ابنا لعمرو بن حزم الأنصاري - من جيران عثمان - إلى علي بأنهم قد منعونا الماء، فإن قدرتم أن ترسلوا إلينا شيئا من الماء فافعلوا، وإلى طلحة وإلى الزبير وإلى عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان أولهم إنجادا له علي وأم حبيبة. جاءت أم حبيبة، فضربوا وجه بغلتها، و مالت راحلتها، فتعلقوا بها وقد كادت تقتل.

2- صفية زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وما فعلته السيدة أم حبيبة فعلت مثله السيدة صفية رضي الله عنها؛ فلقد روي عن كنانة قال: كنت أقود بصفية لتردَّ عن عثمان، فلقيها الأشتر، فضرب وجه بغلتها حتى مالت، فقالت: ذروني لا يفضحني هذا، ثم وضعت خشبا من منزلها إلى منزل عثمان تنقل عليه الطعام والماء.

3- عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:

ولما حدث ما حدث للسيدة أم حبيبة أعظمه الناس جدا، فخرجت عائشة -رضي الله عنها- من المدينة وهي ممتلئة غيظا على المتمردين، وجاءها مروان بن الحكم، فقال: أم المؤمنين، لو أقمت كان أجدر أن يراقبوا هذا الرجل، فقالت: أتريد أن يصنع بي كما صنع بأم حبيبة، ثم لا أجد من يمنعني وخرجت للحج مع أمهات المؤمنين، ولم يكن هذا الخروج هربا محضا، وإنما كان محاولة منهن لتخليص عثمان ? من أيدي هؤلاء المفتونين، الذين كان منهم محمد بن أبي بكر، أخو السيدة عائشة رضي الله عنها، الذي حاولت أن تستتبعه معها إلى الحج فأبى.
فقالت السيدة عائشة: أما والله لو استطعت أن يحرمهم الله ما يجولون لأفعلن.



استشهاد عثمان 35 هجرية


تحركت بعض جيوش الأمصار لنجدة الخليفة، وكادت أيام الحج تنقضي سريعا وتوشك جماعات من هؤلاء أن تزحف إلى المدينة للتصدي لهؤلاء الخارجين الذين قرروا الإسراع بقتل عثمان رضي الله عنه.

وفي آخر أيام الحصار - وهو اليوم الذي قتل فيه- نام رضى الله عنه فأصبح يحدِّث الناس: ليقتلني القوم ثم قال:
ـ " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ومعه أبو بكر وعمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عثمان أفطر عندنا"
فأصبح صائما وقتل من يومه.
هاجم المتمردون الدار فتصدى لهم الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير ومحمد بن طلحة ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص، ومن كان من أبناء الصحابة أقام معهم، فنشب القتال فناداهم عثمان: الله الله، أنتم في حل من نصرتي، فأبوا، ودخل غلمان عثمان لينصروه، فأمرهم ألا يفعلوا؛ بل إنه أعلن أنه من كف يده منهم فهو حر.


وقال عثمان في وضوح وإصرار وحسم، وهو الخليفة الذي تجب طاعته:


ـ أعزم على كل من رأى أن عليه سمعا وطاعة إلا كف يده وسلاحه.
وكان المغيرة بن الأخنس بن شريق فيمن حج ثم تعجل في نفر حجوا معه، فأدرك عثمان قبل أن يقتل، ودخل الدار يحمي عنه وقال: ما عذرنا عند الله إن تركناك ونحن نستطيع ألا ندعهم حتى نموت؟ فأقدم المتمردون على حرق الباب والسقيفة، فثار أهل الدار -وعثمان يصلي- حتى منعوهم، وقاتل المغيرة بن الأخنس والحسن بن علي ومحمد بن طلحة وسعيد بن العاص، ومروان بن الحكم وأبو هريرة، فأبلوا أحسن البلاء وعثمان يرسل إليهم في الانصراف دون قتال، ثم ينتقل إلى صلاته، فاستفتح قوله تعالى: "طه ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَّخْشَى" [طه: 1-3]


وكان سريع القراءة، فما أزعجه ما سمع، ومضى في قراءته ما يخطئ وما يتعتع، حتى إذا أتى إلى نهايتها قبل أن يصلوا إليه ثم دعا فجلس وقرأ: "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" [آل عمران: 137].

وأصيب يومئذ أربعة من شبان قريش وهم: الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم وقتل المغيرة بن الأخنس، ونيار بن عبد الله الأسلمي وزياد الفهري، واستطاع عثمان أن يقنع المدافعين عنه، وألزمهم بالخروج من الدار، وخلى بينه وبين المحاصرين، فلم يبق في الدار إلا عثمان وآله، وليس بينه وبين المحاصرين مدافع ولا حام من الناس، وفتح رضى الله عنه باب الدار .
وبعد أن خرج من في الدار ممن كان يريد الدفاع عنه، نشر رضى الله عنه المصحف بين يديه، وأخذ يقرأ منه وكان إذ ذاك صائما.


ألا يجب علينا أن نتوقف طويلا أمام هذا المشهد الدرامي الذي بلغ أسمى درجات الطهر. .؟!
نحن أمام انسان ارتفع بروحه إلى درجة ملائكية نادرة . ترى كم منا من يمكنه استقبال موته بهذه الكيفية وبهذا الهدوء واليقين؟..كم منا من يمكنه أن يودع الدنيا هذا الوداع المستحيل ويجعل آخر عهده بها أن يكون كتاب الله آخرما تصافحه عيناه، وأن يكون رنين تلاوة آياته الشريفة آخرما ينطقه لسانه ، وأن يكون صوت رسول الله عليه الصلاة والسلام ونبؤته ملؤ عقله وروحه؟..كم منامن يمكنه أن يفارق أحبابه وفلذات أكباده بإرادته وبمثل رحابة الصدر التي بدا عليه ذو النورين ، ولا يفكر إلا في صحبة الحبيب محمد بدار الخلد ..؟
يمكننا نحن الآن فقط أن نتخيل هذا الشيخ المهيب ونبكي من أجله ، وأن نلعن قاتليه ، ولكن لحظتها كان للمتربصين به موقف مغاير تماما لما كان عليه خليفتنا الشهيد رضي الله عنه ، ولما نحن عليه الآن.


يقول الدكتور الصلابي واصفا لحظة الغدر الخسيس في كتابه عن ذي النورين :

فإذا برجل من المحاصرين يخنقه قبل أن يضربه بالسيف ، فقتل رضى الله عنه والمصحف بين يديه، وعلى أثر قطع اليد انتضح الدم على المصحف الذي كان بين يديه يقرأ منه، وسقط على قوله تعالى:
"فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" [البقرة: 137].



جنازته والصلاة عليه ودفنه


قام نفر من الصحابة في يوم قتله بغسله وكفنوه وحملوه على باب، ومنهم: حكيم بن حزام، وحويطب بن عبد العزى، وأبو الجهم بن حذيفة، ونيار بن مكرم الأسلمي، وجبير ابن مطعم، والزبير بن العوام، وعلي بن أبي طالب، وجماعة من أصحابه ونسائه، منهن امرأتاه نائلة وأم البنين بنت عتبة بن حصين، وصبيان، والذي يرجح أن الذي صلى عليه كان الزبير بن العوام لرواية الإمام أحمد في مسنده؛ فقد بينت تلك الرواية أن الزبير بن العوام ? صلى على عثمان ودفنه, وكان أوصى إليه. وقد دفن ? ليلا، وقد أكد ذلك ما رواه ابن سعد والذهبي؛ حيث ذكرا أنه دفن بين المغرب والعشاء, رضوان الله عليه، وأما ما رواه الطبراني من طريق عبد الملك بن الماجشون قال: سمعت مالكا يقول: قتل عثمان رضى الله عنه فأقام مطروحا على كناسة بني فلان ثلاثا، فالرواية السابقة ضعيف سندها، وباطل متنها، فأما السند ففيه علتان:
أ- ضعف عبد الملك بن الماجشون الذي كان يروي المناكير عن الإمام مالك.
ب- أن هذه الرواية مرسلة؛ حيث إن الإمام مالكا لم يدرك مقتل عثمان رضى الله عنه ، لأنه لم يولد إلا سنة 93هـ.
وأما متن هذه الرواية فباطل، وفيه يقول ابن حزم: من قال إنه ? أقام مطروحا على مزبلة ثلاثة أيام فكذب بحت، وإفك موضوع، وتوليد من لا حياء في وجهه، ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برمي أجساد قتلى الكفار من قريش يوم بدر في القليب, وألقى التراب عليهم وهم شر خلق الله تعالى، وأمر عليه السلام أن يحفر أخاديد لقتلى يهود قريظة، وهم شر من وارته الأرض، فمواراة المؤمن والكافر فرض على المسلمين، فكيف يجوز لذي حياء في وجهه أن ينسب إلى علي وهو الإمام, ومن بالمدينة من الصحابة أنهم تركوا رجلا ميتا بين أظهرهم على مزبلة ثلاثة أيام لا يوارونه


موقف محمد بن أبي بكر

إن قاتل عثمان رضى الله عنه رجل مصري، لم تفصح الروايات عن اسمه، وبينت أنه سدوسي الأصل، أسود البشرة، لقب بـ (جبلة) لسواد بشرته.
وأما ما يتعلق بتهمة محمد بن أبي بكر بقتل عثمان بمشاقصه، فهذا باطل، وقد جاءت روايات ضعيفة في ذلك، كما أن متونها شاذة لمخالفتها للرواية الصحيحة التي تبين أن القاتل هو رجل مصري



وقد ذكر الدكتور يحيى اليحيى عدة أسباب ترجح براءة محمد بن أبي بكر من دم عثمان، منها:

أ- أن عائشة -رضي الله عنها- خرجت إلى البصرة للمطالبة بقتلة عثمان، ولو كان أخوها منهم ما حزنت عليه لما قتل فيما بعد.
ب- لعن علي رضى الله عنه لقتلة عثمان رضى الله عنه وتبرؤه منهم، يقتضي عدم تقريبهم وتوليتهم، وقد ولي محمد بن أبي بكر مصر، فلو كان منهم ما فعل ذلك.


ج- ما أخرجه ابن عساكر بسنده عن محمد بن طلحة بن مصرف قال: سمعت كنانة مولى صفية بنت حيي قال: شهدت مقتل عثمان وأنا ابن أربع عشرة سنة، قالت: هل أندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟ فقال: معاذ الله، دخل عليه، فقال عثمان: يا ابن أخي لست بصاحبي فخرج، ولم يند من دمه بشيء.

د ـ وأخرج خليفة بن خياط والطبري بإسناد رجال ثقات عن الحسن البصري -وكان ممن حضر يوم الدار - أن ابن أبي بكر أخذ بلحيته، فقال عثمان: لقد أخذت مني مأخذا أو قعدت مني مقعدا، ما كان أبوك ليقعده فخرج وتركه.

قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه لما علم بمقتل عثمان: رحم الله عثمان، إنا لله وإنا إليه راجعون، قيل له: إن القوم نادمون، فقرأ قوله تعالى: "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ? فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ" [الحشر: 16، 17].


(شذرات الذهب في أخبار من ذهب)

أما كتاب (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) لعبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي فقد ذكر الفتنة فقال :

( سنة34 وفي آخرها حاصر المصريون أمير المؤمنين عثمان نحو شهرين وعشرين يوما ًثم اقتحم عليه أراذل من أوباش القبائل فقتلوه والصحيح أنه لم يتعين قاتله وكانوا أربعة آلاف واشتهر عنه أنه قال لأرقائه عن أغمد سيفه فهو حر فأغمدوها إلا واحداً قاتل حتى قتل.

وكانوا مائة عبد وقيل أربعمائة وأن عليا رضي الله عنه أرسل إليه ابنه الحسن وقال له أن شئت أتيتك للنصر فقال إن رسول الله قال لي إن قاتلتهم نصرت عليهم أن لم تقاتلهم أفطرت عندنا الليلة وأنا أحب أن أفطر عند رسول الله وجاءه عبد الله بن سلام لينصره فقال له أخرج إليهم فإنك خارجاً خير لي من داخل فخرج فقال لهم أيها الناس إن لله سيفاً مغموداً عليكم وإن الملائكة قد جاورتكم في بلدكم هذا الذي نزل فيه نبيكم فالله الله في هذا الرجل أن تقتلوه فتطردوا جيرانكم ويسل سيف الله المغمد فلا يغمد إلى يوم القيامة فقالوا اقتلوا اليهودي.

ولا شك أن الدماء المهراقة عقب قتله والملاحم بين علي ومعاوية عقوبة من الله بقتل عثمان وانفتح باب الشر من يومئذٍ وقد صحت الأحاديث بأن له الجنة على بلوى تصيبه وأنه شهيد سعيد وقتلوه يوم الجمعة ثاني عشر ذي الحجة والمصحف بين يديه فتنضخ الدم على قوله تعالى (فسيكفيكم الله وهو السميع العليم ) وعمره يومئذٍ بضع وثمانون أو وتسعون سنة ومدة خلافته اثنتا عشرة سنة وأيام ودفن بالبقيع بموضع يعرف" بحش كوكب" وكان قد اشتراه ووقفه زاده في البقيع وكان إذا مر به يقول" يدفن فيك رجل صالح"

وهكذا قتل الخليفة ، ووري التراب وأسدل الستار عن حقبة في تاريح الإسلام لتبدأ حقبة أخرى خطط لها الأعداء بدقة بحيث يظل لهيب الفتنة متقدا على الدوام .



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

بارك الله لك على هذا الموضوع الرائع

جعله الله في ميزان حسناتك

اللهم آآآآآآآآآمين

لك كل الود والإحترام

__________________________________________________ __________
بورك طرحك الطيب

__________________________________________________ __________
الله يعطيك العافيه

سلمت يمناك اخوي

جزاك الله كل خير ونفع بك امته الاسلاميه

وجعل الله ما قدمته في ميزان حسناتك

بارك الله فيك وانار الله دربك وقلبك بنورالهدى
تقبل مروري ولك ودي وردي





__________________________________________________ __________
بارك الله فيك لطرحك المميز

__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المثابره22
بارك الله لك على هذا الموضوع الرائع

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المثابره22


جعله الله في ميزان حسناتك

اللهم آآآآآآآآآمين

لك كل الود والإحترام


اللهم أسألك يا ودود يا ذا العرش المجيد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركانه العرش
أسألك بقدرتك التي قدرت بها على كل خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيئ لا إله إلا أنت
انصر إخواننا في غزه ووحد صفهم واجمع شملهم


الشكر كل الشكر لكم على مروركم الراقى الرائع
مروركم و تفاعلكم شرفنى فعلا
تقبل الله منكم الدعاء و صالح الأعمال و رزقكم كل خير
علمكم الله ما ينفعكم و نفعكم بما تعلمون
و جمع الله بينكم و بين أهليكم و من تحبون فى الله و كل المسلمين فى الجنة بغير سابقة عذاب ان شاء الله
اقبلوا احترامى و تقديرى