عنوان الموضوع : يوم اقبلت (روايه رومنسيه) رواية جديدة
مقدم من طرف منتديات الشامل

[SIZE="4"][COLOR="Purple"]وضعت قلمي على الطاولة..... أخذت أراجع أوراقي وإجاباتي لأتأكد من عدم نسياني أحدد الأسئلة

قلبت صفحة الأوراق واستندت على الكرسي وأخذت أتأمل من حولي... الدقائق تمر ببطء شديد..

ساذج ٌ هو من وضع قرار يلزم فيه بقاء الطالبات في القاعات حتى انتهاء نصف مدة الاختبار

أخيرا جاء ملف التوقيع سلمت ورقتي وابتسمت للمراقبة ابتسامه صفراء وخرجت من القاعة أخذت امشي في ممرات المدرسة وصولا إلى الدرج أتأمل الجدران والقي إليها نظرة الوداع.......سوف لن اشتاق إلى هذا المكان

وصلت إلى باب ساحة المدرسة فتحت الباب أو بالأحرى ركلته بقدمي ووقفت أمام الباب بكل عزة... بكل شموخ

أضع يدي على خاصرتي.... صديقاتي ينظرن لي من بعيد ضاحكات ...... أطلقت صرخة مدوية يسمعها القاصي قبل الداني

معلنة بها انتهائي من المرحلة الثانوية

- ما اصدق خلااااااااااااص خلصت مافي قومة صبح مافي مريول مافي دفتر مافي مشاركة مافي كل ذا

- صرنا بنات جامعه

ههههههههههههه الجملة تضحك شوي

_ إيه صدق لين جت وحده سألتني سنه كم؟... أقول لا أنا جامعه ههههههههههههه ؟

- صدق اهتماماتنا سخيفة هههههههههه

_ أنا عازمتكم على اللي تبون أبي ادوج شوارع الرياض كلها منيب راجعه البيت إلا نص الليل فاهمين ؟؟

قاطع حديثنا الحماسي بكاء إحدى صديقاتي

تبكي لفراقنا..... ربما سوف ارتاح من هم مدرستي ولكن سوف افتقد زملاء طفولتي لن تجمعنا جامعة واحدة وان جمعتنا لن يجمعنا تخصص واحد

بكينا جميعا.... سوف افتقدهن جميعا وكيف لا وهم معي منذ الصف الأول الابتدائي

ذهب بعض صديقاتي ليسلمن على مدرساتنا ..... كم ابغضهم..... انتظرت اليوم الذي اخرج فيه من المدرسة لافارقهن

مدرستي مقبرة... تُدفن فيها كل أحلامنا ومواهبنا..... كم ابغضُ هذا المكان..... لن اذهب لأودعهن

خرجنا من مبنى المدرسة... لن التفت لأرى جدرانها القذرة ولا لسورها الشائك..... لن أعود إلى هذا المكان إن شاء الله

....................

أعود إلى منزلنا قبيل المغرب بلحظات أمضيت النهار كله مع صديقاتي آخر يوم يجمعنا معنا جميعا

ادخل المنزل أقف في وسط غرفة جلوسنا واصرخ بأعلى صوتي معبرة عن فرحتي الغامرة

أجد خالي جالسا على كرسيه المعتاد يبتسم لصراخي... يلقي على عبارة التهنئة..كم هي دافئة ابتسامته

بعد وفاة أبي منذ 13 سنة تكفل رعايتنا أنا وأختي وأمي لم يقصر معنا في شيء لم يفرق بيننا وبين ابنه الوحيد كان يصرف علينا ويلبي طلباتنا.... لا اعرف كيف سنرد له جميله علينا يوما ً ما....

اترك خالي جالسا ً واذهب لابشر أمي... وأنا في الدرج التقيت ابن خالي... يكبرني بعامين اعتبره كأخ ٍ لي

ولكن هناك شخصا ً آخر في منزلنا لا يعتبره أخا ً..... قصة ُ حب ٍ تشتعل في منزلنا........ لا أحب أن استبق الأحداث ستبدي لي َ الأيام ما كنت جاهلة ً

ألقى علي احمد عبارة التهنئة ومضيت أنا لحال سبيلي

ادخل على أمي في غرفتها وأقع في حضنها باكية...... تبكي من شدة فرحها وأنا ابكي لمجرد رؤية الدموع في عينيها

.............

مر أول أسبوع لي بعد انتهائي من المرحلة الثانوية طويلا وباردا ً ومليئا بالتوتر .. كيف لا وأنا انتظر نزول نتيجتي.... النتيجة التي سوف تحدد مستقبلي

نجود....... سوف تدخل الطب إن شاء الله فمن المؤكد أن نتيجتها سوف تسمح لها بذلك

علياء سوف تسافر للدراسة خارجا ً......... كم هي محظوظة

سارة....... كم أخاف عليها الرسوب فهي أشدنا إهمالا ً

أما أنا واعز صديقاتي لولو كنا الأكثر برودا ً بينهن..... لم تعني لنا يوما النتيجةُ شيء مقلق.... لولو هذه الأيام هادئة الأعصاب.... أما أنا أكاد أموت قلقا ًً.... على غير عادتي

نجلس أنا وأختي منيرة واحمد في صالة جلوسنا الهدوء يعم أرجاء المكان........ بدأت منيرة تثرثر مع احمد كعادتها.... وأنا أكاد اجن من قلقي.. يقطع حديث منيرة صوت هاتف احمد النقال..... يتمتم بكلمات ٍ لا افهمها

تعلو الابتسامة وجهه.... يقفل الخط... وينظرُ لي بكل خبث

_ بسمه تدرين مين هذا ؟

_مين ؟... نتيجتي ؟؟... احمد قول بسرعة

_ إيه نتيجتك تبينها ؟... ملزمه يعني ؟

_ احمد قول لا ترفع لي ضغطي بسرعة

_ وش رايك منيرة أقول لها ولا لا ؟

_ احمد قول مو وقته سخافتكم انتو الاثنين

_ بالأول انتي قولي لي .... نسبة 93,54 تدخلك التخصص إلي تبينه ؟

بدأ صراخي أنا ومنيرة يهز المنزل... تأتي أمي فزعه تسال عن سبب صراخنا... أجاوبها وأنا تكاد احبالي الصوتية تتقطع من شدة الصراخ.... تضمني إلي صدرها وتبكي...

............................

بعد ثلاثة أسابيع أتممت أوراق تسجيلي في جامعة الملك سعود.... قرر بعدها خالي وأمي السفر لمدة قصيرة

أرادا أن نذهب إلي مصر < القاهرة > أنا ومنيرة واحمد لم يعجبنا هذا الاختيار بحجة أنها بلد مزدحم وقذر

لم اعلم أن بلداً كهذه....... سوف تقلب حياتي رأسا ً على عقب

تم الاستعداد للسفر وها نحن الآن نتجه إلي المطار.... نركب الطائرة.... تجلس أمي بجوار خالي ومنيرة بالطبع بجانب احمد وأنا اجلس وحيدة على الكرسي انتظر قدوم من سيجلس بجانبي.... تمر الدقائق.. تمتلئ الطائرة.. تقفل أبوابها... ولم يجلس أحدا بجانبي .....

دائما ً كان لدي حلم بأني سوف أحب ُ رجل ٍ ما على متن طائرة ....... كم هي غريبة أحلام الفتيات

نصل إلي القاهرة بعد مرور ثلاث ساعات.... مدينة صاخبة تعج بالناس الشوارع فيها قذرة.... لن ارتاح في هذا المكان

نصل إلي فندقنا... خالي واحمد بغرفه وأنا وأمي ومنيرة بالغرفة المجاورة لهما... تنشغل أمي بفتح حقائبنا وترتيبها ويذهب خالي لتحويل بعض الريالات.. احمد ومنيرة ذهبا لاستكشاف المكان من حولنا.... اذهب لألحق بهما فلا أجدهما ..... كم هم غريبو الأطوار عشاق هذا الزمان

اذهب لاستكشف المكان وحدي وابحث عن اقرب < إنترنت كافيه > الشوارع هنا كثيرة الازدحام والمكان مليء بالخليجيين.... نظراتهم لي تكاد تقتلني

بدأت بالمسير بلى هدى ً اسرح بأفكاري.... أشياء كثيرة تشغل بالي في هذه الأيام..... زواج لولو الذي سيقام بعد عودتنا بأشهر..... قبولي بالجامعة..... احمد ومنيرة والى متى سندعي عدم حدوث شيئا ً في منزلنا ؟

فجأة..... أقف في مكاني وأتوقف عن التفكير لبرهة..... أين أنا ؟ لقد ابتعدت عن فندقنا... بدأت بالالتفات يمينا ً ويساراً لعلي أجد إشارة ما تدلني على الطريق... بدأ التوتر يظهر على علامات وجهي وبدأت تصرفاتي تلفت المارة... أين أنا ؟........ إني أقف في شارع يطل ُ على النيل وأنا متأكدة بان فندقنا لم يكن مطلا ً على النيل

بدأت أخاف..... فتحت حقيبتي بحثت عن بعض النقود.... ولكن تذكرت أني لم اصبر لحين عودة خالي لصرف بعض الجنيهات.... لن أستطيع ركوب أحد سيارات الأجرة

بدأت بالدوران حول نفسي محاولة أن أجد شيئا يدلني على الطريق....بدأ جبيني يتصبب عرقا ً.. كيف لا وأنا فتاة تخاف من ظلها.... هذه هي المرة الأخيرة التي اخرج فيها وحدي.

جاءني صوته لأول مرة......... كان مبحوحا ً وضعيفا

_ ضايعه ؟

أجبت وأنا أتلعثم

_ أيــ.... إيه.... طلعت أتمشى برا اوتيلنا سرحت وشكلي ضعت

_ انتي وين ساكنة ؟

_ في الهيلتون

_ أي واحد فيهم .....هنا فيه أكثر من هيلتون

_ ما ادري.... بس اللي قادمة سوق تابع له على ما اعتقد

_ آآه هيلتون رمسيس... أنا ساكن هناك أنا راح أروح هناك وأنتي امشي وراي

ولم ينتظر مني ردا ً بدأ بالمسير وأنا بدأت امشي خلفه....... بدأت اشعر بالطمأنينة... يمشي بخطى ً واثقة يدخن سيجارته.... عريض المنكبين... طويل القامة.....سريع الخطى أكاد لا الحق به

وصلنا إلي فندقنا بعد بضع دقائق التفت إلي قائلا ً

_ يلا تفضلي ... ومره ثانيه انتبهي

_ شـــ... شكرا

ابتسم ابتسامه دافئة ثم ذهب إلى الداخل

..............................

استيقظ الجميع...... نذهب لتناول طعام الإفطار في مطعم الفندق.... ابحث عن وجهه بين الناس.... فلا أجده

نخرج لنستكشف هذا البلد المزدحم..... نعود بعد يوم طويل وشاق..... وما إن دخلنا الفندق حتى وقعت عيناي عليه....يجلس مع مجموعة من الشباب.....كم هو وسيم

مر اليوم واليومان ونحن على هذا الحال........ نذهب للخروج يومياً وعند عودتنا أجده جالسا في إحدى مقاهي فندقنا مع مجموعة من الشباب..... اكتفي بالابتسام والإيماء خجلاً..... وهو بدورة يرد لي الابتسامة

.....................

يتفق الجميع على تناول طعام العشاء في إحدى المراكب على النيل...... اعتذر عن الذهاب معهم لشدة ما أحس به من ألم..... إنها آلامي الشهرية

تتبرع منيرة بان تجلس معي بالفندق حتى تسليني ويقترح خالي على احمد بالجلوس معنا حتى ما إذا احتجنا شيئاً يذهب خالي وأمي وحدهما للعشاء

أبقى لوحدي في الغرفة أتلوى ألماً على السرير..... منيرة واحمد في صالة الجلوس يثرثرون ....أنا هنا ابكي ألماً وهم يتبادلون الغزل

بدأ بكائي يعلو شيئا ً فشيئا ً..... حتى تحول إلي صراخ.... تأتي منيرة ويتبعها احمد إلي فزعين..... احمد يسال عن سبب كل هذا الألم.... ومنيرة تسكت خجلا ً

بدأت بالتوسل إليهم بأخذي إلي المشفى.... قامت منيرة وساعدتني على النهوض وخرجنا من الغرفة وأنا اتكئ على منيرة..... نقف في الممر ننتظر قدوم المصعد... أنا بقميص نومي القصير الذي لا يكاد يستر شيئا ً من ساقاي.... ومنيرة ترتدي أبلى ما لديها.... واحمد يراقب ما يحدث بذهول

يفتح باب المصعد...... أجده واقفا ً هناك .. ذاك الشاب الذي دلني على الطريق.... اتسعت عيناه لدى رؤيتي بذاك القميص وأنا اتكئ على منيرة

ندخل أنا ومنيرة إلي المصعد.. ويقف احمد يراقب نظارات ذاك الشاب....... التفت عائداً إلي غرفتنا وكأنه تذكر شيئاً قد نسيه.... وصرخ إلى منيرة انتبهي لها

أقف أنا وهو في مصعد واحد.... أنا بقميص شبه شفاف......ابكي صراخاً من شدة الألم.... أو كنت ابكي فمنذ أن رأيته لم اعد اشعر بالمكان من حولي..... نظاراته لي تكاد تقتلني... منيرة بدأت بالانزعاج.... رمقته بنظرة جعلته يطأطئ رأسه خجلاً..... الدقائق تمر ببطءٍ شديد.... متى نصل إلى الدور الأرضي؟... لحظتها توقفت الأرض عن الدوران... والدقائق عن السير....بدأ جبينه يتصبب عرقا ً.... والتوتر يظهر على علامات وجهه..... وأنا أكاد أتجمد خوفاً

نخرج من المصعد وما إن فارقت عيناي عيناه...... حتى عاد لي إحساسي بالعالم.... وقعت من شدة الألم والتعب.... جاء هو محاولاً المساعدة.... تصرخ منيرة في وجهه تطلب منه الابتعاد.... دقائق ويأتي احمد حاملاً في يده عباءتي طالباً من منيرة أن تلبسني إياها.....

نستقل سيارة أجره ونذهب إلى اقرب مستشفى.... ادخل أنا ومنيرة إلي غرفة الطبيب... وينتظر احمد بالخارج....

اخرج من غرفة الطبيب واقفة ً على قدماي امسك بيد منيرة ونضحك على نظرات ذاك الشاب في المصعد.... ينظر إلينا احمد و نظرات الاستغراب تعلو وجهه... يسألني إذا كنت بخير ؟ أجبته... نعم أنا بخير.... يعيد على السؤال مرة ً أخرى.... هل أنت متأكدة ؟.....

كم اعشق أُبــَر البورفين....... قليل ٌ هم الشباب الذين يفهمون آلامنا الشهرية

هذه هي المرة الثالثة التي يراني فيها احمد وأنا ادخل المشفى وأنا أتلوى ألماً واخرج ضاحكه ... سوف يجن بالتأكيد

أُبر البورفين.... هي أُبر مخدره..... تمحو الألم في لحظات

نعود إلي الفندق بعد أن مررنا بإحدى الصيدليات لشراء بعض المسكنات في حال عاد الألم في الغد..... ولا اعلم ماذا سأفعل إذا وقعت عيناي على ذاك الشاب مرةً أخرى.... سوف ازرق خجلاً

.........................

يأتي يوم الغد وكالعادة نصحو متأخرا ً..... ننزل لتناول طعام الإفطار عصرا ً ...... أراه أمامي ...... ياله من موقف محرج كيف سأضع عيناي في عيناه ؟.... يأتي إلي بخطى مسرعة... يقترب مني... يا الهي هل سيأتي ليحدثني فعلاً ؟.... اقترب مني حتى كاد أن يلتصق بوجهي..... ابتسم ابتسامة ً دافئة ثم همس قائلاً:

_ صباح الخير...... أو اقصد مساء الخير

اكتفي بالابتسام

_ كيف حالك اليوم إن شاء الله أحسن ؟..... الصراحة أمس خوفتينا عليك

_ الحمد الله

_ اشوااا الحمد الله.... الله يهديهم هنا أكلهم لك عليه.... النظافة ماااش..... عادي كلها كم يوم وتتعود معدتك على أكلهم

اكتفي بالابتسام والإيماء خجلا......

_ ما تعرفنا على الأخت.... وش اسمك ؟

ابتسمت قاصدة ً بابتسامتي أني لا أريد قول اسمي.... ولكن هو فهمها بطريقة أخرى

_ هههههههه اسمك ابتسام ؟...هههههه ولا بسمه ؟

وقفت مذهولة وعلامات الاستغراب والريبة تعلو وجهي

_ نعم ؟ .... وش دراك إن اسمي بسمه

سكت برهة ثم انفجر ضاحكا ً ........ وأنا أقف مذهولة

_ اسمك بسمه ؟....... والله ما كنت ادري لأني من بديت احكي وانتي بس تبتسمين فيقال بنكت أنا ووجهي وقلت يعني اسمك بسمه

انفجرت ضاحكة..... ياله من غبي

_ ههههه عن إذنك أنا لازم أروح الحين

ذهبت إلى أختي منيرة التي كانت تراقبني من بعيد وما إن رأتني حتى انهالت على بالاسئله

< وش قال ؟.... وش قلتي ؟؟.... على ايش ضحكتو ؟؟؟.... وانتي ما تستحين توقفين تحكين وياه قدام الله وخقله ؟؟..... وووووووو >

ولم أعطها جواباً واحدا ً...

........................

اليوم سوف نسهر في إحدى الكازينوهات على النيل...... ذهبنا إلي هناك كان الجو جميلا... جلسنا على الطاولة... أخذت أتأمل المكان من حولي...... وأجد ذاك الشاب جالساً لوحده على إحدى الطاولات .... ما الذي جاء به هنا لوحده ؟..... أظن انه قد لحقنا بسيارته ...... أم هذه فقط تصرفاتهم في الرياض ؟

تبدأ الفرقة الموسيقية بالعزف..... يأتي العشاء..... تمر الساعات.... يقترب وقت طلوع الشمس.... وهو لا يزال جالسا ً لوحده..... إلا يمل الجلوس وحده ؟.... وطوال هذه الساعات لم يكن يتأمل في كثيراً.. كان فقط يكتفي بالالتفات مره أو اثنتان

فجاءة ً قام من كرسيه توجه إلى المسرح حيث تقف الفرقة.... يتحدث إلي العازف.. يخرج من جيبه بعض الجنيهات....ويضعها في جيبه........ وينظر لي بكل خبث.... تجمدت كل حواسي........ ثم يعود إلى طاولته

دقائق وتبدأ الفرقة بالعزف.... اعرف هذا اللحن جيداً.... إنها أغنية خليجيه....... واعتقد أنها لمحمد عبده...... يبدأ المطرب بالغناء

< أشوفك كل يوم وأروح.. وأقول نظرة ترد الروح... أعيش بيها عشان بكرة.... عشان ليلي اللي كله الجروح.... صحيح النظرة ما تكفي.... من الآلام ما تشفي... ولكن عذرنا الحاضر نراعي الوقت والخاطر... وما دام النظر مسموح.... أشوفك كل يوم وأروح.... وأقول نظرة ترد الروح >

وما أن بدأ المطرب بالغناء حتى انتهى العزف.... عيناه لم تفارقني..... كان منظرة ملفتاً للنظر إلي درجة أن منيرة همست لي قائله.....< قال نظرة... مو تتنيحه لمدة ربع ساعة.> انفجرت ضاحكة لجملتها .... رمقنا احمد بنظرة.... وكأنه قد فهم ما يجري.... غمزت له منيرة.... ثم قالت..< أقولك بعدين >... ثم همست لي قائله <لا تخافين منيب قايله له شيء سرك في بير >

بالطبع سوف تحفظ السر.... كيف لا وأنا أخفى على أمي وخالي خروجها فجرا ً مع احمد إلى شوارع الرياض ... كيف لا وأنا احفظ كل ما يحدث في قلب منزلنا وأمي في غفلة
_________________
بعد الأغنية بدقائق استأذنت بالذهاب إلي دورة المياه..... وأنا في الطريق فاجأني ذاك الشاب مبتسما بكل ثقة...

_ يعني بس نظرة يوميا بتكفيني ؟

_ على الأقل هنا عندك نظرة في بلدي حتى النظرة ما في

_ اللي يسمعك وانتي تقولين بلدي يقول انك من موزنبيق

مبين عليك سعودية اصل وفصل... ولا من الرياض بعد

_ ما يبيلها ذكاء انك تعرف كل ذا

_ وانتي واقفة معاي هنا عشان تتهاوشين ؟

_ لا بس أبي أشوف وش قصتك ووش تبي ؟

_ والله أنا مالي قصة... وما أبي إلا سلامتك ورضاك

_ طيب اجل خلاص عن إذنك أنا راجعة لطاولتنا

_ استني استني.... آسف والله آسف والله يقال لي بسوي ثقل

ما سالتيني وش اسمي ؟

_ لا ني ما أبي اعرف

_ أنا اسمي بدر

_الحين أحد سالك عن اسمك ؟

_ إيه انتي..... هو شفيك نسيتي ؟

_ طيب شيء ثاني أخ بدر ؟

_ إيه..... لا عاد في يوم تقولين لي أخ بدر... فاهمه

قال ايش قال أخ بدر يا شيخه روحي....

وذهب وتركني واقفة ......المجنون

....................

بعد ثلاثة أيام من تصرف بدر الذي إذا دل على شيء دل على سذاجته ..... لم التقي به في الفندق.... ولا في أحد المطاعم أو الأسواق..... لقد تعودت على رؤيته يوميا أين هو الآن ؟ هل من الممكن أن يكون قد عاد ؟ لا اعتقد ذلك....

نذهب إلى إحدى الأسواق أنا ومنيرة.. فأمي ركبتاها لا تسمح لها بالدوران في الأسواق لساعات معنا.... وفيما نحن ندور في ذاك المجمع.... أراه جالسا في إحدى المقاهي.... افرح لرؤيته

_ الله الله وش ذا التشقق كل ذا عشانك شفتيه ؟

_ا سكتي والله تعودنا نشوفه كل يوم له فقده

_ بلا فقده... بلا يحزنون... أنا مو عارفه أشيل من مخي نظراته ذاك اليوم في الاصنصير

شيء مو طبيعي تقولين ذيب


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

_ وش تبينه يسوى... أنا وأنتي نتذكر زين أنا وش كنت لابسه

وهو سعودي وشو تبينه يسوى.... يقول وععععععع

_ ما ادري بس يستحي على وجهه ويطالع بالأرض

_ خلينا نروح نمر من قدامه ابغاه يشوفنا

ولم تكذب منيرة لي خبراً..... سبقتني إلي حيث يجلس.... مررنا بجانبه وأنا ومنيرة نضحك بطريقه جنونية قاصدين بها لفت أنظاره إلينا.... وما أن رآنا حتى قام من مكانه وذهب إلي طريق آخر

استعجبت أنا من فعله هذا... وبررت لي منيرة السبب بأنه كرهني بعد إن قلت له يا أخ .... ما العيب في كلمة أخ؟..... تدخل منيرة إلى إحدى المحلات وأنا انتظرها خارجا لوحدي أتفرج على الناس من الدور الثاني.... أحسست بأحد وقف بجانبي... التفت.فأجد بدر.... ثم يهمس لي قائلا

_ وحشتيني

_ نعم ؟

_ اقصد من زمان ما شفتك أخت بسمه

_هههههه

_ليش تحبين تحطميني؟

_ أنا ما أحطمك... بس ما أحب أجيب لنفسي صداع

_ نعم ؟... وش دخل الصداع فيني.... وش قصدك أنا مضايقك ؟

_ لا فكر بيها بجد.... انت وشو تبي مني... ترقمني أكلمك يقال بنحب بعض... مشاكل.... مشاكل ... آخرتها تتركني... وما يبقى عندي إلا سمعه زي الزفت

_ أرقمك ؟..... ليش أنا الحين عطيتك رقم ؟

_ لا بس هذا اللي راح تسويه أكيد زيك زي غيرك

_ أنا لو أبي أرقمك واتبع معاك ذا الأسلوب التافه كان من أول يوم شفتك فيه وأنتي ضايعه رقمتك

بس أنا شكلي قاعد اضيع وقتي وأنا أحاول أوثق علاقتي بيك

_ وش توثق علاقتك فيني ؟.... انك تدليني اوتيلنا.... وتسال إذا أنا طيبه... وتخلي واحد مصري يغني لي محمد عبده ؟..... بهذي الطريقة بتوثق علاقتك فيني ؟

_ من جد أنا شكلي قاعد أضيع وقتي معاك.... أنا آسف على العموم إذا كنت ضايقتك بشيء

ذهب وهو يشتعل غضباً...... وأنا أتفتت حزناً وندما ً على ما قلت كنت قاسية ً معه ما كان يجب أن أقول ما قلت.... تأتي منيرة وتراني بحال يرثى لها تسال عن السبب وأجيبها باني متوعكة وأريد العودة إلي الفندق

...............

أصحو باكراً على غير عادتي..... في بلدٍ كهذه من يصحو باكرا ً غيري ؟ ..... لم انم ليلتي البارحة... خرجت وحدي
لأتنزه فلا أحداً من أهلي سوف يصحو.... أجده جالسا ً في إحدى مقاهي الفندق....يرمقني بنظرةٍ حادة.... اعتصر ألما وامضي لحال سبيلي.... لماذا هو قاس معي هكذا ؟ .... هل أنا أخطأت فيما قلت له ؟... ولكن هذا هو واقع الحب المفترض في بلدي... يبني على أساس الخداع والغش... كل الفتيات من حولي قد خدعن من شباب بلدي الطائش...يأخذ منهن ما يريد ويرحل ويتركها وحيدة.... مثل أوراق الخريف...

أعود من نزهتي الطويلة التي امتلأت بالدموع والندم.... أجده هناك لا زال جالسا ً لوحده اقترب من طاولته... أمر من أمامه... يقتلني بنظراته الحادة واذهب أنا في طريقي... ادخل المصعد وما إن كاد الباب أن يقفل حتى دخل هو معي..... الصمت يعم أرجاء المكان... يقترب وصولي إلى طابقنا....يكبس زراً في المصعد يجعله يتوقف.... أتجمد رعبا ً..... يهمس بكل حنان على عادته:

_ ما عندك نية تسحبين كلامك ؟.... لان أنا مو من النوع اللي اعرف أعطي نظرات حقد

الله يخليك وفري علينا إحنا الاثنين

_ وأنا مو النوع اللي أحب أتلقى نظرات حقد

_ يعني صافي يا لبن ؟

_ هههههههههههه مره مآثره عليك البلد

_ طيب.... يعني راضيه عني ؟

_ اطلب رضا ربك قبل عبيده

اكبس زراً يعيد المصعد إلي الصعود.... اصل إلى طابقنا وقبل أن اخرج امسك يدي بكل قوة حتى كاد إن يكسرها وقال:

_ لا عاد تعيدينها ثاني.... فاهمتني ؟

اسحب يدي بكل ما أوتيت من قوة وأطلق ساقي للريح......

................

اليوم سوف نذهب إلي مدينة الألعاب ....أختي تصغرني بعام... وفي بعض الأحيان اشعر بها كستة أعوام .... تبلغ من العمر 17 عاما وتريد الذهاب إلى مدينة الألعاب ....كم هي طفلة.... أمي وخالي لا يريدان الذهاب معنا.. فاليوم احمد هو المسئول عنا ... الطريق كنا طويل جداً..... نصل إلى هناك... وما إن دخلنا المدينة حتى أرى بدرأً واقف مبتسم ....هل هذه صدف ؟... أم تصرفات مقصودة منه ؟...إذا كانت هذه تصرفاته فهي تثبت انه < سعودي نشبه 100%>... وأنا التي كنت اعتقد أن هذه تصرفاتهم فقط بالرياض ... أي مدينة غير

الرياض.. يلاحق فيها الفتيات حتى بيوتهن ... أي مدينة غير الرياض إذا أعجب شاب بفتاة... أجرى سباقاً مع سائق سيارتها ؟.... أي مدينة غير الرياض...يلصق فيها الشباب أرقامهم على نوافذ السيارات ؟... مدينتي مميزه ...جداً مميزة.. أتساءل إذا كان احمد يملك مثل هذه الملصقات ؟.. سوف تقتله منيرة لو رأتها

في آخر النهار قرُب موعد رحيلنا ولم أرى بدراً إلا عند بوابة الدخول ولم أره بعدها.... تركب منيرة هي واحمد لعبة للأطفال ... قوارب صغيره تدور في بحيرة.. لم اركب معهم فهي لعبة إذا لما يركبها طفل فسوف يركبها عاشقان ...لم أرد أن أكون من يفسد عليهم جوهما الرومانسي ... اتركهم وامضي لحال سبيلي..

أرى قطار الموت.. منيرة تخاف هذه الألعاب... فمن المؤكد إذا طلبت ركوبها لن يركب معي احمد فسوف يبقى العاشق الولهان مع حبيبته فهو يخاف عليها الجلوس وحدها... سوف اركبها الآن وحدي... اصطف في الطابور... يأتي دوري في الركوب ... اطلب من العامل ألا يجلس أحدا بجانبي في المقصورة... يأتي بدراً من حيث لا ادري ويجلس بجانبي بكل ثقة ... يطلب العامل منه النهوض ينظر إلي بكل براءة ويهمس قائلاً:

_ الله يخليك خليني اقعد جنبك... والله ما أعض ولا أسوي شيء

اقعد مؤدب والله

_ خلاص خليه يجلس هنا

تبدأ اللعبة بالمسير يبقى هو ساكتا متأملاً وجهي ... وأنا يكاد الدم يتجمد في عروقي رعباً ....ما أنا فاعلة ؟... اركب معه في مقصورة واحد وفي لعبةٍ كهذه ؟.... الأكيد أنني جننت ...آه لو رأتني أمي الآن ... بدأت علامات التوتر تظهر على وجهي...ثم أقدم بدر على حركةٍ جمدت كل خلية في جسدي ... مد ذراعه ولفها حول كتفي ... ظاناً باني خائفة بعد أن رأى التوتر ظاهرا على وجهي .. حاولت تحريك يدي لأبعد يده عن كتفي... لم استطع فأنا أتجمد رعباً....ثم همس لي قائلاً:

_ خايفة ؟

بعد كلمته هذه وبهمسه الرقيق.... أذاب جليد دمي .... وأقشعر جسدي .... وكاد أن يوقعني أرضا....أي رجل أنت ؟ تذيب فتاةً مثلي ؟... تجردها من إحساسها بما حولها ؟...

_ أنا بأيــديك بأمان

" لو تهب الدنيا ريح وينتهي كل الزمان...... يصبح العالم جريح أنا بأيديك بأمان "

تنتهي اللعبة ولم ننطق بغير تلكم الكلمتين يهبط من المقصورة ويلتفت لي قائلا بعد أن امسك يدي بكل قوة وعصرها بين أصابعه الكبيرة وهمس قائلا ً:

_ بكرة قراند كافيه الساعة خمس ونص

افلت يدي وما إن أفلتها حتى عاد الدم لها لم استطع أن أرد عليه فقد كان ممسكا بيدي بكل قوة... اهذ ه هي الطريقة التي يدعو بها الشباب حبيباتهم ؟.... كم أنت غريب

..............

يمر الوقت يقترب الموعد الذي حدده..... في داخلي صراع.. هل اذهب ؟ هل أتخلى عن كل ما أؤمن به ؟... أم أتمسك بمبادئي؟...هل ارتكب أخطاء جميع من سبقوني من صديقاتي في علاقاتهم ؟.....لولو كانت علاقتها صادقه.... وسوف تنتهي قصة حبها بالزواج.... النهاية السعيدة..... ولكن علياء ما زالت تتخبط من علاقة فاشلة إلى أخرى ..... ماذا افعل ؟ أتمسك بآراء عقلي ؟....أم اترك لقلبي حرية الاختيار ؟.....

دقائق وأنا جهازة ....سريعةٌ هي قرارات القلوب .... اذهب لاستأذن أمي الذهاب.... أوهمها باني سوف اذهب للقاء إحدى صديقاتي في إحدى المقاهي.... ولكن سؤالها الذي كاد أن يفضحني... من هي تلك التي سوف تقابلينها ؟... أجبتها وأنا أتلعثم... بــ.. بــد .. بدور .... يا أمي بدور صديقتي في الابتدائية... ألا تذكرينها ؟... ترمقني منيرة بنظرة كادت أن توقعني أرضا ً .... تصدق أمي كذبتي.. واذهب للقائه

هذه هي المرة الأولى التي اكذب فيها على أمي كذبة كهذه.... كذبي بالعادة لا يتعدى حصولي على درجات سيئة في المدرسة ... منذ شهر كطفلة صغيره اخفي عنها درجاتي المنخفضة ... واليوم اخفي عنها خروجي.... خروجي مع شباب ٍ أكاد أن أقع في حبه

اصل إلي مكان الميعاد متأخرة.... أجده جالسا يراقب دقات الساعة متوتراً... أقف حائرة كيف سأذهب واجلس معه على طاولة واحده ؟....واعين الناس تراقبنا..... والله فوقنا... التفت قاصدة العودة إلى المنزل إلى أن جاء صوته لي هامسا كعادته:

_ وبن رايحه أنا هنا

_ آآآه....لـ لا لا بس كنت بتأكد إذا السواق رجع لأهلي ولا لا

_تفضلي اقعدي بتقعدين واقفة؟

_ نعم اجلس؟.... اجلس وين؟

_ هنا في الطاولة معي.... على هذا الكرسي... وش فيك ؟

_ اجلس معك ؟ .... لا ما أبي اقعد

- اجل ليش جايه ؟

_ أبي أشوف وش تبغى وبرجع...

_طيب اقعدي ما اعرف احكي وأنا واقف

_ مالي دخل..... اتعلم

_ يعني عاجبتك وقفتنا كذا قدام الله وخلقه ؟

_ وقفتنا ولا قعدتنا

_ يالله عليك عنيدة

_ قول اللي عندك يلا .... تعبت وأنا واقفة

- طيب اجلســــــي

_ شكل ما عندك شيء تقولة أنا برجع الفندق

مع السلامة....

اتركه واقفا لوحده أمام الطاولة امشي بخطىً بطيئة منتظرةً منه أن يلحق بي .... خطواتي تزداد بطئاً.... هيا أين أنت ؟ ... لماذا لم يحلق بي ؟...أقف في مكاني ساكنة .... انتظر قدومه لي.. التفت إلى الوراء أجده واقفاً كما تركته ولكن ابتسامة النصر تعلو وجهه... أعود أدراجي إلى طاولته أقف بكل انهزام وانكسار

_ انت وشو كنت تبي مني يوم قلت تعالي ؟

_ كنت أبي أشوف إذا بتجين ولا لا؟

_ طيب وهذا أنا جيت

_ وأنا خلاص عرفت الجواب على سؤالي

_ اللي هو ؟

_ انتي مهتمة فيني.... ومو ماخذتني صداع على قولتك

_ مهتمة فيك ...... اسمحلي انت مره واثق من نفسك

_ واحد بسذاجتي يخلي بنت في قوتك تجي له لين عنده.....صراحة يحق لي يكبر راسي ... ولا ؟

_ تجي لين عنده ؟... وأنت وشو محسبني ؟... مو مربية ؟

_ أنا آ سف إذا غلطت.... بس معليش أحس إني مسوي إنجاز... على العموم أنا آسف وحقك علي يا شيخه

_ يعني انت جايبني هنا عشان تقول لي ذا الكلام؟

_ لا أبيك تجلسين........ والله معرف احكي وأنا واقف

_ خمس دقايق بس

_ اوكي

وما أن جلست على الكرسي.. حتى بدأ بالحديث وكأنه يعرفني من سنين... لم يعطني فرصة لأتحدث.. بدأ بالحديث باسمه واسم والده وأمه وأخواته الثلاث ... ثم أخيه(حمودي) الحديث الولادة ... ثم بدأ بالحديث عن سيارته ( المقربعه) كما اسماها... أهله.. خالاته.. عماته... لم أرى أحدا في حياتي يستطيع التحدث عن كل من حوله في أول لقاء ...ولم يعطني فرصة للحديث .. كنت اكتفي بالابتسام و الضحك على تعليقاته السخيفة ... ارتاح لوجه الملائكي... يذكرني بالأطفال عندما يسترسلون في الحديث عن الأشياء التافهة في حياتهم ... ثم سكت لبرهة.. أخيرا.. فرصة مناسبة للحديث....

_ أنا أبوي متوفي من يوم عمري خمس سنين...

_ أنا آسف.... الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته

لماذا إذا بدأنا بالحديث عن أنفسنا نبدأ بمآسينا ؟؟... هل هذه فطرة في الإنسان ؟.. أم عادة لا أستطيع التخلي عنها ؟... لماذا حادث وفاة أبي لم يمحى من ذاكرتي رغم مرور السنين ورغم صغر سني عند وفاته

_ اجل مين الرجال الكبير اللي معكم ؟

_ خالي هو اللي مربيني أنا وأختي.... نعيش معاه في نفس البيت هو وولده

_ ولده اللي دايم مع أختك ؟

_ إيه هم قريبين من بعض أكثر مني

_ الله يوفقهم مع بعض

هل حب منيرة واحمد واضح لدرجة أن بدراً قد لاحظ ؟... هل الصحيح عما يقال أن العاشق تفضحه عيناه ؟... أم سعادة منيرة الواضحة وهي تجلس معه كشفت أمرهما ؟... أم غيرتي الشديدة فضحتني عند رؤيتي لمنيرة وهي تجلس معه وإنها قد وجدت شريك حياتها... أو بالأصح هي اختارته ... كم احسدها فاحمد شاب تتمناه كل فتاة

_ وش سرحتي فيه ؟

_ أختي وولد خالي

_ وشفيهم ؟

_ احسدهم..... حلو إن الإنسان يكون سعيد

_ وانت مو سعيدة بحياتك ؟

_ سعيدة... بس غير لما تكون عارف إن فيه احد بهالدنيا يحبك ويتمنى قربك

_ وانتي ما عمرك حسيتي بذا الإحساس؟

الصمت حكمه .... لم استطع الرد على سؤاله وقفت من مكاني واستأذنت بالعودة.....
يأتي يوم الغد.... نظرات منيرة لي تكاد تفضح ما فعلت .....نذهب لتناول طعام الغداء... أراه في باحة الفندق... يبتسم بكل سعادة ويلوح لي بيده بكل جرأه .... ومنيرة تشتعل غضباً ... افتعل الغضب معها.. ترمقني بنظرة سخرية واستهزاء وكأنها تقول لي < علي أنا هالحكي ؟>....ليس لها أي الحق بان تغضب مما فعلت... فتصرفاتها هي واحمد..تعطيني الحرية بفعل أي شيء

نعود قبيل المغرب بدقائق...أراه جالسا كما تركته... لوحده ... كأنما كان ينتظر عودتي له ؟...أريد الحديث معه فتصرفاته تكاد تفضح ما فعلت بالأمس... أتأخر في الصعود مع أهلي متحججةً باني أريد الذهاب إلى أحد المحلات القريبة..اذهب إليه يقف لرؤيتي قادمة... أحدثه وأنا اشتعل غضباً:

_ انت ناوي تفضحني عند أهلي؟

_ ليش أنا وش سويت ؟

_ كذا عيني عينك تأشر لي قدام منيرة

_ طيب هاذي أختك يعني عادي

اكييد انتو تتبادلون الأسرار....مو ؟

البراءة في عيناه تكاد تقتلني.... أي رجل أنت تطفئ غضبي بهذه السرعة ؟... أي طفل أنت ؟.. ابتسم لجملته الأخيرة

_ لا علاقتنا مو مره قوية

_ أبي أشوفك

نظراته البريئة مرة أخرى ... لن انهزم هذه المرة

_ نعم ؟ .... تشوفني... لا لا لو ايش

امسك بيدي بكل قوة... واعتصر أصابعي الصغيرة في يده...

_ بكرة في نفس الوقت والمكان

لم يعطني فرصة ً للرد... ذهب وتركني
_________________
لم يعطني فرصة ً للرد... ذهب وتركني واقفة... للمرة الثالثة على التوالي.. يعتصر أصابعي في يده... في المرة القادمة سوف اصرخ

..................

اقترب الموعد ... وكالعادة قرارات قلبي التي توفق تفكيري في سرعتها تسمح لي بالذهاب مرة أخري ...أي حب هذا ؟ يقلب تفكيري رأسا ً على عقب ...لولو أحبت ... ولكن لم تجن ... علياء تفشل علاقاتها الواحدة تلو الأخرى ... ولم يظهر عليها الارتباك أو الحزن ... ولكن أنا أكاد اجن ... تصرفاتي تخفيني أخشى أن اجرف يوماً مع التيار

اصل متأخرة ...أجده جالسا يراقب ساعته بتوتر ...اجلس أمامه على الكرسي يفرح لرؤيتي ... كم هي بريئة نظراته ... يهمس كعادته قائلا :

_ والله خفت انك ما تجين

_ والله خفت اني اجي

_ زعلانة على نفسك ؟

_ كثيـــــــــر


__________________________________________________ __________
ولم يعطي جوابي أي اهتمام .. وكأنه لم يتوقع جواباً كهذا .... عاد للحديث عن نفسه مرةً أخرى .... وكأنه في مقابلة شخصية ... يتحدث بكل سعادة يكاد لا يخفي عني شيئاً ...اسرح في عينيه ... أكاد لا انتبه إلى ما يقول........

ما أنا فاعلة ؟... اجلس معه على طاولة واحدة ؟ .. الأكيد إني جننت...أي رجل أنت تأتى بي إلى هنا ؟...أي رجل أنت تقلب تفكيري رأساً على عقب .......أي رجل أنت تمحو كل ما كتبته أمي على صفحة مبادئي التي علقت في ذهني منذ الأزل ... في كل لقاء لنا تمحو سطراً هي كتبته .. وتنقش أنت بدورك على الصخر ... تنقش كلامك العذب ... براءة عينيك .. صوتك الهامس ...لماذا كل حديثك معي همساً ؟... هل لتذيب كل خلية في جسدي ؟.... أخاف أن يأتي يوماً وتخلو صفحتي من المبادئ ....لأبقى وحيدة .. مثل أوراق الخريف...

_ وش سرحتي فيه ؟

_فيك ...

_ وش فيني ؟

_ تخوفني .....

بنرجع الرياض بعد ثلاث أيام

_ ثلاث أيام ..... وليش ما قلتي لي ؟

_ ما جت الفرصة

_ اكتشفت إني ما اعرف عنك شيء

_ بدري عليك

_ ما اعرف إلا اسمك ... اسم اختك ......

وريحة شعرك

_ ريحة أيـــــش ؟؟؟...شعـــري؟

_ايه ريحتة زي الحنا بس معاها بخور

انفجرت ضاحكة لجملته الأخيرة ... أي الرجال أنت تنتبه إلى أدق التفاصيل ؟......بعد قليل وقفت وصافحته معلنةً الرحيل .. امسك بيدي الصغيرة بين يديه الكبيرتين بكل رقة وصافحها بعذوبة... لقد تعودت على أسلوب يديه الجاف .....

بدر عبد الله... شخصية تستحق الاحترام ..

.................

مرت الأيام الأخيرة بسرعة كبيرة ... أراقب وجهه بين مقاهي فندقنا يومياً وكأني أودع ملامح وجهه .. لن أراه إذا عدت
للرياض .... أي صدفة سوف تجمعنا ؟.... قليلةٌ هي الصدف في الرياض.. .. لسوف افتقد براءة عيناه

اليوم هو اليوم الأخير ... أين أنت ؟... أريد أن القي إليك نظرة الوداع.. اعتكف في بهو فندقنا .. ولكن لا أراه ؟.. اقترب موعد رحلتنا ...ننتهي من حزم حقائبنا ... سوف نذهب إلى المطار ولم أره ... أين أنت ؟؟؟

خرجنا من الفندق وركبنا السيارة .. وأنا اعتصر ألماً لاني لم أره ...الطريق إلى المطار كان طويلا ومزدحم .. أتأمل في شوارع هذا البلد..... لكم كنت احتقره قبل قدومي .. لم اعتقد أن بلداً كهذا ... سوف يحدث تغييراً في حياتي ...

ربما سميت القاهرة بهذا الاسم لأنها تقهر كل من يستهين بها ؟....

أي أفكار ساذجة تتخبط في رأسي الآن ؟... بدلا من أن أفكر في بدر .. أفكر في لماذا سميت القاهرة بهذا الاسم ؟

نركب الطائرة ..كعادتنا لم يتغير ترتيب جلوسنا ...أمي وخالي معا ً... العاشقان متلاصقان .... وأنا وحيدة ... نظرت إلى الكرسي الذي بجانبي بكل احتقار .. لن انتظر لأرى من سيجلس بجانبي ... فانا قد أحببت وانتهى الأمر ... أشحت بناظري بعيداً عن الكرسي إلى نافذتي أتأمل مدرج الطائرة.......

أحسست بأحد اقترب من الكرسي وجلس .. التفت لأرى من يكون ...

بــــــدر ..............

_ اجل بتروحين وتخليني ؟

وما إن هممت بالرد عليه حتى أتى احمد من حيث لا ادري وطلب مني أن اجلس بجانب منيرة بدلا منه...........

يتحقق حلم طفولتي.....

ويأتي احمد في ثواني يحطم حلمي بكل وحشيه ؟.... أي تقاليد هذه التي تمنع فتاة من أن تجلس بجانب شخص غريب ؟... اذهب واجلس بجانب منيرة وأنا اشتعل غضبا ً وهي تحاول تهدأتي فهي أختي وتعلم بأمر أحلامي .. انظر لها بكل احتقار وكأني أقول لها بان حبيبها قد حكم علي بالإعدام

نعم قد حكم على بالإعدام ... لكم انتظرت أن يتحقق لي حلمٌ كهذا .. لكم انتظرت أن يجلس شاباً بجانبي في طائرة .. أيُ شاب ... والآن بدر يأتي ويجلس بجانبي .. بدر .. من احب .. يأتي ويجلس بجانبي ومن ثم يأتي احمد بكل سهولة ... وينتزع حلمي من بيدي.... ويطلب مني الذهاب والجلوس بجانب منيرة ؟...

لماذا منيرة تتحقق جميع أحلامها في وسط منزلنا ... وأنا أحلامي التي حلمت بها في الجو لم يسمح لي احمد بتحقيقها ؟.... لكم أبغضك يا احمد

تمر الساعات الثلاث وأنا أتحسر على حظي العاثر... تهبط الطائرة ارتدي عباءتي ... التفت إلى بدر وانظر إليه وكأني أقول له (هذه هي المرة الأخيرة التي سوف تراني فيها )... ثم غطيت وجهي وخرجت من الطائرة .... لم أره في المطار ....ونعود إلى منزلنا ....

انتهت قصة حبي التي خلقت في ثلاث أسابيع ؟

... هل هذه هي النهاية ؟....هل أسدل الستار ؟

لا اعتقد أن هناك بقية في الرياض ... فقصة حب في وسط الرياض شبه مستحيلة

بلادي ترفضُ الحُبا..... تصادره كأي مخدر خطر

تسدُ أمامه الدربا...... تطاردهُ....

تطارد ذلك الطفل الرقيق الحالم العذبا

تقصُ له جناحيه ... وتملأ قلبه رعبا

لماذا.. في مدينتنا؟

نعيش الحب تهريبا وتزويرا؟

ونسرق من شقوق الباب موعدنا

ونستعطي الرسائل... والمشاوير

لماذا في مدينتنا؟

يصيدون العواطف والعصافير ؟

لماذا أهل بلدتنا؟... يمزقهم تناقضهم ؟

....................

(البعيد عن العين .... بعيد عن القلب) ... مر شهران منذ عودتي للرياض... أول شهر مر كان التفكير في بدر يملئ كل وقت فراغي ... أو الحديث عنه مع لولو...

لولو صديقتي التي لم تحدث قصة حبي التي ابتدأت في مصر ولم نعلم لها نهاية ... كانت تصغي لي بإنصات ... وترى السعادة في عيناي ... ولكن مع مرور الوقت لم تبقى هناك سعادة ..

كانت عيناي تشع سعادة ... ولكن الآن تملؤها الدموع والحيرة ...... فأنا منذ أن عدت لم أره ولم اعرف عنه شيئاً... غير اسمه ... ملامح وجهه ... وقصة حب بيننا

الجامعة ..... المكان الذي انتظرت الانتساب إليه بفارغ الصبر لافارق مدرستي.... لافارق اصطفافنا في الطوابير كالقبور المتراصة بجانب بعضها البعض ... كنا نصطف الفصل تلو الآخر وملامح التعب تبدو على وجوهنا منذ الصباح ... الملل ... النعاس .. التعب من حمول الحقائب... الحقد على مدرساتنا .... لكم اشتاق لذاك المكان .. بعد أن صدمت بواقع جامعتنا ....

إنها افظع من ما تصورت .... ما هذا المكان .... نعامل كالحثالة .. كالمساجين ...في مدرستي كنا نعامل كالبشر ولكن بأسلوب جاف ... ولكن هنا لسنا بشراً ... صراخ ... شتيمة ... مهانة ..... لا أريد التطرق لهذا الموضوع .. فالنقاش فيه عقيم ... حديثي عن جامعتنا لن يغير شيئا ... ولن يحدث فرقا....

ومـــاذا أيضا ؟...... نعم

بعد أسبوعان من بدأ الدراسة حدث ما لم يكن بالحسبان .... كنا نجلس أنا ومنيرة واحمد في صالة جلوسنا ... منيرة واحمد يتبادلون النظرات بطريقة مريبة ....انشغل بقراءة إحدى المجلات .. فآخر ما أريد فعله هو مراقبة عاشقان يتبادلان الغمزات ... يأتي خالي من العمل .. يقف احمد لقدومه ... ثم قال بأعلى صوته....( يبـــه أبيك بسالفة )... ثم التفت إلى منيرة مبتسماً... فأشاحت منيرة بنظرها و وجنتاها تشع احمراراً ..... فهمت من هذا الموقف أن احمد سوف يحدث خالي بأمره هو ومنيرة ...

بعد أسبوعان أعلنت خطبتهما رسميا في العائلة ....أمي وخالي كانا يقولان من كان يظن أن احمد سوف يتزوج منيرة ..... يالهما من ساذجان ... في السابق كنت اعتقد أن أمي وخالي يعلمان بما يحدث ولكن يدعيان عدم حدوث أي شيء ... ولكن بعد ما سمعت ما قالاه ..... اكتشفت أن خالي وأمي ...(واعذروني لجرأتي )... أغبى من ما تصورت

من لم يكن يعتقد أن احمد سوف يتزوج منيرة ... كان يحضر لها الهدايا أسبوعيا ..و أنا لا يتذكرني بالهدايا إلا في المناسبات ... كان إذا مرضت نام أمام باب غرفتها حتى ما إذا احتاجت شيئا ...... وإذا أرادت الذهاب إلى بيت إحدى صديقاتها ...هو الذي يأخذها إلى هناك ويأتي بها ... وأنا لم يكن يفعل معي ذلك .... كان إذا أحست بالجوع ذهب واشتري لها ما تشتهي من إحدى المطاعم ... وينسى أن يأتي لي بالقليل ..... كان إذا صعب عليها اختبار ما... سهر معها الليلة وهو يستذكر لها دروسها ..... كان يحل لها واجباتها .. يكمل لها دفاترها الناقصة ... لطالما اشتكت مدرسات منيرة من اختلاف الخطوط في دفاترها ..... ابعد كل هذا يستغربون ؟

أنا سعيدة من اجلهما ...أتعلمون لماذا ؟... لأنه في السابق كنت اعتقد أن ما من قصة حب تنتهي بالزواج في مجتمعنا ....لولو ومنيرة اثبتن لي ... أن لبعض قصص الحب .... نهاية سعيدة ....

هذه هي آخر أخبارنا بعد السفر

............

يوم دراسي آخر .... اشعر بالملل ...تمرني لولو بسيارتها وما أن ركبت حتى بدأت بالتذمر من تصرفات عبد المحسن "خطيبها".... انه لا يأخذ الأمور بجديه ....

وأنا آخر ما أريد سماعه ... صوت لولو وهي تشتكي ... فهي ما إن تغضب حتى تتحول إلى شخصية مختلفة تماما عن تلك التي اعرفها .... نمر إحدى المقاهي في طريقنا للجامعة ... فهذه هي إحدى هواياتنا كشعب سعودي ...

ننتظر قدوم قهوتنا ... لولو لا زالت تشكي وتصرخ وتتذمر ... وأنا اسرح في المارة ...تقف سيارة بجانب سيارتنا .. اركز في ملامح راكبها ...واصرخ بكل ما أتيت من قوة

_ لولو........ بـــــــــــــدر

تتوقف لولو عن الحديث ... تلصق وجهها بالنافذة متأملتاً في من سلب عقل صديقتها ... حمدا لله بان سيارة لولو ...معتمة النوافذ .. تجمدت كل حواسي لدى رؤيته ..اقشعر جسدي ..وانعقد لساني .. وبدأت بالبكاء ... بحركة لا إرادية أمسكت بمقبض الباب وهممت بفتحه

أمسكت لولو بيدي بكل قوة وصرخت بي ...( وش بتسوين يا الخبـــله ؟) صحيح.... ما أنا فاعله هل سأفتح باب السيارة واركض إليه وأنا فاتحة ذراعاي له واصرخ به لكم افتقدتك ؟... هل سأفتح باب سيارته واركب بجانبه أقول له خذني إلى حيث تريد ؟.... أم سأطرق نافذته كما يفعل الشحاتون مترجيةً منه أن يتذكر ملامح وجهي ؟...هل نسيتني يا بدر ؟ ...هل نسيت من أحببت في مصر ؟

_ لولو ابيه يشوفني

_وش يشوفك خبله انتي ولا تستخبلين ؟ اعقلي

لماذا لا يسمح لي البعض بفعل ما أريد ؟.. احمد لم يسمح لي بالجلوس بجانب بدر بالطائرة .... ولول تمنعني من رؤيته وجها لوجه ؟.. أريد أن أرى هل ما زال يذكر ملامح وجهي ؟...هل ما زال يملك تجاهي بعض المشاعر كما كان يفعل سابقاً؟.. أم أنا علاقة عابرة في حياته ؟.. كلمة علاقة كبيرة جدا على ما كان بيننا .. فما كان بيننا مجرد إعجاب متبادل

يا إلهي كم هي معقدة علاقتي به

الحمد الله صدفة واحدة تجمعنا ... تعطيني أمل ولو كان بصيص بان هناك صدف سوف تجمعنا في الرياض .

................

_شوفة الحبيب ساعة ...عقب البطى تسعد

_ ما شاء الله بسم الله عليك شفيك رايقة ؟ غريبة؟

وغالي غالي لو يبعد .... مهما مهما يطول الصد _

_ بعد موب فاضيه تردين علي ؟

اتركها مع حبيبها في صالة الجلوس فمن المؤكد انهما يريدان قضاء السهرة لوحدهما ...أما أنا سأذهب لأكمل أحلامي في غرفتي ....

بدر ... بدر ..بدر ... أي الرجال هو بدر ؟.. هل هو من الذي ينسون بعد الغياب ؟.. أنا ابتدأت بنسيانه لو لم أره اليوم لما كنت في هذا المزاج الجيد والشوق الكبير

لكم اشتاق لرؤيته مرة أخرى ... ويفضل لو أكون لوحدي حتى أستطيع فعل ما أريد

اسرح بأفكاري في بدر وما سوف افعله إذا التقيت به مرةً أخرى .. ولكن قطع حبل أفكاري صراخ منيرة الذي هز المنزل أوقظ كل من فيه

اترك أفكاري مبعثرة على السرير واذهب مسرعة إلى حيث تجلس منيرة هي واحمد....

أجد احمداً مستلق على الأرض مغشياً عليه يداه ترتجفان وقدامه أيضا ومنيرة تصرخ بجانيه طالبة منه أن يحدثها ولكن لا حياة لمن تنادي

تأتى أمي مسرعة ً يتبعها خالي وبسرعة البرق ترتدي منيرة عباءتها وتحمل احمد هي وخالي ويذهبان به إلى المشفى وابقى أنا وامي حائرتان مذهولتان من هول ما حدث .... ما به احمد ؟... وما الذي حصل له فجاءة ؟

اتصلت أمي بخالي عدة مرات يطمئنها باستقرار حالته وانه سوف يحدثها بما حصل عندما يعودان هو ومنيرة ... وبعد طلوع النهار عاد خالي ومعه منيرة حتى يستريحان لنذهب أنا وأمي للجلوس مع احمد في المشفى

لقد غزت ابر الأنسولين مجرى دم احمد ... فهو مصاب بالسكري .. ولم نكن نعلم بذلك وما أصابه بالأمس هو نوبة سكر

....................
حالة منيرة في تدهور مستمر .. فمرض احمد المفاجئ وكثرة دخوله وخروجه من المشفى أثرت على صحتها وعلى مستواها الدراسي فمنيرة في الصف الثالث ثانوي وهذه إحدى السنوات المهمة في مستقبلها

ولكن صحة احمد إن شاء الله في تحسن

اليوم سوف نذهب أنا ولولو لزيارة إحدى الفتيات اللاتي تعرفنا عليهن في الجامعة .. تدعى غادة .. فتاة جميلة ممشوقة القوام من عائله راقية جدا وغنية .. وهي خفيفة الظل ..تسحرك بطيبتها

بيت كبير ... بل قصر ... قالت لي لولو قبل أن ندخل (سمي بالله ذا البيوت ما تدرين وش يطلع منها ).... كم هي ساذجة هذه اللولو وما إن دخلنا حتى استقبلتنا غادة بحرارة هي واثنان من قريباتها ... جلسنا جميعا في إحدى مجالس القصر الكبير

قريبات غادة اكثر طيبة منها ..مبالغ في ثيابهن جميعاً.. فأنا ولولو ارتدينا ابسط ما لدينا ... لم نتوقع هذا الحماس الشديد في الملبس .... تحدثنا عن كل شيء تقريبا .. بعد عدة دقائق ..ذهبت إحدى قريبات غادة ( سارة) وأحضرت أخيها الصغير (حمودي)

كان طفلا بغاية الجمال لم يكمل الستة اشهر .. سألتها بكل براءة :

_ انتو بس انتي وأضواء وحمودي ؟

_ لا في غالية أختي الكبيرة واخوي بدر اكبر مني بكم سنة

_ اها الله يخليكم لبعض

سكت لبرهة وأنا أتأمل في الطفل... ثم صعقت .... ثلاث فتيات أخ صغيره لم يكمل السنة اسمه محمد وأخ كبير اسمه بدر كأني اعرف هذه العائلة جيدا .... سكت لدقائق محاولة استيعاب ما يحدث ... لا لا ليس صحيحا لا اعتقد ذلك هناك الكثير من العوائل تتكون من ثلاث فتيات وأخ صغيره اسمه محمد وآخ كبير اسمه بدر ...هل أسال ؟ أم لا داعي للسؤال ؟... ليس هناك صدف كهذه همست إلى غادة قائله :

_ بنات خالتك سارة وأضواء ايش ؟

_ عبد الله ... ليش ؟

ويال هول الصدمة .. أنا اجلس في مجلس واحد مع أخوات من احب ارتدي أبلى ما لدي ولم اعلم بذلك ؟؟ أمسكت بحقيبة يدي وحقيبة لولو أيضا.... وبسرعة البرق اتجهت إلى دورة المياه

غيرت تسريحة شعري وبالغت في وضعي لمساحيق التجميل التي احتوتها حقيبتي وحقيبة لولو محاولةً في أن أضيف بعض اللمسات على وجهي الباهت

عدت إلى المجلس وما إن دخلت حتى اتسعت عيني لولو لدى رؤيتي بذاك المنظر

همست لي قائله :

_بسم الله عليك وش الطاري فجاءة

_ تدرين م&#
_________________
تدرين من بنات خالات غادة ؟

_ ومين يعني

_ خوات بدر .. بدر عبد الله ... بدر مصر

التفت إلي لولو وهي تكتم شهقتها ونظرت إلى سارة وأضواء وهي في قمة الذهول ثم استدركت قائله لسارة :

_قلتي لي عندك أخو اسمه بدر؟

_ إيه اكبر مني تقريبا بثلاث سنوات

ثم التفت سارة إلى غادة وهي ترمقها بنظرات لم افهمها .. ولكن لولو فهمت ... فعادت تسال :

_ وش القصة ههههههه..... شفيك تطالعين غادة ؟

_ ابد ولا شيء اسألي غادة هي صاحبة الشأن

احمرت وجنتا غادة خجلا ً ماذا يحدث هنا لم افهم شيئاً ..... عادت لولو تسال غادة :

_ وش السالفة غادة ؟

_ ولا شيء .. بس سارة وأضواء يحللون أشياء على كيفهم

ثم قالت سارة :

_على كيفنا ؟؟؟؟ ولا على كيفك انتي وبدر ؟

وبتدات بالضحك بطريقة جنونية وغادة تنهرها وهي في قمة الحياء ... ما المقصود من كل هذا ؟؟... أريد أن افهم ؟

_ وش قصتكم بتقولون ولا لا ؟

_ يا شيخه صديقتكم هاذي ... عايشة قصة حب مع اخوي ههههههههه ونتوقع لها احلى نهاية لانها قصة ابتدت من سنيين

وقعت علي كلماتها كالموت المفاجئ أمسكت بحقيبتي وركضت بأقصى سرعة إلى دورة المياه وما إن اختليت بنفسي حتى انفجرت باكية واتصلت بأحمد طالبة منه أن يأتي لاخذي من هذا البيت الكئيب

دقائق ووصل احمد إلى البيت فزعا من لهجتي عند محادثته ... خرجت وأنا أحاول أن اخفي علامات البكاء من على وجهي وعدت إلى المنزل واستسلمت للبكاء

.....................

مر أسبوع منذ الصدمة ... وصورة غادة بابتسامتها الرقيقة وصوتها العذب لم تفارق خيالي ... كيف لي أن أقارن نفسي بفتاة كهذه .. فهي ابنة خالته قبل أي شيء ويحبها.. وثرية.. وجميلة ... جميلةٌ جداً... وأنا ....

آه .. ما أنا مقارنةً بها ...

هي جميلة .. وأنا على قدر بسيــط من الجمال .. فأنا لا املك شعرها الأملس البني ... ولا املك عيناها الواسعتين السوداوين.. ولا فمها المرسوم ... ولا وجنتاها الحمراوين .. وانفها الدقيق المسلول .... ما أنا مقارنةً بها

هي ابنة خالته ... من لحمه .. ودمه... وأنا غريبةٌ عنه .. دخلت في حياته فجاءة .. وخرجت منها فجاءة دون أن اترك بصمة .. ما انا مقارنةً بها ؟

هي فتاة ثرية .. راقية .. وأنا من عائله بسيطة يعولنا خالي ..... ما أنا مقارنة ً بها ؟

آه يا بدر ... أنا خيانة في حق حبيبتك .. أحببتني وأنت تحب ... لكم كنت احتقر من تخطف شابا من حبيبته وأي حبيبه إحدى صديقاتي الجدد .. اهكذا أكافئها على صداقتنا الجديدة ؟.. باختطاف من تحب منها ؟... أنا هي العشيقة الجديدة في حياتك .. أنا خيانتك مع من تحب

لكم أظن انك لم تحببني قط ولم تعجب بي .. فبعد أن رأيت أسلوب ذوقك بالفتيات ... لا اعتقد أني كنت أروق لك لا وجهاً ولا وشخصية ً ....ما أنا مقارنة مع من تحب

يقطع حبل أفكاري دخول منيرة واحمد إلى غرفتي ... منيرة تحتزم بطرحة عباءتها وترقص أمامي .. واحمد يطبل على الباب من خلفها .. ويغنيان في سعادة

_ يا دبله الخطوبة ... عوئبلنا كولناااااا ... ترم ترم ... ونبني طوبا طوبا من عش حبنااااا... ترم ترم

تمد يدها أمام وجهي لتريني خاتم الخطوبة ... لكم أثرت علينا مصر ... أنا بقصة حب لم نتنهي .. واحمد ومنيرة بتقاليد تافهة

أسد الباب في وجهيهما فأنا في حال لا تسمح لي برؤية عاشقين متحابين وسعيدين .. وفي بيت واحد ... لكم أحسدكما

بعد سويعات أتت لولو لزيارتي بالمنزل .. فأنا لم اذهب إلى الجامعة منذ أسبوع ... أتت لتطمئن على صحتي... ولتطمئنني

_ يا بنت الناس أقولك.. البنت أمس قايله لي بعظمة لسانها انه متغير عليها من يوم ما رجع من مصر

_ شلون يعني من الباب للطاقة جت وقالت لك ذا الكلام

_لا مو أنا من يوم ذاك اليوم.. الله لا يعيده يوم ... وأنا ناشبة لها اسئله كيف حبيتو بعض وكيف وكيف .. لين جت امس وقالت لي أقولك شيء مضيق صدري .. قلت وشو .. قالت أحس إن بدر متغير علي من يوم ما رجع من مصر

أصحيح ما تقول لي لولو يا بدر ؟.. هل صحيح أنني دخلت في حياتك وأحدثت فرقاً وأنسيتك من تحب ؟... هل افرح لهذا الخبر ؟... أم احزن لاني حطمت سعادة عاشقين ؟

................

شهر مر منذ اكتشافي لأفظع الحقائق .. شهر مر على خطط لولو التي تفشل الواحدة تلو الأخرى .. تجلس لولو بالساعات معي على الهاتف تخطط لأشياء ساذجة تحاول من خلالها التوصل لأي خيط يربطنا ببدر ولكن .... خططها تفشل الواحدة تلو الأخرى .. فغادة لم تعد تزودنا بالمعلومات ... فحالتها النفسية هذه الأيام في تدهور هي الأخرى ... وعيناها تزداد ذُبلناً يوماً بعد يوم .. هجر وجفا حبيبها هدها ... وأنا هي السبب

آخر خطط لولو هذه الأيام هي عن الطريق التقرب لأخوات بدر...كيف سنتقرب لهن .. لا اعلم .. لولو هذه الأيام تطفئ نار غضبها من خطيبها في الخطط ... فعلاقتها هي وعبد المحسن في ازدراء

تتوصل لولو إلى فكرة في أن أدعوهن إلى بيتنا ... رداً على دعوة غادة ... وفي لحظات اصبحن مدعوات إلى بيتي عن طريق لولو ... لا أظن في أنهن سوف يأتين؟..... فما الذي سيدعوهن للقدوم إلى منزل صديقة ابنة خالتهن ؟

وقُبلت الدعوة

.................

اليوم الموعود ... أعصابي تزداد توتراً في كل دقيقه ...اشعر كأني في يوم خطبتي ... ماذا سأرتدي .. ماذا سأقول .. ماذا سأقدم لهن ..ماذا وماذا وماذا .. اسئله كثيرة تتخبط في رأسي ولا أجد لها أجوبة استنجد بمنيرة .. وما إن فهمت الملعوب ..حتى قالت لاحمد ....

ماذا افعل في هذه اللئيمة ...أتمنى ولو لمرة أن تكتم سراً عن احمد ؟.....تقول له كل شيء .. كل شيء .. لكن هذه المرة اخفت بعض التفاصيل .. قالت أني سوف أدعو فتيات لديهن أخ جميل .... الآن احمد سوف يعتقد أنني من النوع الذي يحكم على الشكل الخارجي ...( ما صدقت تشوف لها واحد حلو إلا وتلصقت بخواته )

تبدأ منيرة هي واحمد حملة (الطنازة)... احمد لم يكف عن الغناء ...عبد الحليم .. أم كلثوم ...حكيم ... سوف اجن

ارتديت أفخم ما لدي .. وطبقت كل خطوات وضع مساحيق التجميل التي تعلمتها من المجلات .. ... ولاول مرة اشعر بالرضى على منظري

لولو أتت مبكرة كي تضع لمستها الاخيره على مظهري.....همست لي قبل أن افتح الباب لهن (بسم الله الرحمن .. يا ارض احفظي ما عليكي اليوم شكلك مره حلو ...) .... أرجو ذلك

لربما إذا عادوا إلى منزلهن بدان بالتحدث عن مظهري وبدر بجانبهن فيسال من هي تلك التي تتحدثون عنها ... ويعرف أنها أنا ...

املك خيالاً واسعاً هذه الأيام ... اليس كذلك ؟

سارة وأضواء وغادة ... ارتدين ملابس ابسط من بسيطة .. ما بالهن .. على حسب ما املك من معلومات أن من تكون الدعوة في منزلها هي التي لا تتزين .. ولكن معهن الآية قلبت .. ففي منزلهن كانوا يرتدين أفخم الثياب ... والآن..يا لغرابتكن ...

غادة ..آه ياغادة... لا أستطيع وصف جمال هذه الفتاة ..شخصيةً ومنظراً... لا تتكلف في وضع مساحيق التجميل .. ولكن وجهها يبدو كما الربيع .. لا ألومك يا بدر عندما أغرمت بها .. ولكن ألومك بعد أن أحببت هذه الجميلة ... أحببتني وأنا لا املك نصف ما تملك

مر ذاك اليوم بسلام .... وخرجنا بنتيجة واحدة ... وهي رقم منزل بدر

.................

لولو سعيدة بالرقم ... في كل يوم تتصل وبي تسألني إذا كنت قد اتصلت بهن ... ولاكن لا اجرؤ على فعل ذلك .. ما الذي أصابني لا اعلم ... فكلما رأيت غادة بابتسامتها الساحرة .. اعتقد أني ارتكب جرماً في حقها

مر أسبوعان منذ أن أتين لزيارتي ولم استخدم الرقم ... في الأسبوع الأول كانت لولو في كل يوم تحثني على الاتصال ولكن بعد ذلك ... لولو توقفت عن الإلحاح بسبب ما حصل لها .... لولو فكت خبطتها

تصرفات عبد المحسن الطائشة وكثرة الخلاف بينهم .. أدت إلى الانفصال .. ولولو وعبد المحسن اللذان أحبا بعضهما البعض كما لم يحبب الآخرون .. ينتهيان بنهاية كهذه .. بكل برود ... غضبت لولو وطلبت الانفصال .. وهو لبى لها ذلك ؟

ابهذا البرود يفترق العشاق ؟

الفتاتان اللتان كنتا تعطياني الأمل بالنهايات السعيدة هما لولو ومنيرة أختي ... لولو لم تتحقق نهايتها .. ومنيرة .. حدد موعد كتب كتابها من قبل خالي ... لكثرة كلام الناس.. فمنيرة واحمد تحت سقف واحد ولا يصح بقائمها مخطوبان اكثر من ذلك

بقي أسبوعان وتبدأ اختبارات منيرة النهائية ... وبعدها سوف تتزوج هي واحمد ... كم أنا سعيدة من اجلهما ... كلما فتح موضوع زواجهما في المنزل .. أمطرني أمي وخالي بعبارات الدعاء ..(عقبالك)..(أنتي بس لو الله يهديك)..(يا ليت نفرح فيكم سوا).. فالخطاب الذي يحضرهم خالي لي شهرياً رفضتهم الواحد تلو الآخر ... وفاءاً لمن احب

اليوم خالي وأمي الحى إلحاحا شديداً على أن اقبل بالشخص الذي تقدم لي .. ولكن أنا بدوري رفضت رفضاً شديداً...

أنا احب ألا تفهمون؟ ... أيجب أن أقول ذلك ؟.. أيجب؟ .. إذا قولي لذلك سوف يمنعهما عن الخوض في هذا الحديث مرة أخرى سوف أقول .. فأنا لست أبالي ..


__________________________________________________ __________
واستمراراً لحالة اللا مبالاة التي أنا بها .. سوف اتصل على الرقم .. وإذا أجابتني إحدى أخواته سأدعى باني قد أخطأت بالرقم ....

_الو

_هلا

_السلام عليكم

_وعليكم السلام

_بدر ؟

_ ايه مين معاي ؟

وقطعت خط الهاتف .....صوته .. صوت بدر .... آه لكم افتقدت هذا الصوت

....................
_________________
هذه الخطوة شجعتني لفعل الكثير والكثير .. ففي كل يوم كنت اخطط للاتصال ولكن تخونني شجاعتي ... نفسية لولو بدأت بالتحسن شيئاً فشيئاً...وعادت إلى خططها المجنونة ... آخر خطط لولو هذه الأيام هي بان تشغل إحدى مصادرها الخاصة في إحضار بريد بدر ألا لكرتوني ... وإذا نجحت خطتها ....لا اعلم ماذا ستفعل .. فهي لم تخبرني بعد

منيرة هذه الأيام مشغولة بعدة أشياء أولها التحضير لحفلة كتب كتابها والدراسة في وقت واحد .. فهذه هي الاختبارات النهائية ..

احمد سعيد ... سعيدٌ جداً...فما هي إلا أسابيع .. بل أيام وسوف يتزوج هو منيرة ... أرجو أن يكتب الله لهما السعادة في حياتهما معا ً

بعد عدة أيام ....مصادر لولو السرية تنجح ولأول مره في حياتها ... تستقبلني لولو بابتسامه عريضة عند باب الجامعة .. وهي ترقص وتغني فرحاً بما أنجزته ... وتبدأ بوضع خططها مرة أخرى ... وما كادت أن تكتمل فرحتي ...

حتى جاءت غادة والابتسامة تعلو وجهها هي الأخرى .. وتمشي على استحياء .. وبدأت بالحديث بدلع ونعومه كعادتها :

_ بناات انا أبي اقولكم شيء مره مهم .. وما ادري كيف قدرت امسك نفسي طول هالمدة بدون ما أقول ... ياله ما صدقت كل شيء يصير رسمي عشان اقولكم .. مو عارفة امسك لساني

_ههههههه وش القصة اليوم مع الأخبار ... لولو مستقبلتني ترقص .. وأنتي وجهك شوي وبينفجر من الحيا ...وش فيك ؟

_ أنا وبدر ولد خالتي .... صرنا مخطوبين رسمي بالعيله

بكل بساطه .... تقولها لي بكل بساطه ... وبكل سعادة ... تهدم آخر أمل تمسكت به تهدمه وبكل بساطه ... ترمي جملتها وكلماتها القاتلة إلي وبكل بساطة ...تقتلني ألف مرة دون أن تعلم بكل بساطة ....أتعلمين من هو الذي سوف تزفين إليه يا غادة ؟... من احب ... نعم من احب ... سوف يصبح ملكاً لكي ... فأنتي من يحب وليس أنا ... بكل بساطة قتلتني يا غادة .. بكل بساطة وعفوية قلتها .. أنا وبدر مخطوبان

وقفت من مكاني وأنا بالكاد أستطيع حمل نفسي مشيت إلى حيث لا ادري لحقت بي لولو وهي تحاول تهدئتي .. صرخت بها .. فقط خذيني إلى منزلنا .. فأنا لا أتستطيع تحمل رؤية وجه غادة بعد ما قالته ... سوف أقلتها إن نظرت إلى وجهها مرةً أخرى ... خذيني إلى منزلنا يا لولو...

ركبت السيارة وأنا لا أكاد أرى أمامي من الدموع ... لقد انتهى كل شيء .. كل شيء قد انتهى الآن.. لا خطط بعد اليوم ...لا آمال .. لا أحلام ... كل شيء قد انتهى

لماذا هي الشوارع كئيبةٌ هكذا ؟... أهي حزينةٌ من أجلي .. أهي تحس بي الآن .. من يحس بي الآن؟ .. من يشعر بمأساة قلبي ؟...اعرف بان محبوبي سوف يتزوج من زوجته ؟... اعرف بان بدر سوف سوف يتزوج عن طريق غادة ... لو كنت قد سمعت هذا الخبر على السنة الناس لكان أهون علي من اسمعه من حبيبته

اشعر بالضيق ....شيءٌ ما يضغط على صدري .. أكاد لا أتنفس ... آه يا بدر آه ......

اصل إلى منزلنا أجد الجميع يحتفل بمناسبة انتهاء منيرة من الثانوية ... اتركهم واذهب إلى غرفتي ... إلى دموعي وحزني ...ابدأ بالبكاء بطريقة جنونية ... تبدأ منيرة بطرق الباب .. ولكن لا اجابه ... فأنا في حال يرثى لها ... من أحببت سيتزوج بصديقتي بعد عدة شهور

استسلمت للنوم بعد بكاء شديد لعدة ساعات ...

واستيقظت من النوم على صوت صراخ منيرة ... كما يحدث دائماً عندما يصاب احمد بنوبة ... كنت شديدة الإعياء ولم أفكر بالنهوض من السرير لأرى ما يحدث ...بدأ صوت صراخ منيرة يعلو شيئاً فشيئاً وأمي كذلك وصوت ضرب على الأبواب ... وأنا أحاول تجاهل كل ما اسمع ... فأنا لا أريد أن اصدم بأي شيء آخر لمدة طويلة.. فيكفيني ما حدث لي اليوم

بعد عدة دقائق انقطع صوت الصراخ وعم المنزل السكون ... وعدت أنا لنومي بكل برود .

أصحو نهارا على صوت بكاء منيرة المفزع وأنا أقول في نفسي متى سننتهي من هذا المسلسل الكئيب ... في كل مرة يصاب فيها احمد بنوبة سكر تبدأ منيرة بالصراخ والبكاء ... متى ستتوعد ونتعود نحن على هذا الحال ؟

انزل إلى صالة جلوسنا أجد منيرة وأمي في حال يرثى لها أمي تكاد عيناها تختفي من على وجهها من آثار البكاء ومنيرة تصرخ باكية وأمي تحاول تهدئتها .... ما الذي يحدث هنا ؟

تجيبني أمي وصوتها بالكاد يخرج

_ احمد يطلبك الحل........

............

مصيبتان في يوم واحد ..... كيف لقلبي تحمل كل ما يحدث لي ؟... انا لله وانا إليه راجعون ... حسبي الله ونعم الوكيل ...

منيرة .. لكم أخاف عليها من الحال التي هي فيه ... سوف تمرض إذا ما استمر هذا حالها ... تبكي دون انقطاع لا تأكل ولا تشرب ولا ترغب بالتحدث مع أحد .. حتى بعد نزول نتيجة اختبارها لم تأبه لأخذ شهادتها .. انقضت أيام العزاء بسرعة فائقة جاء الجميع لتعزيتنا ومن ظمنهم أخوات بدر ... وغادة ... ولولا أن كنا في عزاء ... لكنت قد طردتها من منزلنا ... فهي السبب لكل ما يحدث لنا

....................

مر فصل الصيف بمآسيه علينا بكل برود ... الهدوء يعم أرجاء منزلنا ...منيرة لم تتعدى صدمة وفاة احمد .. وأنا لم استوعب أن من احب قد ضاع من بين يدي؟

أرى منيرة تطرق باب غرفة احمد بهدوء ...تناديه بعذوبة.. طالبة منه أن يفتح لها الباب .. وتصدم بواقع أن الباب لن يفتح.. تقع على قدميها أرضاً تبكي عند الباب بحرقة ...عاتبةً احمد بأنه قد تركها وحيدة

اعتصر ألماً لرايتها بهذا الحال.. اقرر الذهاب لمواساتها ولكن ليس لدي ما أقول لها ؟... فمن تحب ومن عاشت في حبه سنين .. قد مات ..والميت لا يعود أبداً...لا يوجد هناك أمل تستطيع التمسك به .. إلا أنها سوف تلقاه في جنة النعيم .. أخاف أن أقول لها هذا .. فتقدم على الانتحار.. حتى تلقاه

اذهب إلى غرفتي وابكي على حال أختي الذي يزداد سوءًا يوماً بعد يوم ... ففي ذاك النهار كانا يجلسان سعيدان يحتفلان بمناسبة انتهائها من اختبارها ... كان يعدها أن ما إذا نجحت سوف يشتري لها طقم الماس الباهظ الثمن الذي اختارته لشبكة زواجها ... ولكن الآن لا طقم ولا زواج ولا حبيب ولا أمل

وماذا عني أنا التي صدمت بواقعين في يوم واحد .. بواقع أني لن أحظى بمن احب ..و واقع باني قد فقدت ابن خالي الذي ربيت معه في بيت واحد وكان كأخ لي

آه يا بدر لو تعلم ما بي ... آه يا بدر لو تعلم ماذا حصل لأختي التي كنت احسدها على علاقتها بأحمد ... لكم أخاف أنني أنا التي قد حسدتهما على سعادتهما ... آه يا بدر ... آه ... أتذكرني ... ألا زال لي من الذكرى نصيب؟

تدخل منيرة وتقع في حضني باكية تندب حظها العاثر ... تشتكي لي بان احمد قد ذهب وتركها وحيدة .....تشتكي لي وتقول بان احمد لم يفتح لها الباب كما كان يفعل سابقاً.. بماذا استطيع مواساتها... بماذا اجاوب اسالتها التي تقتلني الواحد تلو الآخر ؟...سكتت منيرة عن البكاء لبرهة ..ثم عادت للبكاء مرة أخرى:

_ تدرين وشو اكثر شيء أخاف منه ؟..... أخاف إني في يوم اصحى وما أشم ريحته في وسط البيت ... أخاف إني في يوم اصحى وأنا أكون قد نسيت صوته ... أخاف إني في يوم لا ذكرته ما اقدر اذكر ملامح وجهه إلا بالصور ... تعرفين وشو الشعور بانك في يوم تنسين ابسط التفاصيل فيمن تحبين ؟

نعم يا منيرة اعرف ... فأنا قد مرت سنه بالكامل منذ أن سمعت فيها صوته ورأيت فيها ملامح وجهه وشممت بها رائحته ... أنا وأختي كلتانا فقدنا من نحب ... أنا حبيبي سيتزوج بأخرى ... ومنيرة مات من تحب... وأبانا قد توفى منذ أن كنا صغاراً .. كتب لنا العيش دون سعادة يا منيرة فلا تبكي

منيرة مات من تحبه ولولو انفصلت هي و من تحب.... الاثنتان اللتان كنتا تعطياني الأمل بالنهايات السعيدة ... انتهت قصص حبهما بابشع النهايات ... إما الفراق أو الموت ..... هناك واحدة .. واحدة فقط ستنتهي قصه حبها بالزواج ..

هي غادة ... وبنهايتها هذه .. سوف تنهي قصتي بابشع النهايات وهي زواج من اُحب بها ....

..................

انقضى فصل الصيف .. وتبدأ الدراسة .. منيرة لم تسجل في إحدى الجامعات بسبب سوء حالتها ... وأنا أصبحت أتحمل رؤية وجه غادة يومياً وهي تبتسم بكل سعادة .. و بعد أسبوعان من بدء الدراسة حدث ما لم يكن في حسباني

غادة تأتي بكل سعادة تحمل في يديها بطاقات توزعها بكل عفوية:

_ بناات ملكتي يا ويلكم لو ما تجوووون ؟ اوريكم

_ ملكتك على مين ؟

_ هو تستهبلين ؟... بدوري مين يعني ؟.... ههههههههههههه منتب صاحية.. اختبار اليوم اثر عليك

سألتها وكأني أريد التأكد بان ما يحدث لي صحيحا ... اصحيح ما يحدث يا بدر .. اصحيح بأنك ستتزوج من فاتنة الحسن والدلال ؟

آه يا بدر

............
تهاتفني لولو تستأذن مني الذهاب إلى الحفلة .. فعلى حد قولها انه شيء مريب أن لا نذهب نحن الاثنتين ويجب أن تذهب إحدانا ...اتستاذنين الذهاب إلى حفل موتي يا لولو؟.. . اذهبي .. فلربما إذا ذهبت ستأتيني بأخباره ...

مر ذاك اليوم ببطيء شديد ... كل الأحداث تمشي ببطيء ...الفجر .. الصباح ... الظهر ... العصر ... وأنا اجلس لوحدي في صالة جلوسنا...لم انطق بأي كلمة .. دموعي تتساقط الواحدة تلو الأخرى ...بصمت .. بحزن ..بألم .. وبحسرة .. استرجع شريط الذكريات ...أول يوم عندما التقيت به عندما كنت خائفة...وعندما مرضت ...وعندما وعندما .. قليلةٌ هي الذكريات .. وكبير هو تأثيرها بالنفس ... تأتي منيرة وتجلس بجانبي وتبدأ بمواساتي ..

أتواسيني يا منيرة ؟.. أنتي التي تحتاجين للمواساة تواسيني أنا ؟...هل معالم وجهي تفضح كآبتي الشديدة وحزني الكبير ؟..الليلة هو موعد عقد قران بدر

الساعة الآن 10 مساءاً من المؤكد أن الحفلة قد ابتدأت ... وأنا لا زالت اجلس لوحدي في صالة جلوسنا .. منذ الفجر .. لم أتحرك إلا لادآء الصلاة ...تأتي منيرة وتقع في حضني باكية كعادتها دائما .. تبكي بصمت وبحرقه .. دون أي صوت فقط الدموع .. منظرنا كان جد كئيب

_ بسمه مو انتي معزومه على الملكه

_ إيه.. معزومه.. أكيد بتعزمني مو أنا يقال صديقتها ؟

_وليش ما رحتي ؟

_ أروح ؟.. تبيني أروح ... تبيني أروح أشوفه جالس معها مبسوط ويلبسها الشبكة ؟

_ما تبين تشوفينه ولو لآخر مره..؟

_ يمكن يوم صدفة تجمعنا واشوفه بمكان

_وأنتي بتستنين الصدفة ؟... روحي وشوفيه لآخر مره .. وأنتي عارفه إنها بتكون المرة الاخيره ... ودعي ملامح وجهه واحفريها بذاكرتك ...شوفيه وابكي.. ابكي على فرقاه قبل لا تفارقينه....ترا بعد ما تستوعبين انك فقدتيه للابد ... راح تتحسفين على انك في آخر لقى ما تاملتي ملامح وجهه زين ... أنا لين يومك هذا مو قادره اسامح نفسي ... كيف ما سهرت مع احمد ذاك اليوم .. كنت ادري انه تعبان .. بس رحت ونمت وخليته.. بدون ما اودع ملامح وجهه...

روحي يا بسمه شوفيه وهو مبسوط ... يمكن تنبسطين معه ... مو يقولون اللي يحب من قلب يفرح لفرحة حبيبه ؟

_ منيرة ...يمديني في نص ساعة أكون جاهزة ؟

وفي اقل من نصف ساعة ارتديت إحدى فساتيني البسيطة ..زينت منيرة شعري .. ووضعت لي مساحيق التجميل بنفسها ... وبعد ما انتهيت من ارتداء ملابسي ... نظرت لنفسي بالمرآة ... لكم أبدو شاحبة .. وكأني قد رأيت شبحاً للتو ... وجهي شديد الاصفرار .. وعيني شديدة الذبلان والاحمرار من البكاء ... فأنا منذ الفجر لم تتوقف دموعي عن الانهمار ...أهذا منظر اذهب به إلى حفلة عقد قران ؟

منيرة أبعدت هذه الظنون عن فكري ( روحي مو مهم شكلك ... المهم تشوفينه )..

ركبت السيارة وقبل دخولي للمنزل هاتفت لولو

_ لولو أنا برا والحين بدخل

_ نعم ؟ .... جيتي ...

_ ليش فيها شيء ؟

_لا بس ... ترا المعرس توه داخل ... والحين بيلبسها الشبكة ... يعني ما تقدرين تدخلين

_ بدخل بعبايتي

دخلت القصر الكبير ... صرت امشي في الممرات اتجاهاً إلى قاعة الاحتفال ... سرت كالتي تزف إلى موتها ببطيء شديد وإعياء ... اجر خطاي .. وكأني لا أريد الذهاب .. ولكن كلمات منيرة لازالت ترن في رأسي ... سأذهب لاودع ملامح وجهه

ودخلت القاعة مرتدية عباءتي ودون أغطي وجهي ..... وأول ما وقعت عليه عيناي هو بدر ممسكاً بالعقد يريد أن يلبسه لغادة

( امنحوني بعض السطور ...لأشارك في قصة حبنا .. فقط بعض السطور

مثل أي شاب ... كنت اعجب بفتاة تلو الأخرى .. كان مجرب إعجاب فقط لا غير ... إلا واحدة ... كانت ابنة خالتي .. غادة ... فتاة بغاية الجمال ..تملك ابتسامة تأسر قلب الجميع ... الجميع من حولها كان معجب بها .. لست أنا فقط .. كبرت وكبر إعجابي بها ... وفي يوم اكتشفت أن إعجابي بها .. كان إعجاب متبادلا.. فهي تعتبرني مثال الشاب الناجح الخلوق ... نشأت بيننا قصة حب .. لم تتعدى أسلاك الهاتف .. ولا مجالس بيتينا ...كانت مثال الفتاة الرقيقة ... ولكن في أحد أيام الصيف قررت الذهاب أنا ومجموعة من الشباب إلى مصر ... لنقضي فصل الصيف .. مثل أي صيف ... ولكن تلك الرحلة لم تكن مثل أي رحلة ... ففي تلك الرحلة اكتشفت أن ما اكنه لغادة هو إعجاب بمظهر .. إعجاب بقشرة ... لا باللب .. ففي تلك الرحلة .. أحببت كما لم أحبب في حياتي .. ففي تلك الرحلة التقيت بمن ..تراب قدميها يعادل الدنيا وما فيها ... التقيت بمن بابتسامتها تمحو كل هم ونكد ... التقيت ببسمة ... وآه من بسمه ... في غضون ثلاث أسابيع وبضع لقاءات متتالية ...أغرمت بتلك الفتاة .. أصبحت تشغل كل تفكيري ...كل دقيقه .. كل ثانيه ...أفكر فيها ... أرى وجهها الحبيب في كل وجه عابر ... اسمع صوت ضحكتها في كل نسمة هواء ..

ولكن كما دخلت في حياتي فجاءة اختفت فجاءة ... عدنا إلى الرياض ... وانقطعت الأخبار .. لا لقاء .. لا صوت .. ولا خبر ... اختفت ... بحثت عنها في كل مكان ... سالت الجميع عن ابن خالها ... لم يعرفه أحد ... عن أبيها .. عن أختها عن أمها ... ولاكن كانت كما التي انشقت الأرض وابتلعتها ... مر الشهر والشهران ... وأنا اصبر نفسي لعلي أجد خبراً يدلني عنها ... لربما صدفة تجمعنا في شوارع هذه المدينة المزدحمة ..تجاهلت الجميع ... تركت الأصدقاء والاخلاء بحثاً عنها ... والاهم من ذلك .. هجرت حبيبتي الأولى .. غادة ذات القلب الحنون ... تركتها وحيدة ..لم اعد أحدثها يومياً كما كنت افعل ..بل بدأت لا أطيق سماع صوتها .. هجرتها .. وهجرت كل من يقف حائل بيني وبين العثور على بسمه ... ولكن مرت شهور عدة ولم اسمع عنها خبر ... وبدأ اليأس يتسلل إلى قلبي .. حتى استسلمت ..ولكن بعد ماذا ؟

بعد أن خسرت كل من حولي ؟... أصدقائي .. أمي أبى اخوتي ... فأنا في تلك الشهور لم اكن أحدثهم أبداً ..كنت حبيس غرفتي ليل نهار .. ولكن من التي انتظرتني ومدت لي يدها ؟... غادة .. نعم غادة ... تناست كل الهجر .. والجفاء الذي أظهرته ...وفتحت لي قلبها مرة أخرى .. فقلت في نفسي ابنة خالتي هي أولى من الغريبة ... وتمت خطبتي لها في غضون شهر ... واستمرت خطبتنا ثلاث اشهر .. محاولاً فيها تناسي بسمه ... ولكن لا فائدة .. قلت في نفسي بعد الزواج ومع العشرة سوف أنساها ...

وفي صباح يوم عقد قراني من غادة .. صليت ودعوت الله .. أن يعيد لي بسمه أو أن يكتب لي السعادة مع غادة .. فأنا لا أستطيع لعيش مع من لا أستطيع إسعاده ... مر ذاك اليوم كئيباً .. وكأنه ليس يوم عقد قراني ..

جاء وقت الاحتفال اجتمع الجميع .. بدأ الغناء .. حانت اللحظة صوت أمي لا زال في رأسي ( يلا بدر ... لبسها الشبكة .. وش تنتظر ؟) وما إن هممت بفتح الصندوق ..وأمسكت بالعقد .. حتى استجاب الله دعائي ... وأقبلت بسمه )

يوم اقبلت ... صوَت لها جرحي القديم

يوم اقبلت ...طرنا لها أنا وشوقي والحنين

وعيونها .. آه آه آه

عين لمحتني وشهقت .. وعين حضنت عيني وبكت

يا فرحتي .. الحظ الليلة كريم .. محبوبتي معزومه من ظمن المعازيم

في زحمة الناس صعبه حالتي .. فجأة اختلف لوني وضاعت خطوتي

مثلي وقفت تلمس جروحي وحيرتي ... بعيد وقفت وأنا بعيد بلهفتي

محد عرف شللي حصل .. ومحد لمس مثلي الأمل

كل ابتسامه مهاجرة جات ورجعت لشفتي

كل الدروب الضايعه مني تنادي خطوتي

ويا رحلة الغربة وداعاً يا رحلتي

ويا فرحتي الحظ الليلة كريم ... محبوبتي معزمه من ظمن المعازيم

يا عيون الكون ... غضي بالنظر

اتركينا اثنين .. عين تحكي لعين

اتركينا الشوق .. ما خلى حذر

بلا خوف بنلقتي ... وبلا حيرة بنلتقي

بالتقي في عيونها وعيونها ... أحلى وطن وكل الأمان

ويا فرحتي الحظ الليلة كريم ... محبوبتي معزومه من ظمن المعازيم



ويوم اقبلت






اتمنى انها تعجبكم



عربجـــــــــــ دلـــــــــــوعه ــــــــــيه


__________________________________________________ __________
يسلموو على روعه الموضوع

__________________________________________________ __________
وبعدييييييييييييييييين

مالها تكمله


مشكورين على الردود