مدخــل ؛
أفرغت فيك كل أمنياتي ومشاعري
سكبت في أذنيك أعذب ألحان الغناء
حلقت في سماء قلبك فلا أبغي إلا أنت
أقسمت على فؤادي أن لا ينثني لرجل آخر
حتى غرقت وتهدمت كافة حصوني بك
لتعلم أولا وأخيرا أنك أول محطات الحب وأخرها
وأن الدنيا لا تترجم إلا بك !
المحطة الأولى ’
تك .. تك .. تك
للمرة العاشرة تدق أجراس المنبه !
وللمرة العاشرة أيضا تتلقى منّي ضربة خفيفة
فتسكت مغلوب على أمرها !
فتحتُ عيني ببطء
أقشعر جسدي وأنا أجد الساعة
السادسة والنصف !
موعد القطار ورحلتي !!
نصف ساعة ويغادر ..
وأنا جميلة كالعادة لم أحزم حقائبي بعد !
خرجتُ من دورة المياة مسرعة
وأنا اقفل الإزار الثالث
رَميتُ بعض الملابس وأنا
لا أعرف ماهيتها بالضبط
تفقدتُ حقيبة يدي ينقصها علبة طلاء
الأظافر الحمراء النارية
حملت حقيبتي وغادرت حجرتي !
المحطة الثانية '
وصلت الحمد لله قبل مغادرة القطار
للمحطة ..
صعدت للقطار وجلست بجانب
النافذة حامدة لربي أن رحلتي لم تطوف !
عقدتُ حواجبي فمتى سأسير على الخط المستقيم
وأنظم وقتي وأشغالي ، فأنفاسي إلى الآن لم تهدأ ..
أخرجت الطلاء وبدأت
اصبغ أظافري باستمتاع
قد تستغربوا ولكن أهمية أظافري
تفوق كل شيء !
بقي الكثير لأصل ؛ أخرجتُ
رواية الوجه الدميم فلم أتمها بعد ؛ رغم
صفحاتها القليلة فقد أقنعت ذاتي بأنه سيكون
لي وقت في السفر لأقرأ رواية الجيب هذه !
المحطة الثالثة '
أخوان يحبان امرأة واحدة !
محتوى لا يعجبني تماماً ، أغلقتها
بتضجرٍ وعيني على النافذة ..
ما هي إلا دقائق ونصل قد أخبرتني
بذلك عجوز تجلس بجواري !
ابتسمت لها بخجل فقد تغلغلت بالرواية
ولم أتبادل أطراف الحديث معها
يبدو أنها قد ملت واعتراها الضيق ، لا مانع من
الكلام معها الآن فثمت وقت !
دقت صافرة القطار معلنة الوصول ..
أشعر بالخوف والإرتباك !!
حملت حقبتي صافحت العجوز
وقبلت رأسها ومضيت !
المحطة الرابعة '
الشوارع شبه فارغة والمدينة نظيفة
وهواؤها نقي وهذا المهم !
وصلت لعمارة أبي ، دخلت لشقتنا المعتادة
وكل ما فعلته هو أن رميت حقيبة ملابسي
ونظرة خاطفة في المرآة وخرجت !
أشعر بالألم في قدمي فالكعب عالٍ وأنا
مشيت سيراً بحقائبي من المحطة
للعمارة وإلى الآن مواصلة سيري ..
طالما أخي نعتني بالساذجة ، فدائما لا أحسب
لخطواتي ولا أخطط لها ، لا بأس صفة سيئة أنظمت لصفاتي ...
المحطة الخامسة '
ها هو مقهى القهوة أمامي ..
الساعة الثامنة والنصف أتيتُ قبل
نصف من الموعد ، لا يهم أبداً ..!
ربما تستغرب أمي أني آتيةٌ لموعد
لي قبل الساعة المتفق عليها !
حسناً أمي لا تظن السوء ولكن تعرفني
جيداً فمنذُ متى آتي قبل موعدي !!
هذا إن جئت في الموعد أصلاً !
جلستُ أحتسي من القهوة ريثما يأتي ذاك الرجل ..
استغرب تماماً انجذابه نحوي !
فتاة مهملة ساذجة غير مهتمة للمواعيد !
ربما ادعي اللا مبالاة أمامه ولكن
حقيقة أنا أكثر انجذاباً إليه !
رجل بقامة رهيبة ، أنيق ، عذب الكلام ..
في عينيه لمعة لا أراها إلا إذا كان معي ...
أخبرتني صديقتي أنني فتاة متسرعة
لا أعِ ولا أدرك فمن غير المعقول
أن تعشق فتاة رجل يكبرها باثنتي عشرة سنة !
ذاك الوقت أجبتها بأن الحب هو من
لا يعي ولا يدرك للأعمار ولا الاختلافات البهيمة !
المحطة السادسة '
وصل أخيراً ؛
كما قلت أنيق إلى حد الانجذاب !
رغم أناقته وجنوني بها إلا أنها محطُ غيرتي
فهاهي أعين النساء تحوم حوله !
وكأنه الرجل الوحيد هنا !
أخذت حقيبتي وأسرعتُ إليه في دهشة منه ..
مسكتُ معصمه وخرجت !
لم نبتعد كثيراً
فالمكان مطوق بأشجار الزيتون والبرتقال !
وتلتف حولها كراسي من خشب ..
جلسنا على إحداها وأنا أضع يدي داخل حقيبتي أخبء رجفتها !
المحطة السابعة '
أخشى الكلام معه
دائما أصف في عقلي سطور حديثي معه ..
وحين أكون بجانبه تتهاوى مخيلتي لقاع النسيان
وأبحث الحروف في قمم نبضي !
قبل أن نبدأ بالحديث .. أنهمل المطر بغزارة ..
لا بأس فأنا أعشق المطر ..
ولن أخشى البلل فشجرة البرتقال قد وكلت نفسها بحمايتنا !
المنظر رهيب فقد فتح العابرون مظلاتهم ..
هذه المدينة ديمومة المطر ؛ لذا حملوا المظلات تحسباً له !
أدرت وجهي نحوه بزاوية التسعين ..
تلاشت حروفي ولم تبقى سوى أربعة
همستُ في أذنيه : أحبك !
إلتف جسدي به وعمّ الدفء أوصالي !
حُبك حبيبي وأحضانك وطن لي لوحدي
غمرة سعادتي وفرحي !!
مخــرج ؛
لو كنتَ تدري بحجم عشقك !
لفعلت مثلي ..
وقيدت عنقك بقلادة تحمل صورتي ..
تقبلها في سكرة الحنين والاشتياق ..!
تَردد ألحان معزوفة هيامي في سطور
القصائد والأشعار ...
محطاتي مولعة بعشقك ..
تزفر رحيق العطر والعود !
تتصاعد بك لسماء لا تعرف إلا أنت !
همسة دلع
لا أحلل النقل
؛؛