عنوان الموضوع : رواية الهمسات المشتعلة
مقدم من طرف منتديات الشامل

@@رواية الهمسات المشتعلة@@


ملخص الرواية...

لامار فتاة غير عادية يوقعها حظها العاثر وجمالها الاخاذ فى قبضة نيقولا
الايطالى الثرى الوسيم الذى يقايضها على منحها القرض لايقاف الشركة التى ورثتها عن و
عن والدها من السقوط..فهو صاحب البنك؟؟ الناهى والامر..ولكن ما اصعب
المقايضة حين يكون المقابل هو الزواج منة؟؟
زواج ابدى..وهى من حطم قلبها انطونى ديميرا من قبل.. واقسمت الا تستسلم لرجل مرة اخرى...
ترى كيف ستكون المواجهة...كيف سيكون الصراع ... من سيضع قوانين اللعبة بينهما... وهل سيتمكن نيكولا من اذابة الجليد بهمساتة المشتعلة؟؟؟
ما هو السر الذى اخفاة عنها.... هل ستسامحة؟؟؟

الفصل الاول
دخل انطونى اليها غاضبا كالاعصار...يصرخ بعصبية شديدة....
وهو يجلس امامها على المقعد الذى تستلقى علية لامار عند بركة السباحة...لا ادرى حقا ما الذى دها والدك...ان الرجل قد جن....اتصدقين بانة يهددنى ان ابتعد عنك..وقد رفض اعطائى المبلغ التافة من النقود الذى طلبتة منة كسلفة لاكمل بة مشروع المطعم الذى اقترب موعد افتتاحة!!!!
ـ رفعت لامار نظارتها الشمسية عن عيناها تتامل الرجل الجالس امامها بعصبية وغضب...قالت لنفسها...اوة..كم يبدو رائعا وهو غاضب....ابتسمت لة بحب قائلة...ما الامر حبيبى لماذا كل هذا الغضب...
انا متاكدة من ان والدى لم يكن يعنى ما قالة...انة فقط يخاف على كثيرا...ولا يأمن لاى مخلوق حين يتعلق الامر بى...كما تعلم طونى..لم يتبقى لة سواى...بعد وفاة والدتى وعمى...
ـ زفر طونى بحنق ونفاذ صبر...اعلم جيدا لامار...ولكن...انة يهددنى لكى ابتعد عنك..انا لم اعد افهم...الى متى سيظل غاضبا من علاقتى بك...متى سيرضخ للامر الواقع...لقد مر اكثر من نصف عام على علاقتنا...والى الان لم يقتنع بى كشخص مناسب لك....الى متى لامار..الى متى؟؟!!
ثم انة يرفض اقراضى هذا المبلغ التافة...زفر بحزن...لا احدا يثق بى...حتى عائلتى لا تريد الوقوف الى جانبى...ينظرون الى كولد صغير طائش...يحتاج دائما الى من يراقب تصرفاتة ...ويحمية من جنونة....لا احد يثق بقدراتى سواك حبيبتى....
ـ قالت لامار وقد نهضت مقتربة منة تحتضنة بحب...اوة ارجوك طونى ...لا داعى لكل هذا الحزن...الا اكفيك انا...انا اؤمن بك كثيرا...واعلم انك ستنجح..وستثبت للجميع قدراتك ...ولن يستهين بك احد ابدا..سواء كان شقيقك او والدى او اى مخلوق ايا كان..
نظر اليها بحب قائلا..كم احبك لامار..انت فقط..من تشعريننى بالثقة...وتعطينى املا فى ان استمر...
اقترب منها معانقا..ومشاعرة عصفت بعقلها...وقال من بين انفاسة المتلاحقة...يجب ان تقنعية لامار,,,يجب ان يعطينى والدك المال....انة املى الاخير....حاولى لامار..أرجوك!!!
اجابتة لامار من بين انفاس متهدجة..نعم حبيبى...اعدك باننى ساحاول ما استطعت ان اقنع والدى...اوة..كم احبك طونى...عدنى الا تتركنى ابدا...
ابتعد عنها قائلا...اعدك لامار..الا يفرق بيننا سوى الموت...دست اناملها فى خصلات شعرة البنية الداكنة تتاملة بحب ...لم يكن وسيما بالمعنى المعروف...ولكنة كان يملك الجاذبية التى تدير رأس اى فتاة...
عيناة باللون الاخضر الفاتح...انف قصير صغير..وفم رفيع رقيق...لقد اسرها منذ ان راتة فى العام السابق حين قابلتة فى اليونان اثناء رحلة الكلية....اقتربا من بعضهما سريعا ولم تعى لنفسها الا وقد وقعت فى حبة وتعلق هو ايضا بها...عاد معها الى ايطاليا...وعلمت منة ان شقيقة متواجد دائما فى روما...ليتابع اعمال العائلة...وبالتالى كان ذلك يسهل عليهما اللقاء...
ـ فوجئت بدخول والدها عليهما...وقد تطاير الشرر من عينية صائحا فية...امازلت هنا انطونى...الم احذرك من ان تبتعد عنها...!!!
ـ نهضت لامار قائلة بحزن...ابى من فضلك انا احبة...لماذا تصر على ايذائى...!!!
ـ قال والدها بغضب...انة ليس الشخص المناسب لك...حتى ان عائلتة لا تثق بة كفاية لتقرضة ما يحتاج من اموال...فكيف اثق بة انا...انة شاب طائش...لا أامن عليك برفقتة...
ـ صاح انطونى بحنق...اوة...لا سيد باولو...ستقرضنى ما احتاجة من مال...انا لست بطائش...على الاقل ليس بمقدار طيشك انت...لا تجبرنى على تحطيم صورتك امامها...لا تجبرنى...رفع يدة نحو والدها محذرا!!
ـ امسكت لامار بذراعة تسالة متوسلة...ماذا تقصد بقولك طونى...بتحطيم صورة والدى...
ـ قال والدها بسخرية...ها قد ظهر على حقيقتة لامى...غلبت طباعة السيئة واصلة القذر علية....انة يحاول الان ان يوقع بيننا لاننى لم اقبل اقراضة المال...
ـ قالت لامار بحزن...هل حقا ما يقولة والدى طونى...هل تحاول الايقاع بيننا...لا طونى...لن اسمح لك ابدا...الا والدى...انة كل ما تبقى لى فى هذة الدنيا...ارجوكما...لا تضعانى بينكما فى موقف الاختيار..انا لا احتمل ما يجرى هنا...انا لا افهم ...امسكت براسها من الاعياء...
ـ صاح انطونى ...ان اصول عائلتى ليست قذرة...ليس لان اجدادى كانوا مزارعين فقراء...اكون باصول قذرة...بل انت هو القذر باولو فيرناندو...التفت اليها قائلا..والدك العزيز الذى يمثل امامك دور الرجل ذو المبادىء والقيم..والذى يهيننى دون سبب ..الا لاننى احتاج مساعدة فى ازمة امر بها...ولا اجد من يساعدنى سواة...والدك يا عزيزتى ...والدك...قال من بين اسنانة..يهز راسة محاولا ان يتمالك اعصابة...اللعنة عليك يا رجل...لا تجبرنى على ما سافعل...
ـ قال والدها بسخرية...انت مجرد جبان قذر...لن تجرؤ على فعل شىء..لانك لا تملك اى شىء...كل ما تهدد بة سخافات لا معنى لها...اخرج الان من بيتى لا اريد ان اراك قرب ابنتى بعد الان...نظر الية باحتقار قائلا...حثالة!!!
ـ ابتسم طونى بسخرية..اوة..لا..لست انا الحثالة...بل الحثالة هومن يعمل لدى المافيا..كاحدى اذرعها الممتدة لكل مكان...يبطشون بة على الضعفاء...يحرقون بة ويخربون...انت هو الحثالة سيد باولو..وليس انا...
ـ اقترب والدها ممسكا بياقة كنزتة مهددا...كيف تجرؤ ايها الحقير...ساقتلك الان بيدى..تحاول ان تشوة سمعتى وصورتى امام ابنتى الوحيدة...حقير كاذب ...ساقتلك..اقسم انى ساقتلك...
ـ وكان العالم يدور من حولها...تمسكت بظهر مقعدها تتجنب السقوط...انة كابوس رهيب...لا تصدق ما تسمعة..كيف يكون طونى بتلك الحقارة...يشوة سمعة والدها لرفضة ان يقرضة بعض المال...كيف خدعها طوال الوقت...
ـ انتبهت على صراخهما الذى تحول لعراك عنيف...اندفعت لتقف فاصلا بينهما...توقفا...ارجوكما توقفا الان...لم اعد احتمل...اذهب من هنا طونى...لا اريد رؤيتك مرة اخرى..انت كاذب طونى كاذب...لا يمكن ان اصدقك ابدا...انة والدى...اتفهم..والدى...لن اسمح لك بان تهينة وتشوة سمعتة امامى ابدا...ليس لى غيرة..انة كل ما املك فى هذا العالم...اذهب طونى...اذهب...لا اريد ان اراك مرة اخرى...انا اكرهك طونى...هل تسمع...اكرهك..
ـ نظر اليها طونى مصدوما...لامار..انا لم اكن اقصد...ولكن صدقينى انها الحقيقة...انا لا اكذب....ارجوك لامار اعطينى الفرصة لاشرح لك...
ـ قالت ببرود وقد تجمعت بعيناها دموعا كالجليد القاسى الذى تشعربة داخل قلبها...لا طونى..لا يوجد ما تشرحة..ولا يهمنى ان اسمع ما تريد قولة...انتهى الامر....
ـ تنفس طونى بعمق وقد نظر لوالدها بسخرية...ربحت المعركة سيد باولو فيرناندو...مسكينة لامار..اشفق عليك حقا...ولكنى ساكون كريما معك وساخيرك للمرة الاولى والاخيرة...اما ان تاتى معى الان...او ساخرج من حياتك الى الابد...انها فرصتك الاخيرة لامى..لتتحررى كما اخترت انا حريتى...!!
ـ اجابتة ببرود..اخرج انطونى..انتهى الامر...لن اسمح لك برؤيتى مرة اخرى...صاحت بهستيرية..اخرج طونى...اخرج...
ـ قال انطونى بحزن..الوداع لامار..اعلم جيدا انك ستندمين يوما ما...واشفق عليك من هذا اليوم...وخرج مسرعا من المكان بعد ان رمى والدها باقسى واشد النظرات احتقارا وازدراء...
رمت بنفسها بين احضان والدها دون ان تبكى...لقد غلفت البرودة قلبها..وتجمدت الدموع فى عيناها الى الابد...ضاع حب عمرها الوحيد..وضاعت معة احلامها السعيدة...فى ليلة تشبة الكابوس المرعب...سمعت نفسها تهمهم بكلمات خافتة...انا اسفة يا ابى....وشعرت بلمسات يد والدها الرقيقة تربت على شعرها مطمئنة...
كانت الثامنة صباحا حين تطايرت ستائر النافذة العتيقة بدخول الهواء البارد لشهر مارس معلنا قرب انتهاء فصل الشتاء..اتقطع شريط تلك الذكريات البعيدة التى مرت منذ ثلاث سنوات بدت وكانها الدهر... وكعادتها وقفت لامار امام مراتها بالغرفة دون ان تهتم باغلاق النافذة رغم لسعة البرودة....
ارتعشت اصابعها الرقيقة وهى تحاول اغلاق اخر ازرار الجاكت القصير لبذلتها الرمادية والتى اختارتها للمقابلة الهامة التى ستتم اليوم فى بنك كريستيانو اكسبريس......فى محاولة اخيرة منها ان تحصل على قرض بمبلغ مناسب بعد ان رفضت عدة بنوك من قبل طلباتها العديدة لتحصل علية.. لسخرية القدر..ها هى تقف نفس الموقف الذى كان فية طونى من قبل..تحتاج لمن يؤمن بها ويثق فى قدراتها...فى رايهم ان الضمانات التى تقدمها ليست كافية لتغطية مبلغ القرض المطلوب... رغم انها تقدم تقريبا كل ما لديها ... الفيلا التى تقيم فيها...الارض المبنى عليها الشركة...وحتى الارض التى نقب فيها والدها عن الذهب... كل ذلك لم يكن كافيا...
والان لم يبقى امامها سوى امل واحد...بنك كريستيانو اكسبرس... سمعت ان لدية مرونة فى التعامل وتسهيلات للسداد ......حين قرأت بنفسها الجريدة التى تعلن عن تلك التسهيلات..منذ شهر مضى...وحينها واتاها الامل فى ان تحصل على المال الذى الذى تحتاجة بقرض من هذا البنك!!!!
ـ وبالتالى بعد تأخر البنك فى الرد على الطلب الذى تقدمت بة لاكثر من ثلاثة اسابيع...تقدمت بطلب للحصول على مقابلة مع مدير البنك للاستفسار عن سبب تاخير الرد....
تنفست بعمق تملأ رئتيها من الهواء البارد العابق بنسائم البحر ورائحة الياسمين التى تدخل لنافذتها من حديقة الفيلا.......
تطايرشعرها الاسود الرائع منسدلا بكثافة ولمعان خلف ظهرها .... لقد استعدت جيدا لهذة المقابلة برغم بعض الهالات السوداء حول عينيها من جراء ليلة طويلة مرت عليها بارق.... حاولت ان تخفى ذلك ببعض مساحيق التجميل.. ونجحت.... عيناها الواسعتان قد زادتا اتساعا بوضعها الكحل والماسكارا وظهر لونهما اكثر وضوحا ازرق قاتم مشوبا بظلال رمادية وقد ورثت عيناها وشعرها عن والدتها الراحلة فلامار خليط من الدماء التركية لوالدتها ....
والايطالية لوالدها فورثت عنة انفة المستقيم وقامتة الطويلة الممشوقة ولكن شفتيها المكتنزتين المليئتين وعودا واغراء يزينها شامة صغيرة سوداء على طرفها فكانت لوالدتها التى تذكر جيدا كم كانت فاتنة ورائعة بشهادة الجميع حتى فى اخر ايامها عندما هزمها المرض كم كانت فترة صعبة على والدها..
ــ والدها الحبيب الذى حاول ان يظل متماسكا من اجلها بعد فقدة والدتها حبيبة عمرة ..... كانت بجانبة دائما خاضا معارك الحياة جنبا الى جنب بحلاوتها ومرارتها....
ـ كانت بجانبة حين قرر العودة لارض موطنة..ايطاليا وحين بدا التنقيب والبحث فى الارض التى ورثها من والدة واجدادة عن الذهب حلم حياتة الذى تخلى عنة لفترة طويلة من اجل البقاء بجانب زوجتة فى تركيا حين التقيا صدفة عندما سافر لتركيا فى رحلة عمل ..... ليصارع معها ضد عائلتها لحرمانها من موافقتهم على الزواج بة فقد كان من تقاليد العائلات عريقة النسب كعائلة والدتها جولياسوليمان.. الا تتزوج الفتاة الا من احد اقاربها حتى يكون هناك ضمان لتبقى الاملاك داخل حدود العائلة وحتى بعد موافقتهم استمر الصراع حتى تحصل والدتها على ميراثها وبرغم محاولات والدها فى جعلها تتخلى عن هذا الميراث فهو كان سليل احدى العائلات العريقة فى ايطاليا ...باولو بيرناردو من عائلة بيرناردوالاغنياء فاحشى الثراء..لم ترضخ والدتها حتى حصلت فى النهاية وبعد عذاب على جزء من حقها...لكن وبعدها للأسف...انقطعت كل صلات الود بين والدتها وعائلتها الناقمة عليها بيتركيا...عدا واحدة فقط...كانت تراسلها سرا من ان لاخر...او تتصل بها تليفونيا ...لكى تطمئن عليها...وعلى
احوالها...تلك المرأة كانت خالتها ليلى.....وهى تصغر والدتها بسنتين..وحتى بعد وفاة والدتها استمرت خالتها بالاتصال بها...ولم تنقطع الصلة بينهما حتى هذة اللحظة...
تعترف انها تجد فيها رغم المسافات البعيدة التى تفصل بينهما بعض العزاء عن والدتها الراحلة...ورغم انها لم ترها من قبل الا فى بعض الصور التى ارتها لها امها...فهى تكن لها مشاعر الود والعرفان...وتكون سعيدة دائما حين تسمع صوتها فى مكالمة تليفونية من وقت لاخر...
وقد لاحظت مؤخرا ان خالتها بدات تحاول أقناعها بزيارتها فى اسطنبول...ولكنها الان مشغولة بمشاكلها فى الشركة ولا تجد الوقت لكى تقرر القيام بتلك الزيارة....ربما حين تنتهى مشكلاتها !!!!
تذكر الان حكايات والدها عن تلك الفترة التى تلت عودتهم الى ايطاليا بعد حصول والدتها على جزء من حقوقها..حينها فقط عاد حلم والدها للظهور مرة اخرى؟؟ الذهب...!!!!!
ــ ورغم محاولات جميع من حولة من الاصدقاء والمعارف..وحتى اخية الوحيد...باثنائة عن التنقيب...لندرة الذهب فى ايطاليا...وصعوبة الوصول لعرق واحد منة...فقد اصر هو على المحاولة...وبذل كل ما يملك من جهد ليصل الى هدفة...وقد ساعدة على ذلك ايمان والدتها العميق بة...وثقتها الكبيرة فى حكمة زوجها..ورجاحة عقلة....
عادا معا لايطالياوكانت بجانبة حين اثمرت مجهوداتة فى البحث والتنقيب عن اول قطعة من الذهب وشاهدا بريقها الاخاذ معا ....شاهدا ..لامار وهو المعنى التركى لبريق الذهب فسميت لامار بهذا الاسم نسبة لبريق اول قطعة من الذهب.. الحلم .. حلم والدها ووالدتها...
كم كان ارتباطهما قويا وحبهما اقوى حتى انهما حينما جاءت لامار للحياة اغدقا عليها من هذا الحب..كان فراق والدتها امرا صعبا على كليهما فقد كانت لامار فى العشرون من عمرها وكانت فى اشد الحاجة اليها فلم يكن لديها اخوة ولم يرزق والديها بغيرها من الاطفال.. وهكذا لم يعد لهما سوى بعضهما..هى ووالدها الحبيب. ولكن الحياة بخلت عليها بوجودة قربها..........
ـ كم شعرت بالحزن والفراغ بعد ان فارقها والدها ايضا...لم يبق معها كثيرا بعد وفاة والدتها..فقد توفى فى حادثة كبيرة من جراء اصطدام قوى لسيارتة باحد سيارات النقل لان سائقها كان نائما اثناء القيادة...كانت صدمة قوية... ظنت انها لن تستطيع الخروج من احزانها ووحدتها لولا ان اتت صوفيا ابنة عمها لتعيش معها بعد خروجها من مدرستها الداخلية التى قد ارسلتها اليها زوجة عمها الراحل.وقد استولت على الباقى من ميراثها بعد ان اضاع عمها الراحل قبل وفاتة جزء كبير منة فى احدى الصفقات الغير مدروسة....فقد كان عمها معروف باستهتارة وعدم مبالتة فى الحفاظ على اموالة...حتى انة كان يقامر بها وبكميات كبيرة...لذلك لم تجد صوفيا سوى لامار ...الوحيدة التى بقيت لها من العائلة.....وجدت فيها تعويضا عن الحب والاهتمام الذى فقدتة برحيل والديها...
ـ والداى الحبيبان ...كم اشتقت اليكما..
ـ حدثت لامار نفسها حين افاقت من ذكرياتها .... كم يؤلمنى ان اخذلك الان بعد ان اورثتنى شركتك..انا فى ورطة كبيرة واصبحت تحت رحمة كلمة واحدة يقررها رجل..وليس اى رجل...!! فهو نيكولا كريستيانو المشهور بقسوتة وعنادة..ولولا اننى قرات بنفسى الاعلان فى الصحف عن التسهيلات الغير عادية التى يمنحها البنك الذى يملكة...لم يكن ليتبقى لدى اى امل فى الخروج من تلك الورطة....
ـعبست لامار بحاجبيها الجميلين لمراتها ... لامارفيرناندو التى اقسمت الا تجعل رجل اخر بعد انطونى يتحكم بى ..ياتى من اكون تحت رحمتة؟؟ انا..تنهدت بسخرية مريرة..المعروفة بسيدة الاعمال الجليدية؟؟..زفرت بضيق واتجهت لنافذتها تتطلع منها للبحر فقد بنى والدها لولدتها فيلتهما على مرتفع فى احدى الجبال المطلة على البحر لعلمة بمدى تعلق والدتها وحبها للمرتفعات حتى انها ورثت عن عن والدتها هذا الشغف...وقالت متجهة بنظرها الية..
ـ تمالكى نفسك يا فتاة وكونى قوية..ورفعت راسها بكبرياء قائلة..اعاهدك ياوالدى ان احارب ليبقى الحلم الذى بنيتة...ليبقى عطرك ..عطر لامار....عطر بريق الذهب حتى وان بعت نفسى لاجل بقاءة..ودمعت عيناها وكعادتها ابت ان تسيل تلك الدموع..فالدموع ضعف..
وهى ليست بضعيفة فقد اقسمت بعد صدمتها بخداع اتطونى حبها الاول والاخير الا تكون ضعيفة ابدا او تخضع لسيطرة رجل.
ـ افاقت من افكارها على صوت صوفيا تدخل حجرتها كعادتها فى الصباح قائلة.
ـصباح الخير ....
رفت لامار بعيناها فى محاولة لاخفاء اثر الدموع ورفعت يدها الرقيقة المطلية اظافرها بعناية بلون احمر قانى معيدة شعرها الكثيف الى الوراء والتفتت ناظرة اصوفيا نظرة تفيض حنانا ورقة قائلة
ـ مرحبا عزيزتى..منحتها لامار احدى اجمل ابتساماتها الرائعة قائلة
ـ اعتقد.؟ لا بل اقسم اننى وبالتاكيد الوحيدة التى تحصل على تلك الابتسامة منك..نظرت اليها صوفيا نظرة عتاب مداعب..وفى محاولة من لامار للهروب من الاجابة قالت..
ـ كلما نظرت اليك يا عزيزتى اتعجب ؟؟ كيف اننا ابناء عم رغم الاختلاف الشديد فى ملامحنا.. كانت صوفيا بعكس لامار فهى شقراء فاتنة شعرها الذهبى المموج وقد قصتة على احدث صيحات الموضة استرسل بتدريج رائع حول وجهها وعيناها الزرقاوين وبشرتها الوردية وانفها الرقيق الذى يعلوة بعض النمش منتشرا اعلى وجنتيها وممتدا الى سائر بشرتها الرقيقة وقامتها القصيرة نوعا.. عن لامار اعطاهاهذا الاختلاف.
ـ رفعت صوفيا يدها الرقيقة بكسل وتنهدت قائلة ..تعرفين جيدا يا عزيزتى انى كنت افضل ان اكون بتلك البشرة الرائعة مثلك التى يحسدك عليها الكثيرين على ان اكون بكل تلك الالوان الصاخبة....والنمش الذى يوحى باننى طفلة لا تكبر ابدا..كنت اتمنى ان احصل على ملامح امراة فاتنة مثلك...لا طفلة شقية!!!!
والقت بنفسها على سرير لامار متثائبة وهى مازالت مرتدية بيجاما النوم.
اوة ..لا تكونى طماعة؟؟ فانت فاتنة.. اجابتها لامار وهى متجهة نحو سريرها بخطوات رشيقة وبزتها الرمادية بتنورتها القصيرة الضيقة تظهر جمال ساقيها فى الحذاء ذو الكعب العالى فوجدت صوفيا تنظر لها باهتمام من بين عينين نصف مغمضتين وهى عابسة نهضت وجلست معتدلة على السرير وقد ظهرت عليها الجديةو اومات براسها للامار قائلة..
ـارى انك قد استعددت جيدا لمقابلة اليوم ؟ مشيرة بيدها نحو مظهرها الجاد والعملى فى ملابسها الرمادية فانا اعرف جيدا مدى اهمية المقابلة.. وسالتها قلقة.. ما الذى تنوين فعلةمع السيد نيكولا؟؟
ـ لا اعرف بعد ولكن ما انا متاكدة منة اننى لن استسلم بسهولة بدون حرب ضارية و باقل الخسائر.. اجابتها لامار وقد وقفت باعتداد وثقة تظهر عيناها لمعان الجليد وقد اختفت منهما كل ملامح الرقة.
ـ تعلمين جيدا ان نيكولا ليس بالخصم السهل.. معروف بعنادة وصرامتة و نجاحة الكبير فى التفاوض هذا اذا تغاضينا عن وسامتة المدمرة وشخصيتةالفريد..فهو زير نساء من الدرجة الاولى..
ـسالت لامار.. هل قابلتية؟...لا ولكن قرات الكثير عنة ورايت بعض صورة فى الجرائد فلا تخلو صفحات الاقتصاد والمجتمعات منة.. واعرف جيدا ان المسالة ليست سهلة..اجابتها باشفاق.
ـ قابلت الكثيرين مثلة .. لن تكون المسالة سهلة بالنسبة الية ايضا فانا لا احارب لاجل شىء هين بل لاجل حياتى ومستقبلى ولاجل ذكرى والداى..لن اسمح بانهيار الشركة وساحصل على القرض باى شكل من الاشكال ..انة واجبى تجاة ذكرى والداى... لقد اورثانى الامان حتى بعد وفاتهما ..اورثانى حلمهما ونجاحاتهما معا...
ـ اتمنى لكى التوفيق من كل قلبى.. قالت صوفيا مقتربة وممسكة بيدها فاحتضنتها لامارواجابت..اعلم ياعزيزتى و الان.. متى ستذهبين الى الشركة؟؟
ـ اوة اعتقد باننى سانام قليلا بعد.. هل تسمح رئيستى بان انام قليلا فى غرفتها ..انت تعرفين كم احب هذة الغرفة!!ـ اجابتها لامار وهى متجهة بخطواتها نحو الباب.. طبعا ولكن لا تتاخرى ...على اى حال..لا يوجد الكثير مما يمكنك فعلة للشركة الان... ثم استدارت وعلى وجهها ابتسامة هادئة تتامل غرفتها فقد كانت بالفعل من احلى اجنحة الفيلا ..كانت كبيرة واسعة نوافذها عالية وستائرها العسلية تسمح لشمس الصباح وهواء الخريف المنعش بالدخول وسريرها الذى سمح لها والديها باقتنائة من احد المزادات واعمدتة الخشبية الضخمة المشغولة على الطراز الاندلسى بستائرة الحريرية الرقيقة والسجادة الايرانية الكبيرة التى تتوسط الغرفة فوق الارضية البركية حتى دولاب ملابسها قد اختارت تصميمة بعناية فهو مختفى داخل الحائط تخفىية عن الانظار مراة رائعة وضخمة .. مشغولة بافريز مذهب وهى احدى تحف القرون الوسطى وقد حصلت عليها ايضا من احد المزادات.. كل شىء فى غرفتها كان رائعا فلم يبخل عليها والداها باى شىء لاسعادها ..كانت غرفة رائعة بحق.....
ـافاقت لامار من تاملها على صوت خادمتها المخلصة هيلدا التى كانت خادمة لامها وقد حضرت معها من تركيا فساعدت جوليا والدة لامار فى العناية بها كمربية وبقيت بجانبها حتى هذة اللحظة ...
كان صوتها اتي من الدور السفلى للفيلا..سيدتى لامار؟؟ السيارة جاهزة لقد اخرجها اميجو من الجاراج وكان الاخير ايضا سائق والدها الخاص ..ايطالي مثلة ولكن بعد ان اصبح عجوزا قررت لامار ان تريحة من مشقة القيادة وتتولى ذلك عنة فكل من فى هذا المنزل بمثابة عائلتها وهى على كل حال تجيد القيادة من زمن طويل..
ـ القت لامار نظرة اخيرة على صوفيا مبتسمة لها برقة ثم همت بالخروج وما ان خطت خارج الغرفة حتى تذكرت شيئا هام فعادت مسرعة للداخل قائلة... كيف انسى العطر؟؟؟ واتجهت ناحية دولابها و فتحت مراتها الضخمة ثم فتحت جارورا صغيرا وراء ملابسها مخرجة منة احدى زجاجات العطر الصغيرة. وهى تبتسم بغموض ووضعت بضع قطرات منة خلف اذنها وعلى معصمها ثم اغلقتها بحرص ووضعتها
مكانها فى الدرج ثم اغلقت المراة ونظرت الى نفسها .. رفعت يدها لشعرها تعيدة للوراء كعادتها حين تحاول استمداد الثقة وابتسمت ابتسامتها الجليدية التى لا تصل ابدا الى عيناها ثم قالت ....
ـ الان انا مستعدة لاى شىء .. حتى وان كان هذا الشىء؟؟ ...نيكولا كريستيانو.. والتقطت حقيبة العمل السوداء وحافظة يدها الانيقة من فوق كرسى الزينة امام المراة ومشت بخطوات واثقة للخروج من باب الغرفة بعد ان اخذت نفسا عميقا متجهة الى اسفل ... الى مقابلتها المصيرية؟؟؟
بم استطيع ان اخدمك؟؟.. سالت السكرتيرة الحسناء لامار وهى ممعنة النظر اليها وكانها تقيمها من راسها لقدميها ..اجابتها لامار وهى تقف بكبرياء ان لديها مقابلة مع مدير البنك موعدها الساعة التاسعة
ـ ولكن مدير البنك غير موجود .. بل مسافر فى رحلة عمل ؟؟
سالتها لاماروفى صوتها شىء من العصبية كيف يعطى السيد نيكولا موعدا لاحد العملاء فى حين انة مسافرا؟؟
ـ اجابت السكرتيرة وعلى وجهها الحيرة .. ولكن السيد كريستيانو ليس المدير بل هو المالك
ـ اوة.. لا يهمنى الان صفتة... فقط لدى موعد وانوى الحصول علية..فارجوك ان تخبرية انى فى انتظارة.
ـ رفعت الفتاة سماعة الهاتف بضيق وتحدثت بصوت هادىء.. نعم سيدى الانسة لامار فيرناندو تود مقابلتك عن موعد سابق.... نعم سيدى .. نظرت الفتاة للامار قائلة .. سوف يقابلك انستى تفضلى بالجلوس لدقيقتين فقط وسوف تدخلين لمقابلتة.. جلست لامار على احدى الكراسى الجلدية الفخمة واضعة قدم فوق الاخرى ببرود...
ـ يبدو ان السيد كريستيانو لا يبخل على اى من ممتلكاتة بالنقود فقد لاحظت لامار منذ دخولها فخامة المكان وروعة الديكور بداخل البنك.....
وقد طغى على المكان اللون الاخضر والبنى من كراسى وزرع طبيعى وجدران طليت باحدث الوان الدهانات.. حتى رائحة الهواء بها شىء من العطر المختلط برائحة الجلد الفاخر للمقاعد.. اعترتها رعشة فى عامودها الفقرى لا تدرى سببا لها ؟؟ هل من برودة التكييف المركزى فى المكان ام هو قلقها الذى تأبى ان يكون واضحا على محياها امام السكرتيرة ونظراتها الفضولية .. افاقت من تاملها للمكان على صوت الفتاة وهى تقول ..تستطيعين الدخول الان انستى ..السيد كريستيانو بانتظارك.. وقفت لامار واخذت نفسا عميقا ثم اومات للفتاة الجالسة براسها ببرود....
مشت باتجاة المكتب الخاص المكتوب على لافتتة... غرفة مدير البنك ... ودقت على باب الغرفة بقبضتها الرقيقة...سمعت صوتا عميقا يدعوها للدخول قائلا...تفضل... احست للحظة بضعف ثقتها بنفسها .. فكيف سيكون حالها اذن ان دخلت....
*********************************.

يتبع...............

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

يالله حبايبي بانتظااااار ردودكم بالرواية
وان شاء الله تعجبكم اذا شفت فية تفاعل راح اكمل الرواية.............

__________________________________________________ __________
ربي يعطيك العافيه على ماقدمتيه لنا من ابداعات ...
اشكرك على طرحك الراقي والمميز ..
بانتظار ماتقدميه لنا من ابداعات ...
تقبلي مروري ...


كذآ من ربي حبيتكــ~


__________________________________________________ __________
ـ فتحت لامار الباب ودلفت الى داخل الغرفة وكان الهواء بداخلها ابرد من الخارج ..ام هى تتخيل ذلك؟؟
كانت الرائحة ايضا قوية وغريبة ..الجلد الفاخر مع عطر يضج بالرجولة مختلطة بدخان السيجار الذى كان وبالتاكيد يحترق تبغة منذ لحظات.
ـ اللعنة..ما ان وقعت عينا لامار على الرجل الجالس خلف المكتب الاسود الفخم من خشب الماهوجنى حتى لفظت تلك الكلمة وقالت فى نفسها..ان صوفيا لم تفية حقة فى الوصف...لم اتوقع ان تكون بهذة الروعة..ما الذى اوقعت نفسى فية..كان الرجل رائع بحق.
مثال كامل للوسامة الشرقية بشعرة الاسود الكثيف وحاجبية وعيناة اللتين بلون الفيروز القاتم تنظران لها نظرة ضيقة غامضة .. وذلك دون اغفال شفتية الرفيعتين الصارمتين تبتسمان لها مرحبة ببرود من تحت انف مستقيم وقاسى..اللعنة.. قالتها لنفسها مرة اخرى..
ـ مرحبا انستى..قالها الرجل لها وهو ينهض للوقوف مرتديا بذلة بلون البن المحترق اظهر من خلاال خطوطها الدقيقة مدى رشاقتة وعرض كتفية بعضلاتها المنحوتة يغلف ذلك طولة الفارع ..
مد لها يدة فتقدمت لتصافحة التقت يديهما وعيناهما لثوانى سرى خلالها تيار كهربى لجسدها فارتعشت يدها فى يدة واملت الا يكون قد لاحظ ذلك..
اشار لها بالجلوس وجلس يشبك يدية على سطح المكتب.. الانسة لامار باولو فيرناندو..تشدق باسمها ساخرا..واخيرا التقينا!!
لقد وصلت شهرتك الافاق بشركتك ذات المزيج الغريب؟؟ الذهب والعطور.. هل لى ان اسال سبب تشريفى بهذة الزيارة..
ـ رفعت لامار يدها تعيد شعرها للوراء وقد وجهت لة احدى نظراتها الجليدية...لقد جئت لمقابلتك بسبب القرض الذى طلبتة وقد تاخرتم فى الرد على الشركة بشانة
ـ اجابها وعلى وجهة نظرة متحيرة نعم ولكن لقد.. فقاطعتة لامار.. سيد نيكولا اعرف بان المظهر الخارجى للشركة والاشاعات من حولها توحى بمدى سوء الوضع ولكن صدقنى ان الوضع ليس سيئاكما يبدو .. مازال بامكانى انقاذ الشركة اذا سمح لى البنك الذى تملكة بذلك.
ـ اقترب نيكولا من سطح المكتب ونظر اليها بغموض قائلا.. يحيرنى بالفعل نشاط شركتك الغريب .. ما الذى جمع فيها بين التنقيب عن الذهب وصقلة وبين تصنيع العطور ..كما هى معروفة باسم (شركة لامار للذهب والعطور)
ـ رقت ملامح لامار للحظات ونظرت لبعيد خلف الواجهة الزجاجية التى على يمين المكتب والتى تطل على ميناء مارسيليا الشهير وكانها تستعيد بذلك ذكريات عزيزة عليها .. ان السبب فى هذا المزيج هو والداى.. فوالدى هو من اكتشف الذهب فى الارض التى ورثها عن جدى ووالدتى كانت شغوفة بالازهار والاعشاب وبالتالى اتفق الاثنان على بناء حلم مشترك لهما ..والدى بصناعة الذهب ووالدتى بتركيب العطور وقد ظلا جنبا لجنب يعملان فى هذا المجال حتى داهم والدتى المرض وتوفيت تاركة لوالدى ادارة الشركة و انا من بعدة استلمت تلك الادارة وقد استطعت بالفعل النهوض بالشركة لفترة طويلةولكن مع حدوث الازمة الاخيرة فى السيولة تعثرت شركتى قليلا بسببها ..اعادت النظر الية بجدية وقد اولتة اهتمامها مرة اخرى.. انا لدى بالفعل خطة جديدة للعمل بدراسة جدوى ممتازة ولكن هنا يحين دور البنك فى اقراضى ما احتاجة حتى انهض بشركتى مرة اخرى
ـ هل لى ان اعرف الخطوط العريضة لما تنوين فعلة..بسط يديةتجاهها متسائلا بجدية..
ـ تنهدت لامار بحزم مجيبة ..لقد قررت اغلاق القسم الخاص بالتنقيب وانتاج الذهب والتركيز على الجزء الخاص بالادوات التجميلية والعطور..
ـ انعقد حاجبية بشك قائلا..ولكن مالجديد الذى تستطيعين تقديمة فى هذا المجال؟
ـ اننى انوى غزوالاسواق باحدى العطور الجديدة وسيكون باكورة انتاج الشركة ومن بعد نجاحة والذى انا متاكدة منة ساتوسع بانتاج مستحضرات التجميل بعد ان اكون قد اسست قاعدة قوية لشركتى..صمتت بعد عرض فكرتها بجدية وبشكل عملى وهى تنظر الية كاتمة انفاسها متظاهرة بالهدوء فى انتظار رد فعلة على الحديث..!!!
ـ ابتسم بسخرية وهو يجيل نظرة فى ملامح وجهها نظرة جعلت الدماء تسرى حارة فى شرايينها.. اتعتقدين حقا ان هذة الخطة تحقق الاهداف المرجوه منها؟؟..!!!
وجهت لة احدى نظراتها الجليدية.
انا لا اجد فى خططك اى..... قطع حديثة رنين الهاتف ... ارجو منك الانتظار لدقيقة وساكون معك ..ورفع السماعة مديرا نظرة عنها واندمج فى حديث عن مشكلة على ما تظن فى احدى الفنادق التى يملكها..
ـ قالت فى نفسها وهى مشبكة يديها بقوة ناظرة اليه بلا انفعالات على وجهها..يجب ان تقتنع نيكولا كريستيانو وبسرعة وباى شكل ظلت تحدق ناحية رصيف الميناء خلف الزجاج مشيحة بوجهها عنة ....ثم طرات لها فكرة....مجنووونة ..ولكنها فكرة على كل حال وهى املها الاخير....
الفصل الثانى
قامت لامار برشاقة وبرود ودارت حول طاولة المكتب مقتربة من نيكولا وجلست امامةعلى طرفها تقابل وجههة ...ترك السماعة وهو ينظر اليها بانبهاروهى ترفع يدها وتعيد شعرها للوراء مفسحة المجال لتظهر رقبتها البيضاء الطويلة امام ناظرية ... واذنها الصغيرة متدليا منها قرط ذهبى على شكل حلقات متشابكة يلمع امام عينية...فقطب جبينة وهو يسد طرف السماعة بيدية قائلا لها...اللعنة!!! ماذا الان؟؟.. وتمالك نفسة بغضب وقال للرجل على الهاتف ..ساحادثك بعد قليل..
ـ قال نيكولا ولامار تقترب من وجههة ببرود وبنظرة جليدية ممزوجة بالانتصار وقد وجدتة يتحدث بصوت متحشرج يلتقط انفاسة بصعوبة..ماذا تريدين الان؟؟
ـ سالتة بخبث..والان مارايك فية ؟؟ وهى تدير رقبتها الناحية الاخرى تزيد من اقترابها حتى بدات تشعر بحرارة انفاسة على عنقها .. سالها وانفاسة تزيد تهدجا متاملا خصلات شعرها السوداء الرائعة ورقبتها الرشيقة ما رايى فى ماذا ؟؟؟...!اجابتة وقد اقترب منها بشكل خطير.. فى لامار ..العطر ...عطرى؟؟!!...
ـ سالها متحيرا؟؟؟ اى عطر تقصدين..... تنهدت بنفاذ صبر قائلة ...الموجود هنا...مشيرة خلف اذنها...
ـ اجابها بتحدى ماكر وقد رفع اناملة ناحية رقبتها مداعبا... اتقصدين الذى اشتمة من خلف اذنك هنا..امم. . واقترب منها ليشمة...
ـاوة... انا الان فى الموقف الاضعف..قالت فى نفسها ..لقد دخلت عش الدبابير...
حافظت على برودها واجابتة.. نعم هو ... نظر اليها بعينان تلمعان بوميض النيران ثم اقترب من اذنيهاوهمس لها قائلا...
اجدة رائعا...بل ساحر..وكاننى اشتم رائحة الدماء الحارة فى شرايينك... وامسك بكتفيها ليديرها الية وقد حافظت على برودة نظراتها وجديتها متحدية اياة على الاقتراب اكثر من ذلك..عزيزتى...تلعبين لعبة خطرة..!! من يوقظ النمر من ثباتة علية ان يتحمل العواقب ....
واقترب ببطء من فمها معانقا اياها بشغف...محاولا اجبارها على الخضوع والتجاوب لعناقة..ولكنة وجد بين يدية لوحا من الثلج البارد..فضغط على كتفيها بقسوة ليؤلمها وقداصبح عناقة قاسيا..!!
.. ابتعد عنها فجاة بعنف وهو يهزها بقوة وغضب و مازال ممسكا بها... بحق الشيطان يا امراة .. مذا تريدين منى؟؟..اجابتة ببرود ..وهى تحاول ان تظهر متماسكة رغم شدة الضعف والدوار.. انا لم اسمح لك بما فعلتة معى...انا فقط اريدك ان تقتنع بخطتى لانقاذ الشركة...فقط ولا شىء اخر!!!
ـ قامت لامار وهى تسير برشاقة خلف المكتب رافعة يدها لشعرها معيدة اياة كما كان وبكل الثقة جلست فوق مقعدها واضعة ساق فوق الاخرى برغم ما تشعر بة من ضياع غريب بعد ابتعادها عنة وقالت...والان ما هو رايك؟؟
ـ حرك راسة بتصميم يبتسم بخبث...لا..لا..لا...لا اعتقد انى استطيع تكوين اى راى الان.... يجب ان تعطينى فرصة اخرى للتفكير.
ـ اجابت بنفاذ صبر .. اذن ساخذ موعدا اخر من سكرتيرتك للغد..
ـ اجابها بهدوء قاتل.. للاسف انا مشغول لوقت طويل وحتى لاسبوعين قادمين..فنظرت الية بغضب باردقائلة..اذن فانت تر...
ـ فطع حديثها قائلا..ولكنى غير مشغول فى المساء فانا وكما تلاحظين من البشر واحتاج للطعام من وقت لاخر...مبتسما بمكر ثم متصنعا الجدية..ما رايك بعشاء عمل الليلة ..نتناقش فية بكل التغاصيل.
ـ قامت لامار وهى تنهى المقابلة وبجدية شديدة ..حسنا قبلت...متى الميعاد..
ـ الساعة الثامنة ..اتحبين ان امر عليك..واشار الى الاوراق امامة ..لدى العنوان
ـ لا فهو ليس موعدا ,,بل عشاء عمل..ورسمى..اين ساقابلك؟؟؟
ـ فى مطعم سانتا مارتينا..اتعرفينة..؟؟ بالطبع تعرفة جيدا فهو من اشهر المطاعم الرومانسية فى ايطالية المشهور بالطعام الجيد والجو الحميمى للعشاق ..نظرت الية بسخرية وتحدى قائلة..بالطبع ..اتفقنا اذا.. الى اللقاء ومدت يدها لتصافحة فالتقط يدها برقة ورفعها الى شفتية ولثمها بلطف ضاغطا بشفتية برقة على يدها..قبلة قلبت عالمها كلة وهو ينظر اليها وعيناة تلمعان ببريق عجيب مثل عينا نمر وجد فريستة الضالة..سحبت لامار يدها بهدوء بارد ورمقتة بنظرة ساخرة ثم ادارت ظهرها الية ومشت للخروج من الغرفة ..ولولا خوفها من ان تهتز صورتها امامة لكانت ركضت من المكتب ولم تكن لتقف حتى تصل لسيارتها وتشعر بالامان داخلها..ولكن هل سيكون هناك امان بعد الان؟؟!!
*****************************

يتبع..........

__________________________________________________ __________
القصة رائعة
بليز كمليهااا


تقبلي تحياتي

*rawan*

__________________________________________________ __________
ـ كانت تقلب بشوكتها الطعام الموضوع امامها فى احد الاطباق الفاخرة والتى جمعت قطعها واحدة واحدة عن طريق المزادات التى اغرمت من خلالها بكل ماهو قديم واثرى حتى اصبحت قطع الانتيك التى تملكها كانها ثروتها التى تفتخر بها لما لاقت فيها من صعوبات فى جمع كل قطعة منها...
جالت بنظرها فى انحاء قاعة الطعام التى كانت تجلس فيها مع صوفيا لتناول الغداء كعادتهما حين يعودان معا فى نفس الوقت من الشركة الى الفيلا..قاعة فخمة.. كل جزء منها هو جزء من هويتها وتاريخ اسرتها الراحلة .. الطاولة السوداء بكراسيها ذات القماش البنى المائل للاحمر بطابعها العربى التركى وقد كانت على ذوق والدتها مع الستائر القطيفة على النوافذ تتلائم وقماش الكراسى ..
البوفية الكبير الملىء بالمرايا ايطالية الصنع.. وفى احدى جوانب الغرفة يقبع الكونصول البنى والذى قد احضره والدها من اليونان فى احدى رحلات عملة... تاملت كل ما حولها محدثة نفسها ..لم استطيع ان اغير اى قطعة فيها حتى السجادة التركية التى ورثتها والدتى عن جدتى..لم اغيرها..قالت بسخرية لنفسها.. يبدو اننى قد ادمنت كل قطعة فى هذا البيت..ام ياترى انا مجرد جبانة لا تقوى او تجرؤ على التغيير ام اخاف ان اضيع وافقد انتمائى وهويتى ام انى ... ابحث عن هوية جديدة...
اوة...كم اتمنى ان اترك كل شىء ...الشركة والصفقات والاعمال ... فلاستسلم... لم لا ... ثم ابدا عمل جديد لى انا ..يخصنى وحدى لا عهود فية اقطعها لاحد.. فقط انا ولا احد غيرى ... جاليرى ربما!!!..او احدى المحلات الكبيرة للازياء والملابس النسائية ذات الماركات العالمية...لا ذهب ولا عطور...اى شىء جديد..يغير حياتى..رفعت يدها لشعرها وتنهدت بصمت ...نيكولا.. ماذا فعلت بى فى تلك الدقائق لقد قلبت عالمى..ربما صنعت منى جبانة تريد الهروب..وتذكرت لمساتة الرقيقة ومداعباتة لرقبتها..وقبلتة ..!!وكانة يعرف تماما ماذا يفعل بها ومدى تاثيرة عليها.. ثقتة بنفسة .. هددت ثقتها بنفسها.. هل ستقوى على التصدى لو حاول معها مرة ثانية..
لقد استطاعت ان تتحداة ببرودها وستتمكن بالتاكيد من ذلك مرة اخرى... يالهى.. ماذا ان كانت لا تريد المقاومة.. ماذا لو ارادت ان تصبح ضعيفة ولو مرة فى حياتها.. تعود كما كانت..لا تحسب حسابات لخطواتها ..تغامر.. ترمى بنفسها فى النار..فى الجحيم.... الجحيم؟؟؟.
نيكولا.. يحمل الجحيم المستعر فى انفاسة فى لمساتة وحتى فى تلك الهمسات الرقيقة التى حملتها لاذنيها شفتية!!... لا انة الجنون المطلق..لا يجب ان تستسلم هكذا دون معركة ..ربما ستكون معركة حياتها كلها يتحدد فيها مصيرها ..والى الابد!!!....يللاسف .. يجب ان تقاوم وبشدة.. ونظرت لطبقها مبتسمة بمكروهى تحرك شوكتها فى الطعام..ثم قالت..ستكون معركة ممتعة ومثيرة...
ـ ما هو المثير والممتع؟؟.. سالت صوفيا وهى تحدق بلامار فى استغراب.. انك لم تاكلى شيئا حتى الان...فقط تحركين طعامك من جانب لاخر ..ما الامر... غمزت لها مبتسمة قائلة اهى المقابلة؟؟؟...ام هو صاحب المقابلة... وبمكر اقتربت منها تهمس ... السيد نيكولا كريستيانو.. هيا اخبرينى عن ادق التفاصيل... ورفعت شوكتها مشيرة للامار مهددة ... هل تسمعيننى.... ادقها...
ـ تصنعت لامار اللا مبالاة قائلة...لقد دعانى الى العشاء .. مؤكدة...عشاء عمل..وقبل ان تسالى .. لقد قبلت!!
ـ نظرت لها صوفيا غير مصدقة... اهكذا ومن المقابلة الاولى... تنهدت بشكل مسرحى ... مسكين نيكولا لم يستطيع الصمود..اممم...ام مسكينة لامى؟؟!!. وماذا تنوين ان تفعلى بة..
ـ لا شىء.. انة عمل مجرد عمل.. لاتتخيلى اشياء غيرموجودة..نظرت لصوفيا بجدية ... للحق انا لم اقابل رجلا مثلة فى حياتى... كما تحدثت عنة الاشاعات والصحف تماما بل وربما اكثر هو بالفعل رجل عنيد وصارم وليس بالبخصم السهل....
ـ اذن لقد نال اهتمامك وحاز على اعجابك...لامار.. لم لا تحاولين .. ربما.. من يدرى... قالت صوفيا مترددة بهدوء.
ـ صوفيا ارجوك انا لا اريد منة سوى الحصول على القرض... اومات براسها بحزم .. تعلمين جيدا كم اننا فى حاجة لهذا القرض وبشكل ملح وسريع...سنفقد كل شىء اذا لم ننقذ الشركة... سيضيع كل شىء ..كل شىء... لن نجد الفيلا او الشركة او حتى سياراتنا... ربما حين اعود قوية ماليا كما كنت ...و حين انجح فى الفترة القادمة .. ربما ..ربما ..اعود كما كنت... قبل ان التقى انطونى وقبل وفاة والدى... لن اقبل بان استسلم لمشاعرى الا بعد ان اعود قوية واكون لاى كان ...الند بالند...دعينا الان منى... فلناكل.
ـ لامار لقد نسيتى شيئا هام... الحب.. الحب لا يردعة البرود او التحدى ..حين تحبين فانت تحبين فقط ولا شىء اخر..لا قوانين ولا شروط ولا تفكير...فقط الحب ومن تحبين...
ـ صوفيا من فضلك.. ليس امامى سوى ساعتين لارتاح ثم استعد للعشاء...لا اريد ان اكون متوترة حين اقابلة اريد ان اكون واثقة وقوية فدعينا ارجوك من هذا الحديث.
ـ حسنا.. اجابتها صوفيا بنفاذ صبر ... ماذا سترتدين الليلة....قالت بحماس... ما رايك بالفستان الوردى بدون اكمام وحزام فضى تحت الصدر...ولانة قصير ومهدول فوق ركبتيك بامكانك ارتداء السابو ذوالشريط الحريرى الفضى الذى يلتف حول قدميك الجميلتين... اة ..ورايى ان تتركى شعرك منسابا ..فهو رائع بدون شىء... ما رايك ..سالت صوفيا بلهفة؟؟؟
ـ رايى...انى اريد ان اسبح قليلا فى بركة السباحة ثم انام قليلا... ارجوكى صوفيا... دعينى بسلام..لا اريد التفكير الان فى شىء.. ثم ان الفستان الوردى لا يصلح لعشاء عمل .. بل لعشاء حميم ... وانا ذاهبة .. للعمل.. العمل فقط... وةالان اراكى لاحقا.. ثم بعد ان ابتعدت للخارج .. عادت مسرعة وبحزم.. لا تلحقى بى..وان اتيت لا اريد ان اسمع كلمة عن نيكولا او العشاء.. مفهوم؟؟؟اومات صوفيا للامار باحباط وقالت...لا داعى للعصبية... كما تريدين عزيزتى!!!!!......
**************************************
سبحت لامار لعدة دورات فى حوض سباحتها وكانت المياة صافية ومنعشة ساعدتها على استعادة الهدوء وبرودة الاعصاب..كانت تردى بيكينى ذو لونين من الوردى القاتم والبرتقالى على شكل خطوط مائلة ..كان المفضل لديها رغم اقتنائها العديد غيرة وذلك لصغر حجمة فهو بالكاد يغطى الاجزاء الهامة من جسدها فيكون مريحا اثناء السباحة ولكنها لم تكن ترتدية الا حين تكون وحدها فى البركة او مع صوفيا ابنة عمها .. هى لا ترى انة مناسب ابدا للظهور بة امام الناس ...
ـ استلقت بكسل على احدى المقاعد الموجودة حول بركة سباحتها الرائعة المصممة على شكل شلال صغير تحيط بة بعض الاحجار الطبيعية ذات اللونين البنى والصفر القاتم ومن حولة زرعت حديقة رائعة من النخيل والازهار العالية لعباد الشمس والقرنفل و بعض الاعشاب العطرية من الريحان ...
كانت تلك الحديقة الرائعة احدى تحف وابداعات والدتها ..تاملتها لامار بحنين وهى تضع بيبديها بعض الزيت الواقى من الشمس حتى اصبح كتفيها يلمعان بلون عسلى رائع...ارتدت نظارتها الخاصة بالشمس .. واستلقت مرة اخرى براسها على المقعد الوثير مادة قدميها امامهاوسارحة فى افكارها...ربما يجب ان تحاول اقناع نيكولا اليوم اثناء العشاء الليلة بان يسرع من اتخاذ قرارة بشان القرض حتى تبدا بسرعة فى مشروعها الجديد..اللعنة كلما حاولت التفكير بعملها تتراىء لها صورتة.. انة يدخل افكارها بدون انذار..
لم تكن سوى مقابلة واحدة ..لماذا استطاع ان يؤثر فيها بهذا الشكل؟؟..وكانت ايضا المرة الاولى التى تقابلة..شىء غريب يجذبها الية..عليها ان تعترف ان اى امراة تتمنى ان تحصل على اهتمامة..ترى هل حصلت هى على هذا الاهتمام ..ام ان قبلتة لا تعنى شيئا..فقط وليدة لحظة اثارتها لة...لماذا تهتم اذن... حركت كتفيها بلا مبالاه قائلة..اوة ..انة بالتاكيد مغرور حتى يظن ان قبلتة ستؤثر فيها ..انة يريد فقط ان يضمها الى موسوعة النساء الاتى وقعن صرعى امام قدمية...
ـ تنهدت بعمق واغمضت عيناها..هى لم تحصل على قبلات مثل قبلتة من قبل ..!!..ومضت فى عقلها ذكرى قديمة..فجاة..
لا..بل حدث وتلقت مثلها واحدة...!!..واحدة فقط لا تنساها ابدا...حتى انها تشبة قليلا قبلة نيكولا...لها نفس التاثير والمذاق الغريب...انها تذكر الان وبوضح ليلة تلقت تلك القبلة...كانت اول قبلة فى حياتها...اول قبلة حقيقية!!!!!..كانت قد اتمت عامها العشرون وقد مر على وفاة والدتها ثلاثة اشهر.....
ليلتها ....اصر والدها على ان تحضر معة احدى حفلات السفارة اليونانية بايطاليا التى تلقى منها والدها دعوة رسمية لحضورها...
ورغم ما كانت تشعر بة حينها من صداع فى راسها ودوار شديدين...لم تشأ ان تخذلة وترفض الحضور معة..خاصة وهى تعلم جيدا كم يحتاج كل منهما ..الخروج من اجواء الحزن...التى تملأ حياتهما منذ رحيل والدتها..جوليا...
وبالفعل استعدت وارتدت احد اثوابها المفضلة...ثوبها الاحمر الحريرى الموشى بحبات الكريستال السوداء..
حين دلفت ليلتها تتابط ذراع والدها ادارت العديد من رؤوس الرجال..ولكنها لم تنتبة لاى منهم..بل رسمت ابتسامة جامدة على وجهها محاولة ان تدارى الالم الشديد الذى يعصف براسها والذى لم تقل حدتة حتى هذة اللحظة..
وحين اطمانت ان والدها انخرط بشكل طبيعى فى محادثات مختلفة ..وقد تناسى لبعض الوقت..حزنة العميق..قررت الخروج للشرفة المظلمة..لتحاول استنشاق الهواء البارد..علها تستعيد جزء من نشاطها..
وبالفعل خرجت ليلتها للشرفة... والالم اصبح قاتلا وقد زاد دوار راسها..بدات تشعر بعدم الاتزان وعدم القدرة على التركيز...كانت تقف مستندة على سور الشرفة الرخامى البارد لتمنع نفسها من الاستسلام للسقوط...
ورغم انها تاكدت من ان لا احد من المدعويين الذين عرضوا مراقصتها وقد صدتهم جميعا بحزم..لم ينتبة اى منهم لمكان تواجدها..فقد سمعت صوتا عميقا ياتى من خلفها يقول بهمس...
ـ مرحبا سنيورا..لامار..لامار فيرناندو اليس كذلك؟؟!!
ـ تاوهت فى صمت قائلة لنفسها..لا..انة ليس الوقت المناسب ابدا للتعارف..انا لا اقوى على فتح عيناى...
استجمعت قوتها قدر ما استطاعت تجيب بتهذيب..
نعم سنيور..مرحبا...انا لامار فيرناندو..ولكن اعتذر حقا منك..لست فى حالة تسمـ...قطع اجابتها صوت احد الخدم يدخل مقتربا من الرجل الذى التفتت الية تتاملة بعينان شبة مغمضة..وصورتة المشوشة امامها لا تكاد تتبين منها اى من ملامحة...
اقترب منة الرجل يهمس فى اذنة بكلمات غير مسموعة..التفت على اثرها الرجل قائلا بحدة...اللعنة..كنت اريد ان..حرك راسة بنفاذ صبر قائلا..حسنا حسنا..لا باس..ساتى حالا..امهلنى دقيقة....
ـ قال الخادم بتصميم مهذب..وهذة المرة بصوت مسموع...ارجوك سيدى..حقا يجب ان تاتى معى الان...انة ينتظرك...لا تستطيع ان تتجاهل طلبة..انة ينوى ان يغادر الحفل الان...
ـ زفر الرجل الغامض بضيق قائلا..حسنا..ساتى حالا..اذهب وسالحق بك الان...
ـ حين ابتعد الخادم وخرج من الشرفة..التفت اليها الرجل قائلا بضيق ..اسف سنيورة..لا تتخيلين مدى اسفى..ليس لدى الوقت الان..كنت اتمنى..اوة..لا عليك..اقترب اكثر منها..يهمس..اعتذر عما سافعلة..صدقينى ان لم افعل ما اريد..اشعر بانى سافقد عقلى...
ـ نظرت الية بحيرة والدوار يعصف بها..ماذا تقصد سنيــ...
لم يمهلها لتكمل كلماتها..واخذها بين ذراعية القويتين..غامرا اياها بعناق جامح مجنون عصف بالبقية الباقية لثباتها..كانت قبلة لم تذق مثلها.. لا تشبة ابدا تلك القبلات البريئة فى المواعيد العاطفية مع اصدقائها السابقين...المعدودين ..والتى كانت لا تتعدى العناقات السريعةالخجولة التى تفتقد الجراءة...!!
رغما عنها وجدت نفسها تنساق معة لعالم جديد وخطوة جريئة جديدة..كانت اول قبلة حقيقية تحصل عليها..وكأن الرجل يعلم تاثيرة عليها..ملاحظة انة يمسك بها بثبات ليمنعها من السقوط....
وكانة يعرف حالتها..ومشاعرها التى تعصف بها الان وهى بين ذراعية.....
وكما امسكها فجاة تركها ايضا فجاة...ثم اقترب من اذنيها هامسا..لا تعلمين ماذا فعلت بى الليلة....
اعدك ان نتقابل ثانية....قبل طرف اذنها قبلة صغيرة..هامسا..رائعة..ساحرة....
ثم افلتها بسرعة تاركا اياها مشوشة الرؤية والعقل...
تمالكت اعصابها لدقائق...ثم خرجت الى القاعة الكبيرة...تبحث عنة بين جموع المدعووين..ولكنها كانت تعلم انها حتى لو التقت بة...فلن تتعرف الية..انها لم ترى اى من ملامحة..فقط ظل غامض لرجل طويل..يبدو..انة ممشوق القوام..رياضى..فقط ولا شىء اخر تعرفة عنة....
ظلت ذكرى قبلتة الجامحة ترفرف داخل عقلها طوال تلك الليلة....وحين عادت للمنزل...خلدت لنوم عميق ملىء باحلام غريبة صاخبة..عن رجلها الغامض...وفى الصباح....استعدت لرحلتها التى ستزور فيها اليونان..مع مجموعة من اصدقائها فى كليتها..الذى تخصصت فيها ..بادارة الاعمال....وكانت تلك الرحلة..هى اولى لقائاتها بطونى....او انطونى ديميرا...حب حياتها الوحيد...حتى انها حين التقتة نسيت كل شىء عن مغامرتها المثيرة ليلة الحفل...
ربما لم تنساها حقا..ربما قد اخفتها فى ركن مظلم من عقلها..حتى ظهرت مرة اخرى الان...
ظهرت مع ظهور نيكولا فى حياتها..شىء غريب ..انها تشعر الان ان قبلة نيكولا تشبة بشكل غريب قبلة هذا الرجل الغامض...الذى كما ظهر فجاة..اختفى فجاة ولم تقابلة مرة اخرى....
حتى طونى كانت قبلاتة مختلفة عن نيكولا..كانت قبلات هادئة وناعمةو!!...باردة !!
رغم مدى العاطفة التى كانت بينهما..ربما كان واثقا من امتلاكة لها فلم يحاول ان يبذل جهدا فى التاثير عليها ..ولكن ذلك ليس مبررا لاهمالة ان يبقى عاطفتهما مشتعلة متقدة ... ترى اين هو الان وما الذى يفعلة بحياتة... هل كانت يمكن ان تتزوجة رغم ما عرفتة عنة.. بالتاكيد هى تعلم انة لم يكن يريد فقط النقود من والدها لكى يساعدة فى مشروع المطعم باليونان .. كان يريد ان يفتتح مطعما كبيرا يكون لة شهرة واسعة.. ولكن والدها كان من الذين لا يحبون ان ينفقوا اموالهم لاجل مشروع غير مدروس دراسة وافية.. وطونى كان مندفعا بدون دراسة او تفكير..لذلك رفض والدها طلبة..وكم كانت صدمتها فية كبيرة..حين اتى وعيناة متقدتين غضبا لرفض والدها..ومحاولاتة القاسية بتشوية صورة والدها الحبيب فى عيناها.. اراد ان يخيرها بين ان يتركها اوتهرب معة تاركة والدها بمفردة..... لقد ساومها على حبها لة..هى تعرف جيدا انة كان يحبها لنفسها وليس لاموال والدها... ولكنة فقط فضل مصلحتة و مستقبلة عليها.. هى ايضا احبتة كثيرا ولذلك صدمتها فية حين خيرها كانت كبيرة وكانت اكبر بادعاءاتة المشينة على والدها...كما يقال..بقدر الحب يكون الكرة..!!!..
لذلك لم تسامحة على ما قالة و عاملتة بقسوة يومها وبرودا شديد وطردتة من حياتها نهائيا وللابد..
لن تنسى ابدا نظرة الذهول فى عينية حين صدم من رد فعلها ومحاولاتة المستميتة فى مصالحتها حين احس انها ستضيع من يدية..ولكنها ابت ان تسامحة قائلة لة بقسوة.. اننى لا اعلم ما دهانى حتى يكون لى اى علاقة بشخص وضيع مثلك اريدك ان تخرج من حياتى الى الابد ولا اريد رؤيتك مرة اخرى ابدا.. ايها الحثالة الحقير.. وخرج يومها من الفيلا وعيناة قاتمتين بهما غضب اسود عنيف ..ومن يومها لم تسمع منة اى كلمة .. كان ذلك من اربع سنوات..وهى قد تغيرت الان .. خاصة بعد وفاة والدها بعد حادثة طونى معهابشهر واحد ..كم كانت فى امس الحاجة لرؤيتة وقتها ولكن..
ها قد مرت الايام واستلمت زمام الامور برحيل والدها وهى الان ليست فى حاجة لاى شخص .. اى رجل ايا كان .. حتى لو كان رجلا مثل نيكولا ..هى لا تريدة ابدا ..ابدا ..نيكولا اشعل فيها نيران لم تشعر بها من قبل.. يالهى يا لامار ..قالت لنفسها..ركزى فى العمل.. ستصابين بالجنون.. انة نمر مغرور.. كونى باردة الليلة ..لا..بل ساكون جليدية...!!
ـ لامار ..انتبهت لامار على صوت صوفيا وهى تناديها فاجابتها وهى مستلقية ومغمضة عينيها...
ـ مالامر يا عزيزتى
ـ اجابتها صوفيا بهدوء وارتباك بعد جلوسها على المقعد المجاور لها..انة.. انا ..اقصد اننى..
ـ تنهد لامار.. ما الامر الان صوفيا.. تكلمى.
ـ اعرف انك لاتريدين الحديث عنة..ولكن عندما كنت اهبط على الدرج كان قد دخل واصر على رؤيتك بنفسة ولم استطيع اقناعة .. بان اسلمك اياة بنفسى.. فدخل الان معى ...وهو ..هو... هو الان هنا.
ـ سالتها لامار دون ان تتحرك او تفتح عيناها..من اتى .. واى شىء اراد اعطائى اياة؟؟؟
ـ سمعت صوتا مداعبا من خلفها يقول ..انة انا يا عزيزتى...لقد حاولت صوفيا ان تمنعنى من رؤيتك ولكن كما تعلمين كم انا عنيد.. لم اكن اعلم ان لديك قريبة فاتنة ... ابنة عمك فاتنة ..رائعة..
ـ وكان العالم انقلب فى لحظة..نيكولا.. لم يكن ابدا ليحدث ذلك ولو فى اكثر احلامها جنونا..تسارعت دقات قلبها ورفعت النظارة عن عينيها وفتحتهما على وسعهما ملتفتة براسها تحدق فى الشخص الواقف بجانب صوفيا ناظرة لة بذهول قائلة ... انت!!! ماالذى..؟؟
ـ قاطعها نيكولا قائلا وعيناه تلمع ببريق قاتل وهو يتفحص كل جزء من جسدها وشفتية تبتسمان بمكر وسخرية...كم انا سعيد لان صوفيا لم تستطيع اثنائى عن مقابلتك؟؟.. كان سيفوتنى الكثيييييير..وهو يغمز بعينية .
ـ ظلا يحدقان ببعضهما فى تحدى لحظات بدت كالدهر... اعتقد اننى سوف ..سوف انسحب الان..هل تريدين شيئا لامار ..لا.. اذن ساذهب الان من هنا ..وحالا..سالت صوفيا مجيبة على سؤالها بنفسها..باذنكما.. خرجت صوفيا مسرعة وهى تبتسم بمكر وكانها تهرب من قلب نقطة على وشك الانفجار.
انتبهت لامار بعد خروج صوفيا..وشعرت بالخجل لمدى صغر المايوة الذى ترتدية فجذبت بعصبية شال من الشيفون بنفس الوان المايوة وحاولت ان تغطى ما استطاعت من اجزاء جسدها العارية.. ولكن ما فعلتة قد زادها اغراء ..ما احستة من نظرة عينا نيكولا تتفحصان جسدها بوقاحة شديدة..فتصاعد الدم لوجنتيهاوقالت بعصبيةو ارتباك.. كيف تجرؤ على الحضور الى هنا فجاة ودون سابق موعد وما الذى دعى الى حضورك الان تحديدا فى هذا الوقت الغريب.... والذى يجب ان تكون فية ببيتك انت لا بيتى انا؟؟؟؟..
ـ اهداىء من فضلك ودعينى اشرح لك السبب..اجابها وهو ينتقل للجلوس على المقعد المجاورو وقد لاحظت ازرار قميصة العلوية وربطة عنقة المفكوكة وقد اظهرت اللون الاسمر الرائع لصدرة القوى... يبدو انة قد اتى مباشرة من الشركة ... اللعنة يبدو رائعا..

يتبع..........

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحكته وياللاسف بكاني
يسلمووووو على القصه رووعه مررره عجبتني بلييييز كمليها والى الامام


مشكوورة حبيبتي اسعدني مرورك