عنوان الموضوع : جبل دخان.. حرب الوكالة لإيران
مقدم من طرف منتديات الشامل

جبل دخان.. حرب الوكالة لإيران

منقول : مهنا الحبيل



الرصد المتتابع للتدخل الإيراني المتصاعد في أزمة اليمن وفي تصعيد طهران للخطاب الطائفي إعلاميًّا يُعطي نتيجة بأن هذا الاندفاع المتطرف والمتوتر أحيانًا في الاتجاهين يسعى إلى تأمين مهمتين للمشروع الإيراني الأول -وهو الاستراتيجي- هو ضخّ أكبر قدر من الزخم الإعلامي في المنطقة وتثوير الحالة الطائفية لدورة جديدة يتقدم فيها المشروع الإيراني تحت هذا الغطاء لمناطق جديدة من حلم التوسع التاريخي للجمهورية الإيرانية، وخاصةً بعد استقرار التوافق على أجواء الصفقة بين واشنطن وطهران وإن بقي المشهد مرتبكًا بسبب حالة التصدع في الجبهة العسكرية الأمريكية المتزايد وحركة الاحتجاج الداخلي في إيران، وهذا التصدع للجبهة العسكرية الأمريكية تعاظم بصورة كبيرة بعد الهزائم والخسائر المتتالية للأمريكيين في أفغانستان في مواجهة المقاومة الأفغانية بشقيها طالبان والحزب الإسلامي، مع انهيار البناء السياسي البديل الذي نَفّذه الأمريكيون بالتنسيق مع طهران والاتحاد الأوروبي المتمثّل في الطبقة السياسية المشاركة لمرحلة حكم كرزاي أو معارضته في داخل العملية ذاتها، فهذه الطبقة تنهار وتتهشم.

وحتى فرص استبدال عبد الله عبد الله وزير الخارجية السابق بديلًا عن حامد كرزاي أمرٌ غير موثوقٌ، خاصةً أن قطاعًا واسعًا من جمهور تلك الطبقة انسحب منها أو انضمّ معنويًّا أو عسكريًّا لطالبان، وهذا يعني أن أول وأهم مشروع في توافقات الصفقة معرّض للسقوط إذا ما حسمت طالبان الجولة العسكرية مع الناتو مع تردد أوباما الشديد من إرسال مزيدٍ من القوات الأمريكية إلى الجبهة المنهارة، وقد كان الدور الإيراني المرجوّ للصفقة وهو ما أعلنته هو دعم الحرب الأمريكية الجديدة بحراك إيراني ضخم يخطط لاختراق النسيج الاجتماعي في أفغانستان عبر التسييس الطائفي لشرائح اجتماعية واختراق مخابراتي إيراني يَسند خطة الهجوم الأمريكي الأطلسي أي تطبيق نفس أنموذج الإسناد لاحتلال العراق، لكن انهيار الجبهة العسكرية للناتو وفشل حملة هلمند الاستطلاعية الذريع جعل هذه الحسابات في موقف معقّد يؤثّر على مجمل الصفقة الإيرانية مع واشنطن.

أما الاتجاه الثاني المهمّ لتقييم موقف وقراءة إيران الإقليمية هو استمرار النزاع الداخلي العنيف سياسيًّا وثقافيًّا في داخل الثورة وبقاء الانقسام في تيارها التاريخي، وهو ما شهد به أحد الكتاب القريبين من الثورة الإيرانية، وهو الأستاذ فهمي هويدي في مقاله الأخير عن ما أسماه بزلزال طهران, هذا التصدع المجتمعي الخطير في قلب النظام السياسي للجمهورية الإيرانية يُربك بالقطع توجهاتها السياسية ويُوَتِّر تحفزها ثم تنتهي إلى تحريك ملفات أخرى للخروج من أزمة الداخل إلى مواجهات الخارج، وبالذات حين تُعطى مدلولات صراع طائفي وقومي قامت على أساسها الجمهورية الإيرانية بعد ثورة 1979م التي أسقطت الشاه, إن تفاقم الجدل الفلسفي وتوسعه في رواق الحياة السياسية الإيرانية وخشية التيار المهيمن من تفكّك وحدة النظام السياسي الإيراني الخاضع لسيطرته تجعل التفكير في نقل الأزمات وتفجير الملفات الخارجية أمرًا واردًا بل مطلوبًا للنظام السياسي، وهو قضية مسلّمة في علم الاجتماع السياسي.


قرار نقل الحرب

إذًا ما عرضناه من تفصيل للوضعية الحالية للتفكير الاستراتيجي الإيراني يُسهِّل علينا مهمة فهم ماذا جرى في جبل دخان على الحدود اليمنية السعودية ولماذا قررت طهران دفع جماعة الحوثي التابعة لها أيدلوجيًّا والمدعومة إيرانيًّا إلى اختراق الحدود السعودية والقيام بعملية قنص نوعية مفاجئة تجاه أفراد سلاح الحدود العُزَّل من السلاح الثقيل ثم التوغل في ناحية الجبال السعودية وإعلان ذلك على أنه حالة مواجهة عسكرية مع الجانب السعودي، وخاصةً عبر الزخم الإعلامي الذي أعطته الجماعة لتحركها العسكري من طرف واحد باعتراف الحوثيين أنفسهم الذين كانوا يتذمرون من استخدام الجيش اليمني للجانب السعودي، ولم يصدر منهم قبل الحادثة أي اتهام لتدخل سعودي ميداني في الحرب، أمّا السلاح المقدّم لليمن فقضية تصديره قديمة ولم تكن محل تجاذب سياسي سابقًا.

المحصلة المهمة أن قرار طهران بالدفع كان مسبوقًا بمحاولات عديدة متطابقة بين الإعلام الإيراني الذاتي والمُساند لجرّ السعوديين للصراع اليمني الداخلي, وقد كان موقف المملكة الذي ينبغي أن يستمرّ هو الابتعاد عن تجاذبات أطراف الصراع خاصة أن الأزمة اليمنية لها أكثر من جانب مع الملف الجنوبي ومع تكتل المعارضة المشروعة دستوريًّا والمعترَف بها حتى من الحكم، مع وجوب دعم وحدة اليمن واستقراره وسلامة جبهته الداخلية واندماجه الوطني, وهذه الأخيرة سعت طهران مباشرة ومن خلال الحوثيين على تفجيرها ثقافيًّا في الوضع اليمني وهي أول مَن تبنى مصطلح "محاربة الجيش اليمني للحوثيين لأنهم من أتباع أهل البيت" ثم توسّع المصطلح وبإلحاح في اتهام المملكة مع تهديد قديم ومستمرّ من الحوثيين بنقل الحرب إلى الجانب السعودي.

لكن معالجة المملكة لهذه الخطَّة أفضى إلى الاتجاه المعاكس لطموح طهران، فالتعامل مع التسلّل العسكري على أنه تطهير ميداني، ورفض الولوج إلى الزخم الإعلامي الذي تدفع به إيران عبر الحوثيين يفقد الجانب الإيراني ما أضحى يلوح به بقوة من صراع الحرب الطائفية بين أهل السنة في المنطقة وأتباع أهل البيت وأثرُ هذا التصعيد في الخطاب خطير على المجتمع العربي الإقليمي والشامل.

وهذا التوجه الإيراني في تحويل قضية الحوثيين إلى حرب طائفية رغم أنه فشل في الدورات السابقة إلا أن تركيز الإعلام الإيراني عليه فيما تدعي طهران الوحدة وتعزز رفع الشعار في مقابل ممارسات وقرارات ضخمة مناقضة يعطي لنا مؤشرًا ورابطًا على ما ذكرناه في صدر المقال من أحلام التوسع وفي نفس الوقت الخروج من المأزق الداخلي, وما يعزّز هذا التصور هو استدعاء مرشد الثورة علي الخامنئي لمواجهات البقيع السابقة، والتي وقعت مع جماعات محلية من أبناء الطائفة لم يكن فيها إيرانيون إثر بعض الممارسات ثم ما أعقبها من احتكاك مع بعض الأفراد من المصلين في الحرم النبوي، وهي القضية التي هدأت بعد معالجات ولا تزال آثارها باقية, المهم أنّ استدعاء هذه النزاعات وخلفيتها الطائفية قضية خطيرة للغاية، خاصةً إذا زُجّ بها في موسم جديد من المظاهرات السياسية في الحج.

والقول بأن التبرؤ من مساندة المشركين في عدوانهم على المسلمين وعلى الوطن العربي فريضةٌ هو صحيح لكن هذا التبرؤ يجب أن يكون عمليًّا في مواقع التأثير وميدان التعبير المشروع، وليس بين الحجيج المسلمين في وقت تتصاعد فيه الاحتقانات الطائفية, ويحضرني هنا موقف رأيته على قناة المنار للشيخ اللبناني ماهر حمود المتضامن مع إيران قال فيه: إنه شعر بالغبن والانزعاج حين قرأ في شريط الجزيرة خبر احتفالات في تلّ أبيب وطهران بمناسبة إعدام الرئيس صدام حسين، وهو ما يقودنا إلى الاشتراك الفعّال للجمهورية الإيرانية أثبتتها تصريحات وأفلام وثائقية وليس تصريح أبطحي الشهير فقط، بل وحتى في الموقف الإيراني الأخير من تجديد الحرب على أفغانستان, أو ليس التبرؤ من هذه الشراكة التاريخية والابتعاد عنها كان أولى وأوقع من ترديد هذه العبارات في موسم الحج، خاصةًً وأن المشهد الدولي التاريخي لإسقاط العراق أثبتت وثائقه الجازمة أن إسقاط العراق كان ضمانًا مهمًّا لإسرائيل وأمنها الصهيوني، وأن صناعة العراق العسكرية وأسرارها المتقدمة كانت تُدمّر وتُنهب مباشرةً بعد الاحتلال من الموساد الإسرائيلي واطلاعات الإيراني, فأين البراءة من الشرك في هذا؟



الملف الإعلامي هل يسحب الفتنة

إن الموقف السعودي واضحٌ أنه احتوى الوضع وإن احتاج الأمر إلى وقت لمعالجته، لكن كأزمة حدودية مع جماعة وليست حرب استنزاف، تطور إلى مواجهات طائفية في الخليج تربط الشرق بالجنوب بحسب الخطاب الإعلامي الإيراني، فتحول القضية فيها إلى ليّ ذراع وبطاقة تصعيد طائفي تبعثر الاستقرار, ولكن قد يكون هناك مخرج لهذه الحالة القائمة وليس كل الملف لعل المعنيين أن يرجحوا التوازن العقلي بدلًا من الخطاب الطائفي العاطفي, هذا المخرج يقوم على ما تعتبره إيران تصعيدًا مباشرًا وقويًّا ومزعزعًا لحالتها الداخلية من خلال إحدى الفضائيات العربية المقيمة في دبي، وهي محسوبة على المملكة وإن كانت لا تلتزم بسياسة الإعلام الداخلي والتي تُركِّز يوميًّا وبصورة مكثفة على الصراع الداخلي الإيراني، وهذا التصعيد في تقديري وعبر الرصد موجه لمصلحة المشروع الأمريكي والإسرائيلي في توازنات الصراع والصفقة بينهم وبين طهران، وليس لمصلحة الأمن القومي للمملكة الذي إذا أراد أن يدير الصراع بينه وبين إيران فليس بالضرورة أن يدخل على الملف الداخلي الإيراني بهذه الكثافة، بل يدعم إعلاميًّا القوى الوطنية المناهضة في مناطق الاختراق الإيراني كالعراق، وليس من مصلحة المملكة أن يُزجّ بها وبتوازنها لأجل تغطيات إعلامية مشبوهة تُسعّر الأجواء في غير ضبط لمصالح الأمن القومي للدولة وعمقها العربي الإسلامي، ولذا فإن احتجاج إيران رغم أنها تمارس ضربًا من هذا الدور القذر لكن هناك ضابط حتى في ميزان التقاذف الإعلامي, ويبدو أن الإيرانيين يستفزُّهم هذا الأمر، وعليه فإن كان تسوية موضوع هذه القناة سيفشل الهستيريا الطائفية لإيران وجماعتها فهو من مصلحة المملكة أيضًا، والمملكة بقوتّها الذاتية تستطيع أن تُوجِد البديل الملائم والذي يخدم مصالحها مباشرة، والبعيدة عن مصالح المحور الدولي وتجاذباته.



من يسعده نقل الفتنة في المنطقة

رغم أن الجبهة الداخلية للمملكة قوية ومتحدة في منظورها لخطر اختراق الإيرانيين وإدراكها لما يعنيه نقل تجارب طهران في العراق وغيره إضافة لقدرات المملكة العسكرية مع مواصلة عدم التورط في الشأن اليمني الداخلي, إلا أنّ الأمر يعني المجتمع العربي ككلّ وليس أبناء المملكة والخليج فقط، فرفض هذا التصدير للأزمات ليس لأنه مواجهة حكومات ولكن لما يحتويه من تدمير خطير متنقّل لحالة السلم الأهلي في الوطن العربي، ومعروفٌ ما يُفضي له ذلك من كوارث, وهنا فإن أي موقف يستند للفكر الإسلامي الراشد أو للرابطة العروبية أو المبدأ الإنساني للشراكة المجتمعية يرفض مثل هذه الحروب المتنقلة لإيران خاصةً أنّها توقدها طائفيًّا وهنا مسئولية النخبة المثقفة في العالم العربي أن تعيَ معنى هذه النزعات السيئة وتفرّق بينها وبين الخلاف مع أي جهة رسمية، فالقضية تستهدف الأمن القومي عبر اختراق الأمن الوطني ويكفي مشهد العراق وما صنعت به حِراب الطائفيين جنبًا لجنب مع حِراب المحتلين.


وانا اهدي إلى الحوثيين اذناب دولة الفرس الروافض ( ايران ) هذه القصيدة

قصيدة وطني الحبيب وما أحب سِواه


رُوحي وما مَلَكَتْ يداي فداه ــ وطني الحبيب وهل أُحب سواه

وطني الذي قد عِشْت تحت سمائه ــ وهو الذي قد عشت فوق ثراه

منذ الطفولة قد عشِقتُ رُبُوعَه ــ إني أُحب سُهولَه ورُبَاهُ

وطني الحبيب وطني الحبيب وما أحب سِواه

### @ ###

وطني الحبيب وأنتَ مَوْئِلُ عزَّةٍ ــ ومنارُ إشعاعٍ أضاءَ سَنَاه

في كلِّ لَمْحةِ بارقٍ أدعو له ــ في ظل حامٍ عُطِّرَت ذِكْراه

وطني الحبيب وطني الحبيب ولا أحب سواه

@@@@@ # @@@@@

في موطني بَزَغَت نُجُومُ نبيه ــ والمخلصون استشهدوا في حماه

في ظل أرضك قد ترعرع أحمدُ .. ومشى مُنيبا داعيا مولاه

يدعو إلى الدين الحنيف بهديه ــ زال الظلامُ وعُزِّزَت دعواه

في مكةَ حَرَمُ الهُدى وبطيبةَ ــ بيتُ الرَّسولِ ونُورُه وهُداه

وطني الحبيب وطني الحبيب ولا أحب سواه




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

بصـرآحه إبــدع ولآإ إروع


ونقــــــــــل .. ولآإ إجمــل ..


يعطيك ربي مليــون عآفيــه ..



لك آطيب تحيـــــــــــه ؛؛


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________