عنوان الموضوع : استثمار المحن - للنقاش
مقدم من طرف منتديات الشامل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




استثمار المحن بقلم الدكتور اميل الشاوي

استثمار المحن


كثير منا يظن ان المحن والابتلاءات عبارة عن الام وضيق وشدائد وحسرات وجراحات ...
الا ان هناك معاني عظيمة اخر للمحن منها :

- ادراك حقيقة الحياة .. لان الاصل في هذه الحياة هو الابتلاء والتمحيص والاختبار ({كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء : 35]، {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك : 2].
- ان الله عز وجل يريد أن يطهرك ويبدل سيئاتك حسنات ويزيد رصيدك من الحسنات ان احتسبت وصبرت واخلصت النية {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155]..
- قد تكون من رحمة الله تعالى بالعباد تغير الاحوال والاوضاع والنعم فأن في ذلك كسر للجمود والرتابة واعطاء معاني جديدة للحياة لان دوام الحال والاستمرار على وضع معين قد يسبب حالة من السأم والملل والله تعالى اعلم.

- ومنها ان الله تعالى اصطفاك من بين خلقه ويريد ان يهيئك لمهمة وعمل تؤديه ، وحتى تنجح فيه لابد من الابتلاء والتمحيص كيما يشتد العود ويستوي البناء فتكون أهلا لما اختارك الله سبحانه له {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص : 5].
- يؤكد علماء النفس ان هناك مايسمى بـ ( النمو بعد الصدمة ) حيث وجدوا ان الصدمات والحوادث تجعل من اناس تعرضوا لها اكثر مرونة وثقة بالنفس وقدرة ... ان الامر يعتمد على طريقة التفكير وطريقة النظر الى الاحداث بشكل رئيسي واعادة ترتيب الاستراتيجيات والاهداف بمرونة وواقعية .. قال تعالى {... وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216]

- تذكر أن النار تزيد الذهب بريقا ولمعانا ،فأجعل من العثرات رصيدا تدخره في بنك الخبرات .
• ليس المعيار الأساسي الذي يقاس به الانسان هو مواقفه في لحظات الراحة والدعة ، وانما مواقفه في اوقات التحديات والمحن .


أساليب عملية :
 تدبر في قصص القران وانظر في المحن والابتلاءات التي تعرض لها الرسل والانبياء عليهم السلام واهل الصلاح والاصلاح ، أقرأ و تمعن في سيرة الحبيب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فأن فيها شفاء ودواء لما تعانيه الصدور .
 عند وقوع مصيبة أو امر جلل تملك نفسك وسيطر عليها واشحنها بالايجابية واخبرها بان لديك القدرة على تجاوز ما حدث ، بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى، واستصغر من شأن الحادث وانظر له بأدراك وعقل كبير ونفس واثقة مطمئنة
( الرضا بقضاء الله تعالى وقدره). ( الصلابة في مواجهات التحديات والازمات )
ان " الرياح المتقلبة : تهز النفس ، فنعالجها بتوهيمها البطولة " !!!
 كن صاحب التفكير الايجابي الواقعي المرن فمن خلاله يمكن شحن الذات بالامل والتفاؤل وان تجعل من العقبات احجارا ترتقي عليها لان الاحداث لا تؤثر فينا بقدر كيفية استجابتنا لها ... " وقد مال بعض علماء النفس وعلماء التربية في الاونة الاخيرة واصطلحوا على أن تعريف - الذكاء – بأنه القدرة على مواجهة الصعاب ومهارة التكيف مع الظروف الطارئة ، ومن ثم حل المشاكل التي تعترض طريق الفرد " .

ان التفكير الايجابي الواقعي المرن :
 يعطيك قدر عالٍ من المرونة والمطاوعة والتي من خلالها تكون قادرا على :
o رؤية المواقف الصعبة على انها تحديات * وفرص وليس تهديدا للذات.
o تجاوز العقبات والاخفاقات ورؤية الفشل على انه تجارب وخبرات.
o رؤية الامور بتفاؤل واقعي** ...
o التمتع بصحة نفسية وبدنية واجتماعية ممتازة.

لذا اجعل من المحنة دروس تتعلم منها وتخرج بخبرات ترتقي من خلالها وتزداد

 كن متهيئا على الدوام فلا تخلد الى وضع معين ولا تستكين الى حياة واحدة ولا تيأس او تقنط لان دوام الحال من المحال . وهذه العبارة ليست دعوة للقلق والخوف من المستقبل وانما هي بيان لعلامة من علامات الاسوياء الذين لا يطغون ولا يركنون الى مظاهر واوضاع زائلة وفي الوقت ذاته لا ييأسون او يقنطون في مواجهة التحديات والازمات {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنعام : 32] و {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح : 5]انها دعوة للوسطية في التفكير والانفعال والافعال.
 اجعل لك جلسات تفكر وتأمل في بدائع الله سبحانه وتعالى في خلقه فأن ذلك مما يعمق الايمان ويرشق الفكر ويرهف الحواس ويغرس السكينة والطمأنينة النفسية ويعزز المرونة والمطاوعه في الذات {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران : 190]، وتفكر في أحوال من هم في ابتلاءات دائمة كالذين يعانون من امراض مزمنة او مستعصية أو الذين يعانون أحوالا اجتماعية وإنسانية متردية من فقر وتشريد و مجاعات وحروب وكوارث وفقدان امن .... فتش عن هكذا نماذج تحسس احوالهم وتصور انك واحدا منهم كيف سيكون تفكيرك وشعورك حينها ، عندئذ ستشعر بنعمة الله تعالى عليك {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم : 34].




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

الحمــــــــــــــد لله على كل شيء والحمد لله على محن الله انها توقضنا من الغفله


شاكره لك طرحك

دمتي بخير

__________________________________________________ __________
قال تعالى( وبشر الصابرين الذين اذا اصبتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)
نحن بهذه الحياة بامتحان نواجه الابتلاءات والمحن والمؤمن بالله هو من يتجاوز المحن
بارك الله فيك موضوع له قيمته


__________________________________________________ __________
أهلاً بـ بعثره إنسان R ,

يؤكد علماء النفس ان هناك مايسمى بـ ( النمو بعد الصدمة ) حيث وجدوا ان الصدمات والحوادث تجعل من اناس تعرضوا لها اكثر مرونة وثقة بالنفس وقدرة ... ان الامر يعتمد على طريقة التفكير وطريقة النظر الى الاحداث بشكل رئيسي واعادة ترتيب الاستراتيجيات والاهداف بمرونة وواقعية .. قال تعالى {... وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216]


العقلية البشرية تحتاج إلى اليقظة بعد سبآت طويل, وقد تكون هذه اليقظة في وقت تستطيع أن تعود فيهِ إلى الوقوف مجدداً, وقد تكون في وقت قد فآتها القطار ولن تنفعها تلك الضربات الموجعة للعودة ..


عنون الإسلام لنا بالتحذير والترغيب, وليس كمآ يتجادل بهِ بعض علماء النفس الغربيين على أنهُ ترهيبٌ وتخويف من نهاية مؤلمة وتعيسة ..

هنآك قدر قد كتب, وهنآك عقلٌ قد وهب, وهنآك خيرٌ قد نسب, فـ توكل على الله في كل ما تسعى إليه, وأتكل على من يسخر لك من أمركـ مخرجاً ..

أؤمن بأن أكثر هذه الدراسات النفسية ماهي إلآ إفتقار تحتاجه النفس البشرية مؤقتاً, وأجزم بأن الطريق وآضح ولكن هنآك من لا يرى أو بالأدق من لا يريد أن يرى ..

طرح رآئع ..

خالص الشكر والتقدير ..


__________________________________________________ __________
طرح رائع ،،،،،،،،،،،،،

__________________________________________________ __________