عنوان الموضوع : متى سيأتي اليوم الذي لا نفترق في أبدا ؟؟
مقدم من طرف منتديات الشامل



متى سيأتي اليوم الذي لا نفترق فيه أبداً؟


في غمرة الحب ومشاعر ولَه الشهور أو السنوات الأولى، يتمنى الإنسان ملازمة من يحب في كل وقت وفي كل مكان. والبعض منا لا شك يتذكر أنه قبل الزواج ردد على مسامع شريك حياته العبارة الشهيرة «متى سيأتي اليوم الذي لا نفترق فيه أبداً؟»، لكن مع مرور الوقت تتغير الأمور، لا سيما عندما يكون شريك الحياة، شريكاً في العمل أيضاً، لتتحول أمنية ايام الخطوبة إما إلى نعمة أو إلى نقمة إذا لم يتم التعامل معها بحنكة وروية.
تقول «مشيرة»، وهي محاسبة في شركة تصدير واستيراد: «أجمل شيء في الحياة أن تجدي زوجك طوال اليوم أمامك تشاركيه هموم البيت والعمل على حد سواء، وقد لا حظت أن أغلب الخلافات الزوجية تكون بسبب بعد الزوج عن زوجته، وهذا ما لا تعاني منه الزوجة الزميلة في العمل».
كما أكد «هـ. م»، وهو طبيب أطفال، أنه يشعر بالأمان والاطمئنان لوجود زوجته معه في نفس المستشفى، ويشير إلى أن ذلك يقوي العلاقة بينهما ويجعل فكرة فراقهما مخيفة وشبه مستحيلة.
لكن ليس كل الأزواج يعتبرون الأمر ورديا، فالبعض منهم غير راض عن اليوم الذي جمعهم فيه مكان عمل واحد.
تقول «منال»، وهي سكرتيرة في شركة سياحية: «عندما تقدم زميلي في العمل لخطبتي طرت من الفرحة، أخيراً سيجمعنا عش واحد وسنعيش معاً، ونذهب إلى العمل معاً. وما هي إلا شهور قليلة حتى بدأت أشعر بالاختناق. لقد أصبحت ملازمته لي في البيت والعمل أشبه بحياة داخل قفص ذهبي ظاهره لامع وبراق، لكنه في الحقيقة سجن. هذا لا يعني أنني لست متعلقة بزوجي ولا استطيع الاستغناء عنه، لكن ملازمته لي بهذا الشكل في البيت والعمل حرمتنا من متعة الاشتياق لبعضنا بعضا. إضافة إلى أن الأمر كثيراً ما يتسبب في وقوع مشكلات كثيرة بيننا». وتوافقها الرأي «ل. م»، موظفة في بنك، بقولها إن اقترانها بزوجها في البيت ومكان العمل، كان أكبر خطأ ارتكبته في حياتها «فقد كان زوجي يعمل في فرع آخر للبنك، وتحت إلحاحي انتقل إلى الفرع الذي اعمل به حتى نظل معا، بمجرد ان انتقل حتى وجدت نفسي أتعامل مع انسان مختلف تماماً، ولست مبالغة اذا قلت إنه نسي عمله وتفرغ لمتابعتي ومراقبة كل تصرفاتي. فأصبح لا همّ له سوى ملاحظة ملابسي، ماكياجي، وطريقة كلامي مع الزملاء. أصبحت اشعر انني تحت المجهر إلى حد أني لا استطيع أن أذهب إلى دورة المياه إلا بإذن مسبق منه».
نفس المشكلة تحدثت عنها «ن. ص»، وتتلخص في: «ان زوجي لا يستطيع الفصل بين كونه زوجي وكونه زميلي.. أحياناً تحدث مشادات بيني وبين زملائي في المكتب أو أن يوجه لي رئيسي في العمل نقداً، لافاجأ بزوجي يترك مكتبه مندفعاً ليتدخل في الحوار، بل انه تشاجر ذات مرة مع زميلي رغم أنها كانت مناقشة عادية ولا تخصه في شيء، مما سبب لي حرجاً بالغاً. الأسوأ أنه أيضا ينسى أننا مجرد زملاء في العمل، ويطلب مني اعداد الشاي والقهوة له، بل انه اتهمني مرة بالتقصير والاهمال أمام زملائي لأنني لم أرتب له مكتبه!».
المرأة ليست وحدها التي تشكو من هذه المسألة وتعتبرها عبئا على العلاقة الزوجية، فبعض الرجال أيضاً يتذمرون منها ولا يعرفون كيف يتعاملون معها باتزان تفاديا للمشاكل، وهذا ما أكده «أ. س»، وهو صحافي، بالقول :«لا استطيع تجاهل كونها زوجتي ورغماً عني لا أطيق أن يغضبها أو يزعجها أحد، أما أكثر ما يؤذيني فعلاً أن أتعرض للانتقاد من رؤسائي أمامها، لأن ذلك ينقص من قدري في عينيها ويشعرني بالضعف أمامها».
وعن هذه المشكلة يقول الدكتور فهمي ناصف، خبير الاستشارات الأسرية: «لا بد أن يتحلى كلا الزوجين برجاحة العقل، وأن يقدرا حجم المسؤولية ويفصلا بين كونهما زوجين وزميلين في العمل على ألا يستفز أي منهما الآخر، كما يجب ألا يتدخل الزوج مثلاً في نقاش تكون الزوجة طرفاً فيه، لأن في ذلك تداخلا في الأدوار».
بدوره يشير الدكتور فكري عبد العزيز، استاذ الصحة النفسية، إلى أن وجود الزوجين مع بعضهما بعضا طوال الوقت، قد يسبب بعض الفتور ونوعاً من فقدان اللهفة، إلا أن هذا الشعور في الغالب وهمي، بدليل أنه في حال محاولة أي منهما الابتعاد عن الآخر، سيكتشف أنه امر في غاية الصعوبة، لكن تبقى الروية وتقبل الامر وتعلم التعامل معه افضل طريقة للتغلب على هذه المسألة على المدى البعيد، لأنها على ما يبدو واقع قد يتذمر منه البعض، لكنه في قرارة نفسه لا يريد تغييره.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________