تكملة ( فتيات في بحر الحب ) وحتى النهاية

عنوان الموضوع : تكملة ( فتيات في بحر الحب ) وحتى النهاية
مقدم من طرف منتديات الشامل

أنا أسفة على التأخير ...........
وأعتذر من كل القراء
بنات المرة الماضية توقفت في نهاية هذا البارت فأعدته لكم عشان تتذكرون
&quot; لا أرغب بالزواج &quot;</b>

وقفت &quot;ديفا&quot; عند باب غرفة والديها, وحين وضعت يدها على المقبض, سمعت صوت والدتها وهي
تقول بتساؤل:
ـ هل ستوافق على ما قاله &quot;مارك&quot; يا عزيزي؟
قربت &quot;ديفا&quot; أذنها اليمنى نحو الباب لتسمع جيداً الحوار الذي يدور بين والديها, فسمعت والدها يقول
بنبرةٍ حائرة:
ـ لا اعلم, أنا اخشى على &quot;ديفا&quot; من ذلك الفتى.... وكلما فكرت فيما فعله اتردد اكثر.
وقفت الأم امام المرآة وقالت وهي تتأمل في وجهها:
ـ صحيح انه قد ندم على ما فعله, لكن لا يمكن ان اوافق على أخذه لـ &quot;ديفا&quot;.
ضرب الأب بيده على ركبته وهو جالسٌ على السرير, ثم حرك رأسه قائلاً:
ـ معكِ حق!... أنا ايضاً لا استطيع تسليمها له بهذه البساطه.
ابعدت &quot;ديفا&quot; يدها عن مقبض الباب, وبدا على وجهها الحزن الشديد, واغمضت عينيها وتذكرت كل ما
فعلته هي و &quot;مارك&quot;, واحست بداخل قلبها بأن والديها على حق فيما يقولانه, فهما قلقان عليها كثيراً ولا
يرغبان في تدمير حياتها بهذه السهولة.... ثم حركت &quot;ديفا&quot; شفتيها قائلة بخفوت:
ـ هذا صحيح!....
وسقطت دمعةٌ شفافةٌ من عينها اليمنى وهي ترفع رأسها ناظرةً إلى الباب وتتابع كلامها قائلة بجدية:
ـ لم اكن اعلم بأن والداي يقلقان علي بهذا الشكل.
ورفعت يدها ووضعتها على صدرها وهي تقول بنبرةِ باكية:
ـ يا إلهي, لقد سببت لهم الكثير من الأذى ولم اكن ابالي بحالهما.
وارتجف كتفيها وبدأت بالبكاء وهي تجلس على ركبتيها في الأرض المغطاة بالسجاد الأحمر, فسمع والديها
صوت بكاءها فتوجهت الأم نحو الباب ورأت ابنتها &quot;ديفا&quot; تبكي وتقول بألم:
ـ لم اكن اعلم بهذا.... لم اكن اعلم....
اقتربت الأم من &quot;ديفا&quot; وثنت ركبتيها لتجلس امام ابنتها الباكيه وربتت على رأسها قائلة بتساؤل:
ـ ما الأمر يا صغيرتي &quot;ديفا&quot;؟
رفعت &quot;ديفا&quot; رأسها إلى والدتها وعانقتها وهي تردد قائلة وتمسح دموعها على كتف والدتها:
ـ أنا آسفة يا أمي..... أعتذر على كل ما فعلته لكما.....
وقف الأب بجانب ابنته وعلى وجهه عبارات الأب الحنون ثم انحنى بظهره ووضع يده على كتف
&quot;ديفا&quot; وهو يقول بحنان:
ـ لا تعتذري يا ابنتي, فنحن نحبكِ كثيراً.
ابتسمت &quot;ديفا&quot; في وجه والديها بسعادة ولم تتوقف دموعها عن السيلان, وقالت بإرتياح:
ـ اشكركما من كل قلبي.
وقاما بإدخالها معهم إلى الغرفة, وشعر الثلاثة للمرة الأولى بأنهم عائلة واحدة وما حدث مع &quot;ديفا&quot;
جعلهم قريبين جداً من بعضهم.....
منذ ذلك الحين, بدأت &quot;ديفا&quot; بتغيير نفسها للأفضل, وقررت ان تكسب عطف والديها عليها, وكانت تفكر بداخل
نفسها بـ &quot;مارك&quot; وتتردد اسئلةٌ كثيرة في مخيلتها....
هل سيتغير قلب &quot;مارك&quot; كما تغير قلبها؟
وهل سيكون لها دورٌ في تغيير حياته بطريقتها الخاصة؟
كل هذه الأسئلة المحيرة كانت تدور في رأس &quot;ديفا&quot; الذي بدأت ترى الحياة بصورةٍ جديدة....

عادت &quot;رينا&quot; إلى المنزل في وقتٍ متأخر من الليل, ولم تجد احداً في الممر فأرتاح قلبها وصعدت
بسرعة إلى غرفتها واغلقت الباب بالمفتاح ثم غيرت ملابسها مرتديتا روب النوم السماوي واستلقت
على سريرها بعدما اطفئت الأنوار وتذكرت كلام &quot;هنري&quot; عندما قال لها بلطف:
ـ لن يستطيع احدٌ إجباركِ على الزواج ما دمتُ معكِ.
اتسعت شفتي &quot;رينا&quot; بإبتسامةٍ لطيفة, واغمضت عينيها التي جفت من الدموع وهمست بداخل نفسها:
ـ أحبك يا &quot;هنري&quot;.
وما ان اكملت جملتها حتى غطت في النوم العميق....
عم الهدوء كل ارجاء المدينة ولم يُسمع سوى صوت نسمات الهواء الدافئة......

اشرقت شمس الصباح مُعلنةً عن بدأ يومٍ جديد, وحافلٍ بالأمور الجيدة والسيئة بالنسبة للجميع....
استيقظت &quot;دورثي&quot; من نومها وهي في قمة نشاطها, ورفعت يديها للأعلى ثم علت إبتسامةٌ عريضة على
شفتيها, وابعدت غطاء السرير من فوقها وخرجت من الغرفة بدون ان تغير ملابسها وبقيت مرتديةً روب نومها
الأبيض القصير, وتوجهت راكضة نحو غرفة &quot;كين&quot; لكي تيقظه وهي في قمة حماسها, وفتحت درفتي باب غرفته
بقوة وهي تقول بمرح:
ـ صباح الخير يا عزيزي &quot;كين&quot;.
كانت غرفة &quot;كين&quot; مظلمةً قليلاً لأن الستائر مُغلقة وهو يغط في النوم العميق ولم يسمع صوتها .....
إقتربت &quot;دورثي&quot; بعدما اغلقت الباب وجلست امامه وربتت على شعره البني الناعم وهمست في اذنه قائلة
بصوتٍ منخفض ولطيف:
ـ إستيقظ يا عزيزي, لقد اشرقت الشمس.
فتح &quot;كين&quot; عينيه ببطء على وجه &quot;دورثي&quot; المبتسم والمليء بالحيوية وقال بشرود وهو يمسح عينه اليمنى:
ـ &quot;دورثي&quot;, ما الذي تفعلينه هنا؟
وقفت &quot;دورثي&quot; على قدميها وهي تقول بسعادة:
ـ هل نسيت يا &quot;كين&quot;؟..... اليوم سوف نذهب معاً لشراء ثوب زفافي.
أبعد &quot;كين&quot; رأسه عن الوسادة وجلس, واتسعت عينيه حين رأى ثوب &quot;دورثي&quot; فقال بإندهاش وتساؤل:
ـ لماذا لم تغيري ملابسك؟
نظرت &quot;دورثي&quot; إلى نفسها واحمرت وجنتيها وهي تقول بإرتباك:
ـ يا إلهي, لقد نسيت.
وسحبت غطاء سرير &quot;كين&quot; من فوقه وغطت نفسها وخرجت من الغرفة وقد تحول وجهها إلى اللون الوردي..
ضحك &quot;كين&quot; في مرح وهو يقول:
ـ لقد نسيت حتى ان تغير ملابسها.
ونهض من فراشه وازاح الستائر من النافدة, ودخلت أشعة الشمس الساطعة لتنير تلك الغرفة الواسعة والمغطاه
بالسجاد البني مع سرير ابيض في وسطها....
فتح &quot;كين&quot; النافدة واستنشق النسيم اللطيف الذي هب عليه, وقال بإرتياح:
ـ إنه يومٍ جميل.
وترك النوافد مفتوحة وغير ملابسه وخرج من الغرفة.....

اسرعت &quot;ميمي&quot; بالدخول إلى الجامعة, وتوقفت عن الركض في الساحة الكبيرة وهي تتنفس بسرعة
وتقول بأنفاسٍ متلاحقة:
ـ كنت سأتأخر.
وتابعت سيرها بهدوء ثم رأت &quot;جوزيف&quot; آتياً بإتجاهها وهو يلوح بيده قائلا:
ـ صباح الخير &quot;ميمي&quot;!
ابتسمت &quot;ميمي&quot; في وجهه قائلة بسعادة:
ـ صباح الخير.
امسك &quot;جوزيف&quot; بيد &quot;ميمي&quot; وهو يشير إلى الأمام قائلاً:
ـ هل رأيتِ جدول اليوم؟
حركت &quot;ميمي&quot; رأسها للجهة اليمنى وقالت بإستغراب:
ـ جدول اليوم؟
وقام &quot;جوزيف&quot; بأخذها إلى لوحة الجداول واتسعت عينيها حين رأت أن هناك تمرين على ركوب الخيل للفتيات
مع الفتيان, وقالت بتساؤل:
ـ نتدرب سوياً؟
هز &quot;جوزيف&quot; رأسه مجيباً عليها:
ـ نعم, سيكون رائعاً.
اتسعت شفتي &quot;ميمي&quot; بإبتسامةٍ سعيدة بالرغم من انها لا تعرف ما هي المتاعب التي سوف تواجههم جميعاً في
هذا السباق الذي سيتم في الساحة الخلفية من الجامعة.....
وتمنت من كل قلبها ان يمر هذا اليوم على خير........

بعد ذلك, دخلت &quot;دورثي&quot; مع &quot;كين&quot; إلى محلٍ مليءٍ بالأزياء الرائعة الخاصة بالزفاف, وانبهرت &quot;دورثي&quot;
كثيراً فلم تعرف ماذا تختار من كل هذا....
فألتفتت إلى &quot;كين&quot; قائلة في تساؤل:
ـ أخبرني يا &quot;كين&quot;!.... اي من هذه تعتقد بأنه مناسبٌ لي؟
اقترب &quot;كين&quot; أكثر واشار إلى احد الأثواب وهو ثوبٌ أبيض مليءٌ بالأكسسوارات الفضية وقال لها:
ـ ما رأيكِ بهذا؟
علت الضحكة شفتي &quot;دورثي&quot; وقالت بسعادة:
ـ أريد هذا.
قامت البائعة بإنزال الثوب لـ &quot;دورثي&quot; وادخلتها إلى غرفة التبديل....
وبعد دقائق معدودة, خرجت &quot;دورثي&quot; وهي ترتدي ذلك الثوب الذي اختاره لها &quot;كين&quot;, وانبهر كثيراً بشكلها
الجذاب, وقال بإندهاش:
ـ ما أجملكِ يا عزيزتي.
ضحكت &quot;دورثي&quot; في خجل وهي تقول:
ـ شكراً لك.
كان كلٌ من &quot;دورثي&quot; و &quot;كين&quot; سعيدين للغاية, فقد إقترب موعد زواجهما.... لكن .....
كيف ستكون رده فعل &quot;لوسكا&quot; حين تعلم بهذا الأمر؟؟

<center> >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
================================== </center>
هذا البارت اليديد الي وقفت اكمل الرواية عنه
تفضلوا
&quot; محـاولة الإنتقـام &quot;</b>

تجمع كل طلبة في الساحة الخلفية للجامعة, واختار كل واحدٍ منهم الخيل المناسب له .....
وقفت &quot;ميمي&quot; عند جوادٍ أبيض جميل, وربتت على وجهه وابتسمت قائلة وهي تقف بجانب &quot;جوزيف&quot;:
ـ يبدو لطيفاً, أليس كذلك؟
حرك &quot;جوزيف&quot; رأسه مُجيباً بقوله:
ـ صحيح!
وبدأ الطلاب يتدربون على المسابقة التي ستتم في صباح الغد .....

حملت &quot;رينا&quot; حقيبتها ووضعتها على كتفها عندما شارفت الشمس على الغروب, وخرجت من القاعة
متوجهتاً نحو ساحة الجامعة للعودة إلى المنزل, وكانت تفكر طوال سيرها بموضوع الزواج الذي جاء
فجأةً وعكر مزاجها, وحين وقفت عند البوابة الرئيسية تفاجأت برؤية &quot;روك&quot; بإنتظارها امام الجامعة
فتغيرت ملامح وجه &quot;رينا&quot; للغضب واشاحت بوجهها متاجهلتاً امره إلا انه لحق بها قائلاً:
ـ تمهلي قليلاً يا &quot;رينا&quot;.
لم تستمع &quot;رينا&quot; إلى كلامه فأمسك بيدها واوقفها قائلاً بإستغراب:
ـ قلت لكِ تمهلي قليلاً, لقد طلب مني والدكِ أن اصطحبكِ إلى المنزل.
ادارت &quot;رينا&quot; رأسها إليه وهي تعقد حاجبيها رداً عليه:
ـ أُفضل السير على الذهاب معك.
ثم سمعت صوت &quot;هنري&quot; وهو يقول بجدية:
ـ ما الذي تفعله أيها الشاب؟
كان &quot;هنري&quot; يقف خلف &quot;روك&quot; مباشرةً, فعلت الضحكة شفتي &quot;رينا&quot; التي شعرت بالإرتياح عندما رأته وابعد
&quot;روك&quot; يده على يدها وهو يرمق &quot;هنري&quot; بإستحقار ويقول:
ـ وما شأنك أنت يا هذا؟
اقترب &quot;هنري&quot; أكثر ووقف بجانب &quot;رينا&quot; ووجه نظره نحو &quot;روك&quot; وهو يقول:
ـ أنا صديق &quot;رينا&quot;, هل لديك مانعٌ في هذا؟
ابتسم &quot;روك&quot; بمكر وهو يقول:
ـ لقد عرفت الآن, أنت هو الحثالة التي تحبها &quot;رينا&quot;.
اتسعت عينا &quot;رينا&quot; وصرخت قائلة في غضب:
ـ يالك من وقح!....
امسك &quot;هنري&quot; بكتف &quot;رينا&quot; وهو يخفض رأسه قائلاً بهدوء:
ـ إهدئي قليلاً.
وتقدم نحو &quot;روك&quot; وحين وقف امامه مباشرةً رفع رأسه قائلاً ببرود:
ـ اتعلم من هم الحثالة؟.... إنهم الأشخاص الذين فقدوا جرأتهم ويعيشون بلا هدف مثلك تماماً.
اشتد غضب &quot;روك&quot; من طريقة &quot;هنري&quot; في الكلام ورفع يده ليضربه, لكن &quot;هنري&quot; إبتعد بسرعة وامسك
بيد &quot;روك&quot; ورماه على ظهره في الأرض بقوة, فتألم قائلاً وهو يضع يده على رأسه:
ـ تباً لك!... سوف اجعلك تندم.
ابتسم &quot;هنري&quot; بمكر وهو يرد عليه قائلاً:
ـ هذا إذا تمكنت من النهوض.
ومد يده لـ &quot;رينا&quot; وهو يقول:
ـ لنذهب يا عزيزتي.
هزت &quot;رينا&quot; رأسها موافقة وامسكت بيده وسارت معه وابتعدا عن &quot;روك&quot; المستلقي على الأرض....
استطاع &quot;روك&quot; الجلوس بعد ذهابهما وقال في حقد:
ـ سأجعلك تندم بالتأكيد.... أيها الحقير!

عادت &quot;دورثي&quot; إلى المنزل برفقة &quot;كين&quot; وهي تحمل الكثير من أكياس التسوق في يدها...
وحين دخلت إلى الصالة وضعت الأغراض على الأرض وقالت بسعادة وهي تشابك أناملها مع بعضها
حول صدرها:
ـ آه إنني في غاية السعادة يا &quot;كين&quot;.
وركضت بإتجاهه وعانقته ببراءة وهي تقول:
ـ أخبرني, ألا تشعر بالسعادة مثلي؟
ربت &quot;كين&quot; على ظهرها وهو يبتسم قائلاً بهدوء:
ـ بلى, كيف لا أكون سعيداً وانتِ معي!
التمعت عينا &quot;دورثي&quot; وهي تنظر إلى &quot;كين&quot; بحب, وتقول وهي ما زالت تعانقه:
ـ أنت تحبني, أليس كذلك؟
هز &quot;كين&quot; رأسه مجيباً:
ـ نعم, بالطبع أحبك يا عزيزتي.
ثم سألته مرةً أخرى بنفس الطريقة:
ـ لن تتركني أبداً, صحيح؟
حرك &quot;كين&quot; شفتيه رداً عليها بصوتٍ لطيف:
ـ أبداً.... يا حبيبتي الحلوة.
ثم قبلا بعضهما بكل حب وعطف, واحست &quot;دورثي&quot; بالسعادة فهي تخشى ان يستعيد &quot;كين&quot; ذاكرته ويتركها
وحيدةً كما كانت في السابق, لذا قررت ان تبذل جهدها في الحفاظ على هذا الحب مهما كلفها الأمر, فهي تحب
&quot;كين&quot; اكثر من أي شيءٍ في هذا العالم......
بعد ذلك, امسكت &quot;دورثي&quot; بمعصم &quot;كين&quot; وسحبته قائلة بمرح:
ـ هيا لنذهب إلى غرفتي.
توقف &quot;كين&quot; عن السير وهو يقول:
ـ إنتظري لحظة.
واقترب منها اكثر وهو يقول بنبرةٍ حنونه:
ـ أنت عروستي الآن, أليس كذلك؟
حدقت &quot;دورثي&quot; بـ &quot;كين&quot; وعلى وجهها علامات التعجب والتساؤل, واحست به وهو يحملها بين ذراعيه فأحمرت
وجنتيها وهي تقول بإرتباك:
ـ &quot;كين&quot;..... مـ ..... أنا ....
ضحك &quot;كين&quot; عليها بمرح وركض بها عبر الدرج وهي تضحك بسعادة وصعدا معاً إلى غرفتها, فلم يتبقى إلا أيامٌ
قليلة على زفافهما وقررا ان يتقربا من بعضهما أكثر, ويصبح حُبهما اقوى من اي شيء.....

في تلك اللحظات, كانت &quot;لوسكا&quot; تنتظر &quot;كين&quot; في الحديقة, فقد وعدها بأنه سيأتي إلى هنا يومياً لرؤيتها وبقيت
تنتظره في ذلك الليل الحالك بين أضواء الحديقة ووسط ذلك الهدوء, وبدأ الأمل يقل لديها واحست بأنه لن يأتي
هذه المرة وركبت على الأرجوحة وحركتها ببطء وهي تردد قائلة بحزن شديد وتنظر إلى النجوم في السماء:
ـ عندما كان &quot;جيم&quot; بالقرب مني, كنتُ أتحاشى النظر إليه.... وعندما فقدته عرفت بأنني لا استطيع
العيش بدونه...
وانهمرت الدموع من عينيها بدون ان تشعر وتابعت كلامها قائلة:
ـ &quot;جيم&quot;, ليتك تشعر بالألم الذي بداخل قلبي الذي أحبك, إنه يتمزق حُزناَ في كل دقيقة يا عزيزي.
ثم صرخت بأعلى صوتها قائلة وهي تبكي:
ـ &quot;جيـــــــــــم&quot; عد إلي أرجوك.... أرجوك عد إلي.....
لم يكن احدٌ بالقرب من الحديقة في ذلك الوقت فقد عاد كل شخصٍ إلى منزله ليرتاح بعد عناء العمل طوال
النهار ولكن &quot;لوسكا&quot; لم ترغب بالعودة إلى البيت لأنها ستغرق في بحر الدموع لو عادت بدون أن ترى
وجه &quot;كين&quot; الذي تعتقد بأنه حبيبها &quot;جيم&quot; الذي ابتلعته أمواج البحر في ذلك اليوم العاصف.....

عاد &quot;مارك&quot; إلى المنزل عند الساعة التاسعة مساءً, وتفاجأ برؤية &quot;بريتي&quot; تجلس على الأريكه وتقرأ كتاباً
وحين رأته قالت ببرود:
ـ أهلا بعودتك &quot;مارك&quot;.
اقترب &quot;مارك&quot; أكثر ورمى بنفسه على الأريكة وهو يقول في ضجر:
ـ ما هذا اليوم الممل؟
قالت &quot;بريتي&quot; بدون ان ترفع رأسها عن الكتاب:
ـ بالعكس, كان اليوم رائعاً بالنسبة لي.
التفت إليها &quot;مارك&quot; قائلاٌ في تساؤل:
ـ ما الذي تقرأينه الآن؟
اغلقت &quot;بريتي&quot; الكتاب ووضعته على الطاولة وهي تقول بسعادة:
ـ لدينا غداً مسابقة على ركوب الخيل, وهذا الكتاب به معلوماتٌ قد تفيدني في الغد.
قال &quot;مارك&quot; بشرود:
ـ مسابقة؟؟ ركوب الخيل؟؟؟
وفكر قليلاً ثم قال في سرعة:
ـ كيف شكل جوادك؟
استغربت &quot;بريتي&quot; من سؤاله الغريب والمفاجئ وقالت له مجيبة:
ـ إنه جوادٌ عادي, لونه أبيض ولطيف.
ارجع &quot;مارك&quot; ظهره للخلف وهدأ قليلاً ثم قال متسائلاً:
ـ هل تعرفين شكل خيول البقية؟
وبقيت &quot;بريتي&quot; تخبره عن شكل جواد كل واحدٍ من أصدقائها ومواصفاته, وحين اخبرته بشكل جواد &quot;روبرت&quot; ابتسم
&quot;مارك&quot; في خبث وقال بداخل نفسه:
ـ هذا جيد!... إنها فرصتي لأرد له الجميل.
وعندما انتهت من الكلام, ضحك &quot;مارك&quot; متظاهراً بالمرح وهو ينهض قائلاً ويلوح بيده:
ـ شكراً لكِ..... سأذهب لأنام الآن, تصبحين على خير.
اخفضت &quot;بريتي&quot; حاجبيها وهي تقول:
ـ ما زال الوقت باكراً على النوم.
صعد &quot;مارك&quot; إلى غرفته غير مبالياً بكلام &quot;بريتي&quot;, ودخل واغلق الباب بالمفتاح ثم استلقى على سريره وهو ينظر إلى
الأعلى ويفكر قائلاً:
ـ لقد حان الوقت لأنتقم من &quot;روبرت&quot; على ما فعله في ذلك اليوم.
وتذكر ما حدث له في عيد الحب عندما تشاجر مع &quot;روبرت&quot; من اجل &quot;بريتي&quot; ولم يتمكن &quot;مارك&quot; في ذلك الوقت من الرد
عليه لأن &quot;ديفا&quot; كانت معه والآن جاء الوقت الذي سيتمكن فيه من رد الدين له....

بعد مرور أربع ساعات, إطمئن &quot;مارك&quot; أن جميع من في المنزل قد غط في النوم واستغل الفرصة وخرج مغادراً
المنزل وتوجه نحو الجامعة خلسه بدون ان يلاحظه احد.....
وحين وصل إلى هناك اوقف سيارته عند الساحة الخلفية ونزل منها, ثم وقف فوق سيارته متسلقاً الجدار بشجاعة في
ذلك الظلام الحالك واستطاع ان يدخل بسهوله....
أضاء &quot;مارك&quot; المصباح الذي في يده وبحث عن الإسطبل الذي توضع فيه الخيول وعندما عثر عليه توجه نحوه راكضاً
ودخل إلى هناك..... أمعن &quot;مارك&quot; النظر ورأى امام كل جواد اللجام الخاص به وابتسم هامساً بداخل نفسه:
ـ لقد أصبح الأمر اكثر سهولةً الآن.
واقترب من كل الخيول وبحث عن مواصفات الخيل الذي قالت &quot;بريتي&quot; أنه يخص &quot;روبرت&quot; ووجده أخيراً واقترب اكثر
ورمق الجواد بإبتسامةٍ ماكرة واخرج سكيناً من جيب بنطاله ومزق جزءً من اللجام لكي ينقطع اثناء السباق ويقع &quot;روبرت&quot;
ويصاب بإصابةٍ بالغة...
ثم ضحك &quot;مارك&quot; في نفسه عندما تخيل ذلك المنظر وقال بحماس:
ـ لن أفوت مشهداً مثيراً كهذا, سوف آتي بنفسي لأرى نهايته.
وغادر المكان وهو في غاية السعادة ويترقب الغد بلهفةٍ كبيرة.....



يتبــــــــ ع .....

__________________________________________________ __________
تابع

محاولة الإنتقام &quot;&quot;</b>

في الصباح, امتلئت الساحة الخلفية من الجامعة بطلبة المستوى الأول الذي سيشاركون في هذه المسابقة.....
وكان هناك العديد من المتفرجين من خارج الجامعة ويشجعون الجميع بحرارة...
وضعت &quot;بريتي&quot; يدها على صدرها وقالت بحماس:
ـ هذا رائع, لقد جاء الجميع لمشاهدتنا.
وكان &quot;روبرت&quot; يقف بجانبها, ووضع يده على كتفها وهو يقول بسعادة:
ـ الفوز سيكون من نصيبنا يا عزيزتي.
مسحت &quot;ميمي&quot; على رأس جوادها وهي تقول بهدوء:
ـ لا تخذلني أرجوك.
ثم سمعت صوت &quot;جوزيف&quot; من خلفها يقول بمرح:
ـ هل انتِ مستعدةٌ يا عزيزتي؟
إلتفتت إليه &quot;ميمي&quot; بسرعة وهزت رأسها مجيبة:
ـ نعم, أتمنى ان افوز.
واطلق المدرب صافرته ليستعد الجميع, في تلك اللحظة وصل &quot;مارك&quot; إلى حيث مكان السباق وعلى وجهه إبتسامةٍ
خبيثة ويقول بمكر:
ـ هذا يومك الأخير يا &quot;روبرت&quot;.
ووضع يديه في جيب بنطاله وبقي ينظر للمقدمة منتظراً بدء السباق...

ركب كل واحدٍ من المتسابقين على جواده, وترتبوا في صفٍ واحد منتظرين سماع صافرة البدء...
كان الطريق عبارةٌ عن ساحةٍ عشبية خضراء وبها بعض الحواجز البسيطة والسباق سيكون الوصول إلى
الجهة الأخرى من الساحة....
لم تكن &quot;ميمي&quot; تشعر بالإرتياح ابداً فقد شعرت بحدوث شيء لكنها بقيت صامته وتنتظر حتى أطلق المدرب
صافرته للبدء وانطلق الجميع....
امعن &quot;مارك&quot; النظر في جواد &quot;روبرت&quot; واتسعت عينيه قائلاً في ذهول:
ـ ما هذا؟....... إنه ليس اللجام الذي مزقته....
ووجه نظره نحو جميع المتسابقين وهو يضع يده على الحاجز الذي يفصله عن مكان السباق وأخيراً وجد اللجام
المقطوع في حصان &quot;ميمي&quot;....
فضرب بيده قائلاً في ضيق:
ـ تباً... يال غبائي.
وفكر فيما سيحدث لو انها وقعت, سوف تصاب بإصابةٍ خطيرة ولن تشفى بسهولة, وتخيل المنظر المريع الذي
سيراه عندما ينقطع اللجام...
ولم يستطع الوقوف في مكانه وقفز من فوق السور وركض بإتجاه أحد الأحصنة الواقفة هناك وتوجه نحو واحدٍ
تقف فتاةٌ بجانبه فأبعدها بيده قائلاً بعصبية:
ـ سأستعيره منكِ للحظات.
صرخت عليه الفتاة وهو يصعد عليه قائلة:
ـ ما هذا؟.... لا يُسمح بالغرباء بالدخول.
وانطلق بالحصان بدون ان يستمع إلى كلامها وتوجه نحو ساحة السباق ليلحق بـ &quot;ميمي&quot;, ويصرخ على الحصان
قائلاً بغضب:
ـ أسرع أرجوك..... أسرع, يجب أن ألحق بتلك الفتاة الشقراء.
كانت &quot;ميمي&quot; بالمقدمة في ذلك الوقت, لكن &quot;مارك&quot; لحق بالجميع ليصل إليها ولم يلاحظ أحدٌ وجوده سوى &quot;بريتي&quot;
حين تجاوزها فقالت بتساؤل:
ـ &quot;مارك&quot;.... ما الذي تفعـ ....
وتوقفت عن الكلام حين ابتعد عنها ووصل أخيراً إلى &quot;ميمي&quot; وبقي يركض بجانبها وادار رأسه إليها قائلاً:
ـ توقفي يا آنسة...
التفتت &quot;ميمي&quot; إليه وهي تقول بتساؤل:
ـ لماذا؟... ومن أنت؟...
اجابها &quot;مارك&quot; في قلق:
ـ لقد رأيته... هناك جزءٌ من لجامكِ مقطوع وإذا وصلتِ إلى الحاجز الثالث فسوف يتمزق وتقعين.
شعرت &quot;ميمي&quot; بالخوف الشديد واتسعت عينيها قائلة:
ـ ما العمل الآن؟.... حتى لو توقفت فإنه سيتمزق حين اقوم بشده.
عظ &quot;مارك&quot; شفتيه وقال بداخل نفسه :
ـ هذا صحيح!... يجب أن أتصرف.
كان &quot;جوزيف&quot; يراقب &quot;مارك&quot; ويركض خلفهما ويهمس بداخل نفسه متسائلاً في ضيق:
ـ ما الذي يريده هذا الفتى من &quot;ميمي&quot;؟
مد &quot;مارك&quot; يده إلى &quot;ميمي&quot; وهو يقول بصوتٍ عال:
ـ إمسكي بيدي واكملي السباق على هذا الحصان الذي معي.
تصبب العرق من جبين &quot;ميمي&quot; وقالت بصوتٍ مرتجف:
ـ لا أستطيع, أنا خائفة.
رد عليها &quot;مارك&quot; محاولاً تهدأتها:
ـ لا تخافي, سوف أساعدك مهما كلفني ذلك.
اقترب المدرب من مكان السباق وصرخ قائلاً بصوتٍ جاف:
ـ ما الذي أدخل ذلك الشخص إلى هنا؟
جاء إليه المساعد وهز كتفيه قائلا بإستغراب:
ـ لا أعلم.
ابعدت &quot;ميمي&quot; يدها اليسرى بصعوبة من اللجام وامسكت بيد &quot;مارك&quot; الممدودة لها فقال لها في سرعة:
ـ إقفزي الآن!
هزت &quot;ميمي&quot; رأسها موافقة واغمضت عينيها وقفزت إلى &quot;مارك&quot; بعدما قرب الحصان منها فأمسكها بيده وجلست
في المقدمة معه واحس &quot;مارك&quot; بنبضات &quot;ميمي&quot; السريعة بينما ترك ذلك الحصان الآخر مكان السباق وتوقف عن الركض...

رفعت &quot;ميمي&quot; رأسها إلى &quot;مارك&quot; وعينها تمتلئ بدموع الخوف فأبتسم في وجهها قائلاً:
ـ حمد لله أنكِ بخير.
سألته &quot;ميمي&quot; في تعجب:
ـ لكن, كيف عرفت بأن ذلك اللجام مقطوع؟
اجابها &quot;مارك&quot; بإرتباك:
ـ دعكِ من هذا الآن, وتابعي السباق أما أنا فسأذهب.
وجعل &quot;ميمي&quot; تمسك باللجام, وبطء سرعة الحصان ونزل من فوقه وجعلها تتابع ولوح بيده إليها بسعادة
ثم رحل, وضعت &quot;ميمي&quot; يدها اليمنى على قلبها الخائف وانهمرت الدموع من عينيها وهي تهمس بداخل
نفسها بإرتياح:
ـ أشكرك أيها الشاب!.... لقد أنقذت حياتي.
وتابعت السباق وفازت بالمركز الثالث بعد &quot;روبرت&quot; و &quot;بريتي&quot;......

بعد إنتهاء السباق, توجه &quot;جوزيف&quot; نحو &quot;ميمي&quot; مسرعاً وحين وقف أمامها سالها بأنفاسه المتلاحقة:
ـ &quot;ميمي&quot;.... ما الذي حدث لكِ؟
التمعت عينا &quot;ميمي&quot; بالدموع وعانقت &quot;جوزيف&quot; وهي تقول باكيه:
ـ لا أعلم, لقد رأيت الموت امام عيني.
ربت &quot;جوزيف&quot; على شعرها وهو يقول بهدوء:
ـ لا عليكِ يا عزيزتي.
ثم اقترب المدرب منهما, ووجه سؤاله نحو &quot;ميمي&quot; قائلاً:
ـ من كان ذلك الشاب يا &quot;ميمي&quot;؟
هزت &quot;ميمي&quot; رأسها نفياً وهي ترد عليه قائلة:
ـ لا أعلم يا سيدي!.... لكنه جاء لتحذيري من اللجام المقطوع.
اخفض المدرب حاجبيه قائلاً بإستغراب:
ـ لجامكِ كان مقطوعاً.
هزت &quot;ميمي&quot; رأسها بنعم وقالت:
ـ صحيح!...... لقد تفقدته ووجدت بأنه مقطوع.
وضع المدرب يده على ذقنه وقال متعجباً:
ـ غريب!.. لقد تفقدت كل الألجمة بالأمس ولم يكن احدها مقطوعاً.
عقدت &quot;ميمي&quot; حاجبيها قائلة في ضيق:
ـ لقد قام احدهم بقطعه بواسطة السكين.
وهب عليهم هواءٌ قوي, حرك شعر &quot;ميمي&quot; الأشقر معه, ورفعت رأسها إلى السماء وهي تقول بداخل نفسها:
ـ كم اتمنى ان اعرف من الشخص الذي قام بهذا العمل الشنيع....

في تلك اللحظة, كان &quot;مارك&quot; يسير لوحده وسط الأشجار التي تغطي الحدائق المجاورة وهو يقول:
ـ تباً..... كنت سأقضي على حياة تلك الفتاة بسبب تصرفي الأحمق.
وتوقف عن السير وتوعد أن يحاول مرةً اخرى ويتأكد بنفسه بأن &quot;روبرت&quot; هو المقصود في المرة القادمة......

************************************************

__________________________________________________ __________
&quot; دعوة غير متوقعة &quot;</b>

جمعت &quot;ساكورا&quot; الأزهار من حديقة منزلها لتزين بها غرفتها, كانت الأزهار متفتحة وبألوان زاهية تدخل السعادة
إلى القلب, وقد كانت &quot;ساكورا&quot; تجمعها للتسلية فقط وأخيراً أحضرت مزهريةً بيضاء متوسطة الحجم ووضعتها على
الطاولة الدائرية الصغيرة في وسط غرفتها ثم حدقت بها بكل سرور وقالت وهي تعانق كفيها:
ـ لقد إكتملت الآن.
إلتمعت الأزهار باللونين الأبيض والأحمر واصبحها شكلها غايةً في الجمال حين انعكس عليها ضوء الشمس
في ذلك الصباح الجميل.....
وفجأة, سمعت صوت &quot;سابرينا&quot; وهي تطرق الباب قائلة بهدوء:
ـ &quot;ساكورا&quot;, هل يمكنني الدخول؟
أدارت &quot;ساكورا&quot; رأسها للجهة اليسرى وهي تجيب:
ـ بالطبع.


فتحت &quot;سابرينا&quot; الباب ودخلت محدقةً بـ &quot;ساكورا&quot; بدون أن تبتسم في وجهها وتقدمت قليلاً ولفت نظرها
المزهرية التي على المنضدة, فحركت عينيها نحو شقيقتها الصغيرة وهي تقول بإستحقار:
ـ إنكِ تضيعين وقتي في عمل الأشياء السخيفة دائماً.
تقوست حاجبا &quot;ساكورا&quot; في ضيقِ شديد وادارت ظهرها إلى &quot;سابرينا&quot; وهي ترد عليها:
ـ هذا ليس من شأنك!
التقطت &quot;سابرينا&quot; زهرةً حمراء بدون أن تلحظها &quot;ساكورا&quot; وابتسمت قائلة بثقة كبيرة:
ـ سوف آخذها منكِ.
إلتفتت &quot;ساكورا&quot; إليها بسرعةٍ كبيرة, واختطفت منها الزهرة الحمراء وهي تصرخ بجفاء:
ـ لن أسمح لكِ, إنها لـ &quot;آندي&quot;.
تضايقت &quot;سابرينا&quot; من كلامها وضربت بيدها على المنضدة وقالت بعينيها الغاضبة:
ـ ألم تتوقفي عن رؤية ذلك الخبيث؟


قربت &quot;ساكورا&quot; الوردة من صدرها وتحولت ملامح وجهها للجدية وقالت وهي تنظر إلى أختها بإحتقار:
ـ سأظل مع &quot;آندي&quot;, سواءٍ قبلتِ أو لا.
حركت &quot;سابرينا&quot; رأسها مهددةً &quot;ساكورا&quot; بقولها:
ـ حسناً, سنرى حيال ذلك.
وغادرت الغرفة مغلقةً الباب بقوةٍ خلفها.... انزلت &quot;ساكورا&quot; عينها إلى الوردة اللامعة الجميلة التي تحملها
بين كفيها وقالت بصوتٍ حزين ممزوجٍ مع الثقة:
ـ لن ابتعد عن حُبي مهما كان الثمن.



نزلت &quot;لوسكا&quot; عبر الدرج الذي يؤدي إلى صالة منزلهم, وكانت في غاية السعادة بدون أن تعرف سبب
سعادتها المفاجئة تلك, ولا تعلم أن هذه الفرحة ستتحول إلى حزنِ شديد في يومٍ من الأيام....
فتحت &quot;لوسكا&quot; باب المنزل للخروج وحين اغلقته تفاجأت برؤية &quot;كين&quot; يقف في الجهة اليمنى بمحاذاة منزلهم
فأتسعت عينيها وعلت الإبتسامة شفتيها قائلة:
ـ &quot;كين&quot;..... لم أتوقع رؤيتك هنا.
هز &quot;كين&quot; كتفيه وهو يدخل يديه في جيب بنطاله قائلاً في إرتياح:
ـ لقد عانيت حتى وصلت إلى هنا.
اخفضت &quot;لوسكا&quot; حاجبيها بإستغراب وهي تقول متسائلة:
ـ ماذا تقصد؟!
تقدم &quot;كين&quot; إليها وأخرج بطاقة دعوةٍ من جيبه ومد يده إليها وهو يحمل كرتاً أبيض ثم قال:
ـ تفضلي يا &quot;لوسكا&quot;.
انزلت &quot;لوسكا&quot; عينيها إلى البطاقة ولم تستطع منع يديها من الإرتجاف وهي تأخذها وتسأل:
ـ ما ... هذه يا &quot;كين&quot;؟
اتسعت شفتي &quot;كين&quot; بإبتسامته الصافية وهو يجيبها بصوتٍ لطيف:
ـ إنها دعوةً لحضور حفلة زفاف, إقرأيها وستعرفين كل شيء.
ثم نظر إلى الساعة بيده وقال بإرتباك وهو يرفع رأسه إليها:
ـ آسف.... علي الذهاب الآن, أتمنى رؤيتكِ في الحفلة.
هزت &quot;لوسكا&quot; رأسها موافقة وهي شاردة الذهن, وحين رأته يغادر المكان فتحت البطاقة وأخرجت ورقةً متوسطة
الحجم بيضاء اللون منها وقرأة المكتوب.... عندها ارتجفت يديها وامتلئت عينيها بدموع الدهشة مما قرأته في تلك
اللحظة وحركت شفتيها قائلة بصدمة:
ـ لا... لا .... مستحيل!...
وصرخت بصوتٍ عال ومليئٍ بالحزن والألم وهي تقول:
ـ مستحيل.... لا .... هذا مستحيل....


وجثمت على ركبتيها في الأرض وقطرات دموعها تتساقط على تنورتها الزرقاء القصيرة ثم عظت شفتيها
ونهضت بسرعة ولحقت بـ &quot;كين&quot; راكضة في المكان الذي ذهب منه....
وبينما كانت تركض وحذائها يضرب بقوةٍ على الأرض توقفت عند نهاية ذلك الحي وألتفتت إلى يمينها ولم
تجد أحداً وحين نظرت للجهة الأخرى رأت &quot;كين&quot; يسير بعيداً فأسرعت إليه والدموع تتطاير من عينيها
وهي تنادي عليه بأعلى صوتها:
ـ &quot;كيــن&quot;؟؟؟؟
توقف &quot;كين&quot; عن السير وادار رأسه للخلف ملتفتاً إليها وتفاجأ بمعانقة &quot;لوسكا&quot; له, فبدت على وجهه علامات الإندهاش
من تصرفها المفاجئ لدرجة أن لسانه لم تتحرك ولم يعرف ما يقوله, وانتقل صوتها الرقيق إلى مسامعه وهي تقول:
ـ &quot;كين&quot;..... لا ... &quot;جيم&quot; لقد عثرت عليك بعد عناءٍ طويل, هل ستتركني الآن بهذه السهولة؟
ورفعت رأسها إليه فأخفض &quot;كين&quot; عينيه وارتجفت شفتيه وهو يقول مرتبكاً وبشدة:
ـ &quot;لوسكا&quot;... لا أفهم ما ترمين إليه.... أنا لست &quot;جيم&quot; الذي....
قاطعته &quot;لوسكا&quot; بحرارة وهي تحرك رأسها نفياً وبإنزعاجِ تقول:
ـ هذا غير صحيح!... أنت هو &quot;جيم&quot;.
وشدت يديها على كتفيه وهزته وهي تردد قائلة والدموع تنهمر بكثرةِ من عينيها:
ـ أليس هذا صحيحاً؟
عقد &quot;كين&quot; كفه في ضيق واخفض رأسه ورد عليها قائلاً بدون أن ينظر إليها:
ـ كلا.... &quot;لوسكا&quot; أنتِ تعيشين في وهم ويجب أن تستيقظي منه حالاً.
اتسعت عينا &quot;لوسكا&quot; وابعدت يديها عن كتفيه ببطء بعدما سقطت كلمته الأخيرة كالصاعقة عليها وتراجعت للخلف
وهي تقول بصوتٍ باكي:
ـ انت مخطئ, مخطئٌ بالتأكيد.


فتح &quot;كين&quot; عينيه على وجهها وتابع كلامه بجديةٍ واضحة وصوتٍ جاف:
ـ أنا آسفٌ يا &quot;لوسكا&quot;.... لن اتمكن من مقابلتكِ بعد الآن, ما دمت الأمور قد وصلت إلى هذا الحد .
ثم صمت قليلاً ثم تابع بنفس النبرة:
ـ وداعاً.
وادار ظهره إليها راحلاً.... بقيت &quot;لوسكا&quot; متسمرةً في مكانها بدون ان تدرك الموقف الذي هي فيه الآن
ورفعت رأسها إلى السماء الزرقاء التي تغطي الغيوم البيضاء بعد اجزائها وابتسمت بإبتسامةٍ تحمل كل
مشاعر الحزن والألم وقالت بلا وعي:
ـ صحيح!... إنني اعيش في وهم واستحق الشفقة أيضاً.
واختفت ابتسامتها فجأة وهي تخفض رأسها وظلت تبكي كالطفل الذي فقد اعز لعبةٍ لديه ولا يمكن إستراجعها
مهما بذل جهده في إصلاحها....
وضع &quot;كين&quot; يده على قلبه وتحسس نبضاته السريعة والمتأثرة ولم يعرف سبب ذلك الشعور الغريب الذي إنتابه
عندما رأى &quot;لوسكا&quot; تبكي, وكأن ذلك الموقف يذكره بشيءٍ من الماضي لكنه لم يستطع تذكره جيداً.

تشابكت اصابع يد &quot;تينا&quot; مع &quot;مايكل&quot; بينما كانا يتنزهان في احد الحدائق وبين الأشجار الجميلة.... ويتبادلان
أطراف الحديث بإبتسامةٍ عذبة تعلو شفتيهما....
وأخيراً جلسا تحت أحدى الأشجار واتكئ &quot;مايكل&quot; بظهره على جدع الشجرة فور جلوسه وتنهد قائلاً بإرتياح:
ـ أشعر بأنني لم أمشي هكذا منذ وقتٍ طويل.
جلست &quot;تينا&quot; بجانبه ووضعت كفها فوق كفه المنبسط على الأرض العشبية فأمسك به بلطف وابتسم في وجهها
قائلاً بسعادة:
ـ تبدين جميلةً للغاية حين تبتسمين يا عزيزتي.
احمرت وجنتي &quot;تينا&quot; وابعدت عينيها عن عينيه وهي تقول بخجلٍ شديد:
ـ شكراً لك.
اطلق &quot;مايكل&quot; ضحكةً جميلة عليها حين رأى الخجل ظاهراً على ملامح وجهها, فبادلته الضحك....
تداخلت أجزاءٌ من اشعة الشمس بين فتحات اوراق الشجرة الكبيرة التي يجلوس تحتها وانعكس الضوء المتحرك
مع نسمات الهواء الدافئة عليهما....
ثم قال &quot;مايكل&quot; وهو ينظر إلى الأعلى بإرتباك:
ـ &quot;تينا&quot;... هناك أمرٌ أريد محادثتك به.
تعجبت &quot;تينا&quot; من نبرته الغريبة فسألته في حيرة ورغبةٍ شديدة لمعرفة هذا الأمر:
ـ ما هو يا &quot;مايكل&quot;؟
انزل &quot;مايكل&quot; رأسه بسرعة, وحرك عينيه المملؤة بالجدية نحو &quot;تينا&quot; وبدأ حديثه قائلاً بنبرةٍ جادة:
ـ سوف اسافر إلى المانيا قريباً يا عزيزتي &quot;تينا&quot;.
وضعت &quot;تينا&quot; يدها على صدرها ولم تستوعب ما قاله &quot;مايكل&quot;, فردت عليه بإرتباك وحيرة:
ـ سترحل؟... لكن لماذا؟...
اخفض &quot;مايكل&quot; رأسه وأجابها قائلاً بصوتٍ مستاء:
ـ لقد جاءت بعثة عمل إلى ألمانيا, وطلب مني سيدي الذهاب لأنه لا يريد ان يضيع علي هذه الفرصة.
وجهت &quot;تينا&quot; عينيها إلى الجهة الأخرى وقالت بتساؤل:
ـ وماذا عني أنا؟
رفع &quot;مايكل&quot; رأسه بدون ان ينطق بكلمة فهب هواءٌ لطيف عليهما في الوقت الذي قالت فيه &quot;تينا&quot; متظاهرةً
بعدم المبالاة:
ـ لن امنعك من الذهاب فهذا هو حلمك, لكني سأشعر بالوحدة عند رحيلك.
التمعت عينا &quot;مايكل&quot; إشفاقاً على &quot;تينا&quot; وقام بإحتضانها ومسح على شعرها الطويل وهو يقول في أسف:
ـ أنا آسف يا &quot;تينا&quot;, كان بودي أن آخذكِ معي.
اغمضت &quot;تينا&quot; عينيها وهي تبتسم قائلة بهدوء وتضع يديها على ظهره:
ـ لا عليك, سأكون بخير... لذا لا تتأخر علي.


وحاولت إخفاء دموعها رغماً عنها كي لا تشعره بالحزن العميق الذي سكن قلبها في هذه اللحظة ولكنها كانت سعيدة
لأنها برفقته الآن و سفره هذا لن يغير شيئاً فهما ما زالا يحبان بعضهما ولن يفرقهما شيء.

هبط الظلام بعدما اختفى كل اثرٍ لضوء الشمس, وأشعلت الأضواء البيضاء في الشوارع....
كانت &quot;لوسكا&quot; تجلس تحت احدى الإنارات ومتكئتاً بظهرها على الجدار في المكان نفسه الذي التقت فيه بـ &quot;كين &quot;
عند النهار, وقد ثنت ركبتيها إلى صدرها وجفت الدموع من عينيها مع تساقط بعض الخصلات من شعرها على
وجهها الحزين, ولم تتوقف كلمات &quot;كين&quot; عن التردد في اذنيها بل كانت مستمرة بالرغم من محاولات &quot;لوسكا&quot; في
نسيان هذا الأمر لكنها وجدت بأنه صعبٌ عليها نسيان شيءٍ كهذا....
فتنهدت في ضجر وقالت ببرود:
ـ لن يتغير شيءٌ ببقائي هنا.
ونهضت من على الأرض وشعرت بقليلٍ من الدوار من شدة تعبها لأنها بقيت هنا طيلة النهار ومن حسن حظها ان المنزل
كان قريباً من المكان الذي تجلس فيه فعادت بسرعة لترتاح قليلا وتنسى ما حدث.

يتبعـ

__________________________________________________ __________
هبط الظلام بعدما اختفى كل اثرٍ لضوء الشمس, وأشعلت الأضواء البيضاء في الشوارع....
كانت &quot;لوسكا&quot; تجلس تحت احدى الإنارات ومتكئتاً بظهرها على الجدار في المكان نفسه الذي التقت فيه بـ &quot;كين &quot;
عند النهار, وقد ثنت ركبتيها إلى صدرها وجفت الدموع من عينيها مع تساقط بعض الخصلات من شعرها على
وجهها الحزين, ولم تتوقف كلمات &quot;كين&quot; عن التردد في اذنيها بل كانت مستمرة بالرغم من محاولات &quot;لوسكا&quot; في
نسيان هذا الأمر لكنها وجدت بأنه صعبٌ عليها نسيان شيءٍ كهذا....
فتنهدت في ضجر وقالت ببرود:
ـ لن يتغير شيءٌ ببقائي هنا.
ونهضت من على الأرض وشعرت بقليلٍ من الدوار من شدة تعبها لأنها بقيت هنا طيلة النهار ومن حسن حظها ان المنزل
كان قريباً من المكان الذي تجلس فيه فعادت بسرعة لترتاح قليلا وتنسى ما حدث.

وضعت &quot;تينا&quot; رأسها على وسادة سريرها الأبيض, وبقيت تحدق بسقف الغرفة وتفكر بكلام &quot;مايكل&quot; عن سفره
وبدون أن تشعر سقطت دمعةٌ باردة من عينيها وهي تردد قائلة في توسل:
ـ أرجوك, لا تذهب أرجوك!
وغطت نفسها بغطاء السرير وهي ما تزال تردد على لسانها نفس تلك الجملة حتى غطت في النوم.....

فتحت &quot;دورثي&quot; خزانة ملابسها وحدقت بفستان زفافها الأبيض اللامع وعلت شفتيها إبتسامةٌ بريئة
وهي تقول بسعادة:
ـ أخيراً إقترب اليوم الذي سأرتدي فيه هذا الثوب وأسير مع &quot;كين&quot; بين الناس.
ثم رفعت رأسها قليلاً وهي تغمض عينيها وتتخيل ذلك اليوم الذي ستسير فيه مع &quot;كين&quot; وسط كل الناس والورود
تتناثر عليهما والكل سعيدٌ من أجلهما.....
ثم اتسعت شفتيها بإبتسامةٍ هادئة وفتحت عينيها اللامعتين وهي تغلق الخزانة وتتوجه نحو الشرفة, وضعت &quot;دورثي&quot;
يديها على حافة الشرفة ونظرت إلى النجوم المتناثرة في السماء الجميلة وهبت عليها نسمات الليل الدافئة فحركت شفتيها
قائلةً بإرتياح:
ـ أنني متشوقةٌ لبعد غد.
في نفس تلك اللحظة, كانت &quot;لوسكا&quot; تجلس على الأرض في غرفتها المظلمة ومتكئتاً بظهرها على السرير وتحمل في يدها صورتها مع &quot;جيم&quot;
والدموع تتلتمع في عينيها وهي ترى إبتسامته العذبة داخل إطار الصورة ثم ارتجف كتفيها وبقيت تبكي ودموعها تتساقط على الإطار.....
لم تكن تدري &quot;لوسكا&quot; متى سيبتسم لها الحظ .... لكن السعادة آتيه بلا ريب وسوف تبتسم الحياة في وجهها مرةً أخرى عاجلاً أم آجلاً...
وسيأتي اليوم الذي ستكتشف فيه &quot;لوسكا&quot; بأن &quot;كين&quot; هو نفسه &quot;جيم&quot; مهما طال الزمن......
وكانت &quot;لوسكا&quot; تردد في ذلك الوقت:
ـ متى سيتذكرني يا ترى؟.... إلى متى سأظل أنتظر؟!
ورفعت رأسها للأعلى ووجهها شاحبٌ جداً من شدة البكاء وكانت تحمل في يدها الأخرى بطاقة الدعوة التي إستلمتها من &quot;كين&quot;
هذا الصباح لكن.....
هل ستذهب &quot;لوسكا&quot; إلى حفل الزفاف؟
وهل سيتمكن &quot;كين&quot; من تذكرها قبل ذلك اليوم؟
هذان الأمران الذان كانا يشغلان تفكير &quot;لوسكا&quot; ولم تجد إجابةً لأي منهما ......

رن هاتف &quot;ديفا&quot; النقال وهي تجلس أمام المرآة وتمشط شعرها في غرفة النوم, وحين أخذت الهاتف رأت ان المتصل هو
&quot;مارك&quot; فعلت الإبتسامة شفتيها وضغطت على زر الإجابة وقالت مباشرةً بحرارة:
ـ أهلاً &quot;مارك&quot;.
إنتقل إلى مسامعها صوت &quot;مارك&quot; الهادئ وهو يقول بعطف:
ـ كيف حالكِ يا حبيبتي &quot;ديفا&quot;؟
ابتسمت &quot;ديفا&quot; بهدوء وهي ترد عليه بقولها:
ـ أنا بخير.... &quot;مارك&quot; لقد إشتقت إليك, لم ارك منذ مدة يا عزيزي.
قطع &quot;مارك&quot; الجو الرومنسي هذا قائلاً ببرود:
ـ &quot;ديفا&quot;, أريد منكِ خدمة.
رفعت &quot;ديفا&quot; حاجبيها بإستغراب فهذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها &quot;مارك&quot; خدمةً من &quot;ديفا&quot; بهذه النبرة
فقالت له بتساؤل:
ـ أخبرني ما الذي تريده كي أتمكن من مساعدتك.
صمت &quot;مارك&quot; قليلاً وحاول أن يتشجع أكثر ليخبرها بما يريده ثم قال بتردد:
ـ أنا.... أنا..... هناك شخصٌ أرغب بـ ......
فهمت &quot;ديفا&quot; قصده بسرعة فهي تعرف &quot;مارك&quot; حق المعرفة لهذا قاطعته قائلةً بجفاء:
ـ أعرف ما الذي تود قوله!
تعجب &quot;مارك&quot; من أسلوب &quot;ديفا&quot; الجدي في الحديث فتصبب العرق من جبينه وهو يقول بإرتباك:
ـ ما الذي تقصدينه يا &quot;ديفا&quot;؟
وضعت &quot;ديفا&quot; فرشاة الشعر على المنضدة وهي تجيبه قائلة بجدية:
ـ اقصد بأنني لن اساعدك في التخلص من &quot;روبرت&quot;, وهناك أمرٌ آخر...........
وتوقفت عن الكلام قليلاً ولم يستطع &quot;مارك&quot; تمالك نفسه فصرخ في الهاتف قائلاً بعصبية:
ـ ما هو هذا الأمر؟.... تكلمي...!
تقوست حاجبا &quot;ديفا&quot; في ضيق وهي تقول بنبرةٍ حادة:
ـ إذا آذيت &quot;روبرت&quot; فإنك سوف تسبب الحزن لشقيقتك &quot;بريتي&quot;, ولا يمكن أن اقبل بهذا.
اغلق &quot;مارك&quot; الخط بعدما أكملت &quot;ديفا&quot; كلمتها الأخيرة ورمى بالهاتف على السرير وقال بإستياء:
ـ ما الذي حدث لـ &quot;ديفا&quot;؟؟ لقد تغيرت كثيراً.
وضعت &quot;ديفا&quot; الهاتف على المنضدة وهي ما تزال جالسةً على الكرسي, وتنهدت قائلة في حزن:
ـ ليته يتوقف عن التفكير بهذه الأمور.
ثم أطفئت الأنوار وذهبت لتنام فقد أصبح الوقت متأخراً.....

وقفت &quot;تيما&quot; في مكان مظلم للغاية وهي تغمض عينيها ولا تشعر بشيءٍ من حولها.... ثم سمعت صوتاً مألوفاً
ينادي بإسمها بصوتٍ عذب ولطيف, ففتحت عينيها ورأت شخصاً قادمٌ من البعيد وحاولت أن تنظر إليه بوضوح
ورأت &quot;جون&quot; يقف بالقرب منها فعلت الضحكة شفتيها ومدت يديها راكضةً بإتجاهه والدموع تتطاير من عينيها
وهي تقول بسعادة:
ـ &quot;جون&quot;.... ما زلت حياً يا عزيزي.
وأراحت رأسها في حضنه وربتت بيديها على ظهره وقالت بإرتياح:
ـ لا أصدق بأنني أقف بجوارك يا &quot;جون&quot;.
وحين رفعت رأسها رأت الحزن ظاهرٌ على وجهه وابتعد عنها تدريجياً وهي تمد يدها قائلة بتوسل:
ـ لا تذهب وتتركني وحيدة.
ورفعت رأسها من على الوسادة بسرعة, وهي تنتفس بصعوبة والعرق يتصبب من جبينها ثم ربتت بكفها على صدرها
وتحسست نبضات قلبها المتسارعة فقالت وهي تحاول تهدئة نفسها:
ـ لقد كان حلماً.
واعادت رأسها إلى الوسادة وبدا ضوء القمر جميلاً وهو ينير غرفتها المظلمة..... كانت &quot;تيما&quot; تحاول في هذه الآونة
أن تنسى &quot;جون&quot; ولو قليلاً لكن جرح قلبها لم يلتأم بعد لهذا من الصعب عليها نسيان الماضي.

يتبعــــــــــــــ

__________________________________________________ __________
&quot; القلـب المُتحجـر &quot;

تمركزت اشعة الشمس حول عيني &quot;ديفا&quot; العائمة في بحر الأحلام, ونائمةٌ على سريرها الأبيض في وسط غرفتها
الوردية الجميلة....
اهتز حاجبا &quot;ديفا&quot; في ضيق وهي تفتح عينيها ببطء وازاحت ضوء الشمس بوضع كفها بالقرب من عينها وهي
تقول بشرود:
ـ لا اشعر بأني نمتُ كثيراً.
ورفعت رأسها من على الوسادة واخذت نفساً عميقاً وعلى وجهها علامات النعاس والإرهاق وحركت رأسها بإتجاه
الساعة ورأت عقاربها متوقفةً عند السابعة صباحاً, فقالت بضجر:
ـ استيقظت مبكراً في يوم العطلة.
واسقطت رأسها على الوسادة وعادت إلى النوم لأنها بقيت مستيقظةً حتى وقتٍ متأخر بالأمس.....

جفت الدموع من عيني &quot;لوسكا&quot; ولم تشعر بنفسها وهي نائمةٌ على الأرض بجانب سريرها وتحمل في
يدها الصورة وبطاقة الدعوة, فدخلت والدتها بالصدفة إلى الغرفة في ذلك الحين وحين رأت شهقت بخوفٍ شديد
وركضت بإتجاهها وقالت وهي تجلس أمامها وتهزها بقوة:
ـ &quot;لوسكا&quot;... ما الذي أصابكِ يا ابنتي؟
همست &quot;لوسكا&quot; بصوتٍ خافت وهي ما تزال نائمة:
ـ انني احبك يا &quot;جيم&quot;.
وسقطت الصورة من يدها فألتقطتها امها وحدقت إليها بإشفاق والتمعت عينيها بدموع الحزن وهي تقول:
ـ لا أصدق بأنها ما زالت تفكر بهذا الشاب.
وحركت عيناها نحو &quot;لوسكا&quot; التي بدت البراءة واضحة على وجهها, فقبلتها والدتها بجبينها ووضعتها على
سريرها واطفئت الأنوار مغادرةً الغرفة لتترك &quot;لوسكا&quot; ترتاح قليلاً من ألم الفراق والحزن....

امسكت &quot;بريتي&quot; كوب العصير بكلتا يديها وهي تجلس على الطاولة مقابلةً لـ &quot;روبرت&quot; في أحد المطاعم الفاخرة
أثناء فترة الغذاء, وشربت قليلاً من العصير ثم اخرجت نفساً من فمها وهي تقول بضجر:
ـ أصبح الجو حاراً هذه الأيام.
نظر &quot;روبرت&quot; من خلال النافدة التي تستقر بجانب طاولتهما ووضع كفه على خده قائلاً:
ـ هذا صحيح!... لقد جاء الصيف.
علت الضحكة شفتي &quot;بريتي&quot; حين نظرت إلى &quot;روبرت&quot; وقالت بمرح:
ـ ما رأيك أن نذهب إلى المدينة الثلجيه؟
حدق &quot;روبرت&quot; في &quot;بريتي&quot; بإستغراب واخفض احد حاجباه وهو يقول بحيرة:
ـ المدينة الثلجيه؟
هزت &quot;بريتي&quot; رأسها والصقت كفيها مع بعضهما وهي ترد عليه قائلة بحماس:
ـ نعم, أنه أفضل وقتٍ للذهاب... سوف ندعوا الجميع, ما رأيك؟
ابتسم &quot;روبرت&quot; في وجه &quot;بريتي&quot; المُفعم بالحيوية واغمض عينيه قائلاً بهدوء:
ـ لا بأس, ما دامت أميرتي ترغب بذلك.
فرحت &quot;بريتي&quot; كثيراً لموافقة &quot;روبرت&quot;, وفي الحقيقة لقد كانت تتوقع رده هذا فهو لا يستطيع أن يرفض أي شيءٍ
تطلبه منه واتفقا على أن يذهبا برفقة الجميع مساء اليوم.....

وقف &quot;مارك&quot; أمام باب منزل عائلة &quot;ديفا&quot; عندما اوشكت الشمس على المغيب , وعلامات التوتر والإرتباك ظاهرةً
على وجهه الشاحب, وحين رفع يده لدق الجرس همس بداخل نفسه قائلاً كالذي ادرك امراً في ذلك الحين:
ـ يمكنني أن.....
واخرج هاتفه من جيبه وهو يتراجع للخلف وينظر إلى الأعلى حيث غرفة &quot;ديفا&quot; واتصل بها....
كانت &quot;ديفا&quot; تجلس على كرسي مكتبها والتقطت الهاتف حين سمعت رنينه ونظرت إلى الرقم قائلة بإستغراب:
ـ &quot;مارك&quot;, ما الذي يريده يا تُرى؟
وضغطت زر الرد ووضعت الهاتف في اذنها من دون ان تنطق بكلمة, وانتقل إلى مسامعها صوته وهو
يهمس قائلاً:
ـ &quot;ديفا&quot;, انا اقف أمام منزلك الآن.
اتجهت &quot;ديفا&quot; نحو النافدة بسرعة وازاحت الستائر, فأتسعت عينيها عندما رأت &quot;مارك&quot; واقفاً في حديقة المنزل,
وفتحت كلتا درفتي النافدة وقالت بصوتٍ عالِ كي يسمعها:
ـ ما الذي جئت من اجله, &quot;مارك&quot;؟
حرك &quot;مارك&quot; شفتيه وقال بجديةٍ ملحوظة وبصوتٍ نادم:
ـ أنا آسفٌ يا &quot;ديفا&quot;.
واحنى ظهره أمامها وانسدل شعره البني على وجهه وهو يتابع كلامه قائلاً في تألم:
ـ لقد اتيت إلى هنا بعدما فكرت ملياً بكلامكِ بالأمس..... إنكِ على حق, لقد سيطرت الأنانية علي.
عقدت &quot;ديفا&quot; اصابع يدها عند صدرها ولم تصدق ما تسمعه أذنيها وارتجفت شفتيها قائلة في حيرة:
ـ &quot;مارك&quot; أنت......
رفع &quot;مارك&quot; رأسه للأعلى بعينيه اللامعتين وقال بصوتٍ لطيف:
ـ &quot;ديفا&quot;, لقد اتخذت قراري.... لا شأن لي بأحدٍ بعد الآن.
امتلئت عينا &quot;ديفا&quot; بالدموع وعلى شفتيها ابتسامةٌ سعيدة ولم تستوعب بعد ما يحدث, هل هي في حلم أم أنه
الواقع الذي تمنت قدومه, فصرخت قائلة وهي تقترب أكثر:
ـ &quot;مارك&quot;, أنا أحبك هكذا.... سأكون معك للأبد.
علت الإبتسامة شفتي &quot;مارك&quot; وشعر بالإرتياح لإعتراف &quot;ديفا&quot;, وقال بداخل نفسه بكل وقاحة:
ـ هذا جيد!... لن اقلق من شيءٍ الآن.
بعدها لوح &quot;مارك&quot; لـ &quot;ديفا&quot; بيده وقال لها بسرور:
ـ هيا قومي بتغيير ملابسكِ لنذهب في نزهة.
هزت &quot;ديفا&quot; رأسها موافقة وعادت إلى غرفتها وبينما &quot;مارك&quot; ركب سيارته وبقي بإنتظارها......

في المساء, توجه الجميع إلى المدينة الثلجية وهم &quot;بريتي&quot; و &quot;روبرت&quot;...... و&quot;رينا&quot; برفقة &quot;هنري&quot;....
وكذلك &quot;ساكورا&quot; و&quot;آندي&quot;... و &quot;ميمي&quot; و &quot;جوزيف&quot; فقط ........
لقد رفضت &quot;لوسكا&quot; القدوم بالرغم من محاولات &quot;بريتي&quot; في إقناعها وفضلت البقاء في المنزل لأنها متعبةً قليلة
وتحتاج إلى الراحة الآن أكثر من أي وقتٍ آخر.....
و&quot;تينا&quot; فضلت البقاء مع &quot;مايكل&quot; فسوف يسافر قريباً ولا تريد ان تضيع هذه الأيام سُداً.......
وبالمصادفة توقفت سيارة &quot;مارك&quot; ومعه &quot;ديفا&quot; عند المدينة الثلجية بدون ان يعلموا بأن هناك ما ينتظرهم
بالداخل.... تشابكت أصابعهما مع بعضها ودخلا معاً كأنهما حبيبين إفترقا منذ مدة وعاد حبهما الآن.....

غير الجميع ملابسهم بالداخل مرتدين معاطف صوفية تحميهم من برودة المكان, وكانت تلك المدينة تعج بالكثير من الناس فقد جاء الصيف
والكل يرغب بالشعور بقليلِ من الدفء.....
دخلا &quot;مارك&quot; و&quot;ديفا&quot; إلى المدينة وتوقف الأول عن السير حين رأى &quot;بريتي&quot; مع أصدقائها وشعر بالضيق وضغط
على يد &quot;ديفا&quot; بقبضته فنظرت إليه بتساؤل وهي تقول:
ـ ما الأمر؟
ارتبك &quot;مارك&quot; قليلاً وهو يجيبها قائلاَ:
ـ لا شيء أبداً.
وعقد حاجبيه وهو يحرك عينيه للجهة الأخرى ويهمس بداخل نفسه قائلاً بغضب شديد:
ـ لا أستطيع التحمل عندما أرى &quot;روبرت&quot; في نفس المكان الذي انا فيه مع &quot;ديفا&quot;.

أشار &quot;هنري&quot; بيديه إلى قمةٍ عالية من الجليد وقال متحمساً وهو يخاطب &quot;رينا&quot;:
ـ أتمنى التزلج من هناك إلى الأسفل.
قالت له &quot;رينا&quot; في قلق ملحوظ:
ـ هذا خطرٌ عليك.
أطلق &quot;هنري&quot; ضحكةً مرحة وربت على رأس &quot;رينا&quot; وهو يرد عليها قائلاً:
ـ أنا لست صغيراً يا عزيزتي.
احمر وجه &quot;رينا&quot; خجلاً من معاملته اللطيفة لها امام الجميع, ثم سمع &quot;روبرت&quot; يقول ساخراً وهو يضع يديه
في جيبه وعلى وجهه أبتسامةٍ إستفزازية:
ـ لماذا لا تصعد إلى القمة؟.... كي أسخر منك حين تسقط .
بادله &quot;هنري&quot; بإبتسامةٍ مماثلة ورد عليه قائلاً بسخرية:
ـ انت تقول هذا لأنك تتهرب من المواجهة, أليس كذلك؟
اقترب &quot;روبرت&quot; من &quot;هنري&quot; وقال في تحدي:
ـ سوف أتحداك في هذا الأمر ولنرى من سينتصر.
عقد &quot;مارك&quot; ساعديه وهو يسمعهما ثم قامت بمشاركتهم في هذا الجدال بقوله في حماس كبير:
ـ هل يمكنني الإشتراك معكما؟
التفت الجميع إلى &quot;مارك&quot; و &quot;ديفا&quot;, فرفعت &quot;بريتي&quot; حاجبيها قائلةً بإستغراب:
ـ &quot;مارك&quot;.... ما الذي تفعله هنا؟
وضعت &quot;ميمي&quot; يدها على شفتيها وقالت بإندهاش:
ـ إنه الفتى الذي.....
وتذكرت حادثة المسابقة وانقطاع اللجام حين ساعدها &quot;مارك&quot; على الفوز في ذلك اليوم, ولولاه لكانت الآن في عداد
الأموات لأن السقوط من على الجواد يعني الموت بالنسبة لـ &quot;ميمي&quot;.....
اقتربت &quot;ميمي&quot; من &quot;جوزيف&quot; ووقفت بجانبه قائلة في تساؤل:
ـ من هذا الفتى؟
أجابها &quot;جوزيف&quot; وهو يحدق بهم:
ـ إنه &quot;مارك&quot; شقيق &quot;بريتي&quot; الأصغر, لقد رأيته مرةً معها

وضعت &quot;تيما&quot; باقة من الأزهار البيضاء أمام قبر &quot;جون&quot;, وارتسمت على شفتيها ابتسامةٌ صافية أظهرت جمال وجهها المشع
بالسعادة, ثم حركت شفتيها قائلة وهي تجلس على ركبتيها:
ـ ستكون هذه المرة الأخيرة التي تراني فيها يا عزيزي, لقد قررت أن اودع الماضي الأليم وأعيش كل لحظةٍ سعيدة في
حياتي.... أعلم ان هذا سوف يسعدك.
وفجأةً سمعت صوتاً مألوفاً خلفها يقول بنبرة ارتياح:
ـ هذا أفضل قرار.
ادارت &quot;تيما&quot; رأسها للخلف بسرعة وقالت بإندهاش:
ـ &quot;جاك&quot;, لم اتوقع رؤيتك هنا.
رفع &quot;جاك&quot; رأسه للسماء الزرقاء وهب عليه نسيم لطيف داعب خصلات شعره عندما قال:
ـ إنه مكانك المفضل, لذا توقعتك وجودك هنا.
وقفت &quot;تيما&quot; على قدميها وحدقت بـ &quot;جاك&quot; والسعادة تملئ عينيها, ثم اقتربت منه وامسكت بكلتا يديه وهي تقول:
ـ أشكرك يا &quot;جاك&quot;, لولا وجودك بجانبي لما استطعت ان اتخذ هذا القرار.
احمر وجه &quot;جاك&quot; خجلاً وربت على شعره وهو يضحك بإحراج ويقول:
ـ لم افعل شيئاً يستحق الذكر.
ارتبك &quot;جاك&quot; كثيراً لكنه حاول التغلب على هذا التوتر وسحب &quot;تيما&quot; من يدها وركض معها للخارج والهواء يرفرف عليهما
وهما يضحكان, وتنزها في ذلك اليوم المشمس اللطيف وقام بأصطحابها إلى شاطئ البحر.....
خلعت &quot;تيما&quot; حذائها ووضعت قدميها على البحر وقالت بإرتياح:
ـ أنه بارد بالرغم من حرارة الجو.
وقف &quot;جاك&quot; بجانبها وقال وهو ينظر للأمام:
ـ هذا البحر سيبتلع كل أحزانك يا &quot;تيما&quot;.
نظرت &quot;تيما&quot; إلى &quot;جاك&quot; بإستغراب بدون ان يلتفت إليها ثم عاودت النظر إلى البحر الهادئ والتمعت عينيها من أشعة الشمس
التي شارفت على المغيب وقالت وهي تغمض عينيها:
ـ انت محق!
لم يستطع &quot;جاك&quot; أن يخبر &quot;تيما&quot; بقرار الزواج الآن, خوفاً من ردة فعلها خاصةً وانها قد اتخذت قرار نسيان الماضي اليوم فقط
ومن الصعب ان يفاجأها بهذه السرعة.....

عندما هبط الظلام, اخرجت &quot;رينا&quot; هاتفها النقال من حقيبتها ونظرت إلى اسم &quot;هنري&quot; بتمعن ثم تنهدت واخفضته وهي تقول
في ضجر وضيق:
ـ حتى لو قمت بالإتصال عليه الآن, ماذا اقول له؟
وفكرت &quot;رينا&quot; أنها لو اخبرت &quot;هنري&quot; عن تصرف والدها فإنه سيأخذ فكرةً سيئة عنهما فهما والديها أولا وأخيراً.....
ثم رمت برأسها على الوسادة وقالت بهدوء:
ـ علي أن أتصرف بسرعة قبل فوات الآوان.
ونهضت من على وسادتها بسرعةٍ كبيرة ووجهها مليءٌ بتعابير الإندهاش وهي تقول:
ـ ماذا لو قام والدي بالإتفاق مع عائلة &quot;روك&quot; على كل شيء بدون ان يخبرني؟
وقفزت من على سريرها وتوجهت راكضة نحو باب غرفتها وفتحته بقوة وخرجت وكانت تركض في ممر الغرف وهي تردد
قائلة بغضب:
ـ لن اغفر لهم إذا قاموا بهذا العمل.
وحين نزلت عبر السلالم وجدت والديها في الصالة يتناقشان في أمرِ ما, فتوقفت عن السير وقالت بصوتٍ جاف:
ـ ما الذي تتحدثان عنه؟
رفع والدها عينيه إليها وقال لها بإستياء:
ـ لماذا غادرتِ غرفتك؟
عقدت &quot;رينا&quot; حاجبيها وردت على والدها بكل جرأة وبدون ان تشعر بذرة الخوف:
ـ لقد غادرت لكي أمنعكما من إجباري على الزواج, لأنكما لو فعلتما ذلك فأنني......
ضرب والدها بيده على المنضدة التي امامه مقاطعاً كلامها, ونهض من على الأريكة وتقدم نحوها وهو يقول بصوتٍ حاد:
ـ أنا صاحب القرار في هذا المنزل يا &quot;رينا&quot;, هل فهمتي؟
صرخت &quot;رينا&quot; في وجهه بكل عصبية وهي تقول:
ـ لكن هذه حياتي, وأنا من يقرر كيف ستكون!
فقام والدها بتوجيه صفعةٍ قويه على خدها جعلتها تتراجع للخلف, وزاد هذا الأمر من غضب كل منهما وقال الأب بحنق:
ـ إياكِ أن تملي علي ما افعله.
نهضت والدتها في ذلك الوقت ووضعت يديها على كتفي &quot;رينا&quot; وقالت بهدوء:
ـ اذهبِ إلى غرفتك الآن.
ابعدت &quot;رينا&quot; يدي والدتها بقوة وقالت بعنف:
ـ انتما تريدان تدمير مستقبلي.
وصعدت إلى غرفتها راكضة بينما جلس الأب على الأريكة وتنهد قائلاً بضيق:
ـ ما اعند هذه الفتاة.
التفتت الأم إليه وقالت بإنزعاج:
ـ إنك ترهق نفسك كثيراً.
حرك الأب عينيه نحوها وقال بجفاء وهو يضع كفه على رأسه:
ـ يجب ان اطمئن على مستقبل &quot;رينا&quot;.

رمت &quot;رينا&quot; بنفسها على السرير ولم تتمكن من منع نفسها من البكاء حتى ان وسادتها غرقت من دموعها الساخنة
ثم سمعت صوت هاتفها النقال وهو يرن فرفعت رأسها وهو ملطخٌ بالدموع ونظرت إلى المتصل فأتسعت عينيها حين
رأت اسم &quot;هنري&quot; وزاد بكاؤها لأنها لا تستطيع التحدث إليه وهي بهذه الحالة....
وبالخطأ ضغطت على زر الرد بدون ان تدري وانتقل صوتها الباكي إلى مسامع &quot;هنري&quot; وهو يقود السيارة بينما كانت
تقول بألم وحزن شديد:
ـ سامحني يا &quot;هنري&quot;, لأني لا استطيع التحدث إليك وانا هكذا.... يبدو اننا لن نرى بعضنا بعد الآن, ان حبي لك يجري
في دمي لكن الحاجز بيننا قويٌ جداً ولا يمكن تجاوزه.
رفع &quot;هنري&quot; حاجباه بإستغراب ولم يفهم ما كانت تقصده &quot;رينا&quot; من كلامها هذا, وبقي ينادي عليها لكن دون جدوى فهي
لم ترد عليه مطلقاً فأغلق الخط واستمر بالنظر إلى الطريق وهو في حيرةٍ مما يحصل ولا يدري ما يفعله في هذه اللحظات
الحرجة لكنه احس بأن &quot;رينا&quot; بحاجةٍ إليه الآن, لذا غير مسار السيارة واتجه إلى منزلها ليعرف الأمر بالتفصيل.....

في ذلك الليل, كانت &quot;بريتي&quot; تجلس تحت شجرةٍ في حديقة المستشفى بعدما جفت الدموع من عينيها.....
رفع &quot;روبرت&quot; رأسه من على الوسادة البيضاء ووضع قدميه على الأرض بدون ان يقف, ثم رفع يده إلى الضماد في عينيه
وقال ببرود:
ـ لا استطيع الإستمرار بالعيش بدون ان ارى أميرتي.
وازال الضماد وامسكه بيده وحاول فتح عينيه بصعوبة بالغة, وحين فتح جزءً منها لم يرى بوضوح واحس بألمٍ شديد
فيها ولم يستطع احتماله فسقط على الأرض وهو يضع كفيه عليها ويقول :
ـ هذا مؤلم.
وصرخ بأعلى صوته قائلاً:
ـ &quot;بريتـــــــــــــي&quot;!
انتقل صوت &quot;روبرت&quot; إلى &quot;بريتي&quot; بسرعة ووقفت من مكانها واتجهت راكضة بإتجاهه وعلى وجهها تعابير الخوف ممزوجة
مع القلق وفتحت باب غرفته بقوة وهي تقول:
ـ &quot;روبرت&quot;..
واتسعت عينيها حين رأته مُلقاً على الأرض بدون حراك فجثمت على ركبتيها وصرخت وهي تضع كفيها على شفتيها فجاء الطبيب
مع الممرضة بسرعة وقاما بإعادته إلى السرير وطلبت الممرضة من &quot;بريتي&quot; أن تظل بالخارج......
سارت &quot;بريتي&quot; للخارج بخطواتٍ مرتجفة ووقفت بمحاذاة الباب وهي شاردة الذهن ولم تستوعب ما رأته عيناها قبل لحظات ...
هل كان ذلك الشخص هو نفسه &quot;روبرت&quot; الذي تعرفه؟!
وسقطت دمعةٌ من عينيها وتقوست حاجبيها في غضب حين تذكرت بأن &quot;مارك&quot; هو من فعل ذلك واشتعلت نار الإنتقام في عينيها
وقالت بغضب شديد:
ـ سوف اجعله يندم على ما فعله بالتأكيد.
ثم خرج الطبيب من الغرفة فسألته &quot;بريتي&quot; في سرعة:
ـ كيف حاله الآن؟
أجابها الطبيب بإستياء وهو يخفض رأسه:
ـ لقد قام بنزع الضماد من عينيه, لو اننا تأخرنا قليلاً لأصيب بالعمى الكلي.
اتسعت عينا &quot;بريتي&quot; والطبيب يبتعد عنها وارتجفت شفتيها وهي تقول بإنصدام:
ـ العمى الكلي؟....... &quot;روبرت&quot; لا يمكنني تصديق ذلك.
ودخلت إلى غرفته واقتربت منه وهي تردد نفس الجملة السابقة حتى جثمت على ركبتيها امامه ووضعت كفها على الضماد في عينه
وقالت بحزن:
ـ &quot;روبرت&quot; أرجوك, لا تؤذي نفسك يا عزيزي.
رفع &quot;روبرت&quot; يده وامسك بكف &quot;بريتي&quot; وابتسم قائلاً بإرتياح:
ـ يدكِ دافئة يا أميرتي, أنا آسف عما بدر مني هذا الصباح..... ابقي بجانبي أرجوكِ.
امتلئت عينا &quot;بريتي&quot; بالدموع وعانقت &quot;روبرت&quot; وهي تحاول أن توقف بكائها وتقول:
ـ لن اتركك أبداً يا حبيبي!..... مهما حدث, أنا بجانبك دائماً.
اتسعت شفتي الممرضة الواقفة هناك بإبتسامةٍ لطيفة وغادرت الغرفة لتتركهما وحيدان هنا.....
نظرت &quot;بريتي&quot; إلى &quot;روبرت&quot; وربتت على خده وهي تقول:
ـ ما حدث لن يأثر على حُبنا مطلقاً.
والصقت قبلةً لطيفة على شفتيه في الوقت الذي دخلت فيه &quot;ميمي&quot; إلى الغرفة وهي تحمل باقة ازهار وارتسم ذلك المشهد في
عينيها وتسمرت في مكانها وهي ترى ذلك الحب العميق الذي يجمع بين &quot;بريتي&quot; و &quot;روبرت&quot; فأبتسمت بإرتياح وسقطت الدموع
من عينيها وهمست بداخل نفسها:
ـ يبدو انه لا مكان لي بينهما.
وغادرت المكان بدون ان يشعرا بوجودها, وتركت باقة الأزهار على مقعد الإنتظار بجانب الغرفة وغادرت المستشفى بعدما فهمت أن
لا مجال لها بالإستمرار بحب &quot;روبرت&quot; فقلبه لا يحمل سوى &quot;بريتي&quot;.... وقررت ان تنسى ذلك الحب لأنه من طرفٍ واحد فقط ومثل
هذا الحب لا يمكن ان يستمر طويلاً لكن &quot;ميمي&quot; كان لديها قليلٌ من الأمل بداخل قلبها والآن انزاح نهائياً وودعته للأبد.....

اوقف &quot;هنري&quot; سيارته امام منزل &quot;رينا&quot;, ونظر إلى الساعة وقد تجاوزت العاشرة مساءً فلم ينزل من السيارة وقال:
ـ أعتقد بأنه ليس الوقت المناسب لرؤيتها الآن, سآتي في الغد.
فعلاً, لقد نامت &quot;رينا&quot; بدون ان تشعر بنفسها وهي تبكي ولم تتوقع أبداً بأن &quot;هنري&quot; قريبٌ منها جداً في هذه اللحظة.....
فقد كانت تتمنى ان تسقط في حضنه وتخبره بكل ما يزعجها وبمعاملة والدها لها لكنها خشيت من ردة فعله......