عنوان الموضوع : إنهم العشّاق وإنها أشياؤهم فمن يشتري ..؟!!!
مقدم من طرف منتديات الشامل


,,

مساؤكم جنّة العشاق ..


عندما كُنت أتصفح الموقع الخاص للشاعرة وضحى المسجن ..
راق َ لِي هذا .. فأحببت ُ أنْ تقرأوه معي .. وأتمنى أن يروق لكم أحبتي ..



إنهم العشّاق وإنها أشياؤهم فمن يشتري؟!!



يبدو أن من العشّاق كائنات أنيقة بشكل يُشيع البهاء في ذاكرة الوجود،
فيحتفظ لهم بأشيائهم وأرواحهم، وأنْ في أرواح غير الأرواح التي عشقوها،
في أماكن لم يعرفوها ولم يمرّو بها.هكذا لفرط أناقتهم وبهائهم لم يعد ممكننا
أن تموت أشياؤهم ،ولم يحتمل الوجود إنهائها على نحو تراجيدي متجاهلاً خفقها المتبقي .

فرَسَمَ لهم طريقا يقفون على رصيفه وحيدين بعد فراق أحبتهم
حاملين صناديق تضم ذكريات قلوبهم وأرواحهم ينادون على بضائع اتلفها الهوى:

ذكريات للبيع،رسائل أنيقة،هدايا رائعة،أرواح نديّة، قلوب مثقوبة،هذه روح ترتجف،وهذا قلب يحلّق فرحةً،هنا لقائنا،
هنا عتابنا فمن يشتري نبيعكم الأرواح التي احبتنا و احببناها نبيعكم لمساتها الرقيقية ولفتاتها المرتبكة ،
صباحاتها التي تخيط الألم مساءاتهااالتي تُربي الأحلام دموعنا الطيّبة و ابتساماتنا الصادقة خذوها ،
خذوا ذكرياتنا الجميلة،خذوا أشياؤنا الثمينة الموغلة في الشفافيّة،نبيعها لكم بسعر رمزي؛فمن يشتري؟!!

هكذا جلست صبيّة تبتسط الأرض لتبيع أشياء عاشقها القديم بسعر رمزي،
وهكذا سافرت أشياء العشق بلدان كثيرة وتلمستها أرواح عديدة ،
فالوردة التي غادرت الحقل إلى محل الزهور لتستقر في يد العاشق منتقلةً فيما بعد إلى محبوبته ،
يوصلها الوجود بعد فراق الحبيبين لشخص آخر خارج المساحة الجفرافية للحقل الذي نبتت فيه الوردة ،
و بعيدا عن البلاد التي تضم محل الزهور و بعيدا عن بلد العاشق و محبوبته،
و البطاقات و ورق الرسائل التي غادرت محالها لتزهوّ بكلمات العاشق ،
تغادر العاشق لتفتتن بها مشاعر المحبوبة وتصل بعد فراق الحبيبين لشخص آخر يبعد آلاف المساحات
عن المكان الذي احتضن قصة الحُبّ ..
فيلمس الأرواح العاشقة و يمرّ بدروب بعيده مروا بها،و لحظات احتضنت قلوبهم. إنه لمن اللطيف أن نختار
للذكريات الجميلة مصير أخفّ و أقل قسوة،نبيعها و بسعر رمزي كما تُباع الأشياء من أجل عمل خيري أو إغاثة
لشعوب منكوبة،بيع أشياء الحُبّ و ذكرياته!! إنه لعمل يكتسب شرعيّة كما يكتتسب حضور الحب شرعيته..

فلماذا أستكرهتُ سابقاً قول الشاعر:

ولي كبدٌ مقروحةٌ من يبيعني بها كبدٌ ليست بذات قـروحِ
أقلبها في الناس لايشترونها ومن يشتري ذا علة بصحيحِ

ناظرةً بذلك للناحية الفنيّة للبيتين الشعريين، التي لم توافق ذائقتي،
ولم ألتفت لفكرة البيتين فكرة بيع القلوب المجروحة المتألمة من الحُبّ أو الفراق،
ربما لأن لا أحد بطبيعة الحال سيشتري ذا علةٍ بصحيحِ،ياترى لو كان الشاعر عصرياً وأراد أن يبيع هدايا من
حبيبته فهل سيعرض الناس عن الشراء..
و لو كانت الصبيّة التي ابتسطت الأرض لتبيع هدايا عاشقها القديم، ستبيع الناس جروحها و قلبها المدمى،
فهل سيقبل الناس على شراء أشياؤها ، و أن بسعر رمزي؟!

لماذا هذه المفارقة في سوق العرض و الطلب،رغم أن البضائع من ماركة واحدة فكلها أشياء العشّاق،
هناك كبد مقروحة و ضنى و هنا هدايا و ورود،لكنها في الحالتين أشياء العشّاق و لربما كانت البضائع في الأولى أكثر
جودةً من البضائع في الحالة الثانية،فالجروح غالبا صادقة لأننا لا نستطع ان نجمّلها ،غير أن بإمكاننا أن نجمّل الهدايا و أن كانت
رخيصة لنجعلها تليق بالحُبّ، والأحبة غالباً يفرحون بالأشياء البسيطة أكثر من الأشياء الثمينة لانهم يبحثون عن المعنى الأكبر
وراء الهدايا و الأشياء و لا يبحثون عن القيّمة الماديّة البحتة.

هكذا يخبرني احد الأصدقاء إن لديه بطاقة كتب عليها بيتين من الشعر، ابتاعها من صبيّة في أحدى البلدان
جلست على الرصيف تبيع أشياء عاشقها القديم بسعر رمزي، فالبطاقات المختومة بكلمات الحُبّ و القلوب،
و الرسائل التي كُتبت كلماتها من روح الروح، تاخذها نوارس الغياب بعد رحيل العشّاق لعوالم و أرواح تسكنها بين جنباتها ،
و كان من شأنها أن تمر بطريق الروح أبدا، لتخبر أن الحُبّ كائن لا يمكن أن يكون له شاهد قبر.

البطاقات نجدها ملّونه و مطرزة بالفرح مرةً و بالحزن مرةً،وفي المرتين لم نعش المشاعر التي أخذت أصحابها للجنّة
أو الجحيم والرسائل تلوح لنا طيبّة و شفيفة بعيدا عن الدموع والابتسامات التي رافقت سطورها، بعيدا عن الفرحة
و الوخز الرحيم الذي رافق قراءتها. ولكن كل ذلك يسكن بين ملامحها نتحسس به قدرا من المشاعر التي كانت أو هي كائنة حتى اللحظة.

لكن أنْ لنا نستشعر ذلك الحُبّ و تلك المشاعر،و"الحُبّ جلّت معانيه على أن توصف
فلا يدرك حقيقتها إلا بالمعاناة" الحُبّ ألمه الطيب و فرحته الانيقة يمكن ان نشتريها في ذكريات العشّاق،فمن يشتري؟!!

لقد فرحت بالبطاقة التي ابتاعها صديقي، غبطته على هذه البطاقة،و قلتُ له كم تمنيت أن أكون معك واقفا تشتري أشياء العشّاق،
لكنتُ ساعتها أشتريت من الصبيّة الصندوق باكمله بكل ما فيه هدايا و رسائل و بطاقات،اوليست أشياء العشاق؟!
قلت هذا و أنا أردد في داخلي _بألم_ بيت شعِر قديم انسرب من ذاكرتي ساعتها:

مساكين أهل العشـق ما كنت اشتري
حيـاة جميـع العاـشقين بدرهــم

فهل خطر ببال عاشق أو عاشقة أن تسافر أشياؤهم الثمينة لتعبر أمكنة أخرى غير الأمكنة التي وجدوا فيها،
وتستقر في أرواح غير الأرواح التي عشقوها؟ إنهم العشّاق وإنها أشياؤهم فمن يشتري..؟!


دمتـم بسعـــادة الكون

قبلاتي


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

نعـــــــومه

شاكره لك طرحك القيم

موضوع متميز واكثر من الرائع

مساكين أهل العشـق ما كنت اشتري
حيـاة جميـع العاـشقين بدرهــم


لا خلا ولا عدم

بإنتظااااااار جديدكــ بكل شوووق

مودتي وتقديري

تحياتي لك



__________________________________________________ __________
صباحك سكر اختي نعومه

بلا شك لقد حاز طرحك على اعجابي الشديد

احسنتي لقد وفقتي بطرحك المميز

لك مودتي اخوك / للحين احبك

__________________________________________________ __________
غاليتي نعومه

ان العاشقين لا يشترون بل يملكون ويسلبون اللب والقلب ...

فنكون اسيرين لهم ارواحنا تعشقهم وتهيم لذكرى منهم،،،

تتبع خطواتهم تلتمس دفئ المشاعر التي بردت ..

فقلوبنا لم تعد عندنا ولم تعد عندهم لا نها اصبحت على قارعه الطريق تداس وتنسى ....

اشكرك اختي الغالية على نتقائك الرائع ،،،

تقبلي مني ودي وردي

همس


__________________________________________________ __________
طرح مميز ورااااائع
من أجمل ماقرأت اليوم

تقبلي مروري


__________________________________________________ __________
عزيزتي,,

موضوع عانق بروج السماء رقي,,

انها اشياء العشاق الخاصه التي

يعدونها اغلى من ارواحهم وعظيم افئدتهم,,

مهما كلف الامر في نظري,,

سأحتفظ بما ترك لي (حبيبي)وان كلفني

الثمن جروحي المتراميه في كل حدب وصوب,,

شكراًعزيزتي,,همسات خرافيه,,من عصور العاشق

اختك//

*الناعســـ ـ ـ ــه*,


اختي الكريمة

كل اشكر لك على الطرح الاكثر من مميز

شكرا لك لمشاركتنا فيه