عنوان الموضوع : حوار جميل بين
مقدم من طرف منتديات الشامل
حوار اليوم طويل بعض الشيء ولكنه جميل
اتمنى ان تكملوا قراءته ... لينال اعجابكم
لا اريد الرد المقتضب ..
إما رد ذو فائدة ... والا .. فلا
مع احترامي لجميع زوَّار موضوعي
قالت : مالي أراك تبدو شاحب الوجه هكذا ....؟
قلت : عجباً .... لو كان غيرك الذي يسأل لعذرته .
قالت : أرى وكأنك تلوح باتهامي في ذلك ...؟؟؟
قلت : العفو سيدتي ، وهل أجرؤ على ذلك ...؟؟؟
قالت : لما كل هذه المسكنة ..؟؟؟ وهذا اللمز في الكلام ..؟؟؟
قلت : عفواً سيدتي ما أنا إلا ابن صاحب هذا المتجر وأنت ابنة رجل أعمال مشهور
فمن البديهي أن يكون هناك فارق بيننا حتى وان كان في طريقة الكلام .
فأنت تملكين المال والجمال والحسب والنسب ، وأنا لا املك إلا شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
ولو أنها اقتصرت عليكم انتم لما وصلت إلينا
ولكن الحمد لله الذي جعلها ملكاً لمن هداه الله سواء السبيل . والله أسأل أن أكون منهم .

قالت : أي فلسفة تلك التي تتحدث بها . هكذا انتم معشر الطبقة السفلى لا تملكون إلا القيل والقال والحسد بأشكاله وأنواعه .
قلت : عفواً سيدتي ربما كنت فعلاً كما تقولين ، لان قولكم انتم هو الحق دائماً .
قالت : أراك وكأنك تسخر مني ومن كلامي .؟؟
قلت : معاذ الله أيتها الفاضلة . وهل رأيت عاقلاً يسعى لحتفه ....؟؟؟
قالت : ماذا تقصد .؟؟
قلت : أبداً سيدتي . لربما أخرتك بعض الشيء . هل تودين شراء شيء .؟؟؟
قالت : وكأني بك تريدني أن اخرج من متجرك هذا .؟؟
قلت : ما قلت ذلك سيدتي . بل كنت أود أن اقدم لك خدمة ليس إلا .
قالت والغرور يملأ عيناها : أنا إذا دخلت متجرك فلا تظن أنى أدخله للشراء يا ....
قلت : اجل لما تدخلينه . ؟؟
قالت : فقط لأذكرك من أنا وابنة من ..
ليزداد غيضك أنت وأبيك .
أمثالكم يجب ألا يكون لهم وجود في هذه الدنيا .

قلت : لو لم يكن لنا وجود لما وجدتي من تكلميه بهذه الطريقة لتشبعي غرورك .
ولن تجدي أنت وامثالك من بني جلدتك من يلبي رغباتكم .
قالت : صدقت . فلابد من أن يجد الإنسان شيئاً يتسلى به .
قلت : اسمعي أيتها الفاضلة : لقد احتملت الكثير والكثير منك حتى الآن ولكن بعد ذلك لن اسمح لك بكلمة واحدة وإلا .....
قالت وإلا ماذا يا ابن التاجر .؟؟؟

قلت : ابن التاجر هذا يدرس بالجامعة وعلى وشك التخرج أن شاء الله ، أما ماذا عنك أنت يا ابنة البهوات .؟؟
اعلمي أيتها الجميلة المغرورة أنه ليس ذنبي أنك لم تكملي دراستك فهذه موهبة من الله ولا تشترى بالمال لذا فأنت تحسين بالنقص على الرغم مما تملكينه من مال لتدركي يقينا أن قدرات الله عز وجل و مواهبه لا تباع ولا تشترى وانما يهبها لمن يشاء دون حساب .
لذا فكلما رأيتني انتابك الشعور بالنقص وهذا العيب الذي فيك الحقد الذي نعَتني به قبل قليل .
قالت : هكذا إذن ...؟؟ خرجت مسرعة لا ترى الطريق من شدة غضبها وقطعت الطريق دونما أي انتباه ، وصادفها شاب ( من أبناء جلدتها ) مراهق بسيارته الفارهة
( وهؤلاء الشباب لا ينظرون إلى الطريق أمامهم عند قيادتهم السيارة بقدر ما ينظرون إلى المرآة خوفاً من أن تتغير تسريحة شعرهم ) . وماهي إلا ثوان قليلة مصحوبة بصراخ فرامل كانت فتاتي مرتمية على الأرض ، خرجت مسرعاً وإذ بها مضرجة بدمائها . بينما الشاب فر بسيارته وكأنه وطأ كلباً ( أكرمكم الله ) .

حملتها على وجه السرعة برفقة من كان إلى المستشفى وهناك كان لابد من متبرع بالدم لسوء حالتها التي لا تحتمل التأخير ، عندها لم أفكر بحرف واحد من الذي دار بيننا من قبل . وفلت لهم أنا أتبرع لها بكل ما له صلة بإنقاذ حياتها بعد عناية الله عز وجل . ودخلت الغرفة وتمت عملية سحب الدم . وبعد ساعات قليلة سمحوا لي بزيارتها .
دخلت ولا احمل لها في قلبي إلا الدعاء الخالص بأن يمن الله عليها بالشفاء
أمضيت عندها دقائق معدودة دونما أي حركة تذكر ، بعدها تحركت ، أنَّت ، فتحت عيناها ... رأتني ... تبسمت .... بادرتها قائلاً :
الحمد لله على سلامتك .
ردت بعبرة كادت تخنقها وكأنها تقول : سامحني
ـ مسحت دمعتها . وقلت لها لا عليك . المهم صحتك أولا .
دخل الطبيب قائلاً : من أنت أيها الشاب .؟؟
قلت : أنا من أسعفها لكم أيها الطبيب .
الطبيب : إذا أنت من تبرع لها بالدم ..؟؟
قلت : نعم .
ـ عندها أمسكت يدي ونظرت اليَّ نظرة إعجاب وتقدير مكتشحة بالندم العميق على ما كان منها قبل الحادث . وكأنها تقول لي :
مع كل ما بدر مني اتجاهك فعلت ما فعلت .؟
الطبيب : الحمد لله حالتها مطمئنة جداً . ( وخرج ) .
قلت : لا تحزني فكلنا يخطئ وخير الخطائين التوابون .
وإذا كان بخاطري كلمة أقولها لك الآن فهي :
انظري حولك فلن تجدي سوى ابن التاجر الذي اسعفك ونقل لك دمه لتعيشين
في الوقت الذي كنت فيه بأمَسّ الحاجة لوالدك .. وماله .. وسيارتك الفارهة ...
إلا أنه كل هؤلاء استغنوا عنك عند الحاجة
ولم تجدي
سوى
ابن
ذاك
التاجر .
قالت : كفى أرجوك .
قلت : أرأيتي كيف كنت سبباً في عودة الحياة لك . ؟
هكذا نحن أبناء الطبقة السفلى ( على حد قولك من قبل ) نعطي بقدر ما نملك ونجود به ولا ننتظر مقابل لما أعطينا .
أتمنى لك الشفاء العاجل يا من جرى دمي بقلبها .......
ابن التاجر ......
انتهى ...
كنا معا / ياسف للإطالة
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
تعليقي على الموضوع ليس طويل كطول الموضوع
بل ببضع كلمات عساها تعبر عن اعجابي بالحوار المميز وبالنهايه الرائعه
سلمت يداك
__________________________________________________ __________
تبقى القصة بكل أبعادها وأحداثها ،
وألفاظها ومدلولاتها تشكّل سِفْراً مفتوحاً لكل قارئ ليأخذ منها الدروس ويستلهم
منها العبر .
وأوّل ما يلفت النظر ويشدّ الانتباه ، خلق القناعة الذي ظهر في الأوّل ،
ومعاني العفّة والتنزّه التي بدت عند الثاني ،
ثم الحكم الذي يظهر فيه حسن الفهم وسداد الرأي عند الثالث ،
كما يظهر في القصّة ما تعود به القناعة على صاحبها من الخير والبركة ،
فهي كنزٌ لا يفنى ،
وذخيرةٌ لا تنضب ،
والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول:
( ليس الغنى عن كثرة العَرَض – أي : متاع الدنيا - ولكن الغنى غنى النفس )
رواه البخاري ،
قال الامام الشافعي.
غني بلا مال عن النــاس كلهـم وليس الغني إلا عن الشيء لا به
إذا ما الظالم استحسن الظلم مذهبا ولج عتوا في قبيح اكتســابـه
واسفه عالاطاله
__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الايام الحلوه
تعليقي على الموضوع ليس طويل كطول الموضوع
بل ببضع كلمات عساها تعبر عن اعجابي بالحوار المميز وبالنهايه الرائعه
سلمت يداك |
الايام الحلوة
بدت هي كذلك منذ لحظة وجودك في موضوعي
اشكرك سيدتي على كرم اخلاقك ولطف مشاعرك
وزيارتك الميمونة ..
دمت بود
كنا معا
__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلع دربي
تبقى القصة بكل أبعادها وأحداثها ،
وألفاظها ومدلولاتها تشكّل سِفْراً مفتوحاً لكل قارئ ليأخذ منها الدروس ويستلهم
منها العبر .
وأوّل ما يلفت النظر ويشدّ الانتباه ، خلق القناعة الذي ظهر في الأوّل ،
ومعاني العفّة والتنزّه التي بدت عند الثاني ،
ثم الحكم الذي يظهر فيه حسن الفهم وسداد الرأي عند الثالث ،
كما يظهر في القصّة ما تعود به القناعة على صاحبها من الخير والبركة ،
فهي كنزٌ لا يفنى ،
وذخيرةٌ لا تنضب ،
والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول:
( ليس الغنى عن كثرة العَرَض – أي : متاع الدنيا - ولكن الغنى غنى النفس )
رواه البخاري ،
قال الامام الشافعي.
غني بلا مال عن النــاس كلهـم وليس الغني إلا عن الشيء لا به
إذا ما الظالم استحسن الظلم مذهبا ولج عتوا في قبيح اكتســابـه
واسفه عالاطاله |
دلع دربي
عندما يكتب الكاتب مقالا ... ونجده بالغد يكتب ايضا
علينا ان نستشعر ان هناك من يستحق الكتابة له .
وهذا انتِ عندي أيتها الكريمة ... عندما اعلم انك ستكونين من ضمن زواري
لابد وان أنتقي ما يعجبك ويشد نظرك له ... ويجعلك تتفيئين ظل كلماتي ..
شكرا لك ايتها الرائعة على جميل حضورك وتعليقك ...
واني لعلى يقين من أنك تابعتي الحوار كاملا ..
اشكرك لك قلمك الرائع ومدلولاته المفيدة ..
دلع دربي / كنا معا افتقدك .. فهل من عودة ...؟
__________________________________________________ __________
رائع جدآ جدآ جدآ
لارى لكلماتي امام عبارتك اي شيء
فلقدابهرتني بروعة هذا الحوار
استمتعت كثيرآ بقرائته
لاعلم ماذااقول يعجزلساني عن التعبير
ولكن لن اخرج من هنا قبل ان اضع بصمتي على هذا الطرح الرائع
تشكرمن الاعماق اعلم ان كلماتي لن توفيك حقك
اختك عيون الريم
كنآ معـاً
حوآر رآئع كعآآدتك..
أولا أشكـرك على المتعة التي اشعر بها اثنآء قرآءة حوآرآآتك..
حوآر اليوم كآن مختلفاً
وآآقعية شديدة جدا..
عندمى قرأت أول حرف شعرت بالغطرسة التي تدفقت من فم هذه المرأة..
كم هو مقيــت ذلك الكبــر..
هنآ تجلت لي تلك المقوولة..
المتكبر كالطير يرى النآس صغآآرا كما يروونه صغيــرا..
لا أدري لمآآذا ضخمنآآ هذه الفوآرق بيننا الى هذه الدرجة..
لمآذا لم تكن هنآآلك مثل هذه الأمور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رغم وجود هذه الفوآآرق..
ولكن لنقل هي قلووبنا تعلقت بالدنيآآ بشــدة..
واصبحنا نعآني شحاً في التوآآضع..
اعجبني تطرقك لنقطة اكمآله لدرآآسته..
فعلا هنآك فرق وآآضح بين من يأتيه نجآحه على طبق من ذهب..
ومن يكدح ويكدح..حتى يصل لمبتغآه..
استهتار الشآب اشعرني بالتفآهة الكبيرة التي يعآنيها..
بعكس صآحب الحوآآر..
فهنآك فرق جلي خصوصا في تحمل المسؤوليات..
فهذا يعمل بمتجر وآلده..وهذا يلهو بسيآرة وآلده غآلبا 
واخيرا..
انهآآئك للحوآر كآن رآئعا..أصلت فيه معنى الشهآآمة وفعل المعرووف بوضوح..
أشكــرك
واعتذر عن إطآآلتي
ودي وعبير وردي..