عنوان الموضوع : سجين خلف قضبان الحب رائعة
مقدم من طرف منتديات الشامل
هده أول مشاركة لي في هدا المنتدى و اتمنى أن تنال اعجابكم ان شاء الله
الجـــــــــــزء الأول
كان يعيش خلف قضبان مظلمة، لا يعرف في الحياة شيئاً سواها، نسي جميع ما في الحياة من فرح وسعادة وابتسام، لم يكن في قلبه سوى العذاب والألم والهزيمة. عندما دخل السجن بتهمة التسبب في وفاة عدة أشخاص بسبب تهوره في القيادة، حكم عليه بالسجن أو دفع الدية، كانت عائلته متوسطة الحال فلم يستطيعوا تحمل نفقة الدية، فتركوه يواجه مصيره الذي كان هو سبباً فيه، ودعوه عندما دخل السجن بدموع الحسرة على شبابه، أحس بالغبن والظلم والغضب من أهله لأنهم تركوه وحيداً في محنته وطلب منهم عدم زيارته في السجن. لم يكن يشارك في أي نشاط حتى الدروس الدينية لم يكن يحضرها لأنها كانت تذكره بضرورة بره لوالديه وتذكره بضرورة التكاتف والنظر إلى المستقبل بعين مشرقة، فهو يحس بأن كل ذلك قد ضاع منه في غمضة عين، شاب في مقتبل العمر على خلق عالٍ لم يشتكي منه أحد من الجيران أو الأصدقاء خريج جامعي وذو وظيفة، يحمل كل تفاصيل الوسامة لم يكن ينقصه شيء، يعيش بين عائلة متحابة وسعيدة ربت أبناءها على الخلق والفضيلة كل ما كان يؤرقهم هو طيش ابنهم في القيادة وخوفهم الشديد عليه من نتائج هذه القيادة.
منذ صدور الحكم عليه وهو لا يغادر زنزانته إلا للضرورة القصوى أو لقضاء حاجة لم تفلح معه محاولات زملائه السجناء أو الحراس في أن يخرجوه من حالة الكآبة التي انتابته بدأت حالته في التدهور أخذ يقضي الساعات في الشرود وأصبح النوم ألد أعدائه، فلم يكن هناك بد من عرضه على طبيب نفسي ليساعده على اجتياز الحالة التي يمر بها. في تلك الفترة كان الطبيب النفسي المسئول عن هذا السجن قد انتهت فترة التعاقد معه فتم الاستعانة بطبيبة سجن النساء في الكشف على حالته، ريثما يتم تعيين طبيب جديد. رفض الذهاب إليها ولكن إصرار مدير السجن أجبره على الخضوع والذهاب إلى الطبيبة، لم يتعاون معها أبداً وطلب منها عدم استدعائه نهائياً مرة أخرى، حاولت أن تقنعه بأن ما تفعله هو في صالحه وعليه أن يتعاون معها حتى يتجاوز محنته وبأن هناك من يمر بأشد مما هو عليه ولكنهم متعاونون جداً وروحهم المعنوية عالية جداً ولهم أمل كبير في التغيير والبدء من جديد. بذلت محاولات مستمية لجعله يغير من تفكيره ولو قيد أنمله ولكنها لم تحصل منه إلا على إجابة واحدة وهي (أنا بخير ولا أحتاج لعلاج، شكراً) أدبه الشديد وسلوكه القويم وهدوئه مع الجميع جعله محبباً وزاد من قلق المحيطين به عليه وهذا ما جعل الطبيبة تحاول معه تكراراً ومراراً.
في زيارته الأخيرة إلى الطبيبة، دخلت فتاة تقاربه في السن ولكنها تختلف عنه في سلوكها فهي جميلة المحيا ضحوكة، ابتسامتها تزيد روحها المرحة جمالاً وتألقاً، كل ما بها ينطق بالحياة حتى حياؤها واحمرار وجنتيها عندما رأته، فهي لم تتوقع أن يكون موجوداً عند زيارتها لشقيقتها الطبيبة التي حاولت تدارك الموقف وإصلاحه وقامت بتعريفهما على بعضهما: سهيل هذه أختي سارة، سارة أحب أن أعرفك على سهيل، ابتسمت له وقالت تشرفنا سهيل كيف حالك واكتفى هو بالإيماء برأسه حتى أنه لم يلتفت إليها، طلب الاستئذان بأدب شديد وغادر الغرفة وهي مازالت واقفة عند الباب حينها فقط اصطدمت عينيه بأرق وأعذب ,وأنقى عينين رآهما في حياته، فعينيها كانت كما وصف الشاعر ابن سناء الملك صاحبته كحلاء قائلاً:
تخطو وتخطر في حلٍ وفي حلل .............. وتنثر السحر بين الكحل والكحل
كحلاء ما اكتحلت بالميل عابثةً .............. إلا لتنهـض جفنيــها من الكســـل
أشاح بوجهه بسرعة لأنه لم يستطع أن ينظر إليها أكثر من ذلك وهو في موقفه. دخلت سارة ومازال وجهها محمراًُ من الخجل، ضحكت شقيقتها وسألتها ماذا حل بك؟ لم أتعود أن أراك مصدومة هكذا من قبل، تنبهت سارة لسؤال شقيقته وأجابت لا أدري ولكني لم أتوقع أن أرى سجيناً أمامي يحمل كل هذه الوسامة لم تستطع الطبيبة أن تتمالك نفسها من الضحك وهي ترى نظرات الإعجاب من شقيقتها، طلبت سارة من شقيقتها أن تحكي لها حكاية سهيل ولما هو في السجن ومما يتعالج، أجابتها مريم بأنها سوف تحكي لها كل شيء وهما في الطريق إلى المنزل بدا الاهتمام واضحاً على سارة وهي تستمع إلى قصة سهيل من شقيقتها خصوصاً وأنها في السنة النهائية في الجامعة وهي تدرس علم النفس لتصبح فيما بعد أخصائية اجتماعية أو اختصاصية نفسية تساعد المجهدين نفسياً وبدا لها أن حالة سهيل جديرة بالاهتمام وأنها تصلح أن تكون عنواناً لمشروع التخرج الذي كانت تبحث له عن موضوع مميز. استغربت الطبيبة مريم عندما سمعت ما تريد سارة القيام به ولكن سارة ترجت أختها لتوافقها على طلبها وأن تساعدها في ذلك، رفضت مريم بشدة طلب شقيقتها وقالت لها بأن شرف المهنة يتطلب أن الأمانة مع المريض ولكن سارة ألحت على شقيقتها وقالت لها بأنها سوف تعيد الثقة إلى سهيل وستساعده على الخروج من الحالة النفسية التي يمر بها، حاولت مريم أن تبين لها بأن كل المحاولات قد باءت بالفشل معه ولم يستطع أحد أن يخرجه مما هو فيه فكيف ستستطيعين أنت القيام بذلك وأنت لم تكتسبي الخبرة الكافية في مجال العمل، بدأت سارة في شرح الطريقة التي ستقوم بعلاج سهيل من خلالها لمريم وقالت لها بأن الإنسان بطبعه يحب الغموض ويحب استكشاف ما هو خاف عنه وأنتم في السجن لا تستخدمون عنصر التحفيز لاكتشاف المستقبل أمام السجين فكل شيء واضح أمامه، وطريقه معروف وأيضاً أنتم لا تهتمون كثيراً بالناحية العاطفية للسجين، فأنتم تركزون على الناحية النفسية والعملية والعقلية لهم دون النظر إلى احتياجاتهم العاطفية والتي يكون لها أكبر الأثر على الصحة النفسية للسجين، بدأت مريم تشعر بالاهتمام بحديث سارة وسألتها ولكن كيف ستقومين بعلاج الحالة العاطفية وبطريقة غامضة، طلبت سارة من شقيقتها أن تعدها بأن تقوم بمساعدتها إن هي اقتنعت بالفكرة طلبت مريم أن تسمع الفكرة أولاً وعلى ضوئها ستقرر إن كانت ستساعدها أم لا وافقت سارة وبدأت في عرض الفكرة على مريم وهي تدور حول إرسال رسائل من مجهول إلى سهيل يدور محورها حول معالجة حالته العاطفية المتدهورة ولكن بأسلوب علاجي مختلف بدت الفكرة ممتازة من الناحية العلاجية في نظر مريم ولكنها تخوفت من أن تكون نتائجها عكسية على حالته النفسية إن هو اكتشف أن صاحبة الرسائل تريد فقط أن يكون هذا المريض مشروعاً دراسياً وبأن كل ما جاء في الرسائل هو وسيلة للنجاح في إنهاء المشروع الدراسي. لكن سارة أقنعت مريم بأن تتحدث مع مدير السجن لترى رأيه في الموضوع خصوصاً وأنه مهتم بحالة سهيل ويريده أن يتحسن سريعاً.
ماذا تتوقعون ؟؟هل سيوافق المدير ؟؟هل سيتقبل سهيل الرسائل؟؟أنتظر الردود
ادا أعجبتكم سوف أكمل
أختكم في الله
**نور الاسلام**
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
ويييييييييييييييين الردود
__________________________________________________ __________
يسلموووووووووووووووووووووو والله وننتظر جديدك
__________________________________________________ __________
شكرااااااا جزيلاااا مرررطب شفايف
angel4:angel4:angel4:angel4:
__________________________________________________ __________
سأكمل و أنتظر الردود
الجـــــــــــزء الثانــــــي
(استهلت رسالتها الأولى بقوله تعالى {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم} صدق الله العظيم، يمر كل منا في هذه الحياة بأزمات وظروف منها ما تأخذ منه ومنها ما تعطيه وتصقل قوته وشخصيته وتضيف إليه شيئاً جديداً، وكل ذلك يعتمد علينا وعلى شخصياتنا وعلى قوة تحملنا وعلى طريقة تفكيرنا وسيطرتنا على هذه الظروف، قد تفاجئنا الحياة أحياناً بمواقف لم نكن حسبنا لها حساباً، قد نرتبك وقد نخسر شيئاً من تفكيرنا ولكن قوتنا تظهر عند توقفنا وذكرنا الله أولاً ثم تحليل الموقف إلى أسئلة يمكننا الإجابة عليها، عندها فقط نكون قد سيطرنا على الموقف وحللنا الأزمة. قد يختبر الله عباده الذين أحبهم ليرى إيمانهم وقوة تحملهم وشكرهم على ما أنزل الله بهم، عندها فقط يفرج الله كرباتهم ويزيدهم من فضله ويغفر لهم خطاياهم، فنعم أجر الصابرين الشاكرين. لا أكتب لك اليوم لكي أخفف عنك أو أواسيك فأنت لا تحتاج إلى ذلك فأنا أعلم أنك لن ترضى بالمواساة ولكني أكتب لك لأواجهك بنفسك فأنت تعتقد بأن الدنيا قد تخلت عنك وبأنك قد ظلمت من الدنيا ومن أهلك ولكنك مخطئ، انظر في داخلك واستمع لنفسك وسألها وستجد بأنك ظلمت نفسك قبل أن يظلمك أحد، وبأن العقاب الذي تناله الآن هو حق لأناس توفوا وما هذا العقاب إلا ليجعلك تفكر في أيام قد مضت لم تسمع فيها نفسك بل كنت تتغاضى عن كل ما تواجهك به وتستمع فقط لأهوائك وما تمليه عليك. أخطأت؟ نعم، أذنبت؟، بالتأكيد ثم ماذا؟ أليس من حق من أذنبت في حقهم أن تنال جزاء ما فعلت بهم، هم ماتوا وذلك قدرهم الذي كتبه الله وأراده أن يحدث بيدك أنت لا بيد غيرك فقط ليجعلك تعتبر وتعيد التفكير فيما كنت تقوم به. قد تتساءل من هذه التي أعطت لنفسها الحق بأن تسلط نفسها حاكماً على تفكيري وتملي علي ما أفعله دون إذن مني؟، سهيل كل تلك الأسئلة سأجيب عليها في رسائلي القادمة ولكن ما أحتاجه منك هو أن تقرأ ما أكتبه لك وأنا متأكدة من أنك ستفعل وإن لم ترد على كتاباتي فسأنتظر فأنا متأكدة من أن هذه الرسالة لن تكون الأخيرة بيني وبينك ، مع تحياتي، جيد العاصفة)
طوى سهيل الرسالة ووضعها إلى جانبه، لم يفكر في صاحبة الرسالة وما الذي دعاها للكتابة له ولكن فكر قائلاً: (هل أنا في حاجة إلى هم جديد، لكي أفكر فيه لما لا يدعوني الناس في شأني أليس لديهم ما يشغلون به أوقاتهم ويبتعدون عني) تأفف كثيراً وهو ينظر إلى الرسالة الملقاة إلى جانبه دون أن يلمسها ثانية، نادى عليه الحارس مراراً إلى أن انتبه فقال له: إنه موعد زيارة الطبيبة وهي بانتظارك، نظر إليه سهيل وقال له اذهب وقل لها بأني لم أعد بحاجة لمساعدة من أحد وبأني بخير وأن تترك اللعبة التي تقوم بها فذلك لن يفيدها في شيء. نقل الحارس ما سمعه من سهيل إلى الطبيبة مريم التي استغربت رده وسألت نفسها أي لعبة تلك التي يقصدها سهيل ولكن سرعان ما تذكرت وقالت بالتأكيد هو يعني الرسالة ولكن ما الذي دعاه إلى التفكير بأني أنا صاحبة الرسالة؟ لأول مرة تدخل الطبيبة إلى غرف السجن وتذهب مباشرة إلى زنزانة سهيل وتلقي عليه التحية ولكنه لم يجبها، سألته ما الذي دفعه إلى عدم زيارته لها وما الذي يعنيه باللعبة التي قامت بها، ولأول مرة تظهر فيها آثار الغضب على وجهه ويرمي بالرسالة على الأرض أمام الطبيبة ويصرخ في وجهها: هذا هو السبب، ألا تعتقدين بأني أعاني بما فيه الكفاية من ألم فلماذا تزيدون في معاناتي وتبعثون لي برسائل لن تجدي نفعاً، حاولت مريم أن توضح له وتأكد له بأنها ليست صاحبة الرسائل خصوصاً وأن الرسالة مكتوبة بخط اليد وكان معها بعض الأوراق التي قامت هي بكتابتها وأرته إياها ليعرف الفرق بين الخط الموجود في الرسالة والخط في الأوراق التي معها، عندها فقط جلس يائساً على سريره وهو يتساءل عن صاحبة الرسالة التي وعدت بأن تراسله دائماً وألا تتركه وعن سبب قيامها بذلك، أرادت الطبيبة أن تهون عليه بعدما رأت ما حل به وشعرت بأنها متواطئة في مأساة شاب وبدلاً من أن تكون اليد الحانية المخففة لألمه أصبحت هي من تزيد في معاناته وأرادت أن تعترف له بكل ما قامت به ومشاركتها لأختها في المؤامرة ولكنها تراجعت عندما نظر إليها سهيل وطلب منها بعض الأوراق وقلم لأنه سيرد على صاحبة الرسالة ويطلب منها أن تبتعد عنه وتتركه في حال سبيله، ولم ينسى أن يلحق ذلك باعتذار للطبيبة لما بدر منه وعن رفعه لصوته في وجهها. قبلت مريم اعتذاره ووعدته بتزويده بالأقلام والأوراق حالاً.
مع تحياتي
**نور الاسلام**
__________________________________________________ __________
hi nor islam merci beaucoup pour cette histoire merci bcp bcp ma belle