،
لـولاكِ مـا غنّـى فـؤاديَ مُنشِـدا
وَلَمَا كتبتُ الشِعرَ أو قلبـي اهتـدى
،
لولاكِ ما سَكَنَتْ حُروفـيَ أضلعـي
وَلَمَا صَرختُ مناشِداً رَجْـعَ الصـدى
،
منكـم تعلَّـمَ خافقـي أن يهـتـدي
ما كانَ يعلم قبلكـم معنـى الهـدى
،
منكـم تعلَّـم أن يحطِّـم أضلـعـي
منكـم تعلَّـم أن يثـيـرَ تـمـرُّدا
،
واليومَ قد هَجَرَت حروفـيَ خافقـي
أوّاهُ يـا قلبـي غـدوتَ مُـشـرَّدا
،
أوَّاهُ كـم مـرَّت عليـكَ متـاعِـبٌ
وَلَكَـم هَتَفـتَ بحبّـهـم مُتَـفَـرِّدا
،
دارت بـكَ الأيـامُ لـم تهنـأ بهـم
لم تلقَ مـن هجرانهـم إلا الـردى
،
وَرَضِيتَ أن تحيـا وحيـداً هائمـاً
وَصَمَتًّ حتّى صـارَ صمتُـكَ فرقـدا
،
وَقَطَعتَ عهـداً بعـد هجـرِ أحبَّتـي
ألاّ تُسامِـرَ غيرهـم طـول المـدى
،
ما زِلتَ تحلـمُ أن تعـودَ لعهدهـم
يكفيـكَ إنَّ الحُـزنَ فيـكَ تـأبَّـدا
،
هـلا استفقـتَ للحظـةٍ فَلَرُبَّـمـا
آن الأوانُ لكـي تـعـودَ مُـغـرِّدا
،
آن الأوانُ فقـد تنـاسـوا حبّـنـا
والهجـرُ صـارَ محتَّمـاً وَمُؤكَّـدا
،
لملم جراحكَ خافقي لـم يبـقَ لـي
منهم سوى الذكرى وبعضٌ من صدى
،
واكتب , إليكَ رسالتـي قُلهـا لهـم
يبقَوا لروحـي منهـلاً مهمـا بـدا
؛