عنوان الموضوع : تلوث الغذاء - للصحة
مقدم من طرف منتديات الشامل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا

محمد وعلى آله وصحبه وسلم:

تلوث الغذاء:


نوعان من التلوث الغذائي:

يمكن القول إن هناك رئيسيين من التلوث الغذائي:

الأول: تلوث طبيعي، ناتج عن تحلل الغذاء بسبب البكتيريا، أو الفطريات أو طول فترة التخزين، أو التعرض للإشعاع الطبيعي، وغير ذلك من العوامل التي لا يكون الإنسان سببا مباشراً فيها.

الثاني: تلوث غير طبيعي، وهو ناجم أساساً عن تصرفات الإنسان، وقد يكون هذا التلوث عمداً أو غير عمد ، ومن أبرز صورة: التلوث الكيميائي للأغذية.

وسوف نتناول في هذا الفصل تفاصيل هذين نوعين من التلوث، وصور كل منهما ، كما سنلقى على موقف الشريعة الإسلامية من التلوث الغذائي.

*مفهوم تلوث الغذاء:

لعله من الأفضل قبل أن نستطرد في الحديث عن صور التلوث الغذائي، أن نعرف أولا ماذا نعنيه بتلوث الغذاء.

إن هذا الإصطلاح نعني به (( احتواء المواد الغذائية على أي جراثيم مسببة للأمراض ، أو أية مواد كيميائية أو طبيعية أو مشعة تؤدي إلى حدوث تسمم غذائي )).

يعرف التسمم الغذائي بأنه (( الأمراض الحادة الخاصة بالمعدة والأمعاء، الناتجة عن تناول الأغذية الملوثة ببعض العوامل الجرثومية أو السموم قبل استهلاكها من قبل الإنسان )).

* التلوث البكتيري للغذاء:

يعتبر التلوث البكتيري أشهر أنواع التلوث الطبيعي للغذاء وأكثرها شيوعاً، وتسهم الحشرات المنزلية كالذباب والصراصير في نقل الجراثيم المسببة لهذا التلوث. كما أن المياه والأغذية الملوثة تنقل البكتيريا الممرضة إلى الإنسان، ومن أمثلة هذه البكتريا:

1:- بكتيريا حمض اللاكتيك ، وهذه تسبب فساداً للحليب والألبان بصفة عامة ، حيث ترفع نسبة حموضتها، كما تسبب أيضاً فساداً للمحاليل السكرية والعصائر بأنواعها وبخاصة عصير الفاكهة.

2:- بكتيريا حمض البيوتريك ، وهذه هي المسئولة عن تزنخ الزبد والزيوت والدهون ومنتجات الفطائر المحتوية على نسبة مرتفعة منها، وينتج عن هذه البكتيريا حمض البيوتريك ذو الرائحة والطعم غير المرغوبين ، الذي يؤدي إلى تقزز الشخص من الطعام المتكون فيه هذا حمض.

3:- بكتيريا التسمم البوتشوليني ، وهي بكتيريا غير هوائية ، تنمو في الأغذية المعلبة غير الحمضية كاللحوم والخضروات ،وهي تنتج غازاً يؤدي إلى انتفاخ العلب ، كما تتسبب في ظهور رائحة غير مرغوبة لمحتويات العلبة.

4:- بكتيريا الستافيلوكوكاس ، وهذا النوع من البكتيريا يحدث كثيراً من حالات التسمم الغذائي كنتيجة لسم التوكسين الذي تفرزه البكتيريا ، ولسوء الحظ. فإن الغذاء الملوث المحتوى على التوكسين ليست له رائحة ، كريهة مما يسبب عدم قدرة الشخص على تمييز الفساد في الطعام عند تناوله له.

لعل أشهر الملوثات الجرثومية للغذاء هي بكتيريا السالمونيلا ، ويرجع سبب شهرتها ، إلى سعة انتشارها وكثرة الأمراض التي تسببها. فهي تسبب للإنسان حمى التايفوئيد والبار اتايفوئيد ، ولا تقتصر أضرارها على الإنسان وحده ، بل تمتد لتشمل الحيوانات الاقتصادية ، حيث تسبب لها التهابات معوية ، كما تؤدي إلى هلاك جماعي للدواجن ، يزيد من خطورة هذه البكتيريا تعدد أنواعها، فهي تربو على الفئران نوع. ورغم التطور الحضاري والعلمي الذي شهديه في العصر الحديث إلا أنه لم يمكن السيطرة على انتشار هذه البكتيريا، ووقف آثارها الممرضة.

ومن أهم مصادر بكتيريا السالمونيلا: الأبقار والدواجن ، حيث تستوطن أمعاءها وأنسجتها، كما تنتشر بعض أنواعها (( المكورات البنية )) في الكعك والفطائر والشاورما ، وللأسف ، فإن الطهي وغلى الطعام والتثليج أو التجميد غير قادر على إتلاف التوكسين الذي تفرزه هذه البكتيريا ، وهناك أنواع من بكتريا السالمونيلا تؤدي سمومها إلى حدوث الوفاة في كثير من الحالات ، مثل بكتيريا الكلوسترديوم التي تنتشر على الأغذية غير المحكمة التغليف ، والمعلبات واللحوم المقددة وغيرها.


التلوث الكيميائي للغذاء:

يعتبر التلوث الكيميائي للغذاء من موضوعات الساعة ، بعد أن اكتشف أمران بشأنه:

أولهما: خاصة التراكم والتضاعف في الخلايا الحية ، حيث يزداد تركيز الملوثات الكيميائية عشرات المرات خلال مرورها عبر السلاسل الغذائية ، ولبيان ذلك نضرب مثالاً من الولايات المتحدة الأمريكية ، فقد استخدم فيها نوع من المبيدات الكيميائية (( هو TDE )) لمكافحة الذباب حول إحدى البحيرات.

ثانيهما: حدوث إصابات بأنواع شتى من السرطان، نتيجة لتناول الإنسان مواد غذائية ملوثة باليماويات والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق والكادميوم.
وبناء على ذلك ، يبدو أن عصر التلذذ بمذاق الطعام ورائحته قد أوشك أن يولي الأدبار، فقد أصبحت مشكلة التلوث الكيميائي للغذاء مشكلة عالمية .
فبدلاً من أن يمدنا الغذاء بالطاقة التي تعمل بها خلايانا حتى تؤدي أعضاء الجسم وظائفها على أكمل وجه، وحتى نستطيع أن نتحرك من مكان إلى آخر ، وحتى تتجدد الخلايا التالفة.. بدلا من ذلك كله، أصبحت المواد الغذائية في كثير من البلدان سبباً لكثير من الأمراض والعلل.
وعموماً، هناك عدد كبير من الأسباب التي تسهم في تفاقم مشكلة الكيميائي للغذاء ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1:- استخدام المبيدات الحشرية على نطاق واسع في قتل الحشرات تهاجم النباتات وأشجار الفاكهة ، ومن أهم خصائص هذه المبيدات صفة التراكم- التي سبق أن أشرنا إليها- حيث تظل عالقة بالتربة الزراعية فترة طويلة من الزمن قد تصل إلى 15 سنة ، بجانب أن هذه المبيدات تضعف التربة ، لأنها تقتل كثيراً من البكتيريا المفيدة الموجودة فيها. ولعل ذلك سبب تدهور إنتاجية الأراضي الزراعية في العديد من دول العالم. فرغم استخدام الأسمدة الكيميائية واستعمال الأساليب الزراعية الحديثة إلا أن معدلات الإنتاج الزراعي انخفضت بمقادير كبيرة ، كما تأثرت نوعية المحاصيل والفواكه, وذلك نتيجة للإفراط في استخدام المبيدات الحشرية التي أدت إلى هلاك عشرات الأنواع من البكتيريا- التي خلقها الله في التربة الزراعية – لتثبيت النيتروجين من الهواء الجوي ولتحليل المواد العضوية .
2:- الأسمدة الكيميائية التي تضاف إلى الأراضي الزراعية أساساً لإخصاب التربة ، تؤدي هي الأخرى إلى بعض الآثار الجانبية التي تقلل من قيمة المواد الغذائية ، بالإضافة إلى تلويثها للتربة.
3:- استخدام المواد الكيميائية الحافظة في صناعة وتعليب المواد الغذائية . فعلى الرغم من أن هذه المواد تطيل عمر الغذاء، إلا أنها تصبح سامة إذا تجاوزت الحد المطلوب . كما ثبت حديثاً أن البعض من أنواعها مضر حتى في التركيزات المخففة جداً.

* موقف الشريعة الإسلامية من التلوث الغذائي:

إن خير وسيلة لحماية الغذاء من التلوث هي حدوثه وذلك بإتباع القواعد العامة لنظافته ووقايته من تأثير البكتيريا والفيروسات والطفيليات ، ومراعاة الأمانة ومراقبة الله في إعداده وطهيه وتصنيعه وبيعه وحفظه وتخزينه، وما من شك أن تلوث الغذاء المتعمد ، عن طريق إضافة بعض المواد الملوثة أو السامة إليه تحت أي مسمى ، ووفقاً لأية ظروف ، يعتبر صورة من صور الفساد والضرر التي نهى عنها الحق عز وجل في كتابه الكريم ، يقول الله تعالى : (( كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين )) سورة البقرة آية 60 (( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) سورة الأعراف أية 56 (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) سورة البقرة آية 195 ويلاحظ أن الآية الكريمة الأولى قد نهت عن عدم الإفساد في الأرض ، بعد الأمر بتناول رزق الله من المأكل والمشرب ، وعلى الرغم من أن الإفساد الذي تعنيه الآية الكريمة يعنى الظلم والبغي في الأرض ، إلا أنه يضمن أيضاً إفساد الطعام والشراب ، إذ أنه ليس هناك ظلم أو بغي بعد الشرك بالله يعادل قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق . وما من شك أن التلوث الكيميائي للغذاء بصوره المختلفة التي أشرنا إليها والتي تنتج أساساً من ممارسات الإنسان الأخلاقية وسعيه المستمر وراء الربح بأي أسلوب ، يعد هذا التلوث ضرباً من القتل الجماعي للبشر. قال تعالى : (( من قتل نفساً بغير أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً )). كما يعتبر بيع الأغذية الملوثة ضرراً يؤثم من يقوم به أو يتسبب فيه ، ويتحتم معاقبته ، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( لا ضرر ولا ضرار )). وبالقاعدة الفقهية التي تنص على أن (( ما أدى إلى الحرام فهو حرام )).

ولذلك فإن منع التلوث الغذائي قبل حدوثه أولى من معالجته بعد حدوثه ، وتقول القاعدة الفقهية في ذلك : (( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة )).

ولا تقتصر الشريعة الإسلامية في مجال حماية الغذاء على مكافحة الغش أو بيع أغذية ملوثة للناس بل تحث المسلم على اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بوقاية طعامه وشرابه من التلوث.
يقول جابر بن عبد الله إنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : (( غطوا الإناء و أو كوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عله غطاء ، أو سقاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء )). رواه مسلم.

إن هذه القواعد التي جاءت بها شريعة الإسلام ملزمة لكل من تحققت به صفة الإسلام ، ولها صفة الديمومة والاستمرارية . وقد فقه المسلمون الأوائل ذلك ، فطبقوا هذه القواعد عملياً من خلال نظام الحسبة. فكانت من بين مهام المحتسب مراقبة الأسواق والتأكد من سلامة الأغذية التي تباع فيها، ومن طرق إعدادها ، ونظافتها ، ونورد هنا مثالاً من كتاب (( نهاية الرابة في طلب الحسبة )) لعبد الرحمن بن نصر الشيزري يبين لنا كيف كانت عناية المحتسب بمراقبة صناعة الخبز.

يقول الشيزري : (( يكتب المحتسب في دفتره أسماء الخبازين ومواضع حوانيتهم ، فإن الحاجة تدعو إلى معرفتهم ، ويأمرهم بنظافة أوعية الماء وتغطيتها ، وغسيل المعاجن ونظافتها ، وما يغطى به الخبز ، وما يحمل عليه . ولا يعجن العجان بقدميه ولا بركبتيه ولا بمر فقيه لأن في ذلك مهانة للطعام ، وربما قطر في العجن شيء من عرق إبطيه ، ويديه ، فلا يعجن إلا وعليه وملعبه – ثوب من غير كم – أو بشت مقطوع الأكمام ، ويكون ملثماً أيضاً لأنه ربما عطس أو تكلم فقطر شيء من بصاقه أو مخاطه في العجن . ويشد على جبينه عصابة بيضاء لئلا يعرق فيقطر منه شيء في العجن ، ويحلق شعر ذراعيه لئلا يسقط منه شيء في العجن وإذا عجن في النهار فليكن عنده إنسان في يده مذبة يطرد عنه الذباب )). هكذا كانت عناية المسلمين القدامى بنظافة الغذاء وحرصهم على سلامتهم.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى


آله وصحبه أجمعين.......


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته......


تمنياتي لكم بالصحة والعافية


ولا تنسوني من الدعاء والردود


أخوكم ( ملك الصرقعة ).....


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

يشرفني أن أكون أول واحد يرد على الموضوع
مشكور أخوي ملك الصرقعة على الموضوع
جزاك الله خيرا وبارك الله فيـــــك
الله يعطيك الصحة والعافية
تقبل مروري,,,,,,,,,
تشلساوي للأبد


__________________________________________________ __________
اللهم صلي على سيدنا محمد ..



ملك الصرقعه ..



الف شكر لك على هذا الموضوع الرائع والمفيد حقيقة ..


ولعل الفائده تحصل للجميع ،،


جزاك الله خير ولا حرمك الاجر .. وجعل ماكتبت ثقلا في ميزان حسناتك ،،


بانتظار قادمك الجديد والمفيد بكل تاكيد ،،



تحيتي لك ،،


__________________________________________________ __________
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وور اخوي العزيز ( ملك الصرقعة) على المعلومات والله يعطيك الف الف عاااااااااااااافية عليها تسسسسسسلم ..

تحيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااتي لك
اختك / فتاة الشتاء..

__________________________________________________ __________
اللهم صلي على محمد

مشكور اخوي على المعلومات الرائعة و المفيدة

يسلموووووووو

تقبل مروري

__________________________________________________ __________
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ملك الصرقعة

الله يعطيك الف صحة وعافية على الطرح المهم والمفيدجداً..

في أمـــان الله

وأزهر الياسمين