عنوان الموضوع : توبة مؤقتة - قصة رائعة
مقدم من طرف منتديات الشامل

" توبة مؤقتة "




دخل منزله بعد أن أحضر معه أبناءه الصغار من مدرستهم , استقبلتهم
أمهم هاشة باشة , ألقوا بحقائبهم عند باب الصالة , تسابقوا أيهم يحصل
على الريموت , التقطه أوسطهم , هجم عليه شقيقاه , تعاركوا , زجرهم
أبوهم , لم يلقوا له بالا , انتزعه أكبرهم , أدار الجهاز على قناته المفضلة ,
تعالت الإحتجاجات , جلس بعيدا عنهم , إشتركت أصغر العائلة في
النزاع , لم يستجب لها شقيقها , هرعت إلى أبيها , علا صوتها بالبكاء ,
ألقت بنفسها على صدره , احتضنها , قبلها , قام معها , أخذ الريموت وأعطاه
لها , أدارت الجهاز على الرسوم المتحركة , نظرت لأشقائها , بنشوة
النصر , ابتسمت بسخرية , هددهم بألا يمسوها بسوء , صعد لغرفته ,
تبعته زوجته , احتجت على تصرفه , أبدت إمتعاضها منه , اقتنع برأيها ,
اعترف بخطئه , لكنه رفض تغيير الواقع .


تهيأ لتناول وجبة الغداء مع زوجته وأبنائه ، رن هاتفه
المحمول ، من الطرف الآخر، أتاه صوت فيه غلظة :
الأستاذ محمد ؟ قال: نعم ،
معك الشرطة ، ارتعب ، أجابه بارتباك :
آمر طال عمرك ، قال بنبرة حادة: احضر لنا حالا ،
سأله : ما الأمر ؟ قال: إذا حضرت ستعرف.


تساءل ماذا يريدون مني؟ دارت الأفكار برأسه ، نشف ريقه ، انخطف
لونه ، تذكر محادثته الهاتفية مع زميله ونقده لبعض كبار المسئولين ,
لا بارك الله فيه , شكا إليّ ظروفه الاقتصادية حتى أوقعني في
المحظور, لكن لا , هذا من اختصاص المباحث وليس الشرطة , إذا يمكن
تلك المرأة التي اتصلت على جوالي بالغلط , يا الله , تصرفت كأني مراهق
عندما رجعت واتصلت بها , لعل زوجها هو المشتكي , لكنها هي التي
أعطتني الضوء الأخضر , قالت أنها أحبتني , وطلبت مني بطاقات الاتصال
مسبقة الدفع , يارب سترك , بهذا السن وبوضعي الاجتماعي يقبض عليّ
في قضية معاكسه , فضيحة وأي فضيحة , هل أذهب إلى ابن عمي
ليتوسط لي , بأي وجه أقابله , يا الله .


ارتدى ملابسه على عجل , اتجه إلى المطبخ , عب من الماء حتى ارتوى ,
تبعته زوجته , سألته : إلى أين ؟ لم يجبها , عادت وقد دب الخوف في
أوصالها , تركها تصطلي بنار الانتظار , لم تذق بعده طعاما , أعطت
صغارها وجبتهم , تكورت في الزاوية , تدفع التشاؤم عنها .


انطلق بسيارته , اتجه إلى مركز الشرطة , أكلته الوساوس ,
بماذا أعتذر ؟ مر بقربه أحد جيرانه , رفع يده مسلما عليه , لم يشاهده ,
كأن على عينيه غشاوة , أظلمت الدنيا في عينيه , استعرض شريط
حياته , تذكر معالم منها , طاف به بعض أعماله , توقف أمامها , ندم
على كثير منها , يارب استر عليّ , ربي إني تبت إليك , أوقف سيارته ,
دخل إلى مركز الشرطة , تجاوز البوابة , اتجه إلى برادة المياه ,
شرب منها , العرق ينضح من جسده , أرهقه التفكير, الإعياء بدا
عليه واضحا , أرشده مكتب الاستقبال لضابط القضية .


دخل عليه , رأى عنده شخصا معصوب الرأس , شاحب الوجه ,
تظهر آثار الدماء من تحت الشاش الأبيض , تفاجأ بإبنه الكبير يقف في
الزاوية, قال له الضابط : ابنك هذا ضرب معلمه , ابتسم ,
تنفس الصعداء , أشرق وجهه , استغربوا أمره , قال : الحمد لله ,
القضية بسيطة , ابني مؤدب , مؤكد أن المدرس أخطأ عليه.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

,
الله يعطيك العافية
بجد الإنسان إذ وقع بمصيبة
يتمنى إن الله يغفر له ويطلب الرحمة
وما إن تنتهي يرجع لما كان عليه
مع القراءة بجد تحمست للنهاية
من كثر مافكر بطل القصة
وأخيرا تقبل مروري
’,
لروحك الأوركيدا عطرا



__________________________________________________ __________






قصه جميله جميله . . .
أستمتعت بقرائتها جدا جدا جدا . . .

ربما
جزاك الله كل خير , و رعاك الله








__________________________________________________ __________
شر البلية مايضحك..

بئس لك يابن ادم كم انت ضعيف عندما تستعيد شريط اخطأئك..وحالة الفوضى التي تعيشها..

يعطيك العافيه..

__________________________________________________ __________
هو المدرس المخطأ

و حقا ما اكثر اخطائهم الحين

و لكن ليس هذا ادب

و ليست هذه تربية

شاكر لك اخى

قصة تحاكى الواقع المرير

و العلاقة التى آلت بين التلميذ و المدرس



__________________________________________________ __________
من جد كذا عندنا

يسلمووووووووووووو

كيف بنا عندما نقاد يوم القيامة للحساب وتعرض علينا كتبنا فيها ما عملناه كتاب المرألا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها