(( مدخل ))
حين رايته في حوض استحمامي ... عرفت بأن ضيفي ... يخفي في داخله قصيدة
من ظلة المصباح التقطت حشرة
وأغريته بها .. من بعيد
لم تفصح عيناه المفعمتان بالشك عن أي بريق لجشع
طوي ساقيه حوله وجلس وكأن شيئاً لم يحدث
فكرت بحيلة
أخذت خيطاً ... عقدت فيه عدة عقد
تاركاً مسافة بين عقدة وأخري
فصار في شكل سلم ... ومددته في الحوض
العنكبوت وقد كان يتصنع الموت
هو الذي تكمن فيه قصيدتي
فجأة وبمكر ... دبت فيه الحياة
فتسلق السلم بقفزات ... واختفي في مكان ما
لقد فر واختفى
ولا يعلم بأنني ... أنا ... أيضاً أشقي في هذا الوعاء الضيق
لا حشرة تعترضني
ولا أري أي سلم في أي مكان
.......................................
(( عودة إلي النص ))
جفت ينابيع الحياة
القلب ذاب ... والنفس ذابت
والروح غادرت الزمان
وتكون حكمتنا مثار الأسئلة
مع إنني لا لم أومل في الإياب
راودت نفسي بعض الأمل
ما أضيق الباب الذي يفضي إلي أمل الوجود
ويقام للحلم الجميل مقصلة
قد نعود من الضياء إلي الظلام
وقد نعود إلي الهشيم
وقد نعود العودة المتكررة
ليل ليعبره النهار
غرباء نحن في الذكري وفي تعب الرحيل
اشتاق ... هل تشتاق ؟؟
لشطآن قلبك ... لأوتار حزنك ... لأهداب ظلك
خذيني أغادر هذا السكون وأتي إلي دفء كفيك
ستأتي العصافير من ضوء عيني
وتأتي العنادل تدنو لدفء السهول علي صدر فلك
وعطر الورود وشوق النهار إلي حزن بدرك
سيأتي إليك عبير الحقول
علي بحر قلبي ... علي بحر حبي
خذيني إلي صفوة قلبك
خذيني إلي عمق جرحك
خذي قمراً كي يضيء الطريق وظل الجفون
خذي آه جمري
وكوني
وكوني رداء الوجود ... وكوني ضفاف حياتي وعمري
دعيني أرد الزمان إلي ضوء فجرك
دعيني أعد اختصار فؤادي
ليرقد في بر سحرك
ويشرب من شهد عطرك
دعيني أجدد هذا الندي للغصون التي لا تموت
دعيني اشق ألمدي للعيون التي لا تنام
دعيني أمر غديراً ... واغرق في بحر صفوك
.......................................
(( خروج عن النص ))
أعيديني إلي لون الندي عمري
أعيديني
أعيدي مرتين إليك روحي
مرتين وعانقي الغابات عني
عانقي الأنهار ... والأقمار ... والماضي
أعيدي لون أيامي
أعيديني إلي دفء الوجود ودفء قلبك
وضميني علي إطراف ثوبك في ألمدي الوردي
تناديني ضفاف خطاك تسكنني
وتسكن في أحلامي ... وذاكرتي
وتحفر في جدار القلب في زمني
احن إلي صبا عمري
احن إليك يا قدري ... احن إليك يا قدري
.......................................
(( مخرج ))
لعينيك (( ؟؟؟؟ )) يبقي الحنين
ويبقي الغرام ويبقي الأنين
لعينيك كان الندي وردة
يضيق ألمدي ولا يكل الجناح
وتلك المسافة لا تنتهي
أعاتب كل العواصم ... أعاتب كل المرافئ
أعاتب كل الحدود وكل البلاد
ويسكن قلبي فراق طويل
رسمت فؤادي علي ضفة الوجد جمراً
رسمت فؤادي ليبقي لحبك ذكري
درب طويل في الموانئ .. في الظلام .. في الرحيل
درب طويل
درب ولم أجد النهاية والبداية
درب تعبده المرارة والتحدي المستحيل
درب يفر من الزوال إلي الزوال
ويغيب في غبش السؤال
وحدي علي وجع الموانئ وحدها
موتي يمر علي معالم وجهها
ظل تناثر في السواد