عنوان الموضوع : ذات الجبين الأبيض من الواقع
مقدم من طرف منتديات الشامل
ذات الجبين الأبيض
الكاتبة :
حنان العبدالعزيز
سأواصل الكتابة بإذن الله في هذا المنتدى الراقي ،،،سأغرس قيم خفية في قصصي تعين في تربية الأبناء والبنات ربما تخفى على الجميع لكن أؤكد أن لغة الحنان هي أسمى لغة إذا لم توطن في المنزل سيخرج الأطفال للبحث عنها ويكبر الأطفال ليصبحوا مراهقين ومراهقات يتسولون الحب من أماكن تهدد قيمهم وشخصياتهم وحتى لا نبكي على اللبن المسكوب عليكم بالحنان والحزم أسأل الله أن نتميز دوما به إجلسوا في هدوء ..أمسكوا أكواب الشاي إنظروا لا لا أنت أرجو أن تبتعدي فمثلك يستحيل أن يسكن الحنان قلبها !!!!إنني أمازحكم هيا إقراءوا قصة الفتاة المسترجلة
ذات الجبين الأبيض
حنان العبدالعزيز
في آخر الصف أجلس كعادتي كطالبة كسولة أو كما يلقبنني المعلمات ،لا أعرف كيف أكتب أو أرسم الحروف بدقة وأتوق بشدة إلى الفسحة لأمارس القفز والتعلق بالشجر وربما إثارة الطالبات ضد بعضهن ، نجاة تقول أنك مهملة ، فاطمة تقول أنك تهوين الكذب !! وأظل أضحك ملأ شدقي الواسع بضحكات أقرب إلى الصبيانية فقد نشأت وسط ذكور،وشكلي يبدو كصبي فتصفيف شعري يشبه الأولاد ولبسي كذلك ،هههههها أحب الإثارة أغلق عيني بقوة فقد صافحني وجه أبي العابس ياللهول لم يكن يعاملني سوى بالحزم والتفرقة بيني وبين إخوتي ربما لأنني فتاة ،،ولا أتحلى بالصفات التي يرغبها وأهمها الأدب واللباقة ومن أين آتي بها وقد أحرقني بنظرته الدونية لي ، هههههها أعود إلى ممارسة الشقلبة وهوب أسقطت أبلا فاطمة بحركة خطافية مددت فيها ساقي النحيلة في طريقها سأهرب سريعا قبل أن تنتبه لي ،،طراخ ،،طراخ هرررروب0
عندما عدت إلى المنزل وجدت طامة بإنتظاري فأبي قد أحضر جدتي لتسكن معنا ومن المعلوم أنها لا تتمتع بأدنى حد للباقة وإنتقاء الألفاظ والتي ورثتها منها والتي تتعارض مع سلطات والدتي في المنزل ورغباتها في إعداد الطعام وتهيئة المنزل كما تشاء وإستقبال الضيوف وقت ما تشاء بإختصار ستقوم معارك يومية بينهما ،أمارس الشقلبة بقووة هذه المرة لأرتطم بوالدي ياللهول ليقوم بدوره بنهري لأترنح وأسقط وسط والدتي وجدتي اللتان بدأتا في التحضير لموقعة كبرى تتناول طريقة تربيتي وتصرفاتي الخرقاء ،إهيييي هل قالوا خرقاء ،أنسحب إلى غرفتي وأظل أبكي ، لا أحد يفهمني ...لا أريد البقاء في المنزل سأهرب !
نعم لقد قررت الهرب برغم سنوات سني العشر ولكن إلى أين ؟
حملت حقيبتي التي زودتها ببعض الشطائر والبطاطس وغيارين وعلب العصير أسير على حافة أقدامي مرتدية جوارب وحاملة حذائي في يدي معلقة حقيبتي على كتفي الهزيلة ..أدعو الله أن ينجيني من إكتشاف جدتي ووالدي ، رائع إنجاز لقد هربت من المنزل ،،ياللروعة أنا الآن في الشارع ياللفرحة بدون قيود والدي ولا صراخ إخوتي ولا إنتقادات جدتي ووالدتي ولا إستهزاء معلماتي ببلادتي ،،هييييه بدون كتب وواجبات ، حسنا شقلبة قوية بمناسبة الخلاص طررراخ أصطدم بجدار منزل جيراننا .
-سلامات!
التفت بقوة إلى مصدر الصوت ، وجدت سعاد إبنة جيراننا تحتضني من الخلف بعطف ثم تنفض التراب العالق بملابسي في عطف تبتسم عيناها في رقة بدت من خلف نقابها ،يبدو أنها كانت ستذهب إلى عملها المسائي فقد كانت تعمل محاسبة في إحدى الجهات هناك ،سألتني لماذا أنت لوحدك في الشارع مساء ألا تخشين الطريق؟
زمجرت في وجهها لا ..لن أعود نهائيا إلى منزلنا سأهرب وأبحث عن منزل جديد ومدرسة جديدة وعالم جديد ثم نهضت بقوة لتمسكني بحزم ،قفي سوير وأدخلي معي قليلا إلى منزلنا ثم اهربي تعالي ياصغيرتي .
شئ في داخلي قال لي اتبعيها ،أمسكت يدي في رقة وددت لو تطول تلك اللحظة بل تمنيت ذلك!
دخلت إلى غرفتها بعد أن إستئذنت من والدتها التي إبتسمت لي محيية ومرحبة جعلتني التفت خلفي هل هي تكلمني ؟ هل هي لاتعرف من أنا ..أنا (سوير الخبلة) (سوير البهلوانة) (سوير الولد) كما تسميني والدتي بل ومعلماتي وصديقاتي وحتى 00والدي.
جلبت لي حليبا دافئا وبعضا من الشكولاتة بل ولعبة دمية فتاة جميلة ترتدي فستانا ورديا مغطى بطبقة من التل المضئ ،وحذاء ذهبيا ،وتضفر شعرها الذهبي فشهقت بفرحة ههههه هذا لي ،حاولت أن أكون رقيقة مثلها فضحكت بصوت متقطع هه...هه...هه وأدعو الله أن لا أضحك ضحكتي الشريرة كالعادة ،فمسحت على رأسيي وقالت: أنت جميلة ياسوير !
-أأأأنا؟
-نعم وأنا معجبة في أخلاقك .
هنا إلتفت إلى الجدار خلفي وصرخت فيها هل تقصدينني ؟
ضحكت برقة نعم ...تأملت فيها شدتني تقاسيمها الهادئة ووسامة ملامحها الرقيقة ..عينيها الرقيقتين ...اللتين يتألق فوقهما جبين أبيض تحس بالأمان حين تنظر إليه ..كانت ترتدي معطفا أبيضا قصيرا،أسفله تنورة زرقاء زادها أناقة لبسها وسامة فبدت كأميرة تحادثني !
-حسنا لماذا تودين الهرب من منزلكم الجميل؟
فصرخت في وجهها إنه غير جميل ولا أحبه ولا أحب من فيه ،نعم سأهاجر إلى الفضاء ..سأحلق لن أعود أبدا ثم بكيت ،أفقت لنفسي ومسحت أنفي أأأأنا آسفة ..ضحكت في رقة لا عليك ،،هنا وجدتني أحكي لها عن تعثري الدراسي وإنتقادات من حولي لي بسبب تصرفاتي الصبيانية وحتى شقلباتي اللاارادية وظللت أحكي لها حتى أدركني النوم فنمت نوما عميقا على كرسيها الذي تركته لي وإتصلت بوالدتي لتطمئنها علي في حين كان منزلنا يغلي خوفا علي كما قالت لي خالة سعاد ..غريبة هل يحبونني ؟
في الصباح مشطت لي شعري وقالت لي أنت أجمل فتاة رقيقة رأتها عيني وطلبت مني أن أحضر لديها كل عصر لتدرسني دروسي ، ثم ذهبت مع والدي الذي إستقبلني في شوق وحنان ،،غريبة!!!
هذا الصباح كنت هادئة جدا في المدرسة ولم أتشقلب كالعادة ولم أضحك ضحكاتي الشريرة حين أثير الصراعات بين زميلاتي لأني لم أثرها كعادتي فقد كان هناك شئ يغرد في داخلي أنت أجمل فتاة رقيقة رأتها عيني) بل كنت أبتسم في رقة أثارت فضول وعجب زميلاتي بل و معلماتي اللاتي دعين لي بالهداية.
عدت إلى المنزل إحتضنتني والدتي في رقة وقبلت رأسي وحتى جدتي دعت لي الحفظ والسلامة وذهبت إلى غرفتها في هدوء..أما صديقتي الجديدة سعاد فقد درستني العديد من الدروس فتحسن مستواي جدا وأجمل درس وعيته بقلبي هو (أنت أجمل فتاة رقيقة رأتها عيني)
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
تسلم الايااادي اختي
ودي لكي ووردي لحروفك
__________________________________________________ __________
أبدعتي بكل صدق
ولكن تنقص بعض الحبكة للقصة في تغيير سوير إلى الرقيقة
يعطيك العافية
__________________________________________________ __________
اختي الكاتبه الهمامه حنان العبدالعزيز
ماشاء الله عليكي , عجبتني حبكه القصه كما اعجبتني قصتك ( عاشوا عاشوا الصبايا! )
احترامي واعجابي وتقديري لقلمك
__________________________________________________ __________
حسنا اهم شئ حبيت انبه لظاهرة البويات وسببها الذي اتوقعه فالفتاة تتقلد دور الصبي لتعوض نقص داخلها واهم شئ الاسرة يشددون على تعريف الفتاة بانوثتها وعدم تعيير الفتاة بعدم جمالها مثل سوير فكل فتاة جميلة
__________________________________________________ __________
شكرا على هذه القصه ومزيد من الابداعات