عنوان الموضوع : انها قصة من سيناريو الواقع المر .. - قصة خليجية
مقدم من طرف منتديات الشامل

انها قصة من سيناريو الواقع المر ..


قصة خالد هذا الشاب الجامعي الذي تخرج من الجامعه وحصل على الشهاده بكل أستحقاق رغم ماكان يعانيه من ظروف المعيشه، ومرارة الغربه فقد كان يتيم الاب ووحيد امه العجوز ، التي كانت تكابد من اجل توفير مصاريف ابنها اثناء درسته لكي تسعد به بعد تخرجه وتسلمه زمام القياده في توفير لقمة عيشهم وترتاح هي من عناء الذهاب الى السوق وأفتراش الارض لبيع بضاعتها البسيطه من ما قد صنعته من بهارات وخلافها ..
وبعد حصول خالد على شهادته وعودته الى مدينته ، فرحت امه به اشد الفرح ..
وأخذ خالد في البحث عن وظيفه مع مايحمله من شهادات ولكنه صدم بجدار الواقع الذي يقول ان شهادته ذات تخصص غير مرغوب فيه !!
لايمكنه من الاتحاق باي وظيفة .
حاول وحاول ولكن لاحياة لمن تنادي .
أصبح لاينام الليل وكان يقول بينه وبين نفسه اذا كان تخصصي غير مرغوباً فيه اذا ً لماذ ابواب هذا القسم لازالت مشرعه وتستقبل الطلاب الى الان !!
لماذا هذا العبث ومضيعة الوقت !!
اكمل خالد البحث وكانه الغريق الذي يبحث عن القشة التي تنقذه حاول الاتصال بمن يعرف ومن لايعرف ... ولكن بلا فائدة .
وبعد مرور سنة من تخرجه وجد له احد الاشخاص الذين تعاطفو مع وضعه المرير وظيفة في احد الدوائر الحكوميه وكانت على بنتد الاجور راتبها لا يتعدا الالف وستمائة ريال فقط لاغير .. فرح خالد وقال لعلها تتحسن الامور بعد ذلك وفرحت لفرحه تلك العجوز التي كانت تدعي له في الليل والنهار .
استلم خالد مهام وظيفته وسارت الامور على مايرام وكان راتبه يساعد في مصاريف البيت وفي الايجار السنوي له .
ولكن امه لم تتوقف عن ممارسة افتراشه للارض وبيع بضاعته لسببً واحد هو ان راتب خالد لا يكفي لسد التزامات امور المعيشه رغم ان خالد كان يطلب منها التوقف والراحه
استمرا على هذا الحال وبعد مرور عاماً اصبحت امه تلح عليه بالزواج لكي ترى اولاده قبل موتها ولكن خالد كان يتعلل بعدم قدرته على مصاريف الزواج ولكن الحاح الام ورغبة خالد المكبوته ارغمتاه على الرضوخ للامر .
فاذن لوالدته بالبحث عن زوجه ولكنه طلب منها بان تكون حسب شروطه التي هي بان تكون معلمه حتى يستطيعان معاًً الوقوف امام رياح المتطلبات الاسريه وايضاً بان تكون من عائله بسيطه حتى تستطيع العيش معه وفق امكاناته الماديه وان لاتكون ذات مهرمرتفع لايستطيع عليه .
وافقت امه واخذت بالبحث وفق هذه الشروط ظلت الام تبحث لعدة اشهر وجدت الكثير من البنات ولكن وضعهم المادي كان العقبه في الزواج وقوبل خالد بالرفض .
وبعد البحث الطويل وجدو ضالتهم في ساره وتمت الخطبه وتم وضع مبلغاً وقدره اربعون الفاً كمهر غير الذهب وهذا المبلغ مناسباً ولكن بالنسبة لخالد فهو كبيراً جداً ولا يستطيع توفيره .
فكر خالد كثيراً وعلم انه لن يجد زوجه باقل من هذه التكلفه ، ولذلك قدم طلباً على بنك التسليف وطلب قرض زواج لكي يساعده في المهر . ولكن كان من شروط القرض احضار عقد النكاح وخالد يريد هذا القرض لكي يستطيع الحصول على عقد النكاح فهذا المبلغ هو الذي سوف يساعده في المهر فمن اين له بعقد نكاح !!
وبعد ان شرح خالد ظروفه لاهل ساره وافقو على ان يتم عقد النكاح اما الدخله والزواج بعد ان تتيسر الامور تقديراً لظروفه .
وبعد ان اكتملت اوراق خالد واتم الشروط قدم طلب القرض الذي سوف يتم صرفه لخالد بعد حوالي السنه حسب قولهم لخالد .
وفي هذه السنه حاول خالد التوفير من راتبه وعمل في المساء حارس امن لاحدى الشركات مقابل الف ريال في الشهر وبعد مرور السنه تم صرف قرض بنك التسليف وكان خالد قد ادخر مبلغاً زهيداً من المال . واضطر خالد لاخذ سيارة بالتقسيط لكي يكمل المبلغ الذي معه لاتمام الزواج وفعلاً تم الزواج بعد ان استولت الاقساط على راتب خالد .
تزوج خالد فرحت امه العجوز بكت كثيراً ودعت له بالتوفيق اكثر .
حضرت ساره لبيت خالد كانت فتاة بسيطه خلوقه فيها من الأدب والنقاء مايوازي جمالها
سر فيها خالد كما انها هي سرت فيه .
قنعت فيه , وقنعت بفقره , وقنعت بالبيت الصغير القديم الذي سوف تعيش فيه , في ليلة زواجهما تكلما كثيراً وابتهجا كثيراً وعدها بحبه واخلاصه لها , ووعدته بحبها له وان تصون عرضه , وعدها بان يعيشها الحياة الكريمه التي تستحقها , سارت الامور بينهم على ماينبغي فقد وفق الله بين قلبيهما ,
مرت الايام وانتهت الاجازه وعاد كل منهم لعمله فقد كانت ساره معلمه في احدى القرى البعيده في قريه تبعد عن المدينه قرابة المئتان كيلو متر , وكان عليها ان تخرج قبل صلاة الفجر مع السائق الذي يقل معها عدداً من المدرسات ولا تعود الا قرب صلاة العصر , ورغم انها لم تكن قد تعينت رسمياً الى الان فقد كانت على بند 105 ومرتبها ثابت على الاربع الاف ريال الا انها كانت مسروره لانها افضل حالاً من غيرها ،
كافحت ساره مع خالد في معترك الحياة وكانت تساعده في مصاريف البيت وفي تسديد الاقساط التي كانت تاكل كل مرتبه الذي لم يتعدا الالفان الى الان .
وبعد مرور عدة شهر على الزواج السعيد اتت سارة الى خالد تبشره بحملها وانها بشهرها الثاني ’ لم تسعه الدنيا اخذ يقفز فرحاً ويجري الى امه التي اعياها المرض وجعلها جليسة الفراش اتاها وهي بفراشها يصرخ .
امي امي
امي امي
لقد تحقق حلمك
امي سوف تكونين جده
ولكن لامجيب !!
هزه بيده كتف امه .
هز ذاك الجسد الذي انهكته الدنيا ولقمة العيش
هز ذاك الجسد الذي خاض معارك الحياة بشموخ وعفه
ولكن لاحراك ’ جسماً بارد !!
لا احد يجيب
صرخ خالد امي امي لمس صدرها انها لا تتنفس !!
صرخ يناجي الجدران
صرخ يناجي زوجته والجيران .
امي ماتت امي ماتت ولم احقق لها حلمها .
بكي خالد كثيراً . بكى خالد من ربته صغيراً ، واعالته كبيراً , بكى امه , بكى نبع الحنان .

تم نقلها ودفنها
وتمت مراسم العزاء .
بعد سبعة اشهر انجبت سارة تواماً ولداً وبنت فرح خالد كثيراً بقدومهما ، اسماهم عبد الله على اسم ابيه ومريم على اسم والدته ، اتفقا خالد وساره على انا يحسنا تربية ابنائهم واخذت ساره توليهم الرعايه ولكن كانت هناك عقبة الوظيفه فقد كان لزاماً عليها الذهاب للمدرسه باكراً والعوده عصراً مما اضطرهم الى جلب خادمه لكي تهتم بهم في غيابها رغم ان امورهم الماديه لاتساعدهم على جلبها ولكن للضرورة احكام .
واتت الخادمه لتضيف عليهما عبئاً في مصروفها ومرتبها الشهري .
ومرت السنين كبر مريم وعبدالله وبلغا الخامسه من العمر . كانت مريم جميلة جداً ، كانت كالشمس في اشراقها ، كالزهور في فصل الربيع ، وكان خالد لايقل عنها جاذبيه , كان ضحوكاً , وكانا لا يفترقان ويلعبان مع بعض دائماً .
بعد السنين الخمس كان خالد لازال على بند الاجور وكان مرتبه قد ارتفع ليصل الفان وخمسمائه فقط , وكانت ساره قد قرب مكان عملها فقد انتقلت من قريه الى اخرا حتى اصبحت الان تبعد حوالي المائه كيلو متر عن المدينه . وكانت تعود الساعه الثانيه ظهراً لكي تعد ا الغداء لخالد قبل عودته في الثالثه ظهراً من عمله .
زاد حب خالد وساره لبعضهما كانت ظروف الحياة الصعبه تزيد من عشقهم لبعض ،
كان يجلسان مع مريم وعبدالله كثيراً . وفي احد الايام عاد خالد من عمله لكنه لم يجد ساره !!
سال الخادمه فاجابت انها لم تاتي الى الآن .

خرج عند الباب ينتظرها انها الساعه الثالثه الان ولم تاتي , عاد الى الداخل واخذ يدور في البيت قتله الانتظار لقد وصلت الساعه الرابعه ولم تاتي !!
دق جرس التلفون خالد وقف امامه لا يحرك ساكناً لبضع لحظات , تدارك نفسه ورفع السماعه ، كان
المتحدث يقول : الو منزل خالد
اجاب خالد : نعم انا خالد
قال المتحدث : لقد حصل حادثاً بسيط للنقل الذي معه زوجتك ساره ونرجو منك الحظور للمستشفى .
صرخ خالد ارجوك ماذا حصل لها اين هي هل اصابها مكروه .
طمانه المتصل بانه حادثاً بسيط ويجب عليه الحظور بسرعه .
استجمع خالد قواه وخرج الى المستشفى مسرعاً , وصل الى الطواري اقبل على الاستقبال يسأل اين المعلمه ساره
ارشداه الى الدكتور المختص والى ضابط الامن المسئول عن الحدث
ذهب اليهم واقبل عليهم كيف هو حال المعلمات وكيف هو حال زوجتي .
سأله الدكتور ما اسم زوجتك ؟
اجاب خالد متلعثماً انها ساره يادكتور انها ساره .

اجابه الدكتور بعد ان انزل راسه ان زوجتك قد انتقلت الى رحمة الله فعليك بالصبر
نظر خالد الى وجه الدكتور
نظر اليه يستجديه بان يقول غير ماقال .
ذرفت دموع خالد في صمت .
كانت دموعه قد لامست الارض
كان يصرخ في داخله .
كان لا يرى غير سواد غطى المكان ,
سقط خالد
نعم سقط خالد لا يحرك ساكناً
ادخل العنايه ليفقد الوعي لمدة اسبوع
ليفيق ويجد ان المكان قد غادرته ساره
لقد ماتت ساره , جسد خالد موجود ولكن خالد مات مع ساره
خرج خالد من المستشفى وعاد الى مريم وعبدالله
عاد خالد الى مابقي له من ساره
أحتضنهم بقوه, بكى خالد بحرقه . اخذت تقبله مريم واخذ يحتضنه عبدالله
سالته مريم بكل لهفه ابي اين امي ؟
اخذ خالد يبكي بصوتاً عال لا يستطيع الرد
ماذا يقول لهذه الطفلة الصغيره التي تريد امها !
بماذا يخبرها !
وكيف يصبرها !
كررت السؤال مريم
ابي اين امي ؟
اجابها ودموعه تنهمر بانها ذهبت الى السماء وسوف تعود في يوماً ماء .
ليقول له عبدالله ارجوك ابي قلها بان تعود بسرعه .
فاجابهم خالد بانها سوف تعود
مرت الايام والاشهر والسوال يتكرر من مريم وعبدالله .
وكان دئماً يقولان ان امهم سوف تعود من السماء
بلغا السابعه ودخلا الى المدرسه .
وكانت مريم تقوم بدور الام لعبدالله اخيها الذي تحبه جداً فقد كانت تساعده في تجهيز ملابسه كل صباح وكانت تجهز له بيديها الصغيرتان قطعة خبز لكي ياخذها معه افطاراً في المدرسه

اصبح خالد يعمل ليل نهار لتوفير متطلبات مريم وعبدالله
وكان يوصلهم في اكثر الايام بنفسه الى مدارسهم التي كان قريبة من البيت وفي احدا الايام لم يكن خالد قد افاق من نومه فموعد عمله الثامنه ,
وقد اتفقا مريم وعبدالله على عدم ازعاج والدهم والذهاب الى مدارسهم القريبه بانفسهم
, خرجا بهدواء حتى لا يستيقض والدهم وذهبا الى مدرستيهم المتجاورتين .

قطعا الشارع متماسكان الايدي ، كانت هناك سياره مسرعه . حاولا الجري كانت مريم تسحب يد عبدالله لكي يسرع اكثر , ولكن كانت حقائبهم اكبر من جسديهم الصغيران حاولا ولكن السياره لم تعطهم الفرصه دهستهم وقذفت بجسديهم بعيداً هناك , فرقت بين ايديهم ، بعثرث كتبهم واقلامهم واشلائهم ,
ارتمت مريم بعيداً هناك ولا زال في يدها قلم الرصاص , ارتمت هناك وسط بركة من الدماء .
وارتمى عبدالله في الجهة الاخرى لا حراك , كانت بجانبه قطعة الخبز وقد خالطتها الدماء .
وقفت السياره بعيداً لينزل منها مراهقاً كان يستعرض مهارته في القياده عند زملائه !!

في هذه الاثناء سمع خالد صوت فرامل السياره في الشارع المجاور لبيته ليقفز من فراشه وكانه قد أحس بالامر لينادي مريم ........ مريم ........ عبدالله ....... عبدالله خرج الى الصاله ليجد بقايا فطورهم .
هرول الى الشارع بقميص نومه.
كان يصرخ مريم عبدالله .

راى الناس متجمهرين ذهب يجري ليرى فراء جسدان صغيران ممددان على الارض
وقد جمعهم الناس بجانب بعضهم وغطو وجهيهما اقبل عليهم وكشف عنهم ليرى مريم وعبدالله لا حراك لا يتنفسان جسدان صغيران قد تمزقا
لم يصرخ خالد .
ولم يبكي .
ولكنه سقط بجانبهم ليرافقهم في رحلتهم رحلة الخلود رحلة الانصاف عند رب الخلق .


^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^







م\ن


انها من نسج الخيال


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

يسلموووووو

__________________________________________________ __________
يســــــــــــــــلمو

__________________________________________________ __________
بدوري
وخنتني ..


كل الشكر
لكم لتوآآجدكم هنــآآ


__________________________________________________ __________
الله يعطيك العافيه

__________________________________________________ __________
أكاليل الورد

يعطيك العاافيه
ع التوااجد