عنوان الموضوع : رواية (( بكاء بلا دموع )) للكاتبة المبدعة سهر الليالي
مقدم من طرف منتديات الشامل

السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته ..

حبيت أن أعرض لكم رائعة الكاتبة ... سهر الليالي ... (( بكاء بلا دموع ))
من الروايات المؤثرة في النفس ، والتي تناقش سلوك للأسف منتشر في المجتمع ..

إليكم هذه الرائعة ...

بكاء بلا دموع


" مات .."





" الله يرحمه ."

طالعت الريم لـ شمس وهي متفاجئة

" توقعتج تكونين متعاطفة . مصدومة ..لكن ماتوقعتج تكونين بهالبرود وأنا أقولج أن طلال مات .. "

التفت شمس بعيد عن الريم ..تكتم دمعتها ...

" هو صج ..مات ؟؟"

" اييه .. اليوم الصبح ارتحل ..تعذب وايد .. "

" ارتاح وريح .. "

وقفت الريم قالت وهي تصيح بقوة

ـ هذا موقفج ؟؟ بعد كل الــ...

"بس .. خلاص .. مايحتاي تذكريني كل دقيقة .. خلاص مات .. أنا شسوي له ؟؟ شتبيني أسوي ..ارحميني يا الريم ..ارحميني .. قلت لج خلاص . خلاص .. لاتفتحين هالصفحة بعد اليوم .."

الريم" ما أقدر .. هذا ولد عمي ...وله حق علي .. "

شمس " وأنا بنت خالتج.. ولي ...حق عليج .."

اجلست الريم على طرف السرير . وتمت شمس واقفه تطل من الدريشه .. مااقدرت تطالع لالريم .. ولا اقدرت تنطق حرف زياده ..

" بتحضرين العزا ؟؟ "

هزت شمس راسها بلا ..

تكلمت الريم بعبره " حرام عليج .. حتى عزاه ما بتحضرينه .. حرام عليج .. ليش قلبج جليد ؟؟ ليش ؟؟ كان يموت عليج .. أنا أذكر كنت تحبينه .."

التفت شمس واهتزت الريم لما شافت دموعها ..

" جرحه علمني الكره .. اللي سواه فيني علمني أكون أقوى .. ما أقولج أني ..أحبه .. بس للأسف مامر يوم مافكرت فيه .. مامر يوم ما نمت على هالمخده إلى وأنا أصيح وأخطط شلون .. أنتقم منه .. "

"تنتقمين منه ؟؟ "

" أو أرجع له .. ما أدري .. اللي أعرفه أن حياتي .. ماعادت مثل الأول .. إن فيني شي انكسر .. ومابيتصلح .."

حطت الريم يدها على جتف شمس ..

" على الأقل خليه يرتاح .. "

التفت شمس بعيد عن الريم .. ومسكت أوراق كانت حاطتها على السرير

" شتبيني أسوي ؟؟ "



"سامحيـــه "" ..

" أسامحه ؟ ""

" شمس .. أنتي ماتفهمين ... طلال مات .. يعني .. انتهت حياته.. ماعاد بيرجع ..مات يا شمس مثل مامات أبوج .. ارحميه .. وسامحيه .. أرجوج .. "

" أسامحه ؟؟ تطلبين مني أسامحه ؟؟ وحقي ؟؟ وسنين عمري اللي راحت ؟؟ وجروحي وانتقامي ومحمد ؟؟ "

قربت الريم من شمس بهدوء

" راحت معاه .. سامحيه . أرجوج .. آخر اسم انطقه كان اسمج .. .. سامحيه .. أرجوج .. علشاني سامحيه ..."



وقفت شمس ودموعها توقفت ..

" سامحته .. سامحته يا الريم .. علشانج سامحته. وربي شاهد ..أنا خلاص . ما بطالبه بشيء .. "

صرخت الريم " ولا بتقدرين تطالبينه لأنه مات .. شمس انتي ماتفهمين؟؟ طلال بيندفن اليوم العصر .. "

شلت الريم عباتها وطلعت من الغرفة .. لكن شمس كانت تحضن الأوراق .. وطالعت خطه على الورق .. رسايله ..ريحته .. كلماته ..ومشاعره ..تذكرت .. انقبض قلبها وبجت ..توها استوعبت انه خلاص ...رحل ...



الفصل الأول :بعد الرحيل ..

________________



مر شهرين .. من آخر محادثة كانت بينها وبين الريم ..صديقة عمرها ..وبنت خالتها..تجهزت شمس للدوام ..وهي تشتغل موظفة في دائرة حكومية ..مسكت شنطتها ونزلت ..

" كل ما يالج ..تذبلين .. ما أدري يا بنتي متى بشوف ابتسامة على ويهج "

باست شمس راس أمها وجلست تشرب قهوتها ..

" وين ماجد ؟"

" ماعنده دوام اليوم .."

"وصافية ونوير و شيخة ؟؟"

" ماعندهم شي اليوم ..شيخة كان عندها محاضرة وكنسلها الدكتور .. ونوير وصافية ..ما ادري شكان عذرهم . بس .. قريب من عذر شيخة .."

شمس " يمه شخبار معجبة ؟؟ "

ام ماجد " قولي خالتي معجبة .. "

شمس " شخبارها ؟؟"

ام ماجد " بترد من مصر الأسبوع اللي ياي .."

شمس " لقت الكوافيرة اللي تبيها ؟؟ "

ام ماجد " لا .. بس بتدور في لبنان بعد شهر .."

شمس " يمه .. اكثرت سفراتها .احنا مب ناقصين "

ام ماجد " شمس ..انت تعرفين ان معجبة هي الوحيدة اللي رتبت لي أمور الصالون وخلته من أشهر الصالونات في الدوحة "

شمس "ماقلت شي .. بس أقولج أن سفراتها اكثرت .."

ام ماجد " هذا انتي .. يا ساكته طول الوقت يا لسانج يطول علينا "

تنهدت شمس ..وحطت الكوب على الطاولة وقالت بصوت واطي

" مع السلامة يمه .."

شمس مقتنعة أن أمها ما ترضى كلمة على اختها معجبة ..وأن مهما صار أمها بتكون هيئة الدفاع الأولى في صف معجبة رغم كل الأشياء الغلط اللي تسويها ..

**

"يات .. يات مس كآبة .."

"شنو ؟؟ "

"مس كآبة .. شمس ثامر .. رئيسة القسم .. يات .."

"هذا آخر عمرنا ؟؟ وحده تشبه دراكولا بطبعها ترأسنا حن الرياييل ؟"

التفت سلطان لعبدالعزيز وابتعد عن الدريشة ..

" لي متى ؟؟ ما تعودت على هالموضوع ؟؟"

حذف عبدالعزيز القلم على المكتب "ولا بتعود لين هالمخلوقة تفارج ..هي تيي آخر الناس وأنا وأنت من الصبح مرتزين هنا .. تقول عبيد عند أبوها .."

جلس سلطان على مكتبه وقال له بصوت واطي وهو يفتح الملفات

" بس عاد .. لاتنسى الشورت ليف والاجازات المرضية والاضطرارية كله في يدها ,,ولاتنسى أنها تقيمنا وتقيم شغلنا ..وهي في هالوظيفة من سبع سنوات .. يعني قبلنا بخمس سنوات .. "

"مايعني أنا نسكت لها ولأمثالها لما تكلمنا مثل الدريوليه عندها .. لاتنسى انا حن أكبر منها بوايد .. أنا عمري ست وثلاثين سنة وأنت من عمري .. والأولوية المفروض لنا .. "

رفع سلطان يده باستهزاء " أنا وأنت لو درسنا من الأول بدل هالعشر سنين اللي ضيعناها كان كنا في مركز أعلى ..هي من عمرها سبعطعش دخلت الجامعة .. وخلصتها وعمرها واحد وعشرين واشتغلت على طول ولاضيعت وقتها ..وهي الحين رئيسة هالقسم سنة ولا اثنين بتصير مديرة وماتدري اذا بتصير وزيرة بعدين ولا لاء .. "

رن التلفون ورفعه عبدالعزيز بضيق نفس

" نعم ؟؟ أنا ماقلت لج لاتتصلين هنا ؟؟ بعدين .. يلا مع السلامة "

التفت عبدالعزيز لسلطان

" لاعت جبدي ,, المدام كل مايالها وغيرتها تطق المية وثمانين "

سلطان " حشى سيارة مهي بمدام "

ضحك عبدالعزيز .. ورجع لأوراقه ..

دخلت السكرتيرة وقالت " اجتماع "

قال عبدالعزيز " اييه ..الحين وصلت .. وقررت أنها تبي اجتماع .. وبنرتزع هناك ربع ساعه لين حضرتها تشرف .. "

استغرب سلطان من رفيجه .. ومو من عادته أنه يطيح حش في حد مثل الحريم ..قال وهو رايح صوب قاعة الإجتماع

" ماأدري شفيك يا ريال .أمثالك لازم يعيشون في جزيرة بروحهم .. "

عصب عبدالعزيز "ليش انشاء الله ؟؟ فيني العنكز ولا مرض معدي ؟؟"

قال سلطان بإبتسامه "فيك مرض أقشر .اسمه (( مايعجبني أحد )) "

**

دخلت شمس مكتبها حطت شنطتها وشالت الملف الي جهزته للإجتماع.. وطلعت على طول ..

" مدموزيل شمس .. خبرت كل الموظفين بالقسم بالإجتماع .."

"تعالي .."

دخلت وجلست .. لقت من الموظفين سلطان بس ,, ومن الموظفات نورة وفاطمه وآمال.. السكرتيرة الثانية ..



"وين عبدالعزيز ؟؟ و ناصر ؟؟ "

دخل عبدالعزيز في نفس اللحظة .. وجلس على الكرسي بطريقه استفزازية ..

"وين ناصر ؟؟ آمال ممكن تشوفينه ؟؟"

قال سلطان ببساطه " ماجا اليوم .."

شمس تحترم سلطان كثير لكن عبدالعزيز وناصر ماينزلون لها من زور.قالت مضطرة "خل نبدأ الإجتماع "

كان فكرها مشغول بناصر . اللي مايحضر أبد . أكثر من مرة قدمت ضده مذكرة بس ما تدري ليش ما احد يتصرف .. السبب اسمه .. اسمه وايد عود والواسطة مب مقصرة .. لو أنه موظف عادي بإهماله كان اطردوده من زمان ..

"التوزيع الجديد للمعاملات والشغل بيتغير .. للأسف .. آمال بتنتقل .. فالشغل بيسبب وايد ضغط .. جدامكم الخطة ..حد عنده اعتراض ؟"

قال عبدالعزيز " اييه أنا عندي اعتراض ..أشوف مكتب ناصر مااندرج تحت الخطة ؟"

"لانه ببساطة راح ينتقل .."

ماقدر يمسك نفسه" أقدر أقدم بطلب نقل مثلي مثل ناصر ؟؟"



"نقل ناصر كان بسبب غيابه المستمر .. نقلته لقسم ثاني تحت اشراف

ثاني ..لكني ما أفهم سبب رغبتك في الإنتقال "

قال عبدالعزيز بثقة "مايعجبني صراحة الشغل..ما أحب أكون تحت اشراف حرمه "

انصدمت شمس برده ..فقالت في عفوية

"قدم طلب .. وبنقله للمدير مع توصية خاصه لو تحب .. وبذكر له أنك ترفض العمل تحت اشراف إمرأة.. أو مثل ماتسميها ..حرمه "

وقفت شمس وشالت الملف وقالت

" في أي شي ثاني ؟؟"

قال سلطان في احترام " بس شيء واحد .. مع انتقال ناصر وآمال المكتب بيزداد ضغط العمل .. مافي تعيينات أو نقل جديد؟؟"

قالت باحترام وتقدير لهالإنسان الواعي " للأسف التعيين الجديد بيكون خلال شهر والانتقال ماأعتقد بيكون أي انتقال ..ماأدري ليش هالقسم عليه لعنه . محد ينتقل له .. بس ينتقلون منه "

تمتم عبدالعزيز "يمكن بسبتج؟"

شمس اسمعت عبدالعزيز لكنها طنشته .. وطلعت بعد ما وزعت عليهم جدول الشغل ..

لحقها سلطان وقال " أنا أعرف طالبات جامعيات يدورون على شغل ممكن أقدمهم وبوساطة منج ومن المدير يمشي حالهم ويشتغلون .."

قالت شمس بهدوء " انزين .. خل يقدمون اوراقهم .. وأنا بوضح للمدير حاجة القسم الشديده لأيدي عامله جديده ."

قال سلطان بعد تردد " صراحة البنات فقيرات ويتيمات وهم يسكنون في فريجنا وأتمنى أنني أساعدهم … "

عرفت شمس أن سلطان يبيها تتوسط بشكل أكبر وتوظف البنات فقالت وهي تحترم هالشخص

" ييب لي أوراقهم ..وأنا أتصرف بإذن الله "

" شكرا أستاذه شمس .."

انصرف سلطان .. وتمت شمس سرحانه زار ذاكرتها طيف طلال المرحوم ..سلطان مايشبه طلال في شي .

سلطان أسمر وطويل ,, لكن طلال كان أبيض وملامحه سمحه وطولها تقريبا .. كان يتعقد لما كانت تلبس الكعب ..

. لكنها تذكرت حرص طلال الدايم على مساعدة الناس .. تعوذت من الشيطان ودعت له بالرحمه ..

*****



مواصفاتي :سعودي وسيم..متدين .. العمر 34 موظف الحالة المادية ممتازة

المواصفات المطلوبة : بيضا رشيقة موظفة رومانسية ...





تأففت الريم .. طالعت علبة الآيسكريم الفاضية ..راحت للثلاجة وطلعت علبة ثانية ... وفتحتها ورجعت عيونها تتابع قناة العفاف ,,



دخلت شمس في هالثانية .. قفزت الريم واحضنتها بقوة

"يالحمارة شهرين ماشفتج "" ..

قالت شمس " كنت أبيج تشتاقين لي ,, شخبارج ؟؟ شتسوين ؟"

يلست على الأرض بقرب الريم واعزمتها الريم على آيسكريم وقالت

"تعرفيني .. كل صيف أترس الثلاجة عسكريم وأيلس مقابله التلفزيون "

قالت شمس وهي تتذكر أيام زمان "أيه .. تذكرت ماغيرتي العاده ؟"

هزت الريم راسها بلا وقالت وهي تآكل "ما أتحمل الحر .. ما أتحمله من أطلع من البيت جسمي يحسس ويحكني .. هالشهرين سبع وثمانية ...ما أتحملهم .. "

أشرت شمس على الآيسكريم " بس بتمتنين و بيصيدج سكري أنت وويهج "

قالت الريم بثقة " لا ان شاء الله .. انت تعرفين أني ما آكل شيء غير العسكريم والسلطات في الصيف ..مافيني عالمتن ..الدكتور محذرني ,, الربو عندي بيزيد "



ابتسمت شمس وهي تذكر اول مرة الريم ادمنت الآيسكريم .. كانت شالت اللوز من سبع سنوات ..والدكتور منعها من اكل شيء صلب ..وطلب منها تكثر من العسكريم والعصاير والاطعمه السائله .. وأدمنت الريم .. صارت كل صيف تقابل التلفزيون وتآكل عسكريم . مرة تطالع أفلام ومرة مسلسلات كارتون ومرة أفلام هندية ..



طالعت شمس لقت القناة موقفه ...سألت الريم " شنو هذا ؟"

قالت الريم " هالصيف اكتشفت قناة لطلبات الزواج اسمها العفاف .. أمبيه نسيت الصورة موقفة "

"لحظة خل أقرأ "

قالت الريم "ماينفع ..يبيها بيضا وموظفه "

استغربت شمس "بس أنتي بيضا "

قال الريم " ايه . ..بس هو كذا مايدور على الشكل والفلوس ..طماع "

مافهمت شمس لكن الريم قالت "حسافه وقفت القناة الحين طلبات الزواج طافتني "

واندمجت شمس مع الريم وهم يقرون الطلبات ..تحلطمت الريم

"هذا يبيها دبه ! ايه معليه عشان يمسخرها عدل "

ضحكت شمس

استغربت الريم "شبلاج ؟"

"شوفي البنات .. كل وحده تقول انا جميله ورشيقة والجسم يذوب ههه"

قالت الريم " ايه معليه على هالكذب "

قالت شمس "يمكن صدق بس ..بهالطريقة كلهم يشبهون بعض فمافرق بينها وبين أي وحده ثانية لو كل وحده تذكر صفاتها واهتماماتها ""

قالت الريم " لا صدقيني .. انت ركزي على طلبات الرياييل ...لاتطالعين صوب الحريم يمكن ترتاحين لشخص معين ..شوفي .. رجل أعمال جذاب متدين ...يوه .. مايصير .."

"شفيج ؟"

تحلطمت الريم "يبيها حلوة وموظفة ..انزين انت رجل اعمال شتبي في الموظفات ؟"

استغربت شمس "انزين .. من متى انتي عالقناة هذي ؟"

"من ثلاث أسابيع ...شوفي حد الآن عشرين واحد مصرين على خياراتهم وكل مرة يعيدون فيهم .. بس الباقي يختفون .. تهقين يلقون حريم ؟"

فكرت شمس بحيرة وقالت " مدري انزين انتي تبين تتزوجين ؟ "

هزت الريم راسها بإي ..

سألتها شمس "في حد لفت نظرج ؟ من هالقائمة ؟"

برطمت الريم وقالت متحسفة " مافي من عيال البلد .. كلهم خليجين أو شاميين ومصرين .. بس في اماراتي عجبني وايد طلبها مثقفة ومايهمه الشكل وهو ملتزم ومهندس .. تمنيت أرد عليه .. بس ابوي قايل لجدتي أن ما أخذ حد من برا من عيال البلد ولازم قبيلي ,, مب أي حد .. أنا نفسيتي تعبت . .. عيد ميلادي شهر اكتوبر ,كم سنة و بصك الثلاثين وانا خطوبة محد خطبني ..أي قبيلي بياخذ وحده اشردت امها مع ..استغفر الله "

طالعت شمس الريم بحنان وحاولت تغير أفكارها وقالت " توكلي على الله ولاتيأسين .. "

قالت الريم بقهر " السبب خالتج .. اللي .. "

قالت شمس " لا .. خالتي مها بريئه لاتصدقين حجي الناس .. وبعدين تبقى أمج .."

تعوذت الريم من ابليس " لاتذكريني أنها أمي .. ألعن هذيك الساعة اللي انولدت فيها .. "

قامت شمس وهي تقول " تعالي بيتنا "

هزت الريم راسها " لا .. أبوي حالف على أجدادي ما أطلع لمكان في الصيف .. لانه مسافر وانت تعرفين موال كل صيف .. يخاف أشرد شرات الوالده "

تضايقت شمس من الريم .. قالت تغير الموضوع

"بتمين جي تزطين في هالعسكريم ومقابله هالقناة ؟"

حطت الريم الملعقة وقالت " ايه .. شكلي بستوي مثل بوعلي في طاش ..تم "

هزت الريم جسمعا بطريقه مشابهه ..ضحكت شمس وقالت " انزين .. أنا بروح .. اليوم انغثيت في الدوام .. "

"ليه عسى ماشر ؟"

"تذكرين عبدالعزيز الغثيث .. اليوم تطاول بالحجي علي بس أنا طنشته "

قالت الريم بلامبالاة "زين تسوين .."

طلعت شمس من عند الريم وقررت أنها تمر يدة الريم .. بس ترددت .. وطلعت من البيت بدون ماتمرها .. راحت هذيك الأيام لما كانت كنة ولدها .. وهي في طريقها للسيارة شافته حست بغصة .. أشر لها تدخل البيت .. اسحبت نفسها غصب وراحت داخل ..

أبو طلال " شلونج شمس ؟ ماشفتج من زمان .."

اغرقت عيون شمس بالدموع وانهارت تبجي .. ادمعت عيون بو طلال وقال لها يهديها من بعيد " اهدي يا بنتي .. الله يرحمه .."

ماقدرت شمس تتكلم ..قال بوطلال " أتوقع اللي صار فيه حوبتج .. "

"عمي شتقول .. لا ..أنا ماحقدت عليه ولادعيت عليه .. لاتقول "

هداها بهدوء وقال " لانج ما سويتي شي .. الله انتقم لج .. حقج مايضيع "

ارتجفت شمس لهالفكرة " لاتقول ياعمي ..الله يعرف أني أحب طلال .. صج اني كنت مظلومة .. بس ما كنت أتمنى له الموت .."

"يعني سامحتيه ؟"

" من زمان يا عمي .. من زمان ..."

وفي قلبها ..لما مات بس ..لمامات ..

"انزين وولدج محمد ؟"

تنهدت شمس وقالت " محمد من يا على هالدنيا وهو مايعرف إلا أم وحده وهي خلود .. والحين بعد موت طلال .. بنتظر شوي لين آخذه منها .. حرام يفقد ابوه وامه في سنة وحده .."

قال عمها مستغرب "بس أنتي أمه "

قالت شمس بقناعة " بس هو مايدري بهالشي .."

"طول عمرج عاقله ..وتهمج مصلحة الكل ولو على نفسج .."

"عن اذنك عمي .."

اتجهت شمس لسيارتها وطلبت من السايق أنه يآخذها للبيت .. تذكرت كلمات الريم ." كله من خالتج مها "


أنتظر منكم التعليق على الأحداث ...

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

k





تـتابع الفصـل الأول الجزء (2)



*********













الريم ..الريم ... تعالي يدتج تبيج ..

خافت الريم هذا صوت عمها بوطلال .. شغلت الفيديو تسجل عشان ماتطوفها الطلبات وهي تحت .. اوقفت جدام التسريحه وتحسرت .حرام هالجمال محبوس بين اربع حيطان سنين .. تنهدت ,, وانزلت بعد مالبست شيلتها عمها بو طلال مايرضى تبقى بدون شيله ..

"السلام عليكم "

سلمت على عمها اللي قال "شتسوين مخلية يدتج بروحها ؟"

ارتبكت وقالت " كنت أكوي ملابسي "

أدركت غلطتها في نفس الوقت وعضت على شفايفها وهي تسمع كلام عمها الجارح "حق ايش تكوينها وين تبين تطلعين ؟ شمسوه وتوها كانت عندج وين تبين تصيعين يالصايعة بنت الصـا.."

"بس.."

كان صوت جدها عيسى ..انخرس عمها بوطلال اللي راح يسلم على ابوه بس طنشه الأخير ..

" سعد .. آخر مرة أسمعك تتلفظ بهالالفاظ في بيتي و لبنت ابني .. والا أقسم بالله العظيم اني ما أخليك تطب هالبيت وأنا عايش ريم روحي غرفتج "

كان عمها يبي يتكلم ,, بس ماتكلم ..انخرس وكانت نظراته كره لها .. هو أصلا مايحبها من انولدت .. ويوم كان طلال يبيها بغى يذبحها ورحمها طلال ونسى الموضوع ,, كله من امها .قتلت قلبها وهي بنت 18 ..واتفقت هي وطلال أن يكونون اخوان .. ويتجاهلون هالمشاعر لان مافي شي في هالدنيا بيقنع ابوه انه يتزوجها ,,وبعدين التقى طلال بشمس ,, كانت فرحانه لهم بس قلبها يعتصر ألم ..تعودت مع الأيام . ..وتقبلت هالأمر .. ولما فتح الموضوع مع ابوه بغت تصير مذبحه ,, كانت موجوده لما سمعت طلال يرد على ابوه

"الريم وآمنا بالله أنها بنت مها ,, لكن شمس زينة البنات ,, يبه أنا ضحيت بالريم ..لكن مااقدر أضحي بشمس .."



كانت تبجي دم كلما تذكرت هالكلمات .. بنت مها .. كرهت امها في هذيك اللحظة ..واسودت صفحة من حياتها ,, ليش يا يمه .. شلقيتي في هالـ.. أزود عن أبوي ..

تزوج طلال بشمس .. ورضخ ابوه لطلبه .. وابتعد عن حياتهم .. لكن السعاده ما انكتبت لهم لما خيمت أشباح الماضي على حياتهم ..واشتغلت الوساوس في راس طلال ..



تمددت الريم على سريرها وقالت وهي معصبة "بنت الصايعه فهمناها ,,لكن .. أنا .. ليش ياربي ليش .. "

مسكت شعرها ومثل كل مرة تمر فيها بلحظة هم .. تمت تتسلى وهي تقطعه بيدها شعره شعره ........الألم كان ينسيها شوي من همومها ,,في نظرها الألم الحسي أهون ألف مرة من روحها اللي تصرخ من الظلم ..

*****



"من هو ؟ "

" ما أدري مجرد موظف .."

"شمس احترميني وأني سترت عليج بعد الفضيحة اللي كانت .."

"طلال ..بس حدك عاد …! "

وامسكها من شعرها وانتفضت وهو يصرخ

" من هذا اللعين اللي كنت تكلمينه بهاللهجة .. من ؟ من ؟ "





فتحت شمس عيونها برعب . كانت تكلم نفسها بهمس

. الحمدالله .. حلم ..حلم يا شمس .. انتهت هذيك الأيام .. و..طلال مات ..مات يا شمس ,, صار له شهور ...صار له شهور مات ..مات "



قامت للدرج وطلعت ملف .. كانت تحط فيه الظروف اللي توصلها من خلود ..ماكانت تفتحها .. قالت والدمعة ترقرق في عيونها

"يا قسوة قلبي .. ما كان عندي أمل انه بيرجع ..بس الحين بيرجع لي ولدي .. "



ارتجفت يدها وهي تبي تفتح الظروف .. لكنها ما اقدرت .. عودت قلبها أنه يقسى .. طلعت ملف ثاني .. رسايل طلال لها ايام الخطوبة وبداية الزواج .. صورهم .. الرسايل ارقدت من كثر ماكانت تقرأهم .. والصور تكسرت .. من كثر ما كانت تحضنهم وتبجي .. ليش يهون على قلبها أنها تتذكر ايام قبل ..ولايهون عليه أن يفتح هالمظاريف ؟

يمكن لانها جربت الم هالرسايل القديمة .. وهو أهون بكثير من ألم هالمظاريف ,,لكن محمد بيرجع لها.. عمها بو طلال قال لها انه ولدها انه من حقها هي ...بس هل هي مستعده ؟ ..كان الخوف مستعمر قلبها استعمار ماله حدود ..الولد مايعرفني ..

ولما تذكرت آخر مرة شافته ..اذرفت دموعها مثل الشلال ..



"تعرفين اني بفضحج .. أنا بآخذ الولد .. وأذا اعترضت .,,تعرفين شينطرج وينطر هلج وخواتج من فضايح "



خذه من يديها .. وماخلاه حتى يتغذى من حليب صدرها .. تذكرت دموعها وهي تقول له " بس خل تكون عنده مناعه . بعطيك اياه . بس خل يشرب حليب صدري .. "

صرخ فيها طلال " مايبي حليبج الخايس .. .بتلوثينه بخيانتج .."

اصرخت بكل قوتها " لكنه دمي ..دمي الي يمشي في عروقه أكثر من دمك .."

قال لها ببرود "لاتزيدينها ..ما يكفيه انه بيضطر لمواجهه هالواقع المر " .



شهقت في هذيك اللحظة ..وكانت بتموت .. توها كانت تعاني من مخاض مدته عشرين ساعه .. وأول ماانولد البيبي .. بياخذه منها وهو عمره ساعتين ؟ .. ادمعت عيونه وهي تسأله " شبتسميه ؟"

قال بلؤم قتلها "محمد.."



انهارت بالبجي أيام .. وما اقدرت تتكلم .. اخذ الولد منها ..وحلف عليها ماتمسكه .. والا .. بيفضحها ويفضح أهلها كلهم ويخلي سيرتها على لسان اللي يسوى اللي مايسوى .. وشمس كانت تعرف أنه بيسويها ,,فإشترت سمعة أهلها مقابل ولدها .. اللي كان يسلي قلبها أن خلود زوجته اليديده .. طيبه .. كانت تطرش لها ظروف فيها صوره .. لكنها كانت جبانه .. وما تجرأت تشوفها . ..هي ماتذكر ريحه ولدها .. ولاتذكر ملامحه ..وقررت أنها في غنى عن وجع هالقلب .,,خلود كانت تطرش لها بانتظام .. لكنها كانت تحطهم في الملف وهي واثقة أن قلبها مايقدر يتحمل أين يشوفه .. امنعت نفسها من شوفته .مع انها كانت تفكر أكيد عيونه مثل طلال .. وخشمه .. مثلها .. وأكيد أبيض ..لانها بيضا وطلال ابيض .. بس .. هذي الصورة الي كانت في بالها .. عيون طلال وبشرته .. وخشمها ..

طالعت الساعة .. اربع الصبح .. اكيد أذن الفير .. بتقوم تيدد وتصلي .. وتدعي الله أن يمر الشهرين الجايين بسهوله ..



كانت تنطر خلود تخلص العده قبل لاتروح وتآخذ ولدها .. أكيد خلود محتاجه ونيس .. العده مب هينه .. اكيد بيسليها محمد .. وهي لاتستعيل.. بتقضي العمر كله معاه .. .. خلود كانت طيبه معاها .. بعدين انطرت أربع سنوات .. تقدر تصبر بعد شهرين ..



********



"بتترك القسم وتخليني مع البنات ؟"

قال عبدالعزيز " تحمل .. قلت لك انتقل معاي .. بس أنت ماتبي .."

سحب سلطان نفس من الشيشة .. وقال

"عبدالعزيز .. خلك من هالكبرياء الماصخ وتم معاي في القسم .. أنا جربت كل الأقسام وهذا القسم هو الوحيد اللي ارتحت فيه .. الشغل معقول والإدارة معقولة .. تدري أن ناصر لما درى بنقله انغث ؟"



ضحك عبدالعزيز لكن ضحكه انقلب لعبوس لما دق تلفونه ومكتوب عالشاشه "ام العيال " ...

"لاحول ولاقوة الا بالله .. تعبت يا أخي ..تعبت .. كل دقيقتين تدق علي ..شكلي بسوي لرقمها ترشيح .. والله تعبت منها "

قال سلطان وهو يدخن " للحينها تغار ؟؟"

قال عبدالعزيز" ايه .. ماصار زواج .. سجن تبيني اقابلها واطلع معاها .. مليت منها ياريال .. "

استغرب سلطان " بس ليش ؟؟ تو الناس .. ماكملتوا سنة .. أنا المدام تمت غاثتني ثلاث سنوات قبل لا اقرر اطلقها ..وتميت سنة كاملة اراجع قراري .. كسر خاطري الولد .. بس اشتريت راحتي ..ما أتحمل صراحه ..وافترقنا بالمعروف "

قال عبدالعزيز " والولد للحين عندها ؟"

هز سلطان راسه وقال " ماصدقت خلصت العده تزوجت وحذفت الولد على أمي .. تقول ولدكم وتحملوه .. "

ضحك عبدالعزيز وقال وهو يطالع سلطان اللي مستغرب من ضحكه

"ما أدري يا أخي انت تنصحني ولا تحذرني "

ضحك سلطان .. بس في قلبه ماكان يضحك .. فيه جرح لكرامته .. ماصدقت العده خلصت وعوضته بريال ثاني .. توقع أنها تحاول ترجع له .. ماكان مقصر معاها .. وتوقع انه كان في ذرة حب في قلبها تجاهه ..على الاقل تنتظر سنة .. ست شهور .. لكن.. انكمش سلطان من داخل .. صعب بعد عشرة ثلاث سنوات وشي .. تنساه وتستبدله بسهولة ..صج ان حياتهم كانت صعبة والتفاهم بينهم كان معدوم .. لكن .. ماكان يتوقع العيش والملح اللي بينهم ماله أي قيمة ..



"وين سرحت ؟ "



طالع سلطان عبدالعزيز . "لبيه .."

عبدالعزيز "لامافي شي .. أنا بروح البيت ..عن اذنك .."

طالع سلطان الساعة كانت تسع ونص .. "الله معاك "



عبدالعزيز ماقدر مايطالع لسلطان قبل لايركب سيارته .. وسط الربشه وسوالف الشياب ومباراة الكورة اللي عالتلفزيون ..كان سلطان مغمض عيونه يدخن القدو ولا كأنه حد جنبه ...ما فهم عبد العزيز اللي يدور في بال سلطان .. قال في نفسه وهو يركب السيارة " خوفي أنتهي مثلك ...أيلس في القهاوي لآخر الليل أدمر نفسي بنفسي بهالقدو ..خل أصبر على نورة ... الله يهديها بس .."



**



في شقة فخمة كانت تيلس فاردة شعرها الأسود الطويل الناعم .. والكحل في عيونها اللي سوادها من سواد الليل ...هالعيون اللي تنطق حزن .. هدبها الطويل نسى طعم الدموع .. نست عيونها الواسعه شلون تبجي ..تحجرت كل دموعها ..

طلع من الحمام وهو لابس الروب ..ابتسم لهالملاك اللي ييلس عالسرير ينطره .. ببشرتها البيضا وثوبها الأبيض .. كانت جميلة بشكل يسحر ..

يحب اللون الأبيض عليها .. وهي ماتغير هاللون أبد ..

"معجبة ..."

"لبيه "

"رجعتي تفكرين ؟"

"ايه.."

يلس مقابلها وقال

"بشنو تفكرين ..ممكن أعرف ؟ "

طالعت له معجبة ..وهمست

"بعد يومين برد الديرة .. وبتمر شهور وايد قبل لا أشوفك.."

قال متلوم " صدقيني .. كنت أبي أجي أبجر .. بس .. ماقدرت إلا اليوم ..أنا مشتاق لج .. وأفكر فيج ليل مع نهار .. وكل لحظة أقول الحين أروح بيتهم وأقولهم وين عجووب ...بس .. أتراجع عشانج "



ابتسمت معجبة وهي تقول

" ولا عشان نفسك ؟ والله أن شافتك شمس بتآكلك ..اليوم كلمتني أختي وقالت لي أنها سألت عني اليوم الصبح ..وعاتبتها .."

قال ناصر بتعب " واليوم كلمني عبدالعزيز وقال لي انها قدمت طلب نقلي .. يعني بعد اليوم أذا أبي أشوفج ما أقدر أقولج مري شمسوه ."

قالت معجبة "خل أقول لها انا تزوجنا .. "

"لاء .."

كان رد ناصر حازم .. ما حاولت معجبة أنها تناقشه لانها ملت .. فسكتت.. لكنه قال " أحنا اتفقنا ان اختج جوزة بس هي اللي تعرف ..وتزوجنا برضاها وبعيد عن الناس كلها .. "

"بس شمس بنت اختي جوزة .مب ناس .."

قال بعصبية

"شمس تكرهني ..وأنا أعتبرها من الناس .. خلاص لاتفتحين الموضوع .."



استسلمت معجبة .. عشانها تحبه ماتقدر تعانده .. هي قوية .. ايه .. بس ماتقدر تستغني عنه .. لأنه الشي الوحيد اللي يعطي حياتها أهمية وكيان .. لو تبقى بين احضانه للأبد ماتمانع.. لكن هذا التشتت اللي هي فيه يتعبها .. ماتلتقي فيه إلا كل كم شهر .. طالعت له .. ما عرفت أبوها ..ولا عاشت في حياتهافي ظل رجل .. كانت هالشخصية طوال حياتها ناقصة ..توفى ابوها وهي صغيرة ..وزوج امهم خذ أمهم وتركها في بيت اختها جوزة .. كان عمرها ثمان سنوات لما انولدت شمس ..وكان عمرها 12 سنة لما شردت مها وصار اللي صار ..ماتنسى امها للي رجعت مطلقة وعايروها ببناتها اللي مالهم لا اب ولا اخ ,,.ولا ريال يأدبهم ... واختها جوزة اللي بجت دم بس عشان مايتركها زوجها ثامر .. واقتنع ثامر ان جوزة مالها ذنب ..لكنه طردها هي ورجعها بيت امها .. اللي ماتحملت الصدمة وتوفت بعدها بشهرين .. ما ازعلت على امها ..كثر ما ازعلت على مها ..مع اللي سوته مها .. واللي كان شيء مفاجيء ..بس تذكر مها أكثر ماتذكر أمها ..تذكر طيبتها وحنانها وجمالها ..الجمال في عايلتهم لعنة .. ولا وحده فيهم لاهي ولاخواتها تهنت بحياتها .. وحتى شمس اللي كانت نسخه من مها ما تهنت ..ولا الريم اللي حبسها ابوها في البيت ولاخلاها تكمل دراستها .. نوير وصافية وشيخة يمكن بينجون من هاللعنة ... لأن في نظرها ولا وحده ورثت ملامحهم .. واكيد ولا وحده بتورث حظها وحظ خواتها السيء ,..كانوا يشبهون ابوهم ثامر في طباعهم وملامحهم ..في عيونهم العسلية وشعرهم المموج البني وبشرتهم القمحية .. لكن شمس والريم ..كأنهم خواتها هي وجوزة من الشبهه الشديد اللي بينهم ..

ثامر .. ما حسسها لحظة أنه مرحب فيها في هالبيت .. فتحاشت أنها تطلع جدامه .. لين توفى .. وكان عمرها 17..وعمر شيخة سنتين .. والحين شيخة كملت العشرين ..مرت ثمنطعش سنة ...كانت تحقر نفسها انها انصاعت لمشاعرها تجاه ناصر .اللي يكبرها بسنة وحده بس ! ما قدرت تتجاهل رغبتها انها تسأله ..



وكان يطالع لها نظرة غريبة ..

قالت "أنا أحقر نفسي أني طول عمري أنتقد تصرف مها ..والحين أنا أسوي مثلها .. أنت تحتقرني ناصر صح ؟؟ ..أني هربت معاك وتزوجتك بالسر ؟؟ ..أنت تحتقرني لأني قلت لك أني أحبك .. قبل ماتقولها لي صح .. جاوبني ناصر .. جاوبني أنت تكرهني ..تحتقرني ؟؟"

كانت ماسكه روبه وهي تسأله ..ماكانت تصرخ .. بالعكس ..كان تسأله بإلحاح يصدمه .. أي .. في قلبه هو يحتقرها ومايشوفها الزوجة اللي تشرفه .. ولا يشوف فيها صفات ام عياله .. هدى ...هدى اللي ماترفع عينها في عينه وهو متزوجها من عشر سنوات .. لكن معجبة .. رغم ان علاقتهم عمرها سنة .. بس .. كانت غير .. عوضته عن النقص في حياته .. وعن المشاعر اللي كان يكتمها في قلبه سنين ..وماحركتها هدى ولو مرة ..هدى امرأة .. لاء ..مايسميها امرأة ..رغم أن فيها الجمال والجسم بعد اربع اولاد .. لكن.. ماحسسته مرة أنها أمرأة .. وما أرضت غروره ! كانت علاقته فيها رسمية .. وهي ..كرست حياتها لأولادها .. وبيتها وصديقاتها .. لكن ماقد مرة حسسته أنها تحتاج له مثل ماتحتاج له معجبة اللي علمته الحب والشوق والأحساس ورجعت فيه حبه للقراءه والكتابه والسفر ..كانت عيونه تترقرق بدمعه وهو يشوف معجبة تنتظر اجابته .. وعيونها كلها حيرة ..بؤبؤ عيونها يهتز بطريقه عورت قلبه ..



" أنا أحبج .."

ماكانت اجابته شافية .. ماأرضت معجبة .. لكنها اكتمت تمردها لما حضنها .. وقالت في قلبها "يومين ويسافر .. ومابشوفه لين شهور ..شهور أو سنين ما أقدر أزعل منه .. وما أقدر أعاتبه .... ناصر مب ملكي .. ناصر ملك هدى ..امتلكته هدى من انولدت .. يومين وأسافر ياقلبي .. ليش أعلك زياده .. هو يحتقرني ..أكبر دليل صمته .. الدقايق اللي اخذها قبل لايرد علي .. لو انه يحبني صحيح ..ومايحتقرني كان رد علي بسرعه قبل لايفكر.. ذبحتني يا ناصر .. بس أحبك .. أحبك .. أحبك .."





**



جلس على البلكونة اللي تطل على منظر روعه في الليل .. جات معجبة وهي شايله قلاص العصير وحطته جدامه وجلست وحطت ريل على ريل .. كان يلبس بدله سبورت ..طالع لها وشاف الحزن اللي صار جزء من عيونها ..ومايقدر يتخيل عيونها من دونه.. اصلا لما يتذكرها ما يتذكر شي الا الحزن اللي توسد عيونها .. مايذكر عيونها ولاشعرها ولاشفاها .. بس الحزن .. اللي تجسد في كيانها .مايقدر يتخيلها سعيده . ولا يبي يشوفها سعيده .. لانها .. بتكون انسانة ثانية غير معجبة اللي يعرفها .. صج انه ولامرة شاف دموعها .. بس ماكان يحتاج ..

"شتكتب ؟"

كان سؤالها مفاجيء ..كان يعرف انها تبي تطلعه من حالة التأمل اللي انتابته وهو يركز في عيونها ويفكر .. ونسى العصير اللي حطته جدامه .. طالع القلم اللي بيده والدفتر .. طالع الحروف اللي توسطت السطر ..قال وهو معجب بذكائها " مقال .. حق الجريده .. تعرفين رجعت أكتب مثل أيام قبل .."

قامت وشالت الدفتر من يده وحذفته بعيد " ماعندي الا هالليلة وبكره بسافر الصبح .. وانت بتم اسبوع هنا .. اكتب فيهم على راحتك ..لكن أنا أبسولف معاك .. مشتاقة لك وايد ..لسوالفك .. تذكر أول ليلة بيننا ؟؟ كنا نسولف طول الليل هنا .. في هالبلكونه .. تكلمنا ساعات .. لدرجة اني لما رجعت الديرة ما ابي أكلم أحد كنت أحس أني طلعت كل اللي في قلبي وعقلي من كلام .. ماله داعي أتكلم .. جوزة تسألني عنك وعن اخلاقك .وانا بس مبتسمة .. حتى اللي مايعرف .. كان يحس أني متغيرة .. أن فيني حياة .."



مسك يدها ووقف .. كانت تحس انه متغير .. آخر مرة لما التقوا في البحرين .. كان ساكت بس يطالع لها ..رغم انه كان اسبوع من أحلى الأسابيع في حياتها .. لكنها كان تحس فيه شي غير ..لين عرفت بعدين ان ابوه توفى .. وكان ساكت طول الوقت ..ليه ماقال لها ؟؟ هي زوجته.. لكنها ما سألته .. عزته .. وحتى ماعاتبته انه ماقال لها وأن شمس هي اللي نقلت لها الخبر ..بعد ماكانت تستدرجها في الحجي عن موظفيها ..

"غريبة .."

نطق هالكلمة وهو يركز في المنظر ..القاهرة في الليل تكون رائعه ..الأضواء تنير المكان كأنه العيد ..

"شالي غريب ؟"

" انت ..."

التفت لها متأملها .. نزلت عيونها وفهمت شيقصد .. أكيد غريبة .. في وحده في هالعالم ترضى بهالحياة ؟ بزواج سري ؟؟ وممنوع الأطفال .. ممنوع ان يكلمها وهم في الديرة ..ممنوع يلتقون .ممنوع يسافرون مع بعض . كل واحد يسافر بروحه ويلتقون في الشقة اللي يأجرونها دايم ..

. ممنوع تقول لأهلها ؟ .. هو مايعرف أنها تحتاجه .. وانها ما

راضية بهالجدول والشروط الصعبة الا عشان حبها له ..

قال بعد لحظة صمت "ماحددت موعد لقانا الياي .. دايما كنت تحددين أول مانلتقي عشان ماننسى .. "

غمضت عيونها ...هي تخاف أنه ينسى لكنها ماتنسى أبدا .. قالت له

" نلتقي في لبنان ؟ "

"لبنان ؟"

قالت ببساطة " بروح بعد شهر أدور لي كوافيره لصالون جوزه .."



قال هو يفكر " أجليها لين شهرين .. بسافر مع العيال وهـ وامهم ... ولا نسيتي اني كل صيف آخذهم لأوربا ؟ "



هزت راسها وهي تطالع بعيد " لاء .مانسيت .. بس انت نسيت .. عشان جي ما حددت موعد لانك بتسافر .. وبعدين ترجع تشوف أشغالك ..ومابتفضى لي إلا في الخريف .. ""

قال لها وحس أنه لقى الحل " الخريف بنقضيه في نيويورك .. أحلى مافي نيويورك هو الخريف .. نسافر لمدة شهر .. أنا وانتي .. نتي ماقلت أن ابن اختج في امريكا ؟ "

حست معجبة بغصة ..وهي تقول "بس .."

" أنا موافق أنا نقول لابن اختج .."

على قد فرحتها لكنها .. ترددت تقول له أن ابن اختها هذا بالذات ...ماتقدرتقرب منه ..

قالت بتردد "بحاول . .. "

حس أن فيها خيبه .. عندها غموض وسر ماتبي تكشفه . .. لكنه سكت .. معجبة كانت تفكر بعايض ! .. مستحيل .. مستحيل تتصل به .. عايض من وصل السن القانوني تركهم وهاجر ...ماقدر يعيش في هالعار اللي صار لهم .. ترك الريم اخته وترك ابوه يواجهون الوضع بروحهم ..

مسك ناصر يدها وقال " ودي أفهم لو لثانية .. شالحيرة اللي انتي فيها "

ماقدرت تبتسم .. عبست غصب عنها وهي تقول "ماراح تفهم "

سحبت يدها ودخلت داخل .. تمددت عالسرير وغمضت عيونها .. لكن جا ناصر وقال لها "قومي .. بنطلع نتمشى .. "

ابتسمت ..هو الشخص الوحيد اللي يفهمها .. يفهم أنها في هاللحظة ماتبي تنام ولاتبي تفكر ولاتبي شي غير انها تطلع تتمشى.. البست بننطلون وجاكيت طويل وحجاب أبيض .. والبست نظارتها الشمسية ..ضحك لما شاف النظارة .. كانت الساعة وحده فالليل . .. بس ما علق .. هذي وحده من عاداتها الغريبة اللي مايفهمها ..وبينه وبين نفسه مايبي يغيرها ..

لكن معجبة كانت تحب تخفي عيونها.. ماتبي يكون وقتها معاه كله حزن .. ماتدري انه يحب حزنها ومايحب شي فيها كثر هالحزن ..





بعد ساعات أذن الفجر وهم واقفين عالنيل .. نزعت النظارة آخيرا وهي تطالع عيونه .قالت له بثقة " أنا أحبك .. "

ما رد عليها بس ابتسم .. حتى ماطالع في عيونها .. لكنها ما اهتمت ..المهم أنها قالت له ..

لكنه ..ما كان يبي يرد عليها .. بكره تسافر ويغيب عنها شهور ..خل يبقى عندها شي تفكر فيه .. خل تفكر ليش مارد عليها وشسبب ابتسامتة ..أحسن من أن تفكر في حبه واشواقه وتزداد لوعتها .. هو يعرف أنها ذكية ... وأنها أكبر من هالامور التافهه .. بس هي أنثى ..ومافي انثى ترضى أنه تتقابل اعترافاتها بمشاعرها بالصمت !!

******

__________________________________________________ __________
الفصـل الثـاني


أقنعـة . ..

______


حطت يدها على جتف شيخة ..
"مابتروحين اليوم بعد ؟"

فتحت شيخة عيونها بتكاسل ..وقالت متردده " لا ما أعتقد "
احترمت نوير مشاعر اختها وما أسئلتها عن اللي صار .. بس شيخة مب على طبيعتها .. وقفت وشلت كتبها وطلعت برا الغرفة ..
صافية " تروحين مع ماجد ؟"
" ايه .."
طالعت صافية وراها وقالت "وين اختج ؟ "
"هي اختج مثل ما هي اختي .. مابتروح اليوم "
اسندت نوير عمرها على الجدار وتنهدت " ما أدري شفيها أنا مب مرتاحه يا صافية .. هي ثالث يوم .. لو تشوفين ويهها شلون قايل والله بيعورج قلبج "
قالت صافية وهي تطالع باب الحجرة " تعتقدين .."
هزت نوير راسها "لا .. أنا حلفتها وانتي حلفتيها ماتنطق بأسرار البيت .. وبعدين محد يدري السالفة ماتت من زمان ."
قالت صافية " صج هي السالفة قديمة ..بس الناس ماتنسى .."
اعتدلت نوير وهي تقول " الناس ماتنسى ماعليه بس احنا اسمنا غير حنا بنات ثامر سعيد الأحمد .. مب غالب محمد الصالح .."
سكتتها صافية "اشش . لاتسمعج امي تنطقين اسم ابوها والله بتذبحج.."
اسكتت نوير .. وهي تتنهد .. ترددت صافية .. طالعت نوير ..بعدين قالت "بدخل لها .."
نوير "لاء .. انتي روحي دوامج ..وانا اذا رجعت من الجامعة بيلس معاها .."
"انزين .. "
البست صافية عباة الراس وعدلت نقابها في المنظرة اللي في الصالة وقالت لنوير اللي كانت تلبس عباة الجتف اللي كانت اطرافها مذهبة
"مابتتركين هالعبي التعبانه .. البسي عباة راس بتسترج احسن والله "
قالت نوير وهي تطالع صافية " اللي يسمعج اقول اني امشي عريانة في الشارع .. صافية ..صج انج اكبر مني بس لاتنسين اني مب صغيرة .. اعرف حدودي والعبايه لاهي ضيقه ولاتلفت النظر ..وأنا رايحه جامعة البنات مب رايحه السوق اتمشى واعرض جسمي .. "
سكتت صافيه ...حز في خاطرها طريقه نوير في الرد ..نوير حست بزعلها قالت لها
"صافيه فديتج والله اني اغليج واحترمج بس لما اسمعج تقولين لي البسي عباة الراس احس انج تقولين لي تحجبي ! "
ضحكت صافية شوي وقالت "بس عشان مصلحتج لا اكثر "
قالت نوير بعتب " انت تعامليني كأني هامله ربي ولبسي غير محتشم.."
سكتت صافية ..نوير ماينقدر عليها ..طلع ماجد من غرفته وهو يقول "من يروح معاي ؟"
قالت نوير "أنا "
طالع صافية وقال " وانت ؟"
"بروح مع شمس .."
نزلوا للطابق اللي تحت وباسوا راس امهم اللي تصحى كل يوم من الفجر وتجهز لهم ريوقهم مع ان في خدامتين في البيت .. بس ام ماجد كانت قمة فرحتها انها تشوف عيالها كل صبح ..صحيح تتغير المعايير بين الناس في قياس السعاده .. في ناس سعادتها في الفلوس ..وناس سعادتهم في الوظيفة المرموقه ..وناس سعادتهم في السفر .. لكن فكرة السعاده لجوزة ..أنها تشوف عيالها كل صبح يتريوقون من الزاد اللي تسويه ..ألم الأيام خلاها تقتنع بأبسط الأشياء وتفرح لها ..
طلعت شمس من غرفتها الجانبية وكانت لابسة مخلصة وهي تقول
"وين شيخة ؟"
قال ماجد بنفاذ صبر "ياصباح خير .."
طنشته شمس . وهي تطالع نوير " وين اختج ؟"
قالت نوير " ما بتروح ماعندها شي اليوم "
عصبت شمس "شالدلع والتسيب ؟؟ شنو ماعندها شي ..صار لها يومين تغيب "
اسكتت صافية لكن ماجد قال لها ببرود "تراج رئيسة قسم في شغلج مب هنا .. مالج شغل في غيرج .. وبالأخص شيخه "
طلع ماجد من دون مايتريق . ..ولحقته نوير .. طالعت شمس لأمها وقالت بهدوء "شفت ولدج شلون يرد علي ؟؟ ماصار لي حشمه في هالبيت ؟"
قالت أمها وهي ماتطالع في عيونها " مالج شغل في غيرج "
عصبت شمس أكثر ..وقالت "ايه عشان الماضي يتكرر .."
جوزه بلاشعور رفعت يدها وضربت شمس على ويهها كف ..كانت كلمتها جارحه ..
طلعت شمس من البيت وهي معصبة ..نوير كانت تبي تلحقها بس ماقدرت ..الدموع اللي في عين امها خلتها تتجمد في مكانها .. راحت واحضنت امها "يمه ماتقصد "
لكن جوزه حررت نفسها من يدين بنتها وقالت "شمس مابتنسى .. بتظل تلومني لآخر عمري ..."
لكن نوير مافهمت .. راحت امها لغرفتها واقفلت الباب وراها ..طلعت نوير برا .. كانت شمس واقفه فالحوش تبجي ..
" خل نروح .."
كانت الكلمتين اللي نطقتهم نوير ..ولا انطقت غيرهم لين وصلتها شمس الجامعه ..كملت يومها عادي .. كالعاده وحيده بين ممرات الجامعه .. لاصديقة ولازميلة ..مافي بنت في هالجامعه غير شيخة تعرف انها طالبة في هالجامعة ..كانت هذي نصيحة شمس ..لاتعرفين حد ولاتتعرفين على حد..طبقت صافية هالنظرية وتخرجت من سنة ولاحد عنده فكره من تكون ..
خلصت محاضراتها ..وطلعت..تنطر ماجد يمرها ..
" الامتحانات بعد اسبوع بتبدأ ..اففف ..اكره هالشهر بيكون امتحانات امتحانات لين آخر شي .."

طالعت نوير للي كانت تتكلم .. كانت بنت عمها .. انصدمت ..من زمان ماشافتها ..من عرس شمس ..ما كانت تدري انها موجوده فالجامعه .. احتارت هل تسلم عليها ولا تطنشها وتمشي في حال سبيلها ؟ ؟ .. مع كل اللي صار اليوم ..حست انها مب محتاجه وجع راس زياده ..طنشتها لين جا ماجد وراحت معاه ..

غدير ..لاء ..رغد ؟ ..كانت تبي تتذكر اسمها .. فيه حرف الغين ..
ليش تزعج نفسها بالسؤال ..بيت عمها تبروا منهم من زمان ..ولا قد مرة شافتهم إلا في عرس شمس . ..
"شفيج ؟"
" شفت بنت عمي ..من قبل شوي وقاعده أحاول أتذكر اسمها "
"هي بنت وحده وماتتذكرين اسمها ؟ ..اسمها رباب "
طالعت نوير ماجد مستغربة "لاء ..ما أعتقد .. اسمها بحرف الغين .."
طالعها ماجد " امها اسمها غنيمة الظاهر ملخبطة "
"وانت شدراك ؟؟ .. ما أذكر ان لنا احتكاك فيهم "
"نسيت ان احمد معاي بالجامعه .."
"احمد ؟"
"ايه السنة دخل اول سنه..ولد عمي .. فيه الخير والله احسن من ابوه من شافني يا وسلم علي ..ومن يومها انا وهو مع بعض .وكله يقول بروح اخذ رباب ..بروح اجيبها .وانا كل يوم اغثه يبي يعزمني طول هالكورس بس قلت له ان جدولج يخلص الساعه وحده فما عطيته فرصه "

نزلت نوير وسوت باي لماجد اللي راح ..لقت غرفة امها مقفلة من الصبح .. وراحت لشيخة فوق لقتها تبجي ..
" شفيج صار لج يومين تبجين "
مسحت شيخه دموعها ..وكانت لابسه بيجامتها وشعرها منكوش كنه شعر جوليا روبرتس ..
"مافي شي "
قالت لها نوير بحذر " الدكتور مرة ثانية ؟"
انفجرت شيخة بالبجي ..
كانت شيخه مرة تبجي لأن الدكتور مترصدها ومايراعيها في الامتحان ولا الواجبات

"شصار هالمرة ؟؟"
"كله من فجر الحقيرة كله منها ..."
"شسوت لج هالقايله ؟"
"قالت له عن خالتي .."
اشهقت نوير بقوة "شتقولين ؟"
"وثقت في الانسانه الغلط .. وثقت في الانسانه الغلط .."
انهارت تبجي .. لكن نوير طالعت لها معصبة "احنا حلفناج .."
" ادري بس .. كنت محتاجه افضفض نوير ..الفترة اللي راحت .. كنت تعبانة "
"فضفضي لي لصافية ..لمي ..بس مب للغرب .. هذي رفيجتج باعتج في اول فرصه .. علمناج ماتوثقين في احد .. بس انتي اذن من طين واذن من عجين .."
تركتها نوير وطلعت معصبة .. لكن شيخه كانت تبجي حظها .. كان جاسم في حياتها حب من طرف واحد .. كانت تحب تحضر محاضراته رغم انها ممله .. كانت تفضفض لفجـر ..اللي توقعتها صديقة عمرها .. لكن الغيرة عمت قلب فجر .. اللي كانت تلاحظ نظرات الدكتور جاسم وسؤاله الدايم عنها .. وآخرها اللي خلى فجر تقول له كل شي لما سألها عن عنوان بيت اهلها .. ومن فرحتها قالت لفجر ..الي تسللت من دون علمهاوخبرته كل شيء ..كانت تبي الارض تنشق وتبلعها ولا تنحط في هذاك الموقف الخايس ..

"شيخه "
"لبيه دكتور جاسم "
"ترى ما بجيب الاهل ولا بجيكم يوم الخميس "
اسكتت في هذيك اللحظة من الصدمة ..طالعت له باستغراب .. وكان يطالعها بإشمئزاز ..
" دكتور في شي ؟"
" اسإلي فجـر ..خل تقولج عن هالشي اللي تسألين عنه "
مشت بدون وعي لفجر اللي توقف في الزاوية
"انت شسويتي ؟شقلتي له ؟"
قالت فجر بثقة "ولاشي .. بس حبيت انور الدكتور عن ماضي هلج المشرف "
رمت شيخه بكل كتبها على الارض واركضت لين المواقف .. وهي تبجي بحرقة ....

***************


كانت معجبة تنتظر في المطار وهي مكتئبة .. ما جا ماجد .. امسكت تلفونها واتصلت فيه ..
" وينك ؟"
قال ماجد معصب "سويت حادث "
"انت بخير ؟؟ .."
" ايه الحمدالله بس السيارة تكنسلت .."
"المهم صحتك ..حمدالله على السلامة .."
"كلمت السواق يمرج .. شوفي .. لاتقولين لمي ولا لشمس ..بروح اطلع سيارة يديده وادبر عمري .. "
"ماجد .. هالفلوس لمهرك .. لاتبعثرهم "
سكت ماجد شوي وبعدين قال " انا ما احتاجهم الحين .. "
"أنا بعطيك ... بكتب لك شيك واطرشه مع السواق في ظرف .. "
قال ماجد بصوت متردد
" بس انا ما ابيهم يعرفون اني سويت هالحادث .. بشتري سيارة يديده اخت هالسيارة .. انت ماشفتي امي شصار فيها لما درت بالحادث الاخير .. ما أبي هالأمر يتكرر "
حست معجبة ان ماجد قصده ان الفلوس مايبيها شوي .. فقالت له تطمنه "بيكفيك المبلغ وزياده وين اخلي السواق يلتقيك ؟"
" أنا في مركز شرطة الريان .. خلي يجي يآخذني "

سكرت من عنده ولا إسألته شلون الحادث ومن الغلطان ..ماتبي تعرف التفاصيل عشان ماتزل بلسانها .. طلعت دفتر شيكاتها واكتبت مبلغ ..ناصر مب مقصر معاها ..والصالون وايد مربح .. وعندها نصيبها من بيع منزل ابوها ونصيب مها في حسابها .. خلته لمها اذا يا يوم ورجعت .. ما تبيها تكون مشرده .. المبلغ وايد كبير والسبب ان بيت ابوها طلع في التثمين وأبو عايض رفض هالفلوس ورفض أن تمسكها الريم ولا عايض .... وهي مب مقصرة عندها عقلية تجارية واستفادت من البورصة وايد وعندها مكتب عقاري .. وعندها مهرها اللي عطاه اياها ناصر .. ناصر غني وايد .. ورث ابوه اللي كان تاجر عود بس ناصر ماكان عنده اهتمامات في التجارة فإكتفى بوظيفة بسيطة والكتابة .. اسمه مشهور اعلاميا .. والجرايد كل يوم تنشر له مقال او قصة او خبر .. وفاتح ميلسه للمثقفين يجتمع معاهم كل خميس أول الشهر .. وتكتب الجرايد عن هالندوات وهالتجمع الفريد من نوعه ..

"وينك يا عبدالقادر .. مصختها .. "
كانت تكلم نفسها وهي في الانتظار .. دقت على رقمه وقال لها ان في زحمه وايد لان في طريق مسكر وبيطول يلا يوصل .."
بقت تنتظر في المطار بملل . ..بعدين تذكرت انها مايابت معاها هدايا للبنات .. بيزعلون عليها ..
كانت تشتري الهدايا والعطور وهي تفكـر بناصر ,,عور قلبها قبل لاتسافر ..تمت تتذكـر عيونه .. وهو على السلم .. كانت تترجى ..وكانت ولا مرة شافت هالشي في عيونه من تزوجوا ..كان كله يعاملها بكبرياء ..بس كان موقف بايخ ..وتمت تفكر في تفاصيله ..

"بكتب قصتج .."
"لاء ..لاء ياناصر ..الدوحه صغيرة .."
" معجبة .. ليش لاء ؟ ... "
عصبت معجبة وهي ترتب ثيابها " قلت لك الدوحه صغيرة "
صكرت الشنطة ورفعت شعرها بدون اهتمام .. لكنه قهرها وقال
"بكتبها "
طالعت له منصدمة .. قالت وهي تحاول انها تكون قوية
" حزتها انسى وحده اسمها معجبة "

ماكانت تصدق نفسها وهي تسمع هالحروف .. لاتتحداني يا ناصر كانت تدعي في قلبها . ..لاتتحداني وتبيعني عشان أنانيتك .. كانت تفكر بحسرة وهي تحاول انها تبين أنها جاده ..وتركز نظراتها في عيونه بتحد ..
قال
" ما بتقدرين ..أنتي زوجتي "
كان يطالعها باستخفاف قالت له بهدوء
"من تزوجنا وحنا حطينا حدود .. وأنا أطلب منك أنك ماتتخطا هالحدود ...بتفضحني اذا نشرت قصة أهلي ..وأنا بدوري بفضحك وأنشر زواجنا ..وبتصل في زوجتك شخصيا وأبلغها بكـل تفاصيل هالزواج .. وبهالطريقة بقلب كل شيء عليك "

كان تعابير ويهه ناصر غريبة ..كأنه منصدم من جرأتها قال لها بلهجة جافة "انت .ماتسوينها ..ما أهون عليج "
طالعت له ببرود رغم أنها كانت نار من داخل ..قلبها معلق فيه ويصرخ فيها انها تستسمحه وتطلب رضاه لكنها حددت أولوياتها ..من زمان .. حتى لو قتلت قلبها ...

"عشانك خاطرت بكـل شيء .. ما أنكر هالشيء .. بس عشان هلي ..بخاطر فيك ببرود أعصاب ..أيه انت تهون علي ولايهون علي أهلي .. أذا سويت الي في راسك وكتبت القصة .. بتأذيهم .. وأنا بنتقم لهم منك بشراسه يا ناصر .. بشراسه وبدون رحمه " ..

تركته وشالت شنطتها بدون ما تودعه .كانت تنزل السلم لما لحقها وقال " خلاص ما بكتب .. بس شيلي هالافكار من راسج " ..
تركته وطلعت برا العماره واركبت التاكسي اللي ينطرها ..

************

كانت تراجع المعاملات في مكتبها بتعب .. كانت نفسيتها تعبانة وايد ..تحس أنها مظلومة ..وظالمة في الوقت نفسه ..شلون انطقت هالكلمات اللي اجرحت أمها ..بس ما تقدر ..صارت تتنرفز .. تتذكر امها وهي تقول لها الجملة اللي حطمتها في يوم من الأيام
" اتركيه .. وفكري فينا ..لاتصيرين أنانية "

"مدموزيل شمس .."
طالعت شمس لآمال السكرتيرة
"في شي .. ؟ "
" المدير طالبك .."
"شكـرا "
"العفو مدموزيل "
طالعت المعاملات... كانت سرحانة طول الوقت ..وماراجعتهم .. تأكدت من نقابها ووقفت وتوجهت لمكتب المدير
"السلام عليكم "
"وعليكم السلام ورحمة الله .. شلونج آنسة شمس ؟"
ابتسمت آنسة .. محد فيهم يعرف أنها تزوجت وتطلقت .. يمكن لأن زواجها مادام فترة طويلة ؟؟ بس ست شهور ؟؟ ..
"الحمدالله استاذ طارق .."
"بناقش معاج طلبات النقل .. "
جلست وهي متردده شتقول .. هل تقول الحقيقية بس تخاف تقطع رزقهم ..لا بتحاول تلف بالموضوع ..
"أول شي ناصر بن يوسف بن يوسف "
قالت في قلبهاناصر غني ..عادي مافيها قطع رزق فقالت بصراحه
"أستاذ طارق .. أنا ما أقدر أتحمل تسيبه وعدم احترامه للعمل .. "

"آنسة شمس .. شخص مثل الاستاذ ناصر نتشرف بوجوده بيننا .."
" بس هو مب موجود ..وهذي هي المشكله "

سكت المدير وحط ورقة نقل ناصر على جنب
"كلمت ناصر من دقايق وخبرته اني ما راح أنقله .. "
سكتت شمس وهي تكتم غيظها .. سحب طلب عبدالعزيز وقال " مرفوض الطلب "
"ليش ؟"
كانت تطالع له مصدومة .. قال طارق ببرود " ما أتحمل انتقال موظف ثاني .. رؤسائي بدوا ينتقدوني "
وقفت شمس واستإذنت وهي ماسكه عمرها غصب عن لاتنفجر فيه ومبادئه الغلط .. وأول ما طلعت ما اقدرت تمسك نفسها بدت دموعها تترس نقابها ويدها ترتجف من الغيظ ..
" عبدالعزيز ..ماراح تنتقل لان المدير رفض "
تركته وراحت مكتبها معصبة ومنقهرة .. تكره تكون تحت سلطة رجل ..تكره الظلم .. الحين شلون بتتعامل مع ناصر ؟ هي كرئيسة قسم لازم تشرف عليهم وتقيمهم وتحسن أدائهم .. دخلت حمامها الخاص وانزعت نقابها .. غسلت ويهها ..ونزعت الشيلة تبي ترتب شعرها .. تذكرت طلال ..
" اللي اقوله لج هو الي يمشي سمعت أنا ريال ..أنا اللي آمر وانهي في حياتج ! "
هالجمله انعادت في بالها ألف مرة . .الي قهرها ان سبب انفعاله كان بسيط .. كانت في زيارة لبيت اهلها خذها خوها لكن طلال مايصدقها وأمرها ماتطلع مع حد غيره !! .. كانوا في اول اسبوع زواج !!

تنهدت بتعب .. البست شيلتها ..اليوم سيء جدا .. جدا .. مالها ويهه تروح لبيتهم .. ولاتقدر تمر الريم .. بتم هنا تراجع المعاملات لين الساعة 3 ..وبعدين بتروح للبيت ..
*********
"هذي تكرهني صحيح "
" شفيك ؟؟"
" ماشفت ويهها وهي تقول لي ان طلبي بالنقل انرفض "
استغرب سلطان فسأله "تتشمت فيك ؟"
هز عبدالعزيز راسه " لايبه تبجي .. الظاهر مب طايقتني .. يا أخي أنا مب ميت على وجهها بعد ..بس ليش طارق رفض طلبي ؟؟"
قال سلطان " لان ماله داعي .. "
مرت سكرتيرة المدير وحطت أوراق على مكتب ناصر ..سألها سلطان
" لكنه مسافر وبينتقل لما بيرجع"
قالت السكرتيرة " لاء .. مش هيتزحزح من مكانه ..مش هينتقل "

ضحك عبدالعزيز وابتسم سلطان .. قال عبدالعزيز بشماته "عرفت الحين ليش دموعها .. لانها لاتحل ولاتربط بعالمكتب ,,,,حاطينها رئيسة قسم فشنق ههه .. لا الحين ما أبي أنتقل خل أتشمت فيها هالحيزبونه "


ضحك سلطان وقال " حيزبونه ؟؟ ؟.. عبدالعزيز أرجوك لاتزيدها .. "
لكن عبدالعزيز بيزيدها كان مقرر أنه يزيدها ويخليها ماتسوى بيزة ..
*********

__________________________________________________ __________
اتمنى يعجبكم اختياري للقصه واحب اشوف ردودكم
عشان اكمل لكم

__________________________________________________ __________
اوك والله يعطيك العافية اكيد كمل
يسلمووووووووووووووووو وانت كذا :f55:

__________________________________________________ __________
يسلمو كول b*o*y
على المرور والمتابعه

تابع الفصل الثالث (انتظـار ) الجزء 2


كانت أفكـار ناصر عند معجبه ..حسها متغيرة قبل ترد عليه بلهفة بس اليوم حس بكبرياء غريب في نبرة صوتها ,,
" ها بشر "
طالع لفايز الواقف عند السيارة ينتظر بلهفة غريبة
" بتسأل البنت واختها بعدين بترد خبر "
" هي البنت عندها أخت ؟؟"
هز ناصر راسه "الحمدالله والشكر انت شلون صرت مدير أعمال !! بتسأل خالة البنت .."
ضحك فايز وقال بنبرة غريبة " انا حاس أنهم بيوافقون .."
توجهوا للكافيه اللي كانوا واقفين حده ..وطلب ناصر كابتشينو وفايز اكتفى بلاتيه ..
"أبي أعرف يا فايز ليش واثق انهم بيوافقون ؟"
نزع فايز نظارته الشمسية وبانت عيونه العسليه في الشمس وفيهم نظرة رضى " استخرت ربي .. وطول الوقت أنا مرتاح ..يمكن مع الريم بتغير حياتي ..يمكن تعطيني معنى لروتين حياتي الممل "

"بس انت حياتك كلها اثارة حفلات صفقات وحر مب مثلي مبتلش بمرة وعيال ماهمهم غير السفر والوناسه .."
هز فايز راسه وقال بحسرة " لما تحس أن البيت فاضي عليك .. وأن مافي حد بهالعالم يشاركك أحاسيسك وهمومك هالصفقات والحفلات والحرية مابيكون لها طعم ..تكون رمادية لا لون لها ولا معنى .."
حس ناصر انه ذكر فايز بجروحه فقال
"يعني نويت نصير عدايل ؟انت البنت وانا خالتها "

"بإذن الله "
"وبتسكن هنا ؟"
" بإذن الله "
"مابتشتاق للدوحه ؟"

سكت فايز شوي بعدين قال "أموت في الدوحه وترابها ... بس المجتمع مابيرحمني ولابيرحم زوجتي ولا بيرحم عيالنا فنعيش غريبين مكرمين في هالديرة اخير من أن نعيش بذل بين أهلنا في ديرتنا "

قال ناصر "ماعاش من يذلكم يا خوي "

لكن فايز لبس نظارته الشمسية وتم يشرب اللاتيه وتم يتأمل الناس اللي رايحه واللي جايه ..
لكن ناصر فتح الجريدة وبدأ يقرأ الأخبار واحترم رغبة فايز في الصمت ..
****************
اجلست الريم جنب جدتها وهي تتحاشى نظرات أبوها ..
"يمه زوجتي البندري تبي تي تسلم عليج "
حست الريم بغصة وقامت فقال لها ابوها بهدوء "اجلسي في شي بقوله "
جلست الريم امسكت بيد جدتها .. اللي قالت " شفي ؟؟ شتبي هالبندري ؟"
قال عبدالهادي "تبي تجي تسكن هنا "
قالت جدة الريم معصبة "شتقصد بتجي تسكن هنا ؟ من هذي ومن أهلها ؟؟ "
قال عبدالهادي " بنت صديقي تزوجتها من شهر .. وكنت حاطها في بيت بروحها بس أناأسافر وايد فقلت لها تيي تسكن هنا فوافقت "
تنهدت الجدة وطالعت الريم وقالت معصبة " على آخر عمرنا بتزرع غريبة بينا تحكم وتآمر على كيفها ؟"
"خلاص يمه صارت زوجتي مب غريبه "
طالعت الريم مرة ثانية وقالت " وتهون عليك بنت تذلها مرت أبو ؟"
طالع عبدالهادي بنته بعدين قال " أنا بطلب من البندري ماتقرب للريم بتجي بكرة ..أتمنى تعاملونها مثل بنتكم "
عصبت امه وقالت له بعبرة " دام نفسك بالعرس ليش ماخذت معجبة من متى وأنا أحن عليكـ؟"
قال بنفاذ صبر " بس ما أبي من هذيك الريحه شي ..خلاص يمه .. أنا تزوجت وزوجتي سنعه وعاجبتني ..عن اذنكم"
طلع ابو الريم برا وتمت الريم تطالع الباب ...تزوج ؟ ليش ماقال ؟ ومن هذي البندري ؟؟ هل بتطين عيشتها ؟ هل بيصير فيها مثل مايصير في الافلام والمسلسلات ؟؟
راحت غرفتها وشغلت القناة
" سوري مقيم في دبي .. العمر 43 سنة عازب .. أن تكون ذات أخلاق وبيضاء وموظفة ..يشترط خليجية "
بندت التلفزيون وقامت لي سريرها .. حست أن سريرها مل منها
..من كثر ماهي مقابلته طالعت الكتب والقصص اللي يابتهم لها خالتها معجبة ومالقت نفسها فيهم .. مسكت الكونت دومنت كريستو وبدأت تقرأه مرة ثانية !
حاولت تتبع الكلمات بعيونها لكن ..فشلت ! فنار نوتردام ؟؟ فرعون ؟ قصر ايف ؟ سان جرمان ! سيفيتا فيشيا ؟ أماكن موجوده في هالعالم بس ماعندها فكـرة وين ؟؟ وشلون منظرها ؟ وشسالفتهم وشمعنى أساميهم ؟؟ هذي أول صفحة مليانه ألغاز واماكن مجهولة ..
((كان شابا وسيما طويل القامة نحيفها تتراوح سنه بين الثامنة عشر و ذا عينين سوداوين وشعر فاحم في لون جناحي الغراب ..وفي هيئته العامة مايدل على بوضوح على الهدوء والعزم المألوفين في الرجال الذين تمرسوا الأخطار منذ نعومة أظافرهم ))
ابتسمت الريم بعدين تمت تضحك هالوصف كأنه واحد من طلبات الزواج هذي اللي عالتلفزيون .. رمت الرواية على جنب .. أصلا الروايات مب من اهتماماتها .. لسبب واحد ..أنها تكـره شيء اسمه حب !! ان كانت تبحث عن زوج فهو للخروج من مستنقع الذل اللي عايشه فيه .. بس حب ؟؟ أبدا .. بعد هالحياة اللي عاشتها .. وبعد هالآلام .. كـرهت الحب ومسمى الحب .. يمكن أول وآخر انسان حبته هو طلال ..وحتى ماكانت متأكده من مشاعرها .. لكن الحين ؟؟ تكره تضيع وقتها في قراءة قصة رومانسية أو في مشاهدة فيلم رومانسي .. لو صح لها تتزوج ريال شايب ؟؟ ماتمانع .. لو خذت معوق ومايتحركـ بس يطلعها من هالبيت واحتكار ابوها بتكون أسعد انسانه ..بتكمل دراسته وبتتنفس بحرية ..هالأمـر يسوى الحياة في نظرها .. لكن انتظارها هذا وحياتها الخالية من أي صورة للسعادةأو الإبتسامة .. يخليها عايشه في بحر من اليأس البارد ..اللي مايدفي ولا يرضي طموحها ورغبتها في الحياة .. حب ؟؟ .. لا . .. عاهدت قلبها من زمان أنها بتمنع هالمرض من الاقتراب منه .. قالت بسخرية "قال حب قال .. "

فجأة حست أن الدموع في عيونها تبي تنفجر ..وأن الدنيا ظالمتها .. تبي تتكلم مع احد . ضمت رجولها لصدرها وبدت تصيح وهي تكتم صوتها عن لايسمعها أحد .. الألم صعب .. ألم الروح المظلومة صعب الحسرة اللي في قلبها تكوي أنفاسها .. تبي تكسر شيء تنتف شعرها تبي تقطع أوردتها تبي هاللحظة تنتهي بس ماتقدر ..

***
يشرح المدرس وهي بالها ولا معاهم .. ماسكة القلم وتشخبط في الدفتر بدون تركيز .. طلب منها أستاذ طارق أنهاتآخذ هالدورة من كم شهر لكنها أجلت الموضوع ,, وحاليا أخذتها عشان تضيع وقت فيها ولا ترجع البيت إلا عشان تنام .. كانت تشوف أن الكلام اللي يقوله هالاستاذ اهانه لها .. أصلا استاذ طارق قصد أنه يهينها لما طلب منها انها تآخذ هالدورة .. كيف تتعامل مع الموظفين والرؤساء وكيفية تطوير أداءك في العمل .

طالعت الساعة سبع ونص .. نص ساعه وتطلع من هالمكان ,, رغم أنه معهد كبير بس نفسيتها ماتساعد .

رن تلفونها ((غرفة الريم ))
طالعت تلفونها منحرجه من نظرة الاستاذ حولته صامت وسوت عمرها متابعه معاه ..
بعدين استإذنت وطلعت مبجر واتصلت على الريم
"السلام .."
"ابوي تزوج بسخيفة اسمها البندري وبيجيبها بكره البيت وهي بنت صديقه يعني أصغر مني ! "
انصدمت شمس وقالت لها بهمس وهي تطلع برا المعهد بهدوء
"شوي شوي هدي ريم هدي .. ليش تصيحين ؟"

" تعالي .. أبي أكلمج تعالي "
وصكت الريم التلفون في ويه شمس ,, عذرتها شمس لان واضح انها كانت تصيح بعبرة .. وما اقدرت تيود عمرها وتتماسكـ .

اركبت سيارتها وراحت لبيت جدة الريم ..

دخلت البيت بهدوء كالعادة الريم خلت الخدامة تفتح لها الباب قبل لاتوصل عشان تتفادى أسئلة جدتها ..
لكن اليوم انصدمت لما ادخلت البيت ان ابو الريم كان موجود يالس في الصالة مع أبوه ..
" السلام عليكم .."
أبو الريم تم يطالع لها بنظرات غريبة لكن جد ريم اللي كان انسان طيب قال لها مبتسم ومفتشل من نظرات ولده ..
" وعليكم السلام هلا شمس .. يايه عشان الريم ؟"
" أي يا جدي . شلونك شخبارك ؟؟ شلونك عمي بو عايض ؟؟ "
"زين .."
كانت اجابته جافة .. غريبة .. قال الجد مبتسم " انا الحمدالله انت شلونج وشلون ولدج ؟"
"الحمد الله جدي ولدي بخير هو عند خلود في بيتها ..بس تخلص العده بآخذه منها .. الريم موجوده ؟؟ من زمان ما شفتها وفكـرت أيي أزورها .. اتصلت عالبيت محد يرد .."
كانت شمس تحاول أنها تجنب الريم أي مشاكل خصوصا أنه أبو الريم مايحب ان الريم تشوف احد خصوصا خالاتها وبنات خالاتها .. والظاهر ريم نست هالامر لما طلبت منها انها تمرها ..
قال ابو عايض بلهجة حاده " يعني وين بتروح أكيد بغرفتها "
وجهه شمس استوى احمر من الاحراج .. الظاهر ابو عايض صار حساس من أدنى كلمة " لا ماقصدت يا عمي .. "
" أنا مب عمج "
"عبدالهادي .. "
كان صوت الجد عالي .. وحازم . .. التفت لشمس اللي كانت واقفة عند الدري
" الريم فوق روحي لها يا بنتي "

ركضت شمس فوق بس اذونها اسمعت الصراخ اللي صار بين جدها وابو عايض
" عبدالهادي ما أسمح لك هذا بيتي "
قال عبدالهادي معصب " وهذي بنتي "
قال ابوه بصوت عالي "وأنت أبني !! لاتظن أنه بحبسك لها وظلمك وحرمانها من أبسط الأشياء مثل زيارة شمس أنك بتحميها وتحافظ عليها .. بالعكس .. أنت تضغط عليها وهالشي بيطفشها .. بيخليها بدون ماتفكـر تجيب لك العار والذل "

"بذبحها في هذيك اللحظة "
قال الجد يهدي ولده " كل انسان وله طاقه .. وأنا اشوف الريم بنت محترمة واخلاقها عالية ولامرة سمعت حسها يعلى على جدتها .. كلكم تعاملونها بكره ..لكن الريم ماسوت شي ..لاتدفعونها بكرهكم وتخلونها تآذيكم و تغلط .. منعتها من تعليمها ومن حقوقها كأي بنت ثانية .. ماتطلع من البيت إلا للطبيب .. ماتكلم أحد في التلفون إلا للضرورة .. في العيد ماتطلع لمكان وتيلس في غرفتها مقفلة الباب على عمرها .. من دخلت هالبيت وهي بنت اربع سنوات والكل يعاملها كأنها شيء ملوث ..محد يحتك فيها من عمامها .. البنت عمرها سبع وعشرين سنه .. بتعنس ولا حد في يوم طق بابها وقال ابي اتزوجها .. أنت تدفنها في الحياة . يا أبني ليش ؟؟ ما خبرتك قاسي قلب وطباع .. "


حست شمس أن دموعها تجري وهي واقفة فوق ماتبين بس تسمع الكلام .. اتجهت لغرفة الريم وطقت بابها ..لقت الريم تبجي بحرقة .. جات واحضنتها بسرعه .. وبدت تهدي فيها ..

وبعد مافرغت الريم اللي في قلبها في حضن شمس قالت " نسيت أن أبوي هنا ..على بالي راح لها "
" للبندري ؟"
" ايه .. قلبي مب مرتاح من هالحرمة مع اني ماقد شفتها ولاتعرفت عليها ,,بس .. قلب المؤمن دليله "
طمنتها شمس وحاولت أنها تخليها تتفائل بس الريم ظلت مكتئبة .. وقفت شمس تتجول بغرفة الريم ..كل شيء أسود .. الأرضية رخام أسود .. والسرير خشب مطلي بالون الأسود .. الجدران يمكن هي الشيء الوحيد اللي سلم من لمسة ريم السوداوية .. كانت خضراء ..تتخلها زهور بيضا صغيرة ..الديباج أبيض .. لكن الوسايد لونها أسود .. التلفزيون والكبت اللي يحويه أسود .. في اكسسوارت مزهريات كلا لونها أسود .. التفت للريم يمكن لون بشرتها هو الشيء الوحيد اللي يعكس اللون الأسود اللي في عيونها واللي في ثيابها وشعرها .. حتى شفايفها .. كانت من لون بشرتها ..
لقت على سريرها مجموعة روايات تامت تقلب فيها .. قالت الريم
" قلت أبي أنسى كل شيء حولي وأقرأ هالرواية .. لكن فكـرة أني أقرأ شيء عن الحب والغرام ..خليتني اشمئز ."
مسكت شمس الرواية وقالت
" الكونت دي مونت كريستو ؟؟ حب .؟ هالقصة بعيدة كل البعد عن الحب ..هذي القصة قصة انتقام .. "

حست شمس أنها جذبت انتباه الريم .. اللي قالت " انتقام ؟؟ زين اذا عندج خبرة افرزي لي هالكتب وقولي لي أيهم قصة حب وأيهم لاء ..لأن مافيني على قصص الحب .. تشعرني بنقص وتذكرني بكل الظلام اللي في حياتي "

طالعت شمس القصص .. حطت الكونت دي مونت كريستو .. في جهه .. وقالت " مرتفعات ويذرنغ قصة حب يائسة .. خليها بعيد .. الأرض الطيبة .. ممتازة اقرأيها ببساطة تكرهج في كل الرياييل .. معاناة اولان واللي سواه زوجها فيها يخليج تتيقنين ان مافي اخلاص في هالعالم .. مم .. الخيميائي مب قصة حب .. ظلمتني يا قلبي .. لاء لاتقرأينها .. شيفرة دافنشي والحصن الرقمي ماعندي فكرة عنهم ما قرأتهم .. بس يمدحون شيفرة دافنشي .. مم تنهدت وهي تقرأ عنوان الرواية الأخيرة " الأبله .." اقرايها .. لانها نص نص ,, "
طلعت الريم كيس وحطت الروايات الرومنسية فيه وحذفتها في صندوق خشبي قديم في زاوية الغرفة .. وشالت الروايات الباقية وحطتها على الطاولة وقالت " متى ما صار عندي مزاج .. انتي جيتي بسرعه وين كنت ؟"
" في المعهد أخذت الدورة اللي قلت لج عنها من شهر .. تهاوشت مع امي وحسيت ان جو البيت متوتر .. فقررت ابتعد قد ما أقدر .."

*******

طالع ماجد امه منصدم " انتي تمزحين "
قام عن سريره وهو يطالع امه مب مصدق اللي تقوله
" شفيها يا ماجد ؟؟ الريم حلوة وبنت خالتــ.."

" بس "

كان الغضب في صوته مؤلم لجوزة ..."ماجد الريم مالها ذنب "

" ولا أنا لي ذنب افهمي .. مب ذنبي وذنب عيالي نتدبس في مصيبة مثل هذي .. أبي عيالي يعيشون طبيعين الحياة الي انحرمنا منها .."
عصبت جوزة " انت شتقول شحرمانه وشخرابيطه لاتعور قلبي ..الريم بنت اخلاق ومال وجمال .. وانت تعرفها زين لا تحملها ذنب غيرها "

وقف ماجد ولبس ملابسه وهو يقول لمه " شوفي يا حجية .. هالكلام انسيه .. فوق أنها أكبر مني بمليون سنة ..فوق أنه ماعندها شي واحد يخليني افكر فيها كزوجه .. أناأكرهها وأكره امها .. "
"أمها خالتك عيب "

" تخلخلت عظامها وين ما كانت .. "

بدت جوزة ترتجف وهي تسمع ولدها يسب اختها ماتقدر تتكلم ولاتقدر تسكته ..

" اللي سوته أمها خرب حياتنا الله يخرب حياتها هي وأمها .. تبيني اروح أييبها واسكنها في بيتي ليش خربت الدنيا ولا خربت ؟؟ ..خل تذلف في نصيبها الله لا يوفقها ولايوفق ام سافله جابتها "

كان ماجد يتعطر ويلبس غترته لما اغمى على جوزة ..قط العطر وركض لأمه
" يمه ..يمه "
" ابعد عنـ..عني"

انصدم وهو يشوف امه تدفعه عنها ركض برا ونادى معجبة اللي كانت لابسة بتروح لصالونها . وكانت شمس توها ادخلت من الباب ..

" معجبه شوف امي شفيها معجبه بروح اجيب السيارة ننقلها المستشفى .."

ركض ماجد برا وشافته شمس وبدا قلبها يدق
" شفيك ؟؟"
" أمي "" ..

كانت كلمته الوحيده اللي نطقها وهو يركض ركضت شمس لغرفته ولقت أمها وبدون وعي بدت تصارخ " يمه يمه شفيج ..يمه .."

صراخها نبه خواتها اللي طلعوا من غرفهم مرعوبات وركضوا لحد الصوت كانت جوزه فاقده الوعي والبنات تموا يحاولون أنهم يصحونها لكن .. ماكانت تستجيب ..

**********