عنوان الموضوع : كسوة شتاء ... - قصة رائعة
مقدم من طرف منتديات الشامل



- كسوة الشتاء ..


لمعت عينا حنان , و هي ترى كل تلك الأكياس التي وضعتها السيدة منار قرب باب شقتها :

- هل أخُذها كلّها ؟

سألت في دهشة , و هي تمعن نظرها في جمال ألوان الملابس فيها .
أجابت السيدة منار بابتسامة متعبة , و قد علت وجهها صفرة :

- نعم يا حنان , خذيها كلها , هي لك .
تنبهت حنان لصوت منار المتعب , و هي تتناول منها خرطوم المياه :

- ما بك يا سيدة منار , هل أنت مريضة , و بالكاد عرفتك ؟

- أقوم بإتباع حمية صارمة يا حنان , و قد فقدت الكثير من وزني كما ترين , و ما زلت أحاول فقد المزيد , ليت لي مثل قدِّك يا حنان .


ابتسمت حنان ابتسامة حزينة , أسرعت تنظف , و تلمع أرضية درج البناء , و حميتها الإجبارية الدائمة تؤلمها , و تقرص معدتها , و هي إن وجدت طعاما يكفي يوما تسرقها الهموم من أمامه , راحت تتخيل ما يمكن لها أن تجده من ثياب تحميها و أطفالها من برد الشتاء القادم في تلك الأكياس , كانت متأكدة أن للسيدة منار ذوقا راقيا في اختيار ملابس عائلتها , و قد كانت تلك المنامات التي تراها ترتديها - عندما تفتح لها باب المنزل لتناولها خرطوم المياه - تسحرها , و رغم ترهل جسد السيدة إلا أن جمالها كان حاضرا دوما , و ستبدو كملكة بعد أن تغادر تلك الشحوم جسدها بهذه الحمية , كانت تتخيل صور أولادها , و هم يرتدون تلك الملابس الفاخرة التي تراها على أولاد السيدة الجميلة , و توقعت أن تجد لنفسها معطفا يدفئها في برد الشتاء .
كانت قد استيقظت باكرا , أعدت لأولادها طعام الفَطور ,كان مكوّنا من بعض الخبز البائت , و قد قامت بتجفيفه كي لا يصيبه العفن , ثم وضعته في تلك الزبدية الصينية التي ما تزال تحتفظ بها منذ دخولها عروسا إلى بيت زوجها, أعدت إبريق الشاي , ثم قامت بصب الشاي المحلى فوق الخبز , و تناوله الأولاد بالملاعق , مصدقين أن هذه الفتة , تدعى فتة الشاي , و أنها طعام الكثير من الأغنياء الذين تعرفهم والدتهم من خلال عملها , غادر الأولاد , قامت بترتيب الأغراض القليلة التي تملئ الحجرة الوحيدة , في منزلها الصغير المتهالك .
كنست الأرضية , ملأت الجرة الكبيرة بالماء , و أسرعت ترتدي ثيابها , كي تبدأ عملها اليومي في تنظيف أدراج المدللات من النساء .
لم تكن قد تعلمت في مدرسة , و لم تكن تعرف أي مهنة تكفيها و صغارها ألام الجوع بعد وفاة زوجها في حادث سير مؤلم , و لم تجد لها غير العمل في الخدمة, و لكن النساء أحببنها هناك , و وجدن لها الكثير من الأعمال التي كانت تدر عليها مالا , يكفي لإطعام أولادها , لكن لا مجال لشراء ثياب جديدة , و بخاصة , تلك الشتوية منها , فقد كانت أغلى من أن تستطيعها حنان .
انتهت من عملها , أعادت الخرطوم للسيدة , حملت الأكياس الكثيرة و أَجرتها , و غادرت نحو الشارع , أوقفت سيارة الأجرة مضطرة , فقد كان حملها كبيرا جدا , ثم نقدت السائق كامل أجرتها , و هي تنزل إلى بيتها , تحمل أكياسها بسرور .
دخلت منزلها , اقترب منها الصغار في لهفة :
- انتظروا يا أولاد , سنرى ما يناسبكم من هذه الملابس , و نعطي الباقي لأولاد الجيران -
وافق الصغار , فتحت الأكياس , أخرجت بعض القطع , كانت متأكدة أنها للسيدة منار , تابعت , وجدت كل ما تعرفه من ملابسها قبل أن تبدأ الحمية , استمرًّت في إخراجها من الأكياس , و طال انتظار الصغار .
م/ن


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

مشكور ع الموضوع الرائع
وين التكميله ولا خلاص
عمومن يعطيك العافيه

تحياتي
جوجو

__________________________________________________ __________
يعطيك العافيه

__________________________________________________ __________
قصه مؤثره جدا ورائعه
يعطيك الف الف الف عافيه


__________________________________________________ __________
مشكورههههههههههههههههه

__________________________________________________ __________
الله يعافيكم جميعا
وحايرهـ ان شاء الله دوم الضحكة