عنوان الموضوع : رواية الجثة الثانية لـ اجاثا كريستي - ترجمة
مقدم من طرف منتديات الشامل

الجثة الثانية (أجاثا كريستي)

( أتمنى اراءكم وتعليقاتكم على ترجمتي قبل نشرها)

ترجمتي

في أحد أيام شهر يونيه وكنت قد أنهيت(1) بعض أعمالي في باريس، وركبت في قطار البحر متجهاً إلى لندن، لأعود إلى المسكن الذي يشاركني فيه المفتش بوارو. كانت وجهتنا نحو ميناء كاليه والقطار يسير بسرعة، ويكاد يخلوا من المسافرين، فمقصورتي فيها راكبة واحدة. انشغلت بحاجياتي أتفقدها لعلي لم أنس شيئاً في المحطة. فتحت السيدة زجاج النافذة، وأخذت تطل برأسها وتسب وهي ساخطة تقول: تباً.

والحقيقة التي أتعايش معها أنني أنظر للمرأة أن تكون أنثى حقيقية تتعامل مع الناس كامرأة، فأنا من المحافظين، وأن تقوم بدورها الصحيح، فلم أعد استطع أن أحتمل هذا الجيل الجديد من الفتيات العصبيات اللاتي يدخن كالمداخن، ويرقصن من منتصف الليل إلى الصباح، ويتلفظن بعبارات تخجل منها نساء الموانئ.



أما هذه الفتاة الجميلة كانت سوداء الشعر، في نحو الثامنة عشرة من عمرها،بيد أنها تضع المساحيق بإسراف على وجهها.نظرت إلي بشيء من الخجل أو ربما تتظاهر بذلك وتقول: أوه يالحسرتي ماذا فعلت؟ لقد صدمت هذا السيد المهذب، حقيقة لم تكن عبارتي جيدة، أنني أعتذر فهي لا تليق بسيدة محترمة، ولكني حقيقة استميحك عذراً فإني فقدت أختي في الزحام. قلت : حقاً ؟ يا للأسف. فقالت وهذه المرة كأن في كلامها شيء من السخرية: إنه غير راض عني، ولا عن أختي هذا السيد، واعتبر هذا من عدم المبالاة الظالمة، لأنه لم يرها. حاولت أن أجيبها، فقالت: لا تقل شيئاً ليس لي في هذه الدنيا من يحبني، لسوف أعيش في الغابة وآكل ورق الشجر، فلم يعد لي أمل في هذه الحياة، وتحطمت كل آمالي.



ثم أخذت تخفي وجهها أمام صحيفة في يدها، وبعد لحظة أرادت ترى ردة فعلي ونظرت من طرف الصحيفة، والتقت نظرتانا فابتسمت لها. فأخذت الصحيفة وألقتها وهي تضحك بمرح شديد وتقول : أنت لست ثقيل الظل كما ظننت. ووجدت نفسي أضحك معها حيث كانت فعلاً تضحك من أعماقها، ثم عادت وهي تقول : أعتقد أننا الآن صديقين، لقد بدأ عليك الاشمئزاز من كلمتي تلك حتى كدت أن تقتل في نفسي الأمل بالحديث معك، أو أن نصبح صديقين.

ثم أضافت: إنني ممثلة بارعة، فلقد مارست التمثيل على خشبة المسرح منذ السادسة من عمري.قلت : ماذا؟ نعم كنت العب ألعاباً بهلوانية، إنني أمريكية المولد، ولكنني أمضيت معظم حياتي في لندن، وقد تعاقدت وأختي الآن مع مسرح جديد في بالاس، فنغني ونرقص ونلعب الألعاب البهلوانية، ودائماً ننجح في تسلية الحضور.

كانت تقول ذلك وأنا أنظر إليها فأجد الطاقات الفاعلة لفتاة يافعة، ومرح شابة فتية، وبراءة طفلة مقبلة على الحياة ولا تدري عن مقتبل عمرها ولا ما فيها من مفاجآت، إلا أنني سعدت بحديثها معي.

وبعد قليل نظرت إلى الخارج فإذا بنا في منطقة ليون، ولها ذكريات خاصة بي، فأخذت استعيد الذكرى وكأن الأحداث ماثلة أمامي الآن، فقالت الفتاة بعدما لحظت شرود نظراتي : هل تفكر في الحرب؟ فقلت : نعم ، فقالت : هل شاركت فيها؟ فقلت نعم وقد جرحت مرة، وبعد دنكرك تركت الخدمة العسكرية بسبب استشعار حقيقة حاجتي للحفاظ على صحتي، فقد اعتلت كثيراً لدرجة منعتني من القوة اللازمة التي يجب أن يتحلى بها المقاتل، ثم عملت من حينئذ إلى الآن سكرتير لأحد أعضاء البرلمان، وفي هذا العمل أبذل ساعتين في اليوم فقط، عمل مريح جداً، وحتى أثناء العطلة البرلمانية لا يكلفوني بشيء، وهذا أمر عظيم ، فلا أدري كيف كنت سأفعل إن لم أحصل على مثل هذا العمل. ثم إنني الآن مشترك في السكن مع رجل نادر جداً في هذا الزمن، رجل بلجيكي مدهش تماماً، كان يعمل ضابطاً سرياً سابقاً، وافتتح مكتباً خاصاً في لندن، وحقق الهدف وبرع في مجاله، فالحقيقة إنه شديد الذكاء، ودقيق الملاحظة، وفاق أقرانه ونظرائه في مجال عماله من الضباط والمفتشين في كشف أسرار الجرائم الغامضة.

فأنصتت وهي مندهشة جداً بهذا الخبر، فهي من عشاق القصص البوليسية، بل إنها ممن يقرأ في الصحف فأخبرته بذلك، واعترفت له بذلك. فوصلنا ميناء كاليه، فقالت لي طاب يومك، وأردت أن تبقى معي كي أساعدها، فقلت لها هلا أعطيتني اسمك ، فأخبرتني بأنها سندريلا، ودعتني وهي حريصة على لقاء أختها، فتركتني وذهبت، وأنا لا أدري هل سأراها ثانية أم لا؟ توجه هاستينج إلى سكن بوارو، ووجده يفطر فاستقبله بحميمية.



أخذ بوارو يبحث في الرسائل ويحاول يجد شيئاً مهماً، فوجد رسالة فيها أمرا خطيراً، يثير الشجون، ويقض المضاجع، ويشغل النفس أيما إشغال. وجد فيها شيئاً عسيراً شد انتباهه، قرأها ثم أعطاها لهاستنج كي يستشيره في الأمر فهو صاحبه الذي طالما يلجا إليه، ويمضي معه في رأيه، فلم يشر عليه قط إلا بأمرٍ جيد، ولم يدر في فلكه إلا بالخطط السوية، والرأي الحسن، أخذ الرسالة فإذا بالاندهاش يعلوا محياه، قرأ فيها:" فيلا جينفيف إنني في حاجة لأحد رجال المباحث ، ولا أريد أن أفصح عن شيء ولو أني سمعت عنك واعرف عنك أنك كتوم جداً، وأنك إنسان مستأمن وقد عرفتك من خلال الصحف بأنك تحل الغاز القضايا،، إلا إنني أرجوك أن تحضر إلى فيلتي وسوف أرسل سيارة لك في ميناء كالية إذا أبرقت لي بموعد وصولك، وأتمنى أن تكرس حياتك لحمايتي وأرجوك أن تحدد أموال أتعابك،ولربما سأرسلك إلى تشيلي حيث مكثت هناك سنوات طويلة، فأرجوك أن تأتي بسرعة) المخلص ب.ت رينولد.



استغرب من تلك الرسالة، ثم وضعها جانباً. فقال المفتش بوارو قد يكون هذا الرجل هو المليونير حيث ذكر أنه في تشيلي بأمريكا الجنوبية، وأظنه هو، ولابد من إغاثته بسرعة .. هيا لدينا عشر دقائق للحاق بقطار القارة الذي سيتحرك من محطة فيكتوريا تمام الحادية عشرة صباحاً.

لقد كان واضحاً في كتابة رينولد عدم الوضوح التام خصوصاً في نهاية الكتابة ومضطرب الوضوح، وهذا أيضاً له دلالاته، قال بوارو أنه إنسان مليونير تذكرته الآن. عبرا القناة ولم يصل أي سيارة لانتظارهما فذهبا بسيارة أجرة للفيلا، وشعر بوارو بالحزن والمرارة خشية أن يكون الرجل في خطر، وهذا شعور لطالما أحس به وحصل مشاكل مشابهة، فكم من المصاعب الجمة التي واجهها، وكم التوجسات القائمة في تلك المواقف، وكم من المشاهد المرعبة التي خاض غمارها بكل ئؤدة وثقة، وشجاعة وحرص على تحقيق العدالة، ولم يتوانى حتى أبدا لهاستنج ما يدور في خلده، ويشتعل في فؤاده اشتعال النار في الهشيم، ولم يستطع تحمل ذلك، فقد أفصح ما في مكنون فؤاده، فقال لهاستنج : إنني أخشى أن يكون حدث شيئاً ما، وشعوري في قلبي له حرقة وقلق، فلما وصلا للفيلا ووجدا رجل شرطة، على الباب فقال بوارو : أريد السيد رينولد، فقال ممنوع الدخول ، عندي موعد مع السيد رينولد ، فقال : لقد قتل هذا الصباح، فقال في دهشة وحزن ماذا ؟ أريد أن أقابل ضابط الشرطة إذاً، فأخذ البطاقة ، فجاء المفتش السيد بكس، وهو يعرفه ، فعرف به هاستنج، ودخلا الفيلا بعدما رحب بهما السيد بكس.



قال بكس إنني لم أرك منذ سنوات يا بوارو، منذ قضية اوستند التي بذلت فيها كل ما بوسعك لتحقيق العدالة!!.. إنك لا شك ما أتيت هنا إلا لشيء دفعك للحضور بسبب ما لتجد بنفسك حلاً للغموض في هذه القضية المعقدة، وصلنا البلاغ الساعة التاسعة صباحاً، وأثبت الطبيب أن الوفاة لها أكثر من سبع ساعات، أي انه قد قتل في الساعة الثانية صباحاً.



فتح بكس الباب وتقدمنا وقابلنا المفتش هيوتيت وأيضاً كاتب التحقيق، والدكتور ديورانت سأل المحقق وبشغف شديد عن فحوى رسالة المقتول، فقال : أريد الرسالة، فقرأها ، فلم يجد شيء يشفي غليله، ويوضح الأمر بل هي أشياء خاصة كما تبين له في الرسالة. قال المفتش يا سيد بوارو سيأتي محقق المباحث جيرود بعد قليل ليكمل التحقيق، وحسب مفهوم التحقيقات لا بد يا سيد بوارو أن نحقق مع الجميع، وهذه الرسالة لها مدلولات وشواهد ستتبين فيما بعد.

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

الله يعطيك العافيه
تقبل مروري



__________________________________________________ __________
يعطيك العافيه

__________________________________________________ __________
يسسلموو
يعطيك ألف عافييه

__________________________________________________ __________
يسلموووووووووووووووووووو
الله يعطيك العافيه

__________________________________________________ __________
مشكور والله يعطيك العافيه,,


رائـــــع..~

ش ـــــكرا لـــــك..~