عنوان الموضوع : يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 29- الشامل
مقدم من طرف منتديات الشامل



رابط الموضوع السابق
https://forum.te3p.com/370018.html

الفصل الحادي عشر في بيان حكم الحلف بغير الله والتوسل والاستغاثة والاستعانة بالمخلوق


أ - الحلف بغير الله :


الحلف : هو اليمين ، وهي : توكيد الحكم بذكر مُعَظَّم على وجه الخصوص . والتعظيم : حق لله تعالى ، فلا يجوز الحلف بغيره ، فقد أجمع العلماء على أن اليمين لا تكون إلا بالله ، أو بأسمائه وصفاته ، وأجمعوا على المنع من الحلف بغيره والحلف بغير الله شرك ؛ لما روى ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك وهو شرك أصغر ، إلا إذا كان المحلوف به معظَّمًا عند الحالف إلى درجة عبادته له فهذا شرك أكبر ، كما هو الحال اليومَ عند عُبَّاد القبور ، فإنَّهم يخافون مَنْ يعظمون من أصحاب القبور ، أكثر من خوفهم من الله وتعظيمه ، بحيث إذا طُلب من أحدهم أن يحلف بالولي الذي يعظمه لم يحلف به إلا إذا كان صادقًا ، وإذا طلب منه أن يحلف بالله حلف به وإن كان كاذبًا .
فالحلف تعظيم للمحلوف به لا يليق إلا بالله ، ويجب توقير اليمين ؛ فلا يكثر منها ، قال تعالى : وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ .
وقال تعالى : وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ .
أي : لا تحلفوا إلا عند الحاجة ، وفي حالة الصدق والبر ؛ لأن كثرة الحلف أو الكذب فيها يدلان على الاستخفاف بالله ، وعدم التعظيم له ، وهذا ينافي كمال التوحيد ، وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ثلاثةٌ لا يُكلّمهم الله ، ولا يُزكّيهم ، ولهم عذاب أليم وجاء فيه : ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ، ولا يبيع إلا بيمينه . فقد شدَّد الوعيد على كثرة الحلف ، مما يدلّ على تحريمه احترامًا لاسم الله تعالى ، وتعظيمًا له سبحانه .
وكذلك يحرم الحلفُ بالله كاذبًا وهي : اليمين الغَموسُ وقد وصفَ الله المنافقين بأنهم يحلفون على الكذب وهم يعلمون .
فتلخص من ذلك :
1- تحريم الحلف بغير الله تعالى ، كالحلف بالأمانة أو الكعبة أو النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن ذلك شرك .
2- تحريم الحلف بالله كاذبًا متعمّدًا ، وهي الغموس .
3- تحريم كثرة الحلف بالله - ولو كان صادقًا - إذا لم تدعُ إليه حاجة ؛ لأنَّ هذا استخفاف بالله سبحانه .
4- جواز الحلفِ بالله إذا كان صادقًا ، وعند الحاجة .


ب - التوسل بالمخلوق إلى الله تعالى :


التّوسّل : هو التقرب إلى الشيء والتوصل إليه ، والوسيلة : القربة ، قال الله تعالى : وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ .
أي القربة إليه سبحانه بطاعته ، واتباع مرضاته .
والتوسل قسمان :


القسم الأول : توسل مشروع ، وهو أنواع :


1 - النوع الأول : التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته كما أمرَ الله تعالى بذلك في قوله : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
2 - النوع الثاني : التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة التي قام بها المتوسل ، كما قال تعالى عن أهل الإيمان : رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ .
وكما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ، فسدت عليهم باب الغار ، فلم يستطيعوا الخروج ، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم ؛ ففرج الله عنهم فخرجوا يمشون .
3 - النوع الثالث : التوسل إلى الله تعالى بتوحيده ، كما توسل يونس عليه السلام : فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ .
4 - النوع الرابع : التّوسُّلُ إلى الله تعالى بإظهار الضَّعف والحاجة والافتقار إلى الله ، كما قال أيوب عليه السلام : أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .
5 - النوع الخامس : التوسل إلى الله بدعاء الصالحين الأحياء ، كما كان الصحابة إذا أجدبوا طلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله لهم ، ولما تُوفي صاروا يطلبون من عمه العباس - رضي الله عنه - فيدعو لهم .
6 - النوع السادس : التّوسُّلُ إلى الله بالاعتراف بالذنب : قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي .



القسم الثاني : توسل غير مشروع :


وهو التوسل بما عدا الأنواع المذكورة في التوسل المشروع ، كالتوسل بطلب الدعاء والشفاعة من الأموات ، والتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - والتوسل بذات المخلوقين أو حقهم ، وتفصيل ذلك كما يلي :


1 - طلب الدعاء من الأموات لا يجوز :


لأن الميت لا يقدر على الدعاء ، كما كان يقدر عليه في الحياة ، وطلب الشفاعة من الأموات لا يجوز ؛ لأن عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - ومن بحضرتهما من الصحابة والتابعين لهم بإحسان لمَّا أجدبوا استسقوا وتوسَّلوا واستشفعوا بمن كان حيًّا ، كالعباس وكيزيد بن الأسود ، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لا عند قبره ولا عند غيره ، بل عدلوا إلى البدل كالعباس وكيزيد ، وقد قال عمر : ( اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنَّا نتوسل بعمّ نبيّنا فاسْقِنا ) فجعلوا هذا بدلًا من ذلك ، لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه .
وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به يعني : لو كان جائزًا . فتركُهم لذلك دليلٌ على عدم جواز التوسل بالأموات ، لا لطلب الدعاء والشفاعة منهم وهم أموات ، فلو كان طلب الدعاء منه والاستشفاع به حيًّا وميّتًا سواء لم يعدلوا عنه إلى غيره ممن هو دونه .


2 - والتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بجاه غيره لا يجوز :


والحديث الذي فيه : إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي ، فإن جاهي عند الله عظيم حديث مكذوب ، ليس في شيء من كتب المسلمين التي يُعتمد عليها ، ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث وما دامَ لا يصح فيه دليل ، فهو لا يجوزُ ؛ لأن العبادات لا تثبت إلا بدليل صريح .


3 - والتوسل بذوات المخلوقين لا يجوز :


لأنه إن كانت الباء للقسم ، فهو إقسام به على الله تعالى ، وإذا كان الإقسام بالمخلوق على المخلوق لا يجوز ، وهو شرك كما في الحديث ؛ فكيف بالإقسام بالمخلوق على الخالق جل وعلا ؟ !
وإن كانت الباء للسببية فالله سبحانه لم يجعل السؤال بالمخلوق سببًا للإجابة ، ولم يشرعه لعباده .



4 - والتوسل بحق المخلوق لا يجوز لأمرين :



الأول : أن الله سبحانه لا يجب عليه حقّ لأحد ، وإنَّما هو الذي يتفضّل سبحانه على المخلوق بذلك ، كما قال تعالى : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ .
فكون المطيع يستحق الجزاء ، هو استحقاق فضل وإنعام ، وليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق .




الثاني : أن هذا الحق الذي تفضل الله به على عبده هو حقٌّ خاص به ، لا علاقة لغيره به ، فإذا توسل به غير مستحقه كان متوسلًا بأمر أجنبي ، لا علاقة له به ، وهذا لا يجديه شيئًا .
وأما الحديث الذي فيه : أسألك بحق السائلين فهو حديث لم يثبت ؛ لأن في إسناده عطية العوفي ، وهو ضعيف مجمع على ضعفه ، كما قال بعض المحدثين ، وما كان كذلك فإنه لا يُحتج به في هذه المسألة المهمة من أمور العقيدة ، ثم إنه ليس فيه توسل بحقّ شخص معيّن ، وإنما فيه التوسل بحق السائلين عمومًا ، وحق السائلين الإجابة كما وعدهم الله بذلك .


وهو حق أوجبه على نفسه لهم ، لم يوجبه عليه أحد ، فهو توسل إليه بوعده الصادق لا بحق المخلوق .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

جزاك الله كل الخير على هالموضوع الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك
تقبل مروري ولك ودي وردي

__________________________________________________ __________
اكرمك الله
وجزاك الله خيرا

__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الكون وعيونه
جزاك الله كل الخير على هالموضوع الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك
تقبل مروري ولك ودي وردي

اللهم أسألك يا ودود يا ذا العرش المجيد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركانه العرش
أسألك بقدرتك التي قدرت بها على كل خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيئ لا إله إلا أنت
انصر إخواننا في غزه ووحد صفهم واجمع شملهم




الشكر كل الشكر لكم على مروركم الراقى الرائع
مروركم و تفاعلكم شرفنى فعلا
تقبل الله منكم الدعاء و صالح الأعمال و رزقكم كل خير
علمكم الله ما ينفعكم و نفعكم بما تعلمون
و جمع الله بينكم و بين أهليكم و من تحبون فى الله و كل المسلمين فى الجنة بغير سابقة عذاب ان شاء الله
اقبلوا احترامى و تقديرى



__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moh82ammed
اكرمك الله

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moh82ammed

وجزاك الله خيرا


اللهم أسألك يا ودود يا ذا العرش المجيد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركانه العرش
أسألك بقدرتك التي قدرت بها على كل خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيئ لا إله إلا أنت
انصر إخواننا في غزه ووحد صفهم واجمع شملهم




الشكر كل الشكر لكم على مروركم الراقى الرائع
مروركم و تفاعلكم شرفنى فعلا
تقبل الله منكم الدعاء و صالح الأعمال و رزقكم كل خير
علمكم الله ما ينفعكم و نفعكم بما تعلمون
و جمع الله بينكم و بين أهليكم و من تحبون فى الله و كل المسلمين فى الجنة بغير سابقة عذاب ان شاء الله
اقبلوا احترامى و تقديرى




__________________________________________________ __________
جزاك الله خيرا
وجعله في ميزآن حسناتك

وجعله حجة لك لا عليك
ونفعك بما كتبت ونفعنا لما قرأنا


مشكووووور يالغلااا وجزاك الله الف خير
لك كل الاحتراااام