السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حساسية الفرد من أفعال الآخرين يفضل بل يجب أن تكون مضبوطة بين لا إفراط ولا تفريط، الحساسية ربما تكون أحياناً مذمومة و احياناً أخرى محمودة.
الحساسية المذمومة أستطيع أن أشبهها بالجرح المكشوف الذي يتأثر حتى من نسمة الهواء!
اما المحمودة فهي تلك القدرة القوية التي تستشعر حاجات الآخرين من حنان و عطف و رحمة و تلبية للرغبات، وعليها يتصرف الإنسان بما تمليه عليه. لكن يجب الحذر من زيادة نسبتها!.
وهنا تحليل بسيط ربما نستطيع من خاه أن نستوعب ما يجري في أنفسنا.
أحب أن اوضح و أفسر آلية الحساسية وكيف تعمل في النفس البشرية على حسب فهمي، بهذا المثال:
لو أنني فرضا طرحت تحية السلام على شخص لا أعرفه و لم يرد علي التحية!
فا لبتأكيد ستختلف ردة الفعل و عمق التأثير في النفس من شخص لشخص(الحساسية).
شخص تأثر جدا و ربما أستشعر ذلك في أمعاءه! و شخص آخر لم يلق لذلك بالا وكأن ذبابا وقع على أنفه!
فلماذا إذا هذا الإختلاف في درجات الحساسية من شخص لآخر؟، و ما هو العامل المسؤول في زيادة الحساسية و نقصانها؟
إنها الأفكار والمعتقدات! هي المحرك و المغذي لما نجده في نفوسنا!
لو سألت ذلك الشخص الذي تأثر (الحساس جدا) أو حتى لو سأل نفسه،
لماذا تأثرت من ذلك الفعل؟ فسيجيب بالأفكار التي في رأسه، المسؤولةُ عن تأثره، أفكار من هذا النوع، سيقول في نفسه:
# إنه يتجاهلني(فأنا لا أستحق هذا التجاهل!)
# إنه لا يحبني أو لا يطيقني( لماذا أنا لست محبوبا لديه؟!)
وغيرها من أفكار تختلف من شخص لآخر، لاحظ كيف تساهم هذه الأفكار في نفسية الإنسان و تجعله حساسا!!
اما ذلك الشخص الذي لم يتأثر أو تاثر بنسبة بسيطة ( حساسية بسيطة )،
فنرجع مرة أخرى و نقول هي تلك الأفكار التي في عقله التي ساهمت في الحد من تأثره!
مثل ماذا تلك الأفكار؟(ربما تكون حقيقية أو خيالية تخيلها أو إعتقدها هذا الشخص!)، مثلا سيقول في نفسه:
# هذا الشخص لا يشعر بمن حوله.(الله يساعده!)
# لا يهمني رديت السلام ام لم ترد فحسابي على الله!
وغير ذلك من أفكار..، لاحظ كيف هذه الإفكار تساهم في جعل الإنسان مرتاح البال محصنة نفسه من سفاسف الأمور ومن حساسية لا معنى لها وغير مرغوب بها!!
إذاً الحل في التخلص من هذه الحساسية الغير مرغوب بها هو علاج تلك الأفكار والمعتقدات المولدة لتلك الحساسية!
م/ن