عنوان الموضوع : نورس القلب الشريد - قصة خليجية
مقدم من طرف منتديات الشامل




تبدأ الحكاية بنورس صغير طيب اسمه جوناثان ليفنغتون يعيش مع أسرته ومجتمعه الصغير المكون

من مئات النوارس علي شاطيء جميل.. وبينما يتعلم النوارس الصغار الطيران لصيد الديدان والاسماك لأكلهم، تجد

جوناثان النورس مهتما بالطيران من أجل الطيران.. إنه نورس فنان !.

انه يحب أن يحلق في الجو، أن يعلو، ان يكتشف الوجود حوله، ويرفض أن يكون وجوده كله مكرساً لمجرد الاكل

والنوم مثل بقية النوارس.

انه بدلا من أن يتعلم الطيران المنخفض قرب الماء، نجده يحلق في الريح عاليا، ولكن أجنحته ليست كأجنحة

النسور التي خلقت لتحلق، وها هي الريح تقصف جناحه، وهاهو يسقط في البحر مهيض الجناح، يهذي بألم: لا

شفاء لقلبي الشريد، ما أنا الا نورس مسكين. الطبيعة حددت طاقاتي. لو كانت الطبيعة تريد لي أن أطير لزودتني

بأجنحة النسور، ولزودت دماغي بقدرة علي التخطيط ومعرفة الاتجاهات، لقد كان والدي علي حق. يجب أن أنسي

هذا الجنون. يجب أن أعود الي القطيع وأرضي بالحياة معهم ومثلهم وأقنع بمجرد صيد الديدان والاسماك، فما أنا

الا نورس مسكين محدود الطاقة .

ولكن ما أن يطلع فجر اليوم التالي حتي تعاود جوناثان النورس شهيته الي الطيران ويعاود تمريناته.. يكتشف انه

بالرغم من طاقاته المحدودة، يستطيع التحليق اذا استغل عقله.

وها هو يحاول من جديد، أن يكتشف كيف عليه أن يحرك جناحيه أثناء الهبوط وكيف ومتي تأتي لحظة الخطر وكيف

ينجو منها، واستطاع أخيرا أن يتقن الطيران بسرعة 214 ميلا في الساعة وهو أمر لم يسبق لنورس حي أن

حققه.. ومن بعيد يراه سربه وهو يحلق في السماء بهذه السرعة، ويرونه وهو يتقن الهبوط رغم هذه السرعة دون

أن يتحطم علي الشاطيء.

ويلتف حوله حكماء وزعماء السرب، وهو أمر لا يفعله النورس الا في حالتين: حالة التكريم. وحالة النبذ. ويظن

أن جميع نوارس السرب قد جاءت لتهنئته، والتعلم منه، لكنه يفاجأ بطرده من القطيع لأنه تجرأ علي حرمة تقاليد

أسرة النوارس! ولانه بكثير من اللامسؤولية خالف نظامهم القائل بأن كل ما يحق للنورس معرفته هو أن يأكل

ويظل حيا أطول وقت ممكن .. ورغم أن قوانين القبيلة تحرم علي النورس المعاقب حق الكلام أو الدفاع عن

النفس، الا ان جوناثان النورس يتجرأ ويصرخ بهم: يا رفاقي تتهمونني باللامسؤولية. من يمكن أن يكون مسؤولا

أكثر من نورس يبحث عن طريقة ترفع مستوي حياة قومه وأهداف وجودهم الي مراتب أرفع من مجرد الاكل

والنوم؟ أعواما طويلة قضيناها لا نفكر الا بأكل الاسماك، أما الآن فلدينا سبب جديد نبيل لنحيا.. لنتعلم.. لنكتشف..

ولنكون أحرارا.. امنحوني فرصة أعلمكم فيها اكتشافاتي ..

ولكن جوناثان النورس الثائر مصيره مثل مصير أي ثائر في تاريخ الانسان، انه يمنع من حق الكلام، ويطرد من

القطيع لانه تعلم الطيران وعليه أن يدفع ثمن هذه الخطيئة.

وغادر القطيع ليعيش وحده في المرتفعات المشرفة علي البحر واكتشف أن الضجر والخوف والغضب التي تجعل

حياة النورس قصيرة، يسببها المجتمع بكبته للنورس ومنعه من الطيران.. وها هو جوناثان يكبر دون أن يشيخ

وانما تزداد طاقاته علي التعليق بشكل مذهل. وها هو يطير ويطير حتي ينجح في الوصول الي السماء.. فذات مساء

يفاجأ جوناثان بوصول نورسين شفافين أجنحتهما من نور وذهب يقتادانه الي بلاد النوارس التي تعرف الطيران..

ويظن انه في السماء، لكنه يكتشف انه خلف هذه السماء سماء أخري وخلف معرفته بالطيران معرفة لا تنتهي..

وهو الذي كان يظن أن الطيران بسرعة 273 ميلا في الساعة هو أقصي رقم يمكن للنورس الوصول اليه، يكتشف

علي يدي معلمه شيانغ النورس أن هذا الرقم ليس شيئا وان بوسع النورس يتجاوز بطيرانه سرعة الصوت وحتي

سرعة الضوء ليطير بسرعة الفكر.. أي انه يكفي أن يفكر بمكان ما ويريد أن يكون فيه بكثافة وصدق حتي تتحول

ارادته الي حقيقة واقعة.. وان مثل هذا التطور يتطلب من النورس معرفة ومراس أجيال ونجد النورس يلخص

حضارة الانسان بقوله: نحن الذين نختار عالمنا المقبل ونرسم صورته وذلك من خلال ما نتعلمه في عالمنا الحالي

وما نضيفه الي معارفنا هذه. واذا لم نتعلم شيئا، ولم نطور شيئا، لن يكون الغد سوي الامس مكررا بكل ما فيه من

قيود وحدود واثقال تكبلنا . وذات يوم يقول جوناثان النورس لمعلمه شيانغ النورس ولمجتمع النوارس الشفافة

المضيئة الاجنحة: شيانغ، هذا العالم ليس السماء، أليس كذلك؟ ويرد المعلم شيانغ: انك تتعلم بسرعة ياجوناثان.

- ومتي أصل الي السماء؟

- ستبدأ بلمس ملكوت السماء في اللحظة التي تصل فيها الي الطيران المثالي والطيران المثالي ليس الطيران

بسرعة مليون ميل في الساعة أو الثانية أو حتي بسرعة الضوء لأن أي رقم هو تحديد، وليس للأشياء المثالية

حدود يا ابني.

وبعد هذه الكلمات يختفي شيانغ ليظهر طائرا في مكان بعيد وليعلم جوناثان الطيران بسرعة الفكر، ويصير جوناثان

الابن الروحي للاب شيانغ الذي يعلمه حتي الطيران عبر الزمن الي الماضي والمستقبل ويقول له: ان أصعب

طيران وأهم طيران وأمتع طيران هو الطيران الي عوالم المحبة واكتشاف معني الحنان .

وذات يوم اختفي الاب الكبير شيانغ وأدرك جوناثان ان دروسه تكاد تنتهي وكان كلما مارس طيرانه الي عوالم

المحبة والحنان أحس بالرغبة في الهبوط من السماء والعودة الي الأرض والي قومه ليهديهم.

ويهبط من السماء عائدا الي قومه، ويلتقي مع فليتشر ليند النورس، وهو نورس صغير يحاول وحده أن يتعلم

الطيران، وكذلك شارلز رولاند النورس.. ويصير لجوناثان اتباع كثيرون من صغار النوارس الذين يعلمهم الطيران،

وتتسع حلقات الثوار الصغار، ويشكلون خطرا علي مجتمع النوارس المتخلفة.. وذات يوم يسقط نورس صغير من

تحليقه ويموت، ولكن جوناثان يحييه من الموت مثل معجزة المسيح أمام دهشة بقية النوارس، ويعلن للجميع أن

تقاليدهم يجب أن تتبدل وأن قانون الحرية يجب أن يسود. ويحاول النوارس صلبه وقتله، لكنه بما أوتي من قدرة

علي الطيران عبر الزمان والمكان ينجو منهم، ويظل قلبه لا ينبض الا بالحب لهم، وحينما يسأله نورس صغير من

تلامذته: كيف تستطيع أن تحب رعاع النوارس الذين حاولوا قتلك يرد جوناثان: أواه يا فليتشر النورس، أنا لا أحب

ذلك! بالطبع أنا لا أحب الكراهية والحقد، ولكنني أحب الخير في أعماق كل نورس وأحس ان من واجبي أن

أساعدهم علي اكتشاف ذاتهم وعلي ادراك معني الحب في داخلهم .


لاتنسوا الردود
تحياتى:B@R



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

مشكورررررررررررررررررررررررررر

__________________________________________________ __________
تسلم الأنامل التي أبدعت وسطرت ومشكورين

__________________________________________________ __________
تسلم الأنامل التي أبدعت

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________